أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - جوهر المسألة في حديث - النستلة - !














المزيد.....

جوهر المسألة في حديث - النستلة - !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العثرة التي اوقع الشيخ جلال الدين الصغير نفسه بها لم تكن الاولى ولكنها تميزت عن سابقاتها السياسية والطائفية, بأنها كشفت جانباً ضبابياً من زاوية نظر مشايخ الاسلام السياسي لحياة المؤمنين من اتباعهم اولاً وعموم المواطنين ثانياً.
فالامر لاينتهي بموعظته الهزلية حول الامتناع عن شراء النستلة " الشيكولاتة " فقط, وتأثيرها في تدبير امور منزل المواطن العراقي المسحوق المفتقر للحقوق والخدمات والذي يعاني من البطالة في بلد غني كالعراق وانما ايضاً نصيحته بترشيد نفقاته, بأيراد مثله الغريب عن ال 100 الف دينار الذي يعبر عن جهل فظيع بقيمة العملة العراقية, فهو مبلغ بسيط لأعاشة عائلة, ودعوته بالاكتفاء بصرف 30 الف دينار منها وتوفير السبعين الباقية, لما ما تترتب على عائلة المواطن من مسؤولية تضامنية في تحمل اعباء الضائقة المالية التي تعيشها الدولة ومؤسساتها, والتي لم يذكر اسبابها والذي يكتوي المواطن بنارها لوحده.
فقد كشفت خطبته بجلاء فاضح, الانفصام التام بين الطبقة السياسية الحاكمة وابناء الشعب, وجهلهم المطبق بحاجات المواطن العراقي وهمومه والهوة السحيقة في العلاقة بين حيتان الفساد المتنفذة من ذوي المليارات وبين المواطن العادي الذي يكدح لتأمين قوته وقوت عياله. فهم يعيشون اجواء جنة الله على الارض من ثراء وبذخ وتخمة بينما يطالبون الناس التخلي عن مغريات الدنيا الفانية ومنها النستلة وتقبل ظروف الحياة بأجواء عقاب القبر مع الاستغفار من الرب الرحيم ليل نهار.
جوهر المسألة اظهر انهم يعيشون في ابراجهم العاجية... عالمهم الخاص المغلق الذي له حدوده المقدسة المسلحة والتي يحضر تجاوزها. هم لهم عالمهم المتميز وترفهم الاسطوري ودائرتهم المغلقة بينما على المواطن تنفيذ وصاياهم عن القناعة التي لاتفنى بضنك العيش والمرض وعدم الامان. انهم يعبرون عن ازدراء وضيع لأناسهم من التابعين بأعتبارهم كائنات لم تخلق الا لخدمتهم والتمسح بأعتابهم وتلقط فتات موائدهم وتقبيل اياديهم, شاكرين, على هذا الاذلال الكريم.
من هنا بلغ مهرجان التهكم الشعبي من خطبته على مواقع التواصل الاجتماعي اوجه. بتدبيج القصائد والمقالات و الفوتو شوب والتعليقات الهزلية التي تثأر من استهتار الاسلام السياسي الحاكم بهذا الاسلوب الاجرامي الفج, والنفور الارستقراطي من العامة الذي جاءت به خطبته. فمثل الشيخ الصغير لايحس بالازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد, والذي هو احد اسبابها, ولا يعرف الرسم البياني المتصاعد لمآسينا.
وفي الوقت الذي يطالب به المواطن بالتقتير على اطفاله بنستلة فأنه ليس مستعداً للتخلي عن سيارة من سياراته المصفحة او تخفيض اعداد حماياته, رغم كونه ليس موظفاً حكومياً, ناهيك عن التصدق بجزء من ملايينه الوفيرة لأطفال الفقراء المنتشرين على تقاطعات الطرق.
لقد هشم التهكم الشعبي مرآة نرجسيته وقدسية عمامته وتعاليه, بعد ان تراجع دور الكلوروفورم التخديري لخطاباته, لذلك انتفض بليغ ابو كلل المتحدث الرسمي باسم المجلس الاسلامي الاعلى لنجده شيخه ورد الاعتبار له, فزاد الطين بلة, بتهجمه البذيء بعد ان شهد الناس افواجاً, تضحك ملأ اشداقها من هذيانات شيخه.
ربما تكون فضيلة الشيخ الوحيدة هو تبديده سأم واكتئاب مواطنيه في هذه الاجواء المشحونة التي يعيشونها, مع ايقاظ عنادهم ومعارضتهم لمواعظه والاصرار على التهام النستلة التي تبعث بسبب مكوناتها الطبيعية مشاعر الفرح والحبور لديهم.
وقد صح قول الشاعر :
ورثوها من لها لاينتمون...... وأحالوها لريح صفصفا
لرماد وهشيم وهباء...... لا شريف بينهم قد أنصفا



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شر البلية ما يضحك حد الانكفاء على الظهر !
- في يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط - اختي التي في المقابر الجماعي ...
- أكلوني البراغيث !
- محاربة السعودية لداعش في سوريا... نكتة !
- زوبعة مشعان في فنجان البرلمان
- ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !
- الحمد لله على نعمة الألحاد
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - جوهر المسألة في حديث - النستلة - !