بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 18:01
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
77 ــ هل شعوري بالانتماء إلى حضارة عريقة دفعني إلى الكتابة ؟ أرى أن تمرد المرأة الفينيقية الرابضة في جيناتي هو الذي دفعني للغوص في عوالم مجهولة كي أُطهر نفسي من أدران البداوة وأغسل جسدي من غبار الصحراء التي علقت بي من كتب التاريخ المدرسية وغيرها من الكتب التي تعلن أن الصراع بين الإله بعل " إله الخضرة " والإله موت " إله القحط " قد انتهى منذ قرون لصالح الأخير )) حوار مباشر مع الروائية faeza daud2 ــ فائزة ما هو تأثير التيار القومي والتيار الإسلامي على ثقافة سوريا القديمة ؟.(( الحضارة هي منتج تراكمي ويفترض أن يكون ذا منحى عمودي أو على الأقل حلزوني ومن المؤسف القول أن التيارين المذكورين جعلا الحراك أفقياَ وحتى انحدارياً ذلك أن التيارين لم يراعيا خصوصية سوريا المغامرة الأولى للعقل البشري وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء لنا أن نتساءل عن التراث السوري فمثلاً لا نرى أي حضور للإله السوري " الخضر " الحامي للطبيعة إلا في حدودٍ ضيقة لا يجرؤ أتباعه على البوح باحترامهم الشديد لذلك الإله الذي رافق الإنسان السوري منذ آلاف السنين كما لنا الحقّ أن نتساءل عن الملاحم السورية والقصائد الأوكاريتية , بمعنى آخر أين هي الروحانية المنسجمة مع المكان في سوريا الطبيعية ؟ . وهنا لابد من التنويه إلى أن الإنسان السوري القديم كان يرحب بكل ما هو جديد اذ كان التجار الفينيقيون وبحكم سفرهم ومعرفتهم بروحانيات الشعوب يجلبون معهم بعض الآلهة فيرحب بها السوريون ويضيفونها إلى آلهتهم دون أي تعصب أو حقد وعلى سبيل المثال لا الحصر أصبح مقرّ زيوس سيّد الآلهة اليونانيّة في الجبال الساحليّة السّوريّة لا في الجبال الاولمبيّة الساحليّة اليونانيّة.ترى أين هو ذلك الإنسان السوري وما هي الظروف التاريخية والدينية التي جعلته يرفض الاخر ؟ أرى أن الجواب يكمن في عجز القائمين على هذين التيارين في تحويل النظرية إلى تطبيق ذلك لأن القائمين على التيار الإسلامي أفرغوا الإسلام من الروحانية لصالح الطقسية أو الشكلانيّة ومن خلالهما رفضوا الآخر المختلف معهم وهذا ينطبق على بعض التيارات القومية التي حولت فكرها إلى حالة خطابية بعيدة عن الواقع , وفي الوقت ذاته رفضت الآخر المختلف معها .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟