أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوار شريقة - مرايا ملونة














المزيد.....

مرايا ملونة


نوار شريقة

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


مرايا ملونة:
حياة غير مبررة هي دوما خير من موت مبرر, ضمن هذه المعادلة لن تكون الخسارات فادحة إن اثبت عقربا الوقت خطأ التقدير,هكذا يتحايل الضجرون على الموت في ليال الشتاء ويصيغون الادب على هيئة ملابس شتائية يرتديها الشيوخ مرددين: الموت ليس رجل ثلج بل بحار ملطخ بالرمال, ويرفضها الشبان هادرين: الموت شعر امرأة... أثر مر على الشفاه.

في الساحات القرمزية المتسخة برؤوس الجنود تسترخي اكوام اللحم وسط إيقاع مأتمي حيث تتصلب الانهار ويتناسل الطغاة كالدود في البالوعات, وفي الساحات أيضا عشب يحاول كسر القشرة الخارجية للارض يداعبه اطفال يحاولون سرقة الغيوم.

الانهار نوعان: أنهار تسير للامام وأنهار من شعوب تتكدس للخلف, الاوطان نوعان: اوطان تأخذ منك لتعطيك واوطان تأخذ منك لتعطيهم, الكتب نوعان: كتب تمنحك معناها وكتب تمنحك غبارها,الاسواق نوعان: اسواق خاصة تباع فيها المنتجات واسواق هائلة يباع فيها الجميع, الايديولوجيا نوعان: ايديولوجيا تخدرك وايديولوجيا تقتلك,الناس نوعان: اناس يرونك فريسة واناس تراهم فريسة.

مدية الحلاق تلامس رأسي,تلتف حول الحنجرة تذبحني بحركة خاطفة ويسقط الرأس على الارض دون اثر للدماء,يرميه الحلاق و يلصق مكانه سوطا لشرطي متقاعد, على امتداد الطريق ألمح جاري الحصالة في دكانه يتجادل مع امه الممسحة, اصعد في باص تقوده خزنة مهترئة والقي السلام على ركابه من المماسح,على الطرقات يتناثر رجال يحملون بين اكتافهم اوراق اليانصيب يتحركون بصمت ويتجنبون الشوارع الممنوعة حيث تتجمع مخلوقات أخرى تمطر السماء عندها خبزا ولحم أطفال,يتوقف الباص واترجل, دقائق واصل إلى عملي المرتقب لولا سيارة فارهة حطمتني تحت عجلاتها, تاركة بقايا العظام للزبال الذي جمعها برأسه المنهك.

التراتيل تتصاعد,البخور يتجمع ويتحول شيخا شديد البياض يلقي مواعظه:شقي أنت, دودة صماء تعبر بين يدي الله وتتلاشى إليه,دمية خيوطها مرتبطة بيديه يشفق عليها ويضحك,واجبك ان تقنع.يرتفع الدخان وسقف الارض ينخفض ,تذوي الجياد في سجون عالية والارض تكاد تقفر لولا موسيقى جامحة تصاعدت وتغلغلت عبر العتمة والدخان, فارتعشت حقول خضراء وامتدت تتعرج فيها أنهار سجينة, وتحول الحضور اطفالا ينصتون لاصوات البحر الصاخب: الإله مثلنا ليس كاملا ينقصنه الموت وينقصنا الخلود وكلانا يشفق على الاخر...نحن وأياه رفقاء في رحلة واحدة.

النوم حديقة زرقاء بلا اشجار تمتد تحت خطوات طفل اخضر العينين يطوي بين يديه الحدود والخرائط ليصنع منها شباكا مهترئة,يلقيها في مستنقع قرمزي اللون كي يتصيد ألحانا ووجوها وشموس, النوم حديقة زرقاء يخربها صوت استاذ جغرافيا يخرج طفلا اخضر العينين كي يرسم حدود البلاد فيرسم رأسا باسما معلقا بالشباك.

اليأس مرآة سوداء محطمة تنشر قطعانا متوحشة من المدى على أرض من الفولاذ البارد فتفصل الجموع إلى حزبين: إلى هذه الناحية منها الصبية المثخنون وإلى تلك الناحية خلفها الكبار النائمون...



#نوار_شريقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوار شريقة - مرايا ملونة