مرتضى عصام الشريفي
الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 23:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثارت كلمة العبادي ــ التي ألقاها في 9/2/2016 في وقت متأخر لحكمةٍ لا يعلمها إلا هو ــ سخرية المتابعين، والمحلّلين، ومبعث هذه السخرية، والاستهجان التحضيرات الإعلامية التي سبقت إذاعتها على الشعب، وكأنّه سوف يذيع بيان النصر ..!!، وكان المؤمل منه أنْ يلقي خطاباً تاريخياً يضع فيه النقاط على الحروف، ويفضح الفاسدين، ويعطي فيه حلول ناجعة من خلال دراسة وافية تعرف حجم الأزمة، وخطط تفاديها بالأرقام، والخطوات؛ كي يطمئن الشعب على مستقبل العراق، ومستقبله؛ لكن ماذا صنع رئيس الوزراء .....؟؟ .
.
في قراءة لفقرات الكلمة تبرز أمامك بعض الملاحظات تثير علامات استفهام كبيرة، ومنها :
1. افتتح رئيس الوزراء كلمته بقوله : إنّنا نمتلك رؤية واضحة لحجم الأزمة، وقد وضعنا الحلول القادرة على الخروج منها . رجّح بعض المتابعين بأنّ هذه الفقرة ردّ على موقف المرجعية الأخير، وعلى الهجمة الإعلامية التي تقودها بعض الكتل، والقنوات الفضائية . يا ترى هل كان العبادي واثقاً بكلامه .....؟؟؟ . لم يظهر ذلك واضحاً عليه ..
.
2. هل يعقل أنْ تكون هذه الأزمة مجرّد هجمة إعلامية، فقد أفصح العبادي عن تعرّض الحكومة لهجمة إعلامية لم ترد عليها الحكومة حفاظاً على العراق، وعلى مكتسبات العملية السياسية، وهذا الكلام قد قاله سلفه، وانظر إلى ما وصلنا إليه من الفوضى ..!! .
.
3. تكلّم عن انتهاء الحكومة من وضعها لخططٍ استراتيجية جاءت بعد دراسة مستفيضة للتحديات، وحجم الأزمات، واكتفى بهذا الكلام في وقت الشعب بحاجة ماسّة إلى مَنْ يطمئنه بسرد طرق تنفيذ الخطط . هذا ما أتصوره .
.
4. اعترف بفشل حزمة الإصلاحات، وإنّها لم تكن بمستوى طموح الحكومة، والشعب على الرغم من أهميتها .
.
5. دعى إلى تغيير وزاري جوهري، ودعى القوى السياسية، ومجلس النوّاب أن يساهموا في ذلك، وتشكيل حكومة تكنوقراط، فقد أفصح عن أنّ الحكومة الحالية قد اختارتها الكتل السياسية، وكان دوره الموافقة عليها فقط .
.
6. وفي النهاية اختتم كلمته بالدعاء للجيش، والحشد الشعبي، وإلى من يعمل بإخلاص لهذا الوطن .
.
لا يبدو أنّ رئيس الوزراء يمتلك رؤية واضحة، وربّما هو غير عارف بتفكير الكتل السياسية التي طالبها بالتغيير الجوهري؛ إنْ كان لديه أمل باستجابتها له، فمن وقف بوجه الدعوة للإصلاح، ومن عطّل الإصلاحات الحكومية، ومن منع وزراءه من الإقالة، والتغيير، والاستجواب ......؟؟ ..!! . فهناك من يقول : أراد العبادي إحراج الكتل؛ ليخرج هو من مسؤولية عدم التغيير ، وهذا ما تجسّد فعلاً، فقد أفصحت إحدى الكتل عن تضرّرها من المشاركة في هذه الحكومة، وإنّها تحمّلت فشل الحكومة ...، من الواضح أنّ العبادي قد أصاب هدفه على وفق رؤية من رأى ذلك في كلمته .
.
ولا يبدو أنّ الخطط باتت ذات فائدة في إنقاذ العراق من أزمته المالية المرتقبة في ظلّ استمرار انخفاض أسعار النفط، وكان على الحكومات السابقة وضع مثل هذه الخطط التي تبنى على أساس توقّع الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم، والمنطقة عبر قراءة واعية للأسس، وفلسفة بناء الاقتصاد العالمي .... . أكثر ما أخاف منه فوات الوقت على مثل هذه الخطط ......، ويبدو أنّ الوقت قد أزف ... .
.
أسأل الله أنْ يمكّن الحكومة من إنقاذ العراق من أزماته .
#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟