احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 00:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القيادات الإصلاحية ترى إن الوسطية والاعتدال واحترام حرية الرأي والعقيدة، منهجا وسلوكا وموقفا، ليست حالة عرضية أو مرحلة آنية، وإنما هو أمر فطري إنساني، ومنهج ثابت، وعقيدة ضرورية فرضتها كل الأديان السماوية وأقرَّها العقل والمنطق وحتى الأيديولوجيات الوضعية التي تؤمن بحرية الفكر والعقيدة، وترفض بان يكون للاختلاف في الرؤى والأفكار والمعتقد انعكاسات خارجية سلبية تؤدي إلى ديكتاتورية الرأي ولغة التهميش والإقصاء والتكفير والاقتتال. فالاعتدال في عقيدة المصلحين ليس مجرد شعارات انتهازية ولقلقلة لسان ودعاية إعلامية، لتحقيق مكاسب شخصية، كما نسمعه من الأصوات التي تغذي وتدعم وتحتضن في واقعها العنف والتطرف ...
الاعتدال والوسطية منهج تمسك به وجسده في سلوكه ومواقفه،ودعا إليه المرجع العربي الصرخي في بياناته ومحاضراته ولقاءاته، واعتبره أساس لبناء الشعوب وعمارة الأوطان حيث قال: (( لا تبنى الأمم بقوة السيف والبطش والقمع والإرهاب والرشا والإعلام الزائف والمكر والخداع....بل بالفكر والمجادلة بالحسنى وبالإنسانية والرحمة والأخلاق))،مؤكدا على ضرورة أن لا يكون للاختلاف في العقيدة والفكر انعكاسات سلبية على السلوك والموقف، حيث يقول:
((الاعتقاد في القلب بينه وبين الله، نحن نرفض انعكاسات ما يعتقد به الإنسان على الخارج، تكفير الآخر بالرأي، سواء أكان على أساس الدين أو القومية أو العرق أو المذهب أو أي عنوان من العناوين، هذا الشيء مرفوض وهو أن ينعكس إلى الخارج كسلوك عملي إجرامي تكفيري، والمفروض أن نرفضه سواء كان على أنفسنا أو على الآخرين...))،
ومن الطبيعي أن يكون لهذا المنهج حضور في قلوب الأحرار المعتدلين ويكون محط إعجابهم واعتمادهم، وفي المقابل نجد دعاة التطرف ينصبون العداء للقيادات المعتدلة، ويستهدفونها ويقمعونها، ولعل منهج الإعتدال هو احد أسباب استهدافهم للمرجع الصرخي، كما أكد على ذلك أستاذ القانون الجنائي الدولي د. سفيان عباس التكريتي، في برنامج "احذروا... الشر قادم من هناك" الذي تبثه قناة الجسر الفضائية حيث قال: (سماحة السيد الصرخي "رعاه الله" أصبح معادلة صعبة في مسيرة العمل الوطني، يحمل حزمة هائلة من القيم والمبادئ والاعتدال والوسطية جعلته مركزاً للإستهداف من العنصر الفارسي المتحكم في صناعة القرار العراقي) وأضاف: (أن السيد الصرخي يعني التشيع العربي الصحيح، ويعني الإعتدال والوسطية في فهم الأحكام الشرعية والفقهية دون تغليظ أو مغالاة، ويعني لا للطائفية، ويعني نعم للمرجعية العربية، ويعني نعم لعروبة العراق لا لظلم المحرومين ونهب أموالهم، ويعني لا للإحتلالين الإيراني والأمريكي).
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟