أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود














المزيد.....

التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 20:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود

لعل السود من أكثر أجناس الأرض عرضة للتمييز العنصري تاريخيًا وتقليديًا، فهل هناك أكثر من استعبادهم كبشر؟ وجعلهم أقل حتى من خدم لا يستطيعون أن يغيروا ولا أن يقرروا شيئًا من واقعهم؟ لكن كيف تعايش السود مع هكذا معاناة وكيف استطاعوا مواجهة المأساة؟ لعلنا لا نستبعد تفوق السود في مجال الغناء وربما الرقص، لأن هاتين كانتا الوسيلتين الوحيدتين للتعبير عن أنفسهم واللتين كانتا تصبرهما على القهر والظلم الذي ما بعده ظلم.

وقد استقر السود على لقب وصفهم بالسود عوضًا عن الأفارقة، وهذه هي التسمية المفضلة لديهم لأنها تشمل الإرث الكاريبي وليس الإفريقي فقط وهي تدل على الرجل الأسود في مقابل الرجل الأبيض. وخرج السود بشعارات تدل على حب الذات والقبول بها ألا وهي الأسود جميل أو السوداء جميلة. ولا يحبذون لقب إفريقي وبالتأكيد لن يسكتوا إذا لقبهم أحد بالزنجي، فهذا مصطلح خاطىء واستعبادي. وفي أمريكا، يدل الوصف؛ أسود على الرجل الإفريقي المرتبط بتاريخ العبودية الممنهجة، وهو في ذلك لا يريد أن ينسى ما حصل معه ويريد أن يتذكر ما فعلت به العبودية إلى الأبد. ولهذا لن يتسامح ربما مع أي من أشكال العنصرية. وقد فضل السود أن لا يدخلوا معهم أحد غير أسود في نضالهم، لأنهم لا يحتاجون لمن يناضل معهم. وربما كان ذلك لأنهم لا يريدون المساومة على حقوقهم لا خارجيًا ولا داخليًّا.

أما نضالهم فكان طويلاً ضد العنصرية، التي كانت تأتي غالبًا من الرجل الأبيض، الذي نشط تجارة النخاسة منذ القرن الخامس عشر، وقد استلبهم أسماء عائلاتهم الحقيقة ونسبهم إليه في محاولة لطمس هويتهم قسريًا ونهائيًّا تقتضي حتى بفرض ديانة الرجل الأبيض عليهم. بل إن الرجل الأبيض قد فعل أكثر من هذا، حين كان يجلب الآلاف المؤلفة من العبيد من إفريقيا، ومن مناطق مختلفة، عبر المحيط الأطلسي إلى الأمريكتَين وأوروبا، ويربطهم بالسلاسل الحديد، حتى عندما يغرقون في عمق البحار، يظلون مدفونين على سطح رماله المبللة. ثم كان يرميهم في الأميركيتين تاركًا بعضهم خلفه في مستعمراته في أمريكا الوسطى، للعمل في حقول قصب السكر، وبهذا يقطعهم كليًّا عن أصلهم وفصلهم وبلادهم التي جاءوا منها ويتركهم تائهين بلا هوية وبلا عنوان وبلا تاريخ.

وتعد دولة مثل جامايكا، والتي هي دولة كومنولث وتخضع للتاج البريطاني مثالاً على ذلك. وليس من المبالغة القول أن الجامايكيين ما زالوا غاضبين لأن الرجل الأبيض أضاع هويتهم و تاريخهم. وهذا أمر طبيعي خاصة إذا عرفنا أن الرجل الأبيض يبحث عن هويته ونفسه وينقب عنها في كل أنحاء العالم. وهو إذ يفعل ذلك يحلل أن تكون عنده هوية واضحة لنفسه ويحرمها على غيره. ولهذا لا يجوز التهاون بموضوع الهوية إطلاقًا. وهناك دول تابعة لفرنسا في أمريكا الوسطى مثل جمهورية الدومينيك. ورغم أن دولًا أوروبية وأمريكية ألغت قوانين العبودية في القرون التالية؛ السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، فإنها لم تكن كافية لإلغاء العنصرية ولم تجترع فكرة المساواة مع الرجل الأسود. وهناك حركات داخل المجتمع الأسود تقتضي بالبحث عن ديانات الأجداد والتخلي عن ديانة الرجل الأبيض. ومن هذه الديانات الإفريقية؛ عبادة أرواح الأجداد والدين الجديد النوابي والذي يرتبط بتاريخ الفراعنة. والنوابيون يعتبرون أنفسهم من سلالات الفراعنة وعندهم شيء من الغضب تجاه الجميع.

وإلى المزيد في المقالة المقبلة علمًا بأني أحاول جعل مقالاتي قصيرة نسبيًا لكي تقرأ من الأول إلى الآخر ولأني لا أحبذ المقالات الطويلة ولا اللغة الصعبة.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة
- الشرف والدم 1: الذكورة
- الشرف والدم 1: الذكورية
- الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ
- الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي
- الهوية الضائعة 8: الله أكبر والصليب
- الهوية الضائعه 7: عقد العربي المركبة
- الهوية الضائعة 6: نماذج الهمجية
- الهوية الضائعة 5: همجية العربي
- الهوية الضائعة 4: علينا التباكي كاليهود
- الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة
- ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟
- الإضطهاد المسيحي 2


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود