ملالي ايران والفساد المالي السرطاني

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ملالي ايران والفساد المالي السرطاني
صافي الياسري
تعقيبا على مقال لي حول استغلال السلطة واتخاذها اداة للاثراء الفاحش في كل من ايران والعراق ،علق بعضهم قائلا انه ليس هناك من فساد مالي في ايران وانه ليس هناك من ادلة ولا فقر ولا جوع ولا بطالة ولا ما اكرره من فساد اداري ومالي واخلاقي واجتماعي وفكري وثقافي وبالتالي فلا مبرر للثورة على النظام التي ادعو لها في ايران على وفق عقيدتي السياسية التي تقول الا حرية للعراق ما لم يتحرر الشعب الايراني وتقوم العلاقة بين البلدين على اسس التعاون والتضامن والمصالح المتبادلة بدلا من التدخل في الشان الداخلي كما يفعل ملالي قم وطهران وان علي ان اذهب ال ايران لارى عن كثب كيف يعيش الايرانيون تحت خيمة النظام الاسلامي الذي اسس له الامام خميني ،ولا اريد ان اذكر هؤلاء بما عاناه الشعب الايراني خلال 37 عاما من حكم الملالي وانهم في النصف الاول من هذا العام فقط عاشوا وقائع اعدام 700 ايراني اثر محاكمات صورية ،ولا اريد ان اذكر المعترضين باحتجاجات المعلمين والممرضين والعمال والنساء ضد سلب حقوقهم والقمع الذي يتعرضون له فذلك امر بات واضحا ويتحدث حوله الجميع داخل وخارج ايران لكني اعالج هنا ملفا مريرا اخر يتعلق بغسيل الاموال الذي يهدر ثروة الشعب الايراني العامة ومقدراته / يقول التقرير :
لم تمض فترة تذكر منذ كشف النقاب عن قضية غسل الأموال والارتشاء من قبل مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وهو الخبر الذي أصاب العالم بصدمة. كما سمعنا قبل فترة خبر محاكمة بضعة أشخاص في إيطاليا بتهمة غسل الأموال لرموز المافيا. ولا شك في أن غسل الأموال بالأرقام الفلكية البالغة مليارات الدولارات من قبل المسؤولين في الفيفا أو رموز المافيا أدهشت الكل. ولكن ليس من المعلوم ما سيبديه من رد فعل فيما إذا سمع شخص عملية النهب بمبالغ فلكية في حكم الملالي بإيران. وهي مبالغ لا بد لنا من قرائتها بعناية حتى لا نقع في الخطأ عند القراءة وذلك لزيادة الأصفار فيها.
ويعتبر الفقر والعوز والنكبة التي أصيب بها المواطنون ممن ينامون في الكراتين وجها آخر لعملية غسيل الأموال وعملية النهب من قبل جنود الولاية. وتحت هذا اللواء وفي ظل نظام الولاية لقد حصل كل من بابك زنجاني وفاضل خداداد ومه آفريد خسروي على أموال طائلة. بحيث أن واحدا من هؤلاء النهابيين باسم رضا ضراب وهو من زمرة «الجنود المجهولين» وفي فجر شاعري! أودع في حساب شركته مبلغا ضئيلا! يبلغ 87مليار يورو وذلك على حساب الشعب الإيراني وبدعم قدمه له المسؤولون الكبار حيث هز ذلك النبأ تركيا كزلزال.
وقبل فترة أعلنت صحيفة «حرية» التركية بهذا الشأن قائلة: «اعتقل سليمان أصلان رئيس ”هال بانك“ بتهمة غسل الأموال للنظام الإيراني. واتهم أصلان مع 22شخصا آخر من المسؤولين الأتراك باستلام الرشوة من رضا ضراب خلال عملية غسل للأموال بالمليارات من اليوروات من تركيا إلى إيران. كما لعب رضا ضراب في شبكة غسل الأموال هذه دورا في نقل 35مليار يورو بطريقة غير شرعية من إيران إلى تركيا وذلك فضلا على ال 87مليون دولار. وأخذ وزير الاقتصاد التركي رشوة تبلغ 50مليون دولار من ضراب ليساعده في غسل الأموال وتهريب الذهب كما أسس 11شركة تعمل كواجهة وهمية ليقود عملية غسل اموال واسعة النطاق لصالح النظام الإيراني (11/02/2014).
ولا يخضع مسؤولو النظام الايراني لهذا الاتهام القاضي بغسل الأموال والرشا لأنهم ضالعون ومتورطون في القضية عن بكرة أبيهم إلا إن أرادوا أن يتغلبوا بعضهم على البعض أثناء صراع العقارب وما يجري بينهم من مشاحنات فئوية ليفرغوا جيوب المواطنين ويلتهموا أموالهم أكثر فأكثر.
وتذهب قمة حالات النهب هذه أبعد من ذلك ولا تقتصر على حدود بلد. والأمر وصل إلى حد أعلنت فيه محكمة في الولايات المتحدة الأمريكية بتأريخ 17نسيان/ إبريل 2014 تقول: «تمت مصادرة برج ”مؤسسة علوي“ مع شركة ”آسا“. وبحسب الادعاء العام في مدينة نيويورك تعمل مؤسسة علوي مع شركة آسا بمثابة مكاتب تجارية صورية تابعة لبنك ملي(المصرف الوطني الايراني). وتمتلك مؤسسة علوي في ولاية فرجينيا ثروة تقيم بأنها تبلغ 100مليون دولار وشركتين و4مساجد وأراضي تبلغ مساحتها ما يقارب مئات الآلاف من الأمتار. وكانت المبالغ تتبدل في هذه النقطة من الريال إلى الدولار لتبلغ المليارات من الملايين. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2008 قامت الخزانة الأمريكية بتوقيف أرصدة شركة آسا بتهمة غسل الأموال للنظام الإيراني.
وتفاقمت الفضيحة إلى حد لم يتمكن خلاله جهاز النهابين أي قوات الحرس من إنكار ما يربطها بمؤسسة علوي من صلة حيث كتبت تقول: «تعتبر مؤسسة علوي، منظمة غير ربحية لترويج الثقافة الإسلامية واللغة الفارسية». (وكالة أنباء تسنيم الحكومية 18نيسان/ إبريل 2014)
ولكن كلما حاولت الأجهزة التابعة للخامنئي وبذلت من جهود، كلما فشلت في ان تبرئ نفسها من غسل الأموال والارتشاء.
بحيث اضطرت صحيفة كيهان الحكومية إلى الإذعان وكتبت تقول: «في محاولة عدوانية أخرى ضد بلادنا قامت المحكمة الاتحادية الأمريكية بمصادرة برج ذي 36طابقا لإيران. واتهمت كاترين فورست قاضية المحكمة الاتحادية الأمريكية أصحاب المبنى بغسل الأموال للنظام الإيراني». (19نيسان/ إبريل 2014)
وكلما بحثنا عن الآثار القذرة لنهب وسلب واغتصاب الأموال من قبل المسؤولين في النظام الايراني كلما تفوح منها رائحة نتنة تزكم الأنوف أكثر فأكثر.
واضطر رحماني فضلي وزير الداخلية لحكومة روحاني إلى الإعتراف بجانب من هذه الرشاوى وحالات غسل الأموال وذلك في برلمان النظام حيث قال: «تم إيداع مبلغ ألفي مليار و230مليار تومان في حساب شخص في ال35 من العمر وهو لم يدرس في المدرسة سوى 5أعوام. كما سجل مبلغ بقيمة 200مليار تومان في حساب شخص توفي قبل 4سنوات. وتم إيداع مبلغ بنسبة 80مليار تومان في حساب طفل في السادسة من العمر. كما تمت المصادقة على 4000 شركة برمز واحد. وتم تسجيل 9570 شركة في واحدة من الجزر بعنوان واحد فقط». (إذاعة الثقافة التابعة للنظام 26/04/2015).
وفي حالة أخرى أعترف قاسم جعفري نائب في البرلمان من مدينة بجنورد بشأن أساليب غسل الأموال حيث قال: «يوجد أكثر من 30مليون حساب فضائي في الشبكة المصرفية حيث فتحت المصارف برموز مزورة حسابات لبعض من الأشخاص وهم الآن يعملون على غسل الأموال بهذه الطريقة. وكان حساب باسم جوباني فتح حيث تم إيداع مليارات التومانات فيه وتبين فيما بعد أن دخله الشهري لم يكن يفوق أكثر من 150ألف تومان». (موقع تابناك الحكومية 07/07/2005).
وأفادت وكالة أنباء أسوشيتدبرس بهذا الشأن: «لقد تعرضت لحد الآن مئات من الشركات والأشخاص للعقاب لدور لعبوه في برنامج لغسل الأموال في إيران». (10/06/2015)
وبإلقاء النظرة على هذا الحجم والمبالغ الفلكية لغسل الأموال والارتشاء في حكم الملالي ينبغي اعتبار قضية غسل ألأموال من قبل مسؤولي الفيفا أو رموز المافيا الايطاليه مبالغ للصرف اليومي أو سرقة البيض! لأن الملالي النهابين استبقوا جميع النهابين والحرامية في العالم، في سباق السرقة والنهب حيث أثاروا دهشة الجميع إزاء حالات النهب والسرقة التي يقومون بها. ولكن من أين تم الحصول على هذه المبالغ وعلى حساب من؟ ويوم أمس كان عامل في إحدى الساحات بالعاصمة طهران يبحث عن عمل وقال لصاحب عمله: «سأقوم بكل ما تريد مني من الصباح حتى الليل. وما أريد منك فقط هو أن تعطيني نهاية اليوم رغيف خبز لأخذه إلى البيت ولا أريد شيئا سواه» اهذه هي ايران التي يريدني البعض ان ازورها واطلع عى احوالها عن كثب الا تعسا للمنافقين والمخدوعين والمزورين .
و في حالْة أخرى طالب 25شخصا من أصحاب شهادة الماجستر بوظيفة كناس شوارع في البلدية. وفي حالة أخرى تم إلقاء أثاث المنزل لمعلم ذي خلفية عمل تبلغ 30عاما إلى الشارع لأنه غير قادر على دفع الإيجار. وتشهد حالة أخرى ... هل اكمل ؟؟ الا يكفي كل هذا ردا على من يدافعون جهلا عن معممي ايران اللصوص ؟؟

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات