رافد عبد الله العيساوي
الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 23:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفاقمت وتصاعدت سيمفونية وحدة اللهجة والخطاب الطائفي في العراق خصوصا على خلفية إعدام نمر النمر من ضمن 47 محكوما بالإرهاب جلهم من القاعدة والدواعش، وما يثير الدهشة والاستغراب والعجب ولا عجب هو أن أصوات الضجيج والعويل التي صدرت من الأطراف الشيعية الموالية لإيران في العراق، مارثون من الأقلام التي تكتب بحبر الازدواجية التي لم يسبق لها نظير، وتصريحات متهورة وغير مسؤولة من المسؤولين وقادة المليشيات والأحزاب الشيعية، والأغرب من ذلك كله هي تلك المطالبات التي صدرت من البعض بقتل الصيادين القطرين وهو مطلب مخالف لكل الديانات والقوانين والأعراف حتى في زمن الجاهلية، فما علاقة الصيادين بإعدام نمر وهو مواطن سعودي وليس قطري وحتى لو كان قطريا فالصيادين ليس لهم علاقة بإعدامه، ثم هل أن من مصلحة العراق أن يحشر نفسه في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل بل سيخلق أزمة مع دولة قطر تضاف إلى أزماته الداخلية والخارجية التي لا تنتهي، ثم أين هيبة الدولة وسيادتها التي يتباكى عليها المسؤولون في ظل هكذا مواقف وتصريحات متهورة همجية.
بالتأكيد أن تداعيات تلك المواقف ستحرق ما تبقى من العراق وشعبه خصوصا وان إيران المجوس تصب على النار زيتا عراقيا (أشلاء العراقيين) و ستدفع أدواتها للتشفي والانتقام وستلعب على ورقة نمر النمر، وتبقى هي ترقص وتعتاش على أشلاء العراقيين، والغريب ولا غريب أن مواقف إيران لا ترتقي إلى مواقف أدواتها في العراق، بل إنها قدمت اعتذارها للسعودية على خلفية حرق سفارتها في السعودية بينما أدواتها في العراق يهددون ويتوعدون ويهمبلون، فمتى بفهم هؤلاء خبث إيران التي تعتمد في سياستها على أدواتها وعملائها في محرقة صراعاتها ومصالحها، وهل سيتعظون من موقفها الخانع هذا، وكيف دفعت النمر وورطته خدمة لمصالحها ولم تكلف نفسها باي موقف ينسجم مع خدمات النمر لها ؟!.
#رافد_عبد_الله_العيساوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟