من هم الضالين حسب القرآن ؟

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5028 - 2015 / 12 / 29 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يطلب المسلمون في سورة الفاتحة : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )
سؤال :
من هو الذي يحتاج و يطلب من ربه ان ينعم عليه بالهداية الى السراط المستقيم ؟ هل المؤمن المُهتدى الى ربه بنعمة الاسلام و المستبشر خيرا بالفوز بالجنة و نعيمها و المبشر بالاستمتاع بحورياتها الباكرات الفاتنات بسبب ايمانه الاسلام ؟
هو من يحتاج ان يطلب الهداية الى السراط المستقيم ؟
الم يمنح الله المسلمين المؤمنين بنعمة الاسلام السراط المستقيم كي يستمروا بالطلب والتوسل لربهم بهدايتهم الى هذا السراط الذي يبحثون عنه طول عمرهم ؟
تعليق :
من ضمن الفوز بجنة النعيم بايمانه بألأسلام لا يحتاج الى الصلاة و الدعاء يوميا خمس مرات متوسلا لربه ان يهديه الى السراط المستقيم ويستمر بالدعاء كل حياته طلبا للهداية ، لأنه ينتمي الى خير أمة اخرجت للناس وينتمي الى دين الله الاسلام .
ثم نحن نتسائل من هم الضالين الذين قصدهم القرآن في سورة الفاتحة ؟ ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ، لأن كاتب القرآن لم يوضح من هم الذين اتهمهم بالضلال .
سؤال نتوجه به الى الاخوة المسلمين .
قبل انتشار الاسلام واثناءه وبعده ، كان هناك شعوب وقبائل يعيشون في الجزيرة العربية يدينون بالدين السماوي ويعبدون الله و لهم كتاب مقدس ، فمنهم اليهود ولهم كتاب التوراة والمزامير و اسفار الانبياء ، و شعب مسيحي كان منهم طائفة من الهراطقة وهم النصارى ولهم كتاب مقدس ، وقد اسماهم القرآن اهل الكتاب لأيمانهم بالله و كتبه ورسله بينما كان غالبية عرب الجزيرة يغطون في سبات الوثنية والجهل ما عدا الاحناف و المثقفون الذين يختلطون مع اهل الكتاب ويتعلمون من علمهم وثقافتهم .
وقد امتدح القرآن التوراة والانجيل ووصفهما بالهدى والنور . وهؤلاء شعب عرف الله وعبده ، ويؤدون طقوسهم وصلواتهم ، فقد انعم الله عليهم بالهداية و الحياة الابدية في ملكوت السماء قبل المسلمين . ولا يحتاجون في صلاتهم لطلب الهداية الى السراط المستقيم ، ولا يدعون على غيرهم انهم من غير المنعم عليهم او الضالين ، بل يتمنون الخير و السلام لكل البشر وان ينعم الله على قلوبهم بالمحبة الشاملة و يتركوا البغضاء و الحقد وكراهية الاخرين .
المسلمون فقط هم من يطلبون في صلاتهم الهداية والسراط المستقيم من الله منذ 1430 سنة الى اليوم وحتى نهاية الزمان. وليس اليهود و لا المسيحيون ، وهذا يخالف ما يفسره المسلمون من ان اليهود هم الغير منعم عليهم وان المسيحيين هم من الضالين . لأن اولئك الناس قد انعم الله عليهم بالتعرف على الله وعبادته قبل الاسلام بقرون عديدة وقبل ان يعرف المسلمون الله حيث كان آبائهم واجدادهم يعبدون الاوثان ويسجدون لها ويتسمون باسمائها . لقد كانوا في ضلالهم يعمهون قبل دخولهم الاسلام بحد السيف و الترهيب بالقتل والترغيب بالفوز بالجنة و الاستمتاع بنكاح الحوريات .
الهم اهدهم الى النعمة و المحبة و السلام ليعرفوا اله المحبة و ملك السلام القدوس وليكفوا عن قتل بعضهم بعضا و قتل الاخرين المختلفين معهم في الدين والعقيدة في العراق وسوريا و مصر وليبيا و اليمن و باكستان و افغانستان و تركيا وكل الدول الاسلامية التي ابتليت بمرض لا شفاء منه الا بالاستئصال النهائي و معرفة الاله الحق .

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات