بدرالدين القاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 22:48
المحور:
الادب والفن
أُعَوِّدُ صَمْتِي...
قدْ أَطَلَّ الصَّبَاحْ
وَالزَّهْرُ ايْنَعَ وَفَاحَ
وَقَلبِي بِالحبِّ باَحَ
والصَّمْتُ صَدْرٍي اجْتَاحْ
-قَالَتْ: "دَعْكَ مِنِّي وَارْتَاحْ".
وسَرَتْ وَالدَّمْعُ مِنْ عَيْنِهَا لِي لاَحَ
-فقلت: "الشَمْسُ باَقيِةٌ، فِانْ رُحْتِ
عَنِي النُّورُ رَاحَ"
فَصَاحَتْ وَالجَوَى فِي عُمْقِي صَاحَ
-فَقلت "هُو لَيْلِي بِدُونِكِ أَعْمَى
دَوْخًا لًهٌ كَيَانِي دَاخَ"
أَعْرَضَتْ وَمَضَتْ
وَأَخَذَ بَقْيُ الخَرِيفِ عَنْ وَجْهِهَا الوِشَاحَ
وَرَافَقَهَا صَدْرِي يَئِنُّ
وَوَلَعِي يَشْتَعِلُ نَاراً طَفَاهُ النَّبِيذُ أَقْدَاحَ
يَلْسَعُنِي شَوْكُ الغِيَابِ
وَطَعَنَاتُ الهَجْرِ لَهَا دَمِي سَاحَ
تَائِهٌ فِي صَمْتِي لَا حُلْمَ لِي
فَمِي لِلْحَرِّ وَالحَرُّ لِفَمِي شَاحَ
انْبَسَطْتُ وَتَلَحَّفْتُ السَّمَاءَ
وَهَوَتْ دَمْعَاتِي وَمَا لِصَمْتِي اذْ نَاحَ
قُلْتُ لِنَفْسِي هُوَّ عَذَابُ الهَوَى مُرٌّ
يُضَعْضِعُ مَنْ فِيهِ طَاحَ
غَفَوْتُ وَفِقْتُ وَفُتِّحَتْ عَيْنِي
عَلَى بُكَى سَيِّدَتِي خُيِّلَتْ لِي
تَقُولُ: " عُذْراً، سَامِحْنِي، أَنَا عِنْدَ قَدَمَيْكَ عَبْدٌ
خَلِّصْنِي مِنْ عَارِي، عَفْوَكَ السَّرَاحَ السَّرَاح"
قلت: " أَنَا العَبْدُ يَا سَيِّدَتِي
وَأَنَا فَارِغُ الجُيُوبِ رَثُّ الثِّيَابِ وأنا المغلول وَأَنَا المُقَيَّدُ وَانَا وَالمُكَبَّلُ
فَهَاتِي المِفْتَاحَ"
قَالَتْ: " أنا التِّي قَلْبَكَ نَهَشَتْ، وَجَسَدَكَ أَوْهَنَتْ
وَأَطْفَأْتُ نُوراً فِي وَجْهِكَ كَانَ سِرَاجاً كَانَ لِي مِصْبَاحَا"
قلت: "هُوَ القَدَرُ وَجْهٌ لِنَرْدٍ يَخْذُلُ وَالزَّمَنُ يَا سَيِّدَتِي
سَيُدَاوِي الجِرَاحْ"
وَمَشِيتُ مَعَ الرِّيحِ
أُعَوِّدُ صَمْتِي عَلَى البِطَاحْ.
مكناس في 19-12-2015
#بدرالدين_القاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟