|
إكذوبة عام 2015 .
جعفر المهاجر
الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 17:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إكذوبة عام 2015 . جعفر المهاجر. مرعام 2015م وهو مثقل بمآسيه الكبرى على البشرية كأقسى عام يشهده العالم. بعد أن سفكت خلال أيامه ولياليه قوى الإرهاب والظلام والجريمة أنهارا من دماء الأبرياء ،وهجرت الملايين من ديارهم وهاموا على وجوههم في البراري والقفار والبحار، وسبت الآلاف من النساء كأسيرات ،وتم عرضهن وبيعهن في سوق النخاسة ،وأحرقت الأحياء في الأقفاص الحديدية، وجندت الأطفال لينخرطوا في عمليات النحر البشري ، وهدمت وأحرقت صوامع ومعامل ومدن وآثار سياحية لاتقدر بثمن ، ونهبت ودمرت تراث البشرية. كل هذه الجرائم إرتكبها إرهابيون سفاحون متوحشون لايقيمون أي وزن للحياة البشرية وشاهد العالم قسما منها وما خفي كان أعظم .وهي جرائم إبادة جماعية بامتياز وفق القانون الدولي ويجب أن يتم القبض على مرتكبيها وتحاكمهم محاكم دولية . لكن ظلت تلك الجرائم رغم فضاعتها وبربريتها تقابل بتعتيم تام من محطات تابعة لملوك وسلاطين وأمراء البترول أعمت الطائفية قلوبهم ونفوسهم وعيونهم، وظلت محطاتهم الفضائية التي تتكاثر كالأميبا يوما بعد يوم لتصب في هذا الهدف وتخوض في مستنقع ضلالها وكذبها وهي تحاول أن تجعل من هذه الوحوش البشرية (ثوارا مناضلون من أجل الحرية ) وتطلق عليهم إسم ( تنظيم الدولة الإسلامية ) تحديا منها لكل القيم الإنسانية والأخلاقية .ولولا الدعم المالي واللوجستي الذي تحصل عليه هذه المنظمات الإرهابية من دول غنية لما استطاعت القيام بكل هذه الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية خجلا. وقبل أن ينتهي عام الجرائم الكبرى بأيام أبى ذلك الجنرال المراهق المدعو محمد بن سلمان الذي يقود مملكة آل سعود الظلامية الداعشية إلا أن يرميه بكذبة تفوق على كل أكاذيب وسائل إعلامه فوقف وحوله بعض جلاوزة النظام وخطب خطبة داعشية ليعلن للعالم إن مملكة القهروالشرأنتجت مولودا مشوها بقوة الدولار النفطي يدعى ( التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب !!!.) و(يضم 34 دولة بقيادتها . وسيتم فى مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود. وأفادت قناة العربية التابعة لمملكة آل سعود (أن التحالف تم تشكيله فى الــ 72 ساعة الأخيرة، وسيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول (الصديقة) و (المحبة للسلام ) و (الجهات الدولية) في( سبيل خدمة المجهود الدولى لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين) ونشرت وكالة الأنباء السعودية (واس ) أسماء الدول المشاركة فى التحالف إلى جانب المملكة وهى ( جمهورية مصر العربية ، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الإمارات العربية المتحدة، جمهورية باكستان الإسلامية، مملكة البحرين، جمهورية بنغلاديش الشعبية، جمهورية بنين، الجمهورية التركية، جمهورية تشاد، جمهورية توغو، الجمهورية التونسية، جمهورية جيبوتى، جمهورية السنغال، جمهورية السودان، جمهورية سيراليون، جمهورية الصومال، جمهورية الجابون، جمهورية غينيا، دولة فلسطين، جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية، دولة قطر، كوت دى فوار، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، جمهورية المالديف، جمهورية مالى، مملكة اتحاد ماليزيا، المملكة المغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، جمهورية النيجر، جمهورية نيجيريا ألاتحادية ،الجمهورية اليمنية.) وأرفقت مع أسماء هذه الدول بيانا عن وجوب محاربة الإرهاب لأنه (يشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه، لا سيما الحق في الحياة والحق في الأمن ويعرض مصالح الدول والمجتمعات للخطر ويهدد استقرارها،لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً، وتهدف إلى ترويع الآمنين.!!! )واستثنى البيان الدول التي هي في حرب حقيقية ضروس لاهوادة فيها ضد الإرهاب كالعراق وسوريا والجزائر وإيران وأفغانستان. وعلى حين غرة باركت المحطات الداعشية التي تسترت على كل جرائم داعش هذا البيان واعتبرته فتحا منقطع النظير في محاربة الإرهاب ويحظى بقبول دول العالم .!!! وسبحان الذي يغير من حال إلى حال . وقد تساءل الكثير من المراقبين السياسيين كيف تم تسويق هذه الإكذوبة وبهذه السرعة المذهلة ؟ وكيف يحق لمملكة جنرالات الحرب الجدد الذين تربوا في حضن الإرهاب وخرجت مدارسهم وجامعاتهم عشرات الآلاف من الإرهابيين القتلة وآنتشروا كالسرطان في الأرض وقتلوا وذبحوا ودمروا وأحرقوا وعاثوا فسادا في بلدان إسلامية أن يكونوا حلفا لمحاربة أفكارهم الجهنمية التي خرجت من عقر دارهم بشهادة معظم الخبراء في العالم.؟ وكيف يحق لنظام ملكي مهووس بقتل النساء والأطفال في اليمن وسوريا والعراق ويعتبر آكلي الأكباد بأنهم (ثوار )أن يترأس تحالفا إسلاميا ضد الإرهاب ؟ولماذا تشن وسائل إعلامه هجوما ضاريا على المحاربين الحقيقيين للإرهاب وهم روسيا وإيران والعراق وسوريا .؟ ولماذا باركته الولايات المتحدة ونظام أردوغان الذي فتح حدود تركيا على مصاريعها لدخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا والعراق.؟وهل باستطاعة نظام ظلامي مغلق يحط من قدر المرأة أن يكون محاربا للإرهاب.؟ وما الغاية من توقيته والعالم ينتظر من مؤتمر جنيف أن يحقن دماء السوريين ويضع حدا لمأساتهم الكبرى.؟وهل يعقل إن تحالفا يتم بين دول لم تحارب الإرهاب يوما عن طريق الهاتف. ؟ والحقيقة المرة تقول إنه تكتل طائفي بغيض يقوم به آل سعود بقوة الدولار ليصنع مظلة شرعية للإرهاب بطرق ملتوية. ويمهد لمغامرات عسكرية في دول عربية تحارب الإرهاب وعلى رأسها سوريا والعراق.وما تسويق أحرار الشام وجيش الإسلام الإرهابيتين بأنهما جهتان تسعيان لنشر(الديمقراطية) في سوريا إلا تمهيد لتسوق جبهة النصرة معهما في مرحلة لاحقة. إن هذا التحالف الجديد الذي أعلنته مملكة آل سعود هو رد على الدور الروسي الذي قصم ظهر الإرهاب في سوريا ، وتلميع لوجه هذه المملكة القبيح بعد أحداث باريس وصدور تقرير المخابرات الألمانية الذي كشف عن الكثير من مساوئ نظام الحكم السعودي وخطره على جيرانه . فالنظام السعودي الذي أنتج الإرهاب لأكثر من مئة عام لايمكن أن يكون محاربا لأطفاله الذين رضعوا من حليبه الفاسد، وتربوا في حضنه. وهو يحاول أن يجمع تكتلا ليكون له غطاء شرعيا في شن حروب طائفية جديدة في المنطقة تساعد على تقوية شوكة الإرهاب في المنطقه. والذي يحز في قلب كل مواطن مسلم غير ملوث بمرض الطائفية إن مؤسسة عريقة كالأزهر تنساق وراء هذه الإكذوبة . إن محرقة العصر التي أشعلها النظام السعودي في اليمن يسعى لإشعالها في مناطق أخرى ليقول عن نفسه إنه أعاد الكرامة للأمة العربية. ويمكننا أن نعتبر إن هذه الإكذوبة التي أطلقها الجنرال المراهق محمد بن سلمان هي أكذوبة عام 2015 وإن غدا لناظره قريب. جعفر المهاجر. 16/12/2015م
#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الراحل عبد الوهاب البياتي شاعر المنافي والفقراء والبحث عن ال
...
-
الراحل عبد الوهاب البياتي شاعر المنفى والفقراء والبحث عن الن
...
-
الراحل عبد الوهاب البياتي شاعر المنافي والفقراء والبحث عن ال
...
-
حكومة أردوغان وسياسة إشعال النيران.
-
الوحش يفترس الزهور.
-
ماذا بقي في جعبة أردوغان لدعم الإرهاب.؟
-
الشعب العراقي يطالب الحكومة بثمن تضحياته الجسام.
-
ياصاحبي لاتبتئس. !
-
الأنظمة الطائفية والإرهاب والحريق القادم.
-
الشاعر واليراع
-
رحلة الشتاء والصيف ودوَامة العراق.
-
بوحٌ لسيدة الفجر.
-
آه .. ماأقسى السفر
-
أمجاهدون وثوار أم مجرمون وأشرار.؟
-
للهِ دَرُكَ ياعراقْ.
-
ليس إلا العراق ظلي الظليلُ
-
آل خليفة وطريق الإستبداد.
-
تمخض الجبل فولد فأرا.
-
تخبط حكام السعودية وآستهتارهم بالكرامة الإنسانية.
-
طقوس الرعد.
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|