أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - الإنسان في الفكر المادي..














المزيد.....

الإنسان في الفكر المادي..


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 08:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وماركس يحدد حياة الإنسان في البناء الرأسمالي وفي قوة وسائل الإنتاج التي تصنع التاريخ ..والدين وهم وليس حقيقة ..إنما هو أداة رأسمالية يقمع بها ملُاّك الإنتاج الطبقة العاملة لأن التفكير فيما ينتظر بعد الموت من متع وملذات يعبأ البروليتاريا على الإنتاج أكثر ..والأمل فيما يقدم يخلصها من حدَّة الإغتراب والإستيلاب التي تواجهه داخل المصنع ..وبالتالي فالدين بحسبه ليس إلا "أفيونا " يخدر الطبقة العاملة عن الشعور بالملل والرتابة الناتج عن مرارة وبؤس الحياة .. ولا أساس للأخلاق خارج المبدأ الإقتصادي الرأسمالي.. والفِكْر والحضارة والثقافة هي وليدةُ التطور الاقتصادي.. وأن العوامل الاقتصاديَّة هي المحرِّك الأوَّل لسلوكِ الأفراد والجَماعات..
ودوركايم يرى أن الدين صناعة بشرية ..وضرورة اجتماعية "المصالح الدينية ليست إلا صورة رمزية للمصالح الإجتماعية والثقافية "..تبقي الجماعة أو القبيلة في اتحاد دائم وأن الضمير الجمعي هو مصدر الدين وهو الذي يضفي طابع القداسة على ظواهر معينة كالطوطم مثلا الذي يعتبر رمزا للعشيرة .. فالبحث عن تفسير للكون وعن الظواهر الغير المفهومة التي تقع جعل المجتمع يفرز دينا مختصا به يسائل هذا الغموض ويجيبه بمعتقدات وممارسات معينة..وهو إذ يزعم بذلك يفنذ وجود تسيير خفي للكون من لدن قوة قاهرة غيبية تتجلى آثارها في النواميس المنظمة المحكمة لهذا الكون ويزكي دور المصلحة في اختيار النمط الديني المناسب لميولات ورغبات الجماعة ..
والدين عند أوجست كونت ليس إلا مرحلة تطورية في حياة البشر وهي الحلقة الوسطى التي تربط بين مرحلة الاعتماد على السحر الذي كان سائدا في المجتمعات القديمة والاعتماد على العلم الذي يسود الآن في المجتمع الحديث كوسيلة لتفسير العالم وفهمه ..
وفرويد يربط كل أفعال الإنسان بالدافع الجنسي الليبيدي ..فكل فعل يقوم به الفرد ما هو إلا ناتج ضمير باطني جنسي ..ويدعو إلى إزالة كل العوائق التي تكبح الإنسان من الإنطلاق الشهواني لأن ذلك يدفعه إلى الكبت وما الأمراض النفسية والعضوية التي يصاب بها الفرد إلا نتيجة هذا الكبت ..وكل الأحلام التي تعتري الفرد لها تأويل جنسي محض وليس لها حقيقة خارج هذا الإطار الحسي الطبيعي ..وأن الدين هذيان يجعل الحياة مستحلية لا تطاق بسبب تكاليفه وأوامره وهو يصادر سعادة الفرد ويساهم في كبته وبالتالي فينبغي محاربته ..
وداروين يأتي بنظرية الإرتقاء النوعي للأجناس الحية ويربط هاته العملية بالصدفة أو الطفرة التي تحدث فجأة بدون مسببات ..وأن المادة أزلية ليس لها بداية والخلية الحية التي انبثقت منها الحياة وتطورت من البسيط إلى المركب ومن المتجانس إلى اللامتجانس لها برنامج ذاتي تطوري داخلي ولا دخل لأي عامل خارجي في ذلك ..
والطبيعيون كلهم ينتصرون للمادة ولقوانين المادة التي تشكلها الطبيعة وتصوغها وفق جدلية حتمية تطورية ..وأن كل التغيرات والأحداث التي تطرأ ما هي إلا نتاج للقوة الدافعة في المادة وكل المنظومات القيمية والأخلاقية والأنساق الروحية الخارجة عن المادة هي لاغية ولا اعتبار لأحقيتها لاكتفاء الطبيعة الأزلية ذات النظام الذاتي بالضبط والتطور وفق البناء الخطي الحتمي الذي تفرضه إلزامية التقدم المادي للظواهر والأشياء ..
وأن الإنسان يعيش في الزمن الطبيعي وتحكمه الطبيعة بقوانينها ولا يمكنه تجاوزها أو الخروج عنها ..فهو ليس مركزها بل هو عارض في نضامها يتأثر بها ولا تتأثر به وتشكله ولا يشكلها ولا يتحدد وجوده من خلال القيم الأخلاقية والأعراف والتقاليد بل من خلال التطور التاريخي المادي للطبيعة ..وأن فكر الإنسان وإنتاجاته ونمط عيشه ما هو إلا نتاج هذه الآلية المادية ..
والطبيعيون إذ يرفضون وجود قدرة فوقية ويد عليا تحرك نواميس الكون من وراء الكواليس ..يفترضون وجود غائية طبيعية تتحكم في هاته الصياغة وهي ما يعرف بالتقدم الحتمي للمادة..
وهنا يقول ميرلو بونتي "اننا مثل برتقالات خضراء الزمن انضجنا للقطاف وكذلك الزمن انضجنا للموت".
والإنسان بحسب هاربرت ماركوز هو إنسان ذو بعد واحد وهو البعد المادي الإستهلاكي حيث يتحدد وجوده من خلال ذلك البعد النفعي البراغماتي التي صاغته أبجديات الرأسمالية المتوحشة ..ويُختزل فقط في هذا الحيز الطبيعي الوضيفي الذي يصوغ وفقه كل قراراته وسلوكاته ..وهذا ما آل إليه الإنسان الغربي بعد الحداثة حيث عرف العالم طفرة في كل مجالات الإنتاج التكنولوجي العلمي فأصبح هذا الكائن منزوع الإرادة في ظل الإغراء والقهر الذي تمارسه عليه هاته الوفرة الهائلة في كل شيء ..وماركوز إذ يزعم بذلك يلغي هو الآخر البعد القيمي الأخلاقي لهذا الكائن والذي تتأسس عليه الأبعاد الأخرى النفسية الإجتماعية والروحية ..وينفي كذلك الطابع الفكري العقلاني التركيبي الذي يتمتع به هذا الإنسان فيصير شيئا كباقي الأشياء ..
ويعتقد جون بول سارت بأن الإنسان كائن وجودي حر وأن وجوده سابق على ماهيته وله الحرية في أن يختار ما يشاء بشرط أن لا يعارض اختياره اختيار الآخر ..وأن مسألة الدين ليست إلا اختيارا قصد الهروب من الواقع حيث أن الإنسان قد قدم من عدم وسيذهب إلى عدم ..فوجوده إذن عبثي ليس له هدف في هذا العالم سوى المضي في مشروعه الوجودي وبذلك فهو يوافق داروين في أن وجود الإنسان هو طبيعي ناتج عن صناعة عبثية وليس عن إرادة عليا ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة العقل للفكر التطوري الدارويني..
- حال الناس بين الغفلة واليقظة..
- جَحِيمُ الخادماتِ في السعودية..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة ..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة .
- لقد مات من فَرْطِ الإستهلاك ..
- الرأسمالية والإغتراب ..
- نظرة في خلفيات صناعة الإرهاب..
- وسائل الإتصال وسلطة التأويل ..
- الإرادة العليا وجدل العقل و المنطق ..
- أطفال القمر
- الدعارة ..اختيار أم اضطرار
- متناقضات العالم المعاصر ..
- داعش وجاهلية القرن الواحد والعشرين ..
- دور التربية في صناعة النشء
- لماذا فشلت المنظومة التعليمية بالمغرب ؟
- داعش لم تُخْلَق من فراغ ..والعنف يولِّد العنف ..
- حقيقة الحياة الدنيا والإستعداد للرحيل..
- نظرة في الحياة الدنيا..
- لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - الإنسان في الفكر المادي..