|
الفولكلور العراقي مصدر الهام للفنانين التشكيليين.. الفن الشعبي وامتداداته الايحائيه
صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 19:50
المحور:
الادب والفن
الرحلة في اصقاع التراث الشعبي العراقي ومدنه وانهارها وينابيعها، رحلة ولا امتع، حيث ترى وتسمع وتلمس، حين تضع اصابعك على كوامن السحر الانساني، في انسجام الخط واللون والشكل والهيأة باكملها، وصناعة البسط الشعبية، فن متوارث غاية في الحسن والابداع برغم بساطته وبساطة ادواته وبدائيتها، وهي بغموض تشكيلاتها وانسجام خطوطها والوانها، بوابة مبهجة لعالم الفن التراثي الشرقي كله بما في ذلك المغرب العربي الذي يحسب ثقافيا وتاريخيا على الشرق عامة، فهلا جلت معنا عزيزي القارئ في ميدانها؟. حتى عقدين مضيا من عمر العراقيين، لم يكن بيت عراقي يخلو منها، وقد تخلو منها اليوم بسبب قلة عدد صناعها، وانصراف العمل والسوق الى منتجات المعامل الحديثة، لكننا نشهد اليوم ايضا ولاسباب كثيرة تخص الوضع العراقي وظروفه الحالية ومتغيراتها الاقتصادية والاجتماعية، عودة عراقية لاقتناء هذه البسط التي عادت لها ايد عاملة عراقية فنية ماهرة، طورت امكاناتها في زمن قصير نسبيا، تدفعها البطالة وحاجة السوق للانتاج والابداع. والبسط الشعبية مصدر الهام ثر للفنانين التشكيليين منذ فجر السلالات وقيام الحضارات الانسانية في العراق، مرورا بالواسطي وفناني عصر النهضة الاوربية الذين غزوا الشرق كله، وحتى احدث لوحة تشكيلية لفنان عراقي او عربي، مزوقة بنقوشها المتوارثة والمبدعة المستحدثة، كدليل على تواصل حضاري لا ينقطع. الآثاريات كشفت مغازل مصنوعة من الفخار، ومن حجر الصوان، وجدت في قرية الصيوان العراقية التي يعود تاريخها الى (5500 ق.م) عن معرفة العراقيين القديمة بفن غزل الصوف، وتلوينه وصبغه،ونسجه، والانسان العراقي يعد من اوائل النساجين في تاريخ الحضارات الانسانية، وتدلنا الآثار والرقيمات العراقية، على معرفته ومهارته في فن الحياكة والنسيج، فقد تم الكشف عن ثقالات حجرية تعود لانواع بدائية جدا، من انواع الحياكة، وبفضل هذه الانواع البدائية، وما ظهر بعدها، اشتهر العراق كمركز تجاري وصناعي لانواع مختلفة من الانسجة، حيث ازدهرت فيه المصانع المحلية الصغيرة الخاصة بالعوائل، واشتهرت فيه مدن معينة بانتاج انواع خاصة من النسيج كالموصل التي اشتهرت بالنسيج الشفاف (الشيفون) والموسلين الذي اولعت به حسان اوربا وفتيات باريس على وجه الخصوص عصورا. اصابع الفنانين تحيل البساط رمزا في القرن الثالث عشر الميلادي، عمد الفنان العراقي، يحيى بن محمود الواسطي، الى استلهام اشكال البسط الشعبية وتوظيف زخارفها في معظم رسوماته، كالمثلثات المتكررة المتشابكة جذورها وجذور فن التوريق الاسلامي العراقي السامرائي الاصل، والنجوم الثمانية، وابدع في الجمع بين الوحدات الزخرفية النباتية والهندسية، في رسومه لتزيين واجهات الابنية والنوافذ والمساجد والالبسة والمفروشات وصفحات الكتب والمخطوطات، وفي بعض رسومه يجعل الواسطي من البساط، الاشارة الوحيدة الظاهرة للمكان في جو الصورة، الامر الذي يجعل من البساط كتشكيل، وجودا مطلقا مجردا عن المكان الطبيعي المحدود، فيتحول الى رمز. تأثير البسط العراقية في الفن الاوربي من يمعن النظر في بعض لوحات الفنانين الغربيين التي تصور موضوعات الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد) كلوحة (العذراء في المحراب) للفنان جان فان اراك (1385 -1442 م) سيجد فيها استلهاما غير خفي للبساط العراقي، فهي تثير باجوائها وتشكيلاتها احاسيس باجواء روحية مرتبطة بالمنطقة ، حيث ولد المخلص (عيسى المسيح)، وحيث عاشت مريم العذراء. وبعد الحركة الكلاسيكية عمت اوربا الحركة الرومانطيقية، التي شملت الادب والفن، وما صاحبها من مبادىء تعتمد الخيال والعاطفة والمبالغة في اظهار الانفعالات، مع الاهتمام بقيمة توزيع الضوء والظل وتدرج الالوان، وخلال تلك الفترة سعى فنانو الغرب لاستلهام واستيحاء المعطيات الفنية الشرقية واسرارها والوانها الزاهية، فكان الفنا ن (يوجين ديلاكروا 1798-1863م) من اوائل الفنانين الذين زاروا المغرب العربي، ورسم موضوعات عن الفروسية والخيول العربية، واظهرت لوحته (نساء جزائريات) تقاليد المغاربة وعاداتهم، وحفلت اللوحة بالطبع بتشكيلات البساط الشعبي عراقي الجذر، الذي لابد منه لنقل روحية ومكناخ الانتماء والاعقيدة، ولم يكن – ديلا كروا – الفنان الاوربي الوحيد الذي غزا الفن العربي واستلهمه، بل ثمة فنانون غربيون عديدون فعلوا الشىء نفسه ومنهم من استوطن المغرب ومصر وافريقيا العربية وسوريا والجزيرة العربية، مدفوعين بحبهم للسحر الذي كان يشعه الفن العربي الاسلامي وروحية الشرق، وفي كل ذلك كانت الريادة العراقية في ميادين الفن، كما هي في الفكر والادب وعموم الفعاليات الثقافية، تثبت وجودها الحي وباعها الذي لا يمكن الانتقاص منه.وبرغم ابتعاد الفنانين التشكيليين في العصر الحديث، عن التجسيم والالتزام بقواعد المنظور، والتشكيل الطبيعي والعناية بالسطح التصويري مباشرة، فقد اخذت البسط الشعبية حصتها من الاهتمام ’ وحققت قفزة جمالية جديدة جعلتها تتبوأ مركز الصدارة من حيث الاهتمام، فقد وظف الفنان الاسباني الاصل بيكاسو (1881-1972م) المؤثرات الاسلامية في العديد من لوحاته ورسومه، وقام بتصوير لوحة (نساء جزائريات) لديلاكروا، باربع عشرة لوحة تكعيبية، منح فيها البسط الشعبية ، حضورا مركزا جعل منها عنصر البناء الرئيس لاعماله، وكذلك الامر بالنسبة للفنان الشهير هنري ماتيس (1869-1945م) الذي بهرته البسط الشعبية فوظفها في لوحاته، وكذلك مدرسة (البهاوس)في المانيا والرسام المعروف بول كلي الذي سافر بدوره الى المغرب العربي ومصر، وصورها في لوحاته، مركزا على ابراز البسط العربية وزخارفها ونقوشها وتشكيلاتها المتعددة. *الفنان العراقي والبساط الشعبي تعود محاولات الفنانين العراقيين لاستلهام التراث الشعبي العراقي الى تأثرهم بالفنانين الغربيين الذين سبقوهم في هذا المضمار، وقد بدات محاولاتهم هذه بالظهور في الخمسينيات من القرن الماضي، بخجل وتردد، لكنها تندفع بعد ذلك بقوة لاستلهام مؤثرات وايحاءات الوحدات الحرفية للبسط الشعبية بشكل خاص، بعد ان تثبت الفنان العراقي من قيمة هذه المؤثرات والايحاءات العالية وامتداداتها الفكرية والاجتماعية، ولكون هذه الزخارف ذات القدرة على الايحاء والتعبير، سمحت له كعناصر تشكيلية ورمزية باسلوب معاصر، بالتعبير عن ارتباطه بتراث بلده وهويته الوطنية، قد اكتشف الفنان العراقي ان هذه الوحدات الزخرفية تتمتع بخصائص تجعلها مفردات تشكيلية طيعة، ومن السهل توظيفها في الرسم الحديث، فهي غالبا ما استثمرت منفردة او بادخال شكل البساط باكمله في العمل الفني، وحفزت اخيلة الفنانين على محاولة اقتباسها او تحويرها من اجل دلالاتها التعبيرية، ومن اشهر الذين حاولوا اقتباس قيم تشكيلية وايحائية من السجاد والبسط الشعبية العراقية، الفنانون شاكر حسن ال سعيد، وجواد سليم وعلي الشعلان وفائق حسن واسماعيل الشيخلي واخرون كثيرون.ويرى الباحث كامل النداوي، ان البسط قد شكلت حلا منطقيا معاصرا لمشكلة التوفيق بين الذوق الشعبي السائد في المجتمع العراقي والرؤية المعاصرة لوظيفة العمل الفني في الابتعاد عن المحاكاة والنقل المباشر عن الطبيعة. تفاصيل فنية مميزة مثل تلك التفاصيل الخاصة بالفنان الراحل فائق حسن التي نستخلصها من اعماله، ومن رصد لمحات البسط الشعبية فيها، بوصفها تفاصيل مميزة مستوحاة وذات انتماء محلي، فقد استطاع الراحل المبدع، بمهارة ادائه واصابعه المرهفة واحساسه وذائقته اللونية والشكلية الرفيعة، استنطاق روحيتها الصميمية الواقعية والشعبية، واستمد قيمها اللونية، اما الفنان اسماعيل الشيخلي، فقد برع في تصوير القرية العراقية وهدوئها واناسها، وكانت البسط الشعبية ووحداتها الزخرفية المعروفة الواضحة تحتل مساحات مهمة من لوحاته تلك، اضافة الى التفاصيل التراثية الاخرى، مثل القباب والمآذن والشبابيك القديمة، وعباءة المراة العراقية، وتبرز البسط الشعبية ايضا ضمن اجواء زخرفية بحتة، وملامح بغدادية مميزة ضمن لوحات الفنان فرج عبو، اما الفنان جواد سليم، فقد استخدم البساط لغنى الوانه وحرارتها وتنوعها، كما عمد نزار سليم الى ادخال البسط ضمن كثير من التفاصيل والمفردات التصويرية، ففقدت بذلك الكثير من دلالاتها التراثية وجماليتها المميزة، وقد ينحرف نزار بعمله الفني بأكمله الى حدود الاقتباس المباشر من البساط الشعبي، كالحياوي والحمزاوي، ويثقل لوحته بزخارف الطيور والحيوانات المركبة والمثلثات المتداخلة، في تراكيب فنية قلقة، في حين سعت الفنانة نزيهة سليم الى توظيف الزخارف في البسط الشعبية ضمن انسجام يتوافق وطبيعة مواضيعها.وفي الستينيات احدث فنانو ذلك العقد من القرن الماضي، تحولا كبيرا من الواقعية الى التجريد، وادخلوا تقنيا ت فنية حديثة، ومع ذلك فقد استخدموا المفردات الزخرفية للبسط الشعبية العراقية باشكالها المجردة، ودلالاتها الرمزية الواسعة، كوحدات وتفاصيل ذات قيم تعبيرية متميزة، اتاحت لكل فنان امكانية توظيفها انطلاقا من رؤيته الجمالية الخاصة، مع احتفاظها بجذورها التاريخية الاصلية، فضلا على انفتاح مرحلة الستينيات على الثقافات الرمزية ودلالاتها المعنوية في مواضيع اسطورية كما استخدمها ضياء العزاوي وماهود احمد، الى جانب اتجاهات اعتمدت قيمها الجمالية المجردة كما لدى رافع الناصري وسلمان عباس واخرى حافظت على النسق الاجتماعي والبيئي العراقي كما هو الحال في اعمال محمد علي شاكر وخضير الشكرجي.اما في السبعينيات فقد شهد الفن التشكيلي تحولا داخليا، في اطار تحديد الهوية الوطنية على وفق مفاهيم ايديولوجية الحزب الحاكم، فقد تخلى الكثير من الفنانين العراقيين المبدعين عن قدراتهم الابداعية الذاتية في الكشف والابداع، عبر تخليهم عن ارادتهم الفردية لصالح الارادة الحزبية، وادلجة الفن وتحزبه، فاسقط الغالبية في دوامة تجربة مفتعلة لم ينج منها الا بعض الفنانين العراقيين ممن انسحبوا وأنكفأوا الى الداخل او غادروا البلد، ومع ذلك ظلت استيحاءات التراث الشعبي عامة قائمة، بل انها وجدت مبررها الايديولوجي الوطني والقومي، ولم يبن جيل هذه المرحلة شيئا يذكر به، فقد عاش حائرا بين من سبقه وبين فقدانه شخصيته ومحاولاته القاصرة للتطلع الى غد فيه من الرؤية الطوعية غير المفروضة، ما يضع الابداع موضع الامكان، ومع ذلك يمكن هنا تأشير بعض الاسماء المتميزة اللامعة، مثل ستار لقمان، والفنانة عشتار جميل حمودي والفنان نشأت الآلوسي، ولم يتغير الوضع كثيرا في العقدين اللاحقين ، حيث اكتوى الفنان العراقي كما هو حال المجتمع العراقي كله بنيران الحروب والحصار الاقتصادي والانقطاع عن العالم، والتوجه وجهة الغربة بحثا عن ملاذ أو مستقر أو مصدر رزق، وكادت تنقرض في هذه المرحلة ايضا صناعة البسط الشعبية والاقبال عليها، الذي ظل مقتصرا على بعض الاحياء الشعبية الفقيرة ذات الالتصاق الوثيق والعلاقة الحميمة مع انحداراتها الريفية والبدوية، التي تشكل في الحقيقة البيئة الاساس لانتاج البساط الشعبي العراقي. وكما ذكرنا فان البطالة والحاجة العامة، اعادت الى الوجود الكثير من الصناعات الشعبية المنقرضة، ومنها البساط الشعبي،يقول العم جليل النساج، وهو يتحرك بحيوية يحسد عليها برغم بلوغه سن الثمانين، في مشغله الواقع في مدينة الصدر قطاع 47 حيث يعاونه اولاده من الذكور والاناث، في عمله على انوال حياكة البسط الشعبية : - اظن انني وعدداً قليلاً من (الشياب) ما زلنا مصرين على الاستمرار بهذه المهنة، بسبب قلة الطلب على منتجاتنا، ربما لاننا لا نعرف مهنة غيرها، وربما لاننا نحبها ونجيدها، وقد عرفنا بها، وتاتينا طلبات لاباس بها من المواطنين في مدينة الصدر ومن احياء بغدادية اخرى، وبعضها احياء برجوازية، بل ان بعض فنادق الدرجة الاولى، علقت عددا من البسط على جدرانها للزينة، وهوليس الغرض الذي حيكت لاجله ولكن لا ضير في ذلك فهو نوع من الحنين الى الماضي والايحاء بالاصالة ، ووضع لمسة فنية شعبية جميلة تجد ما يبررها، كذلك الامر في عدد من البيوت الراقية، وهو بذلك يصبح نوعا من الترف، بينما كان في السابق حاجة ضرورية تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية، فالمضيف او الديوانية، لا بد من فرشها بالبسط، ووضع تكية الريش (المخدة او الكوشة) عليها لراحة الجالس، وهي جزء ضروري من جهاز العروس، وبخاصة (المدة) وهي نوع خاص من البسط، يشبه السجاد، حيث ان احد وجهيها (مخملي) تظهر فيه فروة الصوف، بينما الوجه الاخر محبوك بالخيوط الصوفية، وللمدة نقوشها الخاصة والوانها وهي خاصة بالعراقيين ، وتصبغ (شلايلها) بطرق خاصة ايضا، ولها اطوال تحدد حسب الاتفاق وكذلك عرضها الذي لا يتجاوز في احسن الاحوال 120 سم وغلظها ايضا، وسعر المدة يختلف عن سعر البساط، فمثلا يبلغ سعر مدة طولها اربعة امتار وعرضها 120 سم اليوم 500 الف دينار او اكثر احيانا اذا ما زادت اسعار الصوف، الذي نشتريه الان خيوطا جاهزة من متعهدين متخصصين في الشورجة، بينما كنا في السابق نشتريه صوفا على وضعه، وننظفه ونغزله بحسب ما نشاء، ونتحكم بسمك الخيط، على حسب نوع المنسوج المطلوب، اما البساط فيتراوح سعره بين 200 الى ثلاثمائة الف ، والانواع الغالبه التي نحوكها اليوم، خمسة انواع هي الحياوي والحمزاوي والزاملي والعمارتلي والبدوي، واكثرها طلبا الحياوي، وانا انسج هذه البسط والمدات كلها، ورسومها وزخرفتها مطبوعة بذاكرتي، بينما يستخدم اولادي، الورقة والقلم وطريقة المربعات لرسم الصورة المطلوبة وتنفيذها، وفي الغالب، فان تشكيلاتي مكونة من المثلثات المتداخلة، والمربعات غير المنتهية، والصلبان التي لا اعرف كيف دخلت رسومها في بسطنا. *هل تعلم ان عددا كبيرا من الفنانين التشكيليين الاجانب والعرب والعراقيين، تاثروا برسوماتكم وتشكيلاتكم هذه؟ - نعم لدي معلومات بهذا الشأن، فبعد سقوط النظام بمدة وجيزة، حضر الى داري عدد من الزوار العرب، واشتروا كل ما كان لدي من البسط والمدات باسعار خيالية، وحين نفد ما لدي، طلبوا ان ارسم لهم على الورق بعض الاشكال المستخدمة في تشكيل البسط. واخبروني بأنهم من الرسامين. *وهل تستخدمون خيوط الصوف فقط في انتاج البسط؟ - نعم، وهناك نوعيات من البسط تنتجها بعض العوائل المتخصصة، تعتمد قطع القماش التي تجمعها من محلات الخياطين ومعامل الخياطة، وهي في الحقيقة نوع من الحصران غير الفنية، وتعتمد حياكتها طريقة (السف) وهي نفس طريقة سف (خوص) السعف، بعد ان تجدل قطع القماش على شكل سفيفة بحسب المصطلحات المتداولة. * ويقول ابنه الكبير (محمد): -نحن لا نجاري الوالد، في حياكة البسط، سرعة ومهارة واتقانا، ولذلك فنحن نعمل في حياكة السجاد، ونستخدم فن المربعات في نقل وتنفيذ الصورة والوانها على سطح السجادة، وهي في الغالب صورة حيوان، او جامع، او بستان، او منظر طبيعي بسيط، والسجاد المحاك يدويا، عليه طلب اكثر من السجاد المنتج في المعامل او بالالات ، الى وقت قريب كانت هناك ورش فنية لصناعة السجاد ترعاها وزارة الثقافة، لمنها اهملت واغلقت، ولا اعرف شيئا عن مصير معمل حياكة السجاد اليدوي في الكوفة، وفي بغداد وفي محافظات اخرى، وعلى العموم فهذه الصناعة الفنية تشهد اليوم عودة وان كانت بسيطة الا انها تمنع انقراضها. -وما هي المواد التي تستخدمونها في انتاج وتثبيت الالوان ؟ -هي مواد جاهزة تاتينا من ايران عن طريق متعهدين، وكانت هناك في العراق (اصباغ) بدائية لا نعرف اليوم مصيرها، والايرانيون، حريصون على الكتمان، فهم حتى اليوم تمكنوا من الحفاظ على اسرار صناعة السجاد الايراني المتميز، وخاصة (الكشمير) ونقوشه المتفردة، والالوان الايرانية ميزتها انها ثابتة، بينما كانت الالوان التي نصبغ بها خيوط الصوف سريعة الزوال ولا تحتمل الماء كثيرا، هذا فضلا على اننا نشتري في اغلب الاحيان، خيوطا ملونة اساسا، فنوفر الوقت والكلفة، وهي خيوط من مناشىء عدة ايرانية وسورية ومصرية وصينية وكورية، وباختصار، فان العمل على فطرته الاولى العراقية لم يعد موجودا ولكن اساسياته موجودة. - يقاطعنا العم جليل فيقول: مع كل التغييرات التي حدثت في عملنا، فما زال البساط العراقي، والمدة العراقية مرغوبين في عدد كبير من الدول العربية، وانا اتلقى سنويا طلبات عديدة من شخصيات خليجية ومن دوائر تختص بالمنتدى الشعبي العربي، ومن بعض الفنادق والدوائر السياحية.
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زمن الملوك العراقي
-
لا تنتهي داعش قبل ان ينتهي الاسد ونظامه
-
في الادب الفرنسي - جدل حول الفرانكوفونيه
-
المالكي وتدمير العراق
-
بعيدا عن القوالب والقواميس
-
روسيا وسوريا وايران وارهاب الدوله
-
في الادب الفرنسي
-
من كتاب الاعدامات الايراني النظام الايراني والرعب من جيش الج
...
-
اليوم البرتقالي وجهود العالم للقضاء على العنف ضد المرأه
-
المقاومة الايرانية تدعو هيأة من المحامين والبرلمانيين الاورب
...
-
خامنئي وصاع القرارالايراني
-
على بوابة الانتخابات رفسنجاني يبدي ذعره مما يخبئه له حرس خمي
...
-
المخابرات الايرانية تسعى لجر المؤسسات الرسمية العراقية الى ف
...
-
الاوضاع الاجتماعية في ايران من سيء الى اسوأ
-
الالعاب الحربية العالميه خمس نقاط دولية قد تشعل الحرب الكوني
...
-
من انجب داعش ؟؟
-
ايران وروسيا الاصدقاء الاعداء على الارض السوريه
-
تصاعد الخلافات بين روسيا وايران حول النفوذ في سوريا
-
ايران الاقليات تفجر الارض تحت اقدام الملالي
-
شعيب ابراهيم ولغة الله
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|