أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالحميد برتو - حملة التضامن مع إبراهيم البهرزي















المزيد.....

حملة التضامن مع إبراهيم البهرزي


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 19:29
المحور: حقوق الانسان
    


لا أعرف حقاً ما الذي يدفعني الى الإهتمام بكل حملات التضامن. وقد حاولت تفسير هذه الحالة، كلما تصادفت أو شاركت في عملية تضامنية. ويَلحُّ عليّ سؤالٌ؛ هو: من أي جاء هذا القرب الروحي والنفسي، وهل جاء بدوافع عامة أم غير ذلك، وأين يكمن الإحساس بالتضامن، وما هي دوافعه ومنابعه؟

هل لأن التضامن غالباً ما يسعى ويُعنى بالدفاع عن مستضعف، فرداً كان أم جماعة أو حتى شعباً بأكمله؟ وهل لأن فكرة التضامن تعود الى جذور عميقة في الفطرة الإنسانية، التي كانت سائدة في المجتمع العراقي، الذي عرفته قبل أن تجري محاولة إغتيال ذاكرته وتهشيمه وإذلاله من قبل أهل الدار أنفسهم؟ وهنا لا أعتب على الغرباء البعيدين والقريبين بكل أنواعهم ودوافعهم، سواءً كانت دوافعهم تحركها المصالح بمستوياتها المختلفة أو الجهالة وقصر النظر، فهؤلاء يواجهون بأساليب واضحة ومعلومة.

إن العدوان على شعب العراق من الداخل أو الخارج ينبغي الكفاح ضده بكل ما هو ممكن ومشروع إنسانياً ووطنياً، ولا يوجد إلا قانون واحد عرفته كل الشعوب التي إمتلكت قدراً ضرورياً من الكرامة الوطنية. نعم، العراقيون عرفوا هذه الحقيقة ومارسوها بشرف يثير الإعجاب و زاد من رصيدهم بين أشقائهم وبين غيرهم. وفي جزءٍ من تلك الأيام غير البعيدة جداً، كان العراقي يفاخر الآخرين وحتى العراقي الآخر بثلاثة خصائص: المروءة والشجاعة والكرم.

بعض دعوات التضامن أحياناً تنبع من أوساط قريبة جداً، سواء فيما يتعلق بمحرك الدعوة للتضامن، أي الإنسان أو الجماعة التي تُطلق شرارتها، والطرف الثاني الذي تشير إليه الحملة التضامنية، أو ما يمكن أن نُطلق عليه وصف المستفيد منها. وفي حملات التضامن يتطلب الأمر معرفة الحالتين أو بعبارة أدق معرفة طرفي الحملة، وهنا لا أتحدث عن المساحة التي تحتضن العملية التضامنية فقد سبق أن تناولت ذلك في مناسبة أخرى.

فمتلقي حملة التضامن مع الشاعر البهرزي يجد نفسه مشدوداً إليها، لأنها تتعلق بمبدع جميل العطاء، والى جانب ذلك، فإن أجمل ما فيه أنه متقحم أبداً لكل الصعاب، ليس مع من هم في عداد الظالمين فقط، ولكن أيضاً لكل ما يراه إعوجاجاً في مواجهة الظلم بمعناه السياسي والإجتماعي، وهذا الأخير يُعد نوعاً من المواجهة مع الذات، وهو الأصعب لأنه يتطلب درجة عالية من صفاء الضمير والإنسجام مع ما يعتقده أنه صحيح ومشروع.

أتسأل وأنا مشدود لذاك الزمن، أعني الفترات التي كانت فيها قيادات الشعب وفئاته تملك مشروعاً يحظى بإحترام أعداد وقطاعات إجتماعية واسعة، وكان الثمن خلال ذلك باهضاً. وفي هذه المناسبة أقول: مَنْ قال أن مواجهة المخاطر لا تنطوي على شيء من الجمال المتفرد، ففي ظروف مثل تلك كان من بين الذي عرفتهم الداعي الى الحملة الحالية د. كاظم حبيب، ذلك الأستاذ الجامعي الأنيق والنشيط القادم من ألمانيا الديمقراطية حديثاً، وهو شاعر بزهو النضال من أجل مستقبل أفضل للبلاد كلها. وحين يشترك الأستاذ والطالب في عمل مشترك من أجل بناء وطن يوحدهم ويحمي أهلهم يكون ذلك جميلاً وصحياً، حتى لو كان الوطن معبأ بكل شروط القهر والخوف والقلق، بل القهر ذاته مبرر للنضال ودفع الثمن، ولكن في كل الأحوال لا تغيب ومضات من السعادة، وقد لا نملك تفسيراً كافياً لها.

وبديهي في هذه الظروف الكئيبة الحالية التي تغطي الحياة العراقية، لابد من القول أن إشارتي الى صاحبي في جزءٍ منها، تأتي من كونه المبادر الى حملة التضامن مع الشاعر المناضل إبراهيم البهرزي، وهي إشارة أتذكر من خلالها مئات المناضلين الذين كان إنحيازهم لمصالح بلدهم لا شائبة عليه، وبديهي أن يكون الناس الأكثر وعياً مشدودين الى قاعدة المجتمع أو قاعه إنتاجاً وفقراً وتضحيات.

من الجهة الثانية، أي الشاعر المناضل السجين الذي وقعت عليه حملة التضامن ولأجله، فقد شدتني إليه ثمار جهده الإبداعي، والى جانب ذلك شدتني إليه المدينة الرائعة ككل مدن العراق ـ بهرز، التي أكن لها مشاعر خاصة، لأنها من أولى المدن العراقية التي شهدت مقاومة وطنية ضد الإحتلال، قبل أن تهيمن قوى الظلام والبربرية والمليشيات والدين السياسي على الحالة والتطورات اللاحقة كلها و بلا رحمة أو ضمير.

إن بهرز قدمت نساءً ورجالاً شهداء ومضحّين من أجل عراق متقدم وكريم، ويكفي هذه المدينة فخراً أن نخبة من أبنائها كانوا من أبرز متقدمي الصفوف في مختلف أشكال النضال الذي عرفه العراق في مراحل تأسيسه الأولى، ومن خلالهم تعرَّف المواطن العادي على مفردة السجين السياسي، أو سجين الضمير، وبين هؤلاء وفي مقدمتهم المناضل الراحل عبد الوهاب الرحبي.

وبالوقت الذي أضم صوتي الى أصوات كل الذين شاركوا في حملة التضامن مع الشاعر الوطني، أذكّر بأهمية هذه الحملة من عدة زوايا، من أهمها: أن طرفي الحملة لا ينظران للتطورات السابقة والراهنة في بلادنا على طريقة الإستنساخ الموحد أو الطبعة الواحدة. ومن ناحية تأثير حملة التضامن الإيجابي جداً على الشخص نفسه وعائلته وأصدقائه وعلى الذين من الممكن أن يتعرضوا لذات الموقف لأنها تمثل عملية شد أزر نبيلة للغاية، وتفيد تجارب السجناء السياسيين المظلومين بأنهم يمسحون عناء سنوات السجن والحرمان من خلال ترحيب الناس بهم وزيارتهم بعد إطلاقهم، حقاً إن سجين الضمير تكون مكافأته في إظهار التقدير لتضحيته، وهو على غرار الممثل المبدع على المسرح حيث يجد ضالته وعزاءه وتعويضه بتصفيق الحاضرين في الصالة. كم هي راقية وجملية وإنسانية عملية إشعار الآخر بالتضامن، ولابد من الإعتراف بأهمية الجهد الذي يبذله الموقع من خلال توفير نتاجات الشاعر خلال فترة تقترب من عقد كامل، وتمنح المتضامنين مع الشاعر السجين فرصة رحلة أمينة وصادقة في جزءٍ مهم وحيوي من مسيرتة وأعماله.

ولابد في هذا المقام من التأكيد على أهمية توسيع نطاق حملات التضامن، ليس فقط من خلال التحريض على المشاركة فيها، ولكن من خلال تعميق مفهوم التضامن بأبعاده الفكرية والأخلاقية أولاً وأساساً، ومن الضروري أن يقف في مقدمة كل عمل تضامني مبدأ الإعتماد على طبيعة ومضمون العمل أو الحملة نفسها كحالة قائمة بذاتها، وإعتبار ذلك عمودها الفقري، وذلك بغض النظر عن أطراف الحملة أنفسهم. إن مجتمعنا بحاجة ماسة الى ثقافة التضامن، ويظل التضامن بصفة عامة رافعة قوية لمواجهة الوحشية التي تهدد أسس حياة المجتمع.

الحرية لإبراهم البهرزي.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصدي للفكر الظلامي المتعدد الأقطاب (3)
- التصدي للفكر الظلامي المتعدد الأقطاب (2)
- التصدي للفكر الظلامي المتعدد الأقطاب (1)
- نظرة الى دراسة إستطلاعية
- بين القرم ودمشق الشام
- التظاهرات نشاط سياسي حقق منجزاً
- ملاحظات موجزة حول كتاب آرا خاجادور
- بوتين و نيمتسوف
- أعداد النازحين واللاجئين أكبر مما نتوقع
- عراقيو بوهيميا يتضامنون مع شعبهم
- الإقامة بين العنوان والمتن
- آرا خاجادور ونبض سنينّه
- من الكوفة الى الأنبار
- شكري بلعيد يُقدم الدليل
- الإحساس بالإضطهاد الطائفي
- موسوعة الوراقة والورّاقين
- وداعاً أبا عواطف
- جيفارا: قوة المثل الثوري
- الفيلسوف مدني صالح وعطرالأرض


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالحميد برتو - حملة التضامن مع إبراهيم البهرزي