|
هل سيتابع وزير التربية الوطنية المغاربة بتهمة معاداة -المختارية-؟؟؟
الأستاذ نورالدين الطويليع
الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 20:18
المحور:
كتابات ساخرة
استطاع وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد رشيد بلمختار أن يخلق الحدث ويسرق الأضواء ويستأثر بآلاف المقالات والتعليقات والصور الكاريكاتورية عبر مختلف الجرائد الورقية والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث سال مدادا غزير تحت تأثير خرجات له مثيرة للجدل استدعى من خلالها وتقمص شخصية جحا التي بعثها من رماد الأسطورة لتحيى متألقة في المشهد الإعلامي، في مفارقة تجسد مظهرا آخر من مظاهر الاستثناء المغربي ممثلا هذه المرة في تحويل الأسطورة إلى حقيقة، ونفث الروح في أبطالها الخرافيين ليتحولوا من ثمة إلى كائنات بشرية تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتضحك في البرلمان وتلهو بالهواتف النقالة في إشارة ذكية تتغيا من خلالها تذكير من يهمهم الأمر أنها تعيش عصرها وتساير التطور التكنولوجي، وأنها نسخة مطورة جدا لجحا الزمن الغابر، زمن الحكي المرتبط بالجدات والشموع والليالي الليلاء. هذا الرجل ألهم المغاربة حقا، خصوصا رجال التعليم الذين أفردوا له صفحات خاصة، وتفننوا في رد صاع تحقيره لهم صاعين، ولم يذخروا جهدا في رسم صورة كاريكاتورية مضحكة عنه، اختلطت فيها السخرية اللاذعة بالتندر والفكاهة، ولم يقف السيد بلمختار بدوره مكتوف اليدين، بل حرص على تعهد مُلْهَمِيهِ (بفتح الهاء) بين الفينة والأخرى بحطب خرجات كانت تزيد النار اشتعالا، دون أن يعتورها في يوم من الأيام خبو أو خفوت، كأنما أذن لها أن تستمر في الاشتعال، ربما لأنها رفعت اسمه مع لهيبها عاليا، لتحطم الأرقام القياسية تباعا من حيث جحافل المتابعين الذين لم يترددوا من جانبهم في إذكائها وتسعيرها أكثر بتعليقاتهم الموغلة في الطرافة، كأنما تحول المشهد إلى لعبة يتملى فيها كل طرف بدحرجة كرة النار صوب الطرف الآخر، ويستمرئ برميته كلما جاء دوره. لكن "تسلل" طالب أستاذ ودخوله على الخط عبر قصيدة هجائية عنونها ب "أبا المختار فلا تعجل علينا"، أفسد اللعبة في نظر السيد بلمختار، وجعله يستشيط غضبا، ويقرر تغيير قواعد الاشتباك، ويوصي القضاء التربوي بمتابعة الفتى وتأديبه على "جسارته" التي لا تغتفر. فهل لهذه النقلة المختارية النوعية علاقة بجنس السلاح المستعمل الذي دجج به الفتى نفسه وهو يستدعي الشعر الجاهلي وحماسة عمرو بن كلثوم ونرجسيته، وكأننا بالرجل يصيح عاليا (الشعر ما معاناش)، لأن الشعر ديوان العرب، وسجل أمجادهم، وقد "كان علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه"، كما يقول أبو عمرو بن العلاء، وبالتالي فهو الابن الشرعي للغة العربية عدو بلمختار اللدود، وهاهنا يكون ناظم القصيدة قد ارتكب جرم صفع كبرياء الرجل الفرانكفوني بمفردات لغة الضاد الموزونة، مع سبق إصرار وترصد لأنه يعلم أن مَهْجُوَّه (ما عندوش مع اللغة العربية)، وسيجد صعوبة بالغة في فهم منطوق القصيدة ومدلولها، وهو ما زاد ربما في تعميق الجرح المختاري ونزيفه؟. أم أن تصرف السيد الوزير مرتبط بذات الفاعل الذي سولت له نفسه امتطاء مركب الثائرين الغاضبين، في الوقت الذي كان يجدر به أن يحجز مقعده مع الخوالف، ويطأطئ رأسه ويصارع من أجل البقاء التربوي، ويقضي سنته التكوينية مرتعشا في انتظار تعيين قد يأتي وقد لا يأتي، لأن اسمه "مكتوب بالطباشير فوق كثبان رملية"، وأي ريح مهما كانت ضعيفة قادرة على محوه من على خريطة وزارة السيد بلمختار؟. أم أن محاكمة هذا الطالب ليست سوى المقدمة التي سيعقبها فتح سجلات المتابعة في حق كل من سولت له نفسه التطاول على الذات المختارية المتعالية التي تقدم نفسها كذات استثنائية في الزمن السياسي المغربي، جاءت لتقوم بدور استثنائي في صورة مفرد بصيغة الجمع، حتى إنه ليخيل لمتتبع خرجاتها أنه لا عاصم لتعليم المغرب من سكرات الموت والسكتة القلبية إلا هذه الذات، وأن ما عجزت عنه الأحزاب والمنظمات والهيآت الحكومية وغير الحكومية قادرة هي لوحدها أن تفك ألغازه، وتشخص أمراضه، وتكتب الوصفة المناسبة السريعة المفعول لدائه العضال الذي عمر طويلا، حتى ظهر أخيرا مَهْدِيهِ المنتظر منذ عقود، وبالتالي فكل من سولت له نفسه التشويش على عمل مهدي التعليم المغربي المنتظر سيكون مصيره التأديب والضرب على اليدين جزاء تطاوله على جناب السيد الحلاحل الذي ربما سيتحول إلى ثابت من الثوابت المغربية التي لا يعذر أحد بتجاوز خطوطها الحمراء، وكل من فعل سيقع في محظور "معاداة المختارية"!!!
#الأستاذ_نورالدين_الطويليع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فصول عبثية على هامش الانتخابات الجماعية المغربية
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|