أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أردوغان يلعب بالنار















المزيد.....

أردوغان يلعب بالنار


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن إسقاط الطائرة الحربية الروسية من طراز سيخوي24، بصاروخ جو-جو من قبل طائرة تركية من طراز إف-16 في المجال الجوي السوري، صباح يوم 24 من الشهر الجاري، عملية خطيرة جداً تذكر بأزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962، في مواجهة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي المتحالف مع كوبا ضمن أحداث الحرب الباردة آنذاك.

اعتاد أردوغان على خلق الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية. فقبل الانتخابات الأخيرة خلق أزمة الإنفجارات الإرهابية في بلاده التي راح ضحيتها أكثر من 120 شخصاً أغلبهم من الكرد وأنصار السلام. فاتخذ هذه الجريمة ذريعة لتجديد الحرب على الأحزاب الكردية، وخاصة حزب العمال الكردستاني (PKK)، وإثارة مخاوف شعبه على الأمن، وبأنه هو الضامن الوحيد لأمن تركيا. ونجحت الخطة، وفاز حزب أردوغان (العدالة والتنمية) بالأغلبية المطلقة من المقاعد البرلمانية في تلك الانتخابات. وفي الانتخابات ما قبل الأخيرة، استخدم أردوغان الورقة الطائفية ضد العلويين الذين يشكلون نحو 30% من الشعب التركي. والجدير بالذكر أن أردوغان ساهم مساهمة فعالة في خلق الأزمة السورية بالاشتراك مع السعودية وقطر والدول الخليجية الأخرى وبدعم أمريكي. وفتح حدود بلاده مع سوريا للدواعش الأجانب القادمين من مختلف أنحاء العالم للذهاب إلى سوريا لإسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد. والآن خلق أزمة خطيرة مع روسيا.

والسؤال هنا، هل يعقل أن يقوم أردوغان بالتحرش بدولة كبرى مثل روسيا في هذا الوقت المتأزم، حيث التحرك الدولي ضد الإرهاب الداعشي بعد أيام من أحداث باريس المأساوية الدامية التي هزت الضمير العالمي، ووحدت كل العالم للتخلص من هذه الطاعون الوبيل؟

في الحقيقة لا يمكن أن يقوم أردوغان بهذه الفعلة الخطيرة ما لم يكن بدعم وتأييد وربما بأمر من أمريكا. وها هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يعتمد الازدواجية ازاء هذه الأزمة في تصريحاته الأخيرة، فمن جهة يتظاهر بالعقلانية، فيدعو الطرفين إلى التهدئة والتفاوض، وضبط النفس، وعدم التصعيد، ومن جهة أخرى أعلن دعمه لأردوغان بأنه يقف كتفاً إلى كتف معه في هذه الأزمة، ويبرر له الجريمة بأن لتركيا الحق في الدفاع عن أجوائها... وأنها أنذرت روسيا عشر مرات...الخ، بينما الحقائق تؤكد أن الطائرة الروسية تم إسقاطها في الأراضي السورية، إذ (أعلن طيار "سو- 24"، الذي بقي على قيد الحياة، [الذي تم إنقاذه من قبل الجيش السوري]، أن المقاتلات التركية لم تحذر طاقم الطائرة الروسية بأنهم اخترقوا المجال الجوي.)(1) والجدير بالذكر أن أردوغان الذي يتمسك بحرمة أجوائه من تجاوز المقاتلة الروسية حتى ولو لسبع ثواني، تقوم القوات التركية، الأرضية والجوية بخرق السيادة العراقية خلال الثلاثين عاماً الماضية، ودون رادع أو واعز من أخلاق.
إن دفاع الرئيس أوباما عن سياسة أردوغان الاستفزازية، يتناقض مع أتفاق سابق بين روسيا وأمريكا، إذ (أشار لافروف في اتصاله مع كيري إلى أن هذا الحادث يعتبر انتهاكا سافرا للمذكرة الروسية الأمريكية المشتركة حول ضمان سلامة طلعات الطائرات العسكرية في سوريا، والتي أخذت الولايات المتحدة فيها على عاتقها المسؤولية عن التزام جميع دول التحالف الدولي الذي ترأسه واشنطن، بالقواعد المنصوص عليها في هذه الوثيقة)(1). وهذا دليل على أن ما قام به أردوغان، هو متفق عليه مع أمريكا وحلف الناتو، ولأغراض عديدة أهمها:
1- حرف الرأي العام العالمي عن جرائم داعش في باريس، وإشغاله بالأزمة الجديدة التي تنذر بحرب عالمية ثالثة، وصدام مسلح، وربما نووي بين روسيا وحلف الناتو، وبذلك ينسون مأساة باريس،
2- دعاية مجانية لداعش بأنها هي التي تسببت في هذه الأزمة الدولية الخطيرة،
3- كمحاولة لإجبار روسيا للتخفيف من ضرباتها على التنظيمات الإرهابية في سوريا، وربما ردعها، وهذا دليل على أن تركيا تدافع عن داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
4- تصعيد الأزمة بين تركيا وروسيا يقدم دليلاً آخر على أن المنظمات الإرهابية (داعش، وجبهة النصرة، وأحرار الشام، وغيرها من العصابات الإرهابية)، هي من صنع السعودية وقطر وتركيا، وبأوامر ومباركة أمريكا وبقية دول الحلف الأطلسي (NATO). وقد أشرنا إلى هذا الموضوع في عدة مقالات سابقة (3)، كما وأكدها حتى مسؤولون أمريكيون أنفسهم. (تصريحات هيلاري كلنتون، وجو بايدن)، وأخيراً مجلة (الفورين بولسي) الأمريكية، أكدت دور السعودية في الإرهاب وحتى عن دورها المباشر في أحداث باريس الأخيرة(4).
5- الغرض الآخر من إسقاط المقاتلة الروسية هو كبالون اختبار وإحراج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام شعبه، رغم إطلاقه بعض التهديدات ضد تركيا، إلا إن خصومه يراهنون على أنه لا يستطيع عمل أي شيء ضد تركيا، وأن الأزمة سيتم نسيانها قريباً، ويمكن تكرارها في المستقبل. ولكن التاريخ القريب يؤكد لنا أن الرئيس بوتين لاعب شطرنج قوي، وإستراتيجي محنك، يعرف كيف ينتقم من خصومه بالطريقة المناسبة، وفي الوقت الذي يختاره هو.

صحيح أن أمريكا وحليفاتها عقدوا المؤتمرات الدولية، وأبدوا غضبهم على داعش، وتعهدوا بضرب عصابات داعش وغيرها، وخاصة بعد أحداث باريس، إلا إن الغرض الحقيقي من هذه المؤتمرات والتهديدات والتعهدات هو لامتصاص غضب شعوبهم وإزالة مخاوفها من الإرهاب، ولكن في نفس الوقت فهذه الدول لا تريد القضاء النهائي على هذه التنظيمات الإرهابية، وإنما تريد احتوائها فقط، لأن لهذه العصابات الإرهابية مهمات أخرى في انتظارها، وهي استخدامها ضد أية حكومة في العالم تشق عصا الطاعة على أمريكا ، وعلاقة جيدة مع روسيا، ومن ثم ترحيل الإرهاب إلى روسيا نفسها، ولا ننسى تفجير طائرة السياح الروسية في سيناء بعد أن تم زرع قنبلة فيها.
لذلك جن جنون الغرب عندما تدخلت روسيا بقوتها الهائلة ضد الإرهاب في سوريا، وأثبتت قدراتها التكنولوجية ودقتها في ضرب الأهداف عن بعد بمئات الأميال من بوارجها الحربية في البحر الأسود، ضد مواقع الإرهاب في سوريا وبمنتهى الدقة، فحققت روسيا خلال أسابيع ما عجزت القوات الدولية بقيادة أمريكا تحقيقه لأكثر من عام. ومن هنا أثيرت مخاوف الدول الغربية من القضاء على داعش.

فما الذي يمكن لبوتين عمله ضد تركيا؟
حذر بوتين من أنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" على العلاقة بين موسكو وأنقرة. وألغى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارته إلى تركيا، التي كانت مقررة الأربعاء (25/11/2015). كما وجه لافروف الروس بعدم زيارة تركيا، وقال إن تهديد الإرهاب هناك ليس أقل من التهديد في مصر، حيث أدى انفجار قنبلة إلى سقوط طائرة روسية الشهر الماضي. فتوقف الملايين من الروس عن الذهاب إلى تركيا كسياح سنوياً، والتخلي عن عدد من المشاريع المشتركة الهامة وفقدان الشركات التركية مواقعها في سوق روسيا". لا بد وأن تضر هذه الاجراءات بالاقتصاد التركي. كما وحرك بوتين عدة قطعات من البوارج الحربية إلى اللاذقية قرب تركيا وتهدد بضرب أهداف جوية.
خلاصة القول، أن أردوغان يلعب بالنار، و لا بد وأن يحترق بها، وإنه يجر المنطقة إلى حافة حرب دولية.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة
1- طيار "سو- 24": لم نتلق أي تحذيرات من تركيا لا بصرية ولا عبر اللاسلكي
لو أرادوا تحذيرنا لقامت [ف 16] بإظهار نفسها
http://www.akhbaar.org/home/2015/11/202050.html


2- لافروف وكيري يبحثان حادث إسقاط الطائرة الروسية في سوريا
الحادث يعتبر انتهاكا سافرا للمذكرة الروسية الأمريكية المشتركة
http://www.akhbaar.org/home/2015/11/202051.html

3- د.عبدالخالق حسين: هل داعش صناعة أمريكية؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=711

4- مجلة أمريكية: السعودية تصدر الارهاب منذ السبعينات وأدت دورا مباشرا في اعتداءات باريس الاخيرة
http://www.akhbaar.org/home/2015/11/201999.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حزب البعث فاشي؟
- الغرب يدفع ثمن تغاضيه عن جرائم السعودية
- في وداع الدكتور أحمد الجلبي
- هل حقاً أعتذر بلير عن إسقاط صدام؟
- إزدواجية الغرب مع الإرهاب
- محنة العراق بين أمريكا وإيران في مواجهة الإرهاب
- إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟
- الشعب التركي يدفع ثمن إرهاب أردوغان
- الضربات الروسية لداعش تثير هستيريا الغرب
- الإرهاب هو الجزء الرئيسي من حروب الجيل الرابع
- في وداع الدكتور محمد المشاط
- السعودية ترفض اللاجئين لكنها تبني لهم 200 مسجد في ألمانيا
- حول القرار البرلماني بحجب المواقع الإباحية
- فوز كوربين زلزال سياسي في بريطانيا
- معضلة الفساد في العراق
- من المسؤول عن مأساة السوريين الفارين إلى الغرب؟
- البديل عن حكومة الطوارئ
- مناقشة هادئة مع دعاة حكومة الطوارئ
- حذار من تحريف التظاهرات عن أغراضها المشروعة
- حوار مع القراء حول سقوط الموصل


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - أردوغان يلعب بالنار