أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((هل فات زمان الإصلاح ..؟ ، وفِيم يكون الإصلاح ..؟ .)) . نظرات في الإصلاحات الحكومية، وفي أسباب تباطئها، أو انعدامها .














المزيد.....

((هل فات زمان الإصلاح ..؟ ، وفِيم يكون الإصلاح ..؟ .)) . نظرات في الإصلاحات الحكومية، وفي أسباب تباطئها، أو انعدامها .


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف كلّ من شهد التظاهرات التي نادت بالإصلاح الحكومي، ومحاربة الفساد؛ أنّ زمن الإصلاح الحقيقي كان قصيراً، وذلك بعد خطبة الجمعة التي جاءت ملبيةً طموح، وتوجّه المتظاهرين قائلةً لرئيس الوزراء : كُن شجاعاً، واضربْ بيدٍ من حديد . في هذه الفترة تحديداً التي شهدت سكون الشعب، والحكومة منتظرةً رأس السلطة ماذا يصنع ؟، كان يجب أنْ يحدث تغيير حقيقي، فقد وقف مع الحكومة الشعب، والمرجعية بثقلها المعنوي، وكذلك مجلس النواب المحرج من هذا الزخم النادر، وأيضاً الكتل السياسية بمختلف توجّهاتها .
لكن للأسف اكتفى رئيس الوزراء بالكلام، وكانت إصلاحاته على أهميتها؛ لم تلبِّ طموح المتظاهرين، ولم تحدث التغيير المطلوب لمعنى الإصلاح في بلد يعاني من مشاكل جذرية بحاجة إلى اقتلاعها من جذورها الخبيثة، وهذا ما لم يحصل ....!!! .
.
لا أريد أنْ أكون تشاؤمياً، وأقول : إنّ زمان الإصلاح قد مضى؛ لكن ما سوف يجري لن يكون ذا تأثيرٍ كبيرٍ على مجريات الأمور؛ لأنّ الكتل السياسية قد أخذت، وردّت، وأشادت، وأدانت، ورحّبت، وشجبت، وتفاءلت، وتشاءمت، ومن خلفها قواعدها الشعبية فعلت ذلك إلّا قليل .
.
المشكلة الحقيقية الأولى التي واجهت هذه الإصلاحات هي عدم وضوح الرؤية في مواطن هذا الإصلاح، وفيم يجب أنْ يكون..؟، فجميعنا نادى بمحاربة الفساد، والمفسدين، ولم نشخّص من هم ؟، ولم تعرف الحكومة كيف تحاربهم؛ لأنّ المؤسسات المعنيّة بمحاربتهم ينخرها الفساد، والأصح قول : إنّ فيها نفوذ لأصحاب الفساد أولئك؛ ولكثرة ما نادى الشعب بالقضاء على الفساد من دون وجود آذان صاغية أغرى ذلك النداء المفسدين، فراحوا يهتفون أيضاً بمحاربته؛ يا لها من مفارقة مضحكة مبكية ..!! .
.
هذا من أهم أسباب تعثّر هذه الإصلاحات؛ لأنّها لم تصدر عن تخطيط يستند إلى رؤية علمية في كيفية النهوض بالبلد في مرافقه كلّها، فالشركاء السياسيون رأوا أنّ من أسندت إليه مهمّة الإصلاح يقرّر ثم يتراجع، يلغي، ولا يطبّق، ينفرد، ثمّ يناقش، فعمدوا إلى وضع العصي في دولاب هذا الإصلاح، فتظاهروا بالوقوف معه؛ لكنّهم في الخفاء ضدّه، ومن هذه العصي قولهم بموافقتها للدستور، والقانون، ومنها أيضاً اقتراحهم فيم يجب أنْ يكون، وخذْ مثلاً على ذلك ورقة الإصلاح النيابية المؤلّفة من أحد عشر بنداً، وقد تمادى بعضهم، فأشار تلميحاً إلى رئيس الوزراء بصفات الفاسدين، ومن هذه النقطة دخل الإصلاح معترك التنافس السياسي، والكسب الحزبي، فالعقبة الكؤود التي كانت تقف بوجه الإصلاح هي ربط هذه الكتل تحقيق مصالحها السياسية الفئوية بهذا الإصلاح، وإلّا، فهم لا يرونه ذا بالٍ، أو قيمة .
.
والمفارقة الكبرى وهنا لابدّ من أنْ أسجّلها بحقّ شعبنا؛ لأنّنا إنْ لم نمارس النقد الذاتي لأنفسنا؛ لا نتقدّم أبداً، وهذه المفارقة هي : كم هتفنا بمحاربة الفساد، ومحاربة أشكاله، وأنواعه؛ لكنّنا في سلوكنا نمارسه من دون أنْ نتحرّج، وكأنّه ليس فساداً كم واحد منّا لم يعطِ رشوة؛ لينجز له عمل ما، كم واحدٍ رأى بلده مملوءاً بالأوساخ، والمزابل، فأحزنه ذلك، فعمد إلى إزالتها، كم واحد منّا رأى مفسداً إدارياً، فنصحه إلى إكمال عمله بإتقان، ولم يكتفِ بالكلام اللوّام، وغيرها .
.
علينا أنْ ندرك أنّ الخطوة الأولى في مسيرة هذا الإصلاح تبدأ منّا نحن الشعب، إنْ عرفنا ذلك سوف نجبر حكومتنا عليه، ويكون لندائنا استجابة .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((تصويب الأفهام في ما وقع من أغلاط في فهم كلام الإمام)) . قر ...
- ((إذا مات ابن آدم ظهرت محاسنه)) . قراءة في الأقوال، والشهادا ...
- ((فلسفة العلاقات بين البنى السياسية الفوقيّة، والتحتيّة...)) ...
- البرلمان العراقي، ومنجزه التاريخي .........!! .
- مِصرُ أثبتتْ للمرّة الرابعة إنّها دولة ...
- المرجعية الدينية ، والدستور العراقي ...
- ما هو الكلام الجديد .... ؟ . قراءة استشرافية للغة الخطاب ال ...
- على العراق إزالة قمامة لبنان .....!! . (النموذج السياسي العر ...
- معركة أُحُد، وسقوط الموصل ......!! .
- شعار التغيير الذي حملته المرجعية، والكاتب إياد السماوي ..
- تظاهراتنا من جنس آخر .... هل نسير إلى الفوضى ....؟
- إلغاء المحاصصة من أجل المحاصصة ....!! .
- الإصلاح الحكومي، والتهريج السياسي ....
- (يجب الدفاع عن الشعب) .. نقد النقد الموجّه للتظاهرات الشعبية ...
- المرجعية هتفت مع المتظاهرين ..
- القرض الياباني سيناريو يوناني للعراق ....!!! .
- ثقافة التظاهر بين التسييس، والتأسيس .
- رئاسة التحالف الوطني، والعرف السياسي .....!!!
- النقد السياسي، ونقد السياسي .....
- الاتفاق النووي نمط جديد في التفكير الدبلوماسي .....


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عصام الشريفي - ((هل فات زمان الإصلاح ..؟ ، وفِيم يكون الإصلاح ..؟ .)) . نظرات في الإصلاحات الحكومية، وفي أسباب تباطئها، أو انعدامها .