أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قلبُهُ طائرٌ للحنين(في رثاء جهاد هديب)














المزيد.....

قلبُهُ طائرٌ للحنين(في رثاء جهاد هديب)


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4996 - 2015 / 11 / 25 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


قلبُهُ طائرٌ للحنين
(في رثاء جهاد هديب)

نمر سعدي/ فلسطين



في الشهور الأخيرةِ وخلال زياراتي المتكرِّرة لاحدى مكتبات حيفا علقت عيناي بديوان وردي اللون صغير الحجم.. أسمه (قبلَ أن يبردَ الياسمين) للشاعر الأردني الفلسطيني الراحل جهاد هديب.. طبعاً كأنَّ في الأمر مصادفة غريبة في مكتبة تحوي مئات الآلاف من الكتب والدوريات في مختلف العلوم الإنسانية والآداب.. أتناول الديوان الصغير لأقرأ عدَّة قصائد هامسة ورقيقة كأنَّها حيكت بجناحِ فراشةٍ ثمَّ أمضي بعد ذلك إلى قراءات مختلفة بعد أن يفتح لي هذا الديوان الصغير بحجم ورقةِ زنبق مصراعَيْ مكتبة عملاقة.. منذ عدَّة شهور وأنا أنزل الدرج المؤدي إلى قسم الآداب في المكتبة الكبرى يتحرَّشُ بي ديوان شاعرٍ لم أقرأ له كثيراً ولكن لا أخفي إعجابي بمقالات ونصوص أدبية له كانت مبعثرة في عدد من الجرائد المحلية والعربية.
أعجبني نثر جهاد جداً بيد أني لم أعثر على ما يروي شغفي منه فلم أجد له سوى مقالات قليلة ومحدودة جداً على الشبكة العنكبوتية.. خلال اليومين الأخيرين فاضتْ مواقع التواصل الاجتماعي برثائيات ورسائل محبة للشاعر الراحل الذي كان صديقي افتراضيا ولكن لم يتح لنا التواصل لمرضهِ الذي أبعدهُ في الفترة الأخيرة عن محبيهِ وأخلصِ أصدقائهِ.. أكاد أقول أنه لم يتح لشاعر عربي آخر بعد محمود درويش أن يُرثى بكلِ هذه المراثي والنصوص التي تطفح مرارة وحزناً وألماً ووجداً وإن من على صفحات الفيسبوك لموتهِ التراجيدي وهو في نضارة الشبابِ وفورةِ الإبداع لما تمتَّعَ به من صدقِ حسٍّ إنسانيٍّ في الكتابة والحياة.. منذ يومين وأنا أفكِّر لماذا لم يجمع الشاعر الراحل مقالاته الأدبية التي نشرها في الصحافة العربية خلال ما يقرب من ربع قرن.. وهي في نظري إرثٌ لأدبي عظيم لا يجب أن يُغفل ويبقى في أرشيف الصحف التي عمل بها الشاعر؟
لا أعرف لماذا ذكَّرني موت جهاد هديب بموت شاعر آخر غنَّى أجمل القصائد الرعويَّة ليسَ في الشِعر الأردني خاصَّةً بل في تاريخ الأدب العربي الحديث كلِّهِ وهو مواطنه حبيب الزيودي الذي رحل هو الآخر قبل ما يقرب السنوات الثلاث وفي منتصف شهر الخريف وأواخر أربعينياتِ عمرهِ القصير.. لا بدَّ أن موت الشاعر خسارة فادحة لمعانٍ ولرموزٍ كثيرة.. أو هيَ بالأحرى ضربة قاصمة لحلمٍ بريءٍ بالجمالِ والحريَّةِ.. هكذا كلَّما رحلَ شاعرٌ عنا نقصتْ السماءُ نجمةً وقلَّ منسوب مياهِ المحبَّةِ في الأرض.. كما أنَّ لحظةَ رحيلِ شاعرٍ أو عاشقٍ تحتزنُ في طيَّاتها عذابات عصور وأحزان شعوبٍ بأكملها.. وداعاً أيها الطائرُ المغنِّي الذي تركَ في خلايا الهواء وفي حنايا القلوب الكثيرَ من أقواسهِ القزحيَّة الصادحة إلى ما لا انتهاء.. وداعاً.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقوشٌ على حجرِ الورد
- الكتابة غواية محفوفة بالمكر
- إيماءاتُ خريفِ المعنى
- سِفرُ المراثي
- تقاسيم على غيتارة الحنين
- إيقاعات 1
- مرايا نثرية 1
- مرايا نثرية 2
- تقاسيم على نايٍ أندلسي وقصيدةٌ إلى خليل حاوي
- فيسبوكيات
- قصيدة بثلاث لغات
- أغاني تروبادور مجهول
- تحديقٌ بمرايا الذاكرة
- أجنحةُ الشاعر ومقصُّ الرقابة
- عن الأبنودي والفيتوري.. وقسوةِ نيسان
- أشعارٌ محكومةٌ بالشغف/ مجموعة قصائد جديدة
- عبد الله رضوان.. الشغفُ الأبيضُ بالقصيدة
- ديوان وصايا العاشق/ الصادر عن دار النسيم للنشر والتوزيع في ا ...
- ديوان تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى/ الصادر عن دار النسيم في الق ...
- حرائقُ أدونيس


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قلبُهُ طائرٌ للحنين(في رثاء جهاد هديب)