سندوتشات سريعة عبر التواصل الاجتماعي / الحلقة 6
طلعت الصفدي
2015 / 11 / 16 - 01:21
في أحدى مقالات "فريدريك أنجلس" أحد آباء الماركسية الثلاثة بعنوان " دور العمل في تحول القرد إلى إنسان" يوضح بان العمل هو مصدر كل ثروة، وانه المصدر الأول للحياة الإنسانية، وأساس تشكيل المجتمعات البشرية وتطورها، وانتقاله من مرحلة دنيا في السلم الاجتماعي إلى مرحلة أكثر تطورا ورقيا. إن العمل يعطي قيمة للإنسان، يمنحه القدرة على مواجهة مصاعب الحياة السياسية والاجتماعية والديمقراطية، والمشاركة في الهموم التي تسيطر على الكادحين والعمال وكل الشغيلة الذين لا يملكون سوى بيع قوة عملهم للرأسمالي والبرجوازي. ففي ظل النظام الرأسمالي يتعرضون للاستغلال والاضطهاد القومي والطبقي، ويدفعهم بؤسهم للتوحد، والنضال السياسي والاقتصادي والفكري ضد مستغليهم، عبر تشكيل أحزابهم ونقاباتهم العمالية والمهنية كأطر جماهيرية، بهدف التخلص من نظم الإذلال والاستغلال والعبودية المأجورة، متسلحين بالفكر الثوري، وبمعرفة قوانين التطور في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري، والقضاء على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. .
في زيارة وفد صحافي إعلامي فرنسي في خمسينيات القرن الماضي، لرئيس وزراء الاتحاد السوفيتي سابقا "نيكيتا خروشوف" جرى نقاش صريح اتسم بالجرأة حول المقارنة والمقاربة بين المرأة السوفيتية والمرأة الفرنسية ... فبينما رأى الوفد الفرنسي أن المرأة الفرنسية امرأة رشيقة، تهتم بنفسها وبجمالها وبأناقتها وبلباسها، وبمكياجها، وتتابع آخر صرعات الموضة العصرية... رأى الوفد أن المرأة السوفيتية منهكة ومشقية في العمل والجهد والتعب، ولا وقت لها للاهتمام بجمالها وبنفسها، ولا تتابع الموضة، وهي تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل في المصانع والمزارع والحقول وفي كل الأعمال دون تأفف .... الخ أجاب "خروشوف"رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي الأسبق بأن ملاحظتكم صحيحة وهي تعكس الواقع في كلا البلدين، سواء في فرنسا النظام الرأسمالي الامبريالي، أو الاتحاد السوفييتي الاشتراكي... لكن هناك فرق شاسع وكبير بينهما، ففي حين أن المرأة السوفيتية تأكل من عرق جبينها... فالمرأة الفرنسية تأكل من عرق أفخاذها !!! تلعثم الوفد الإعلامي وأنهى المقابلة فورا وعاد إلى باريس...
وفي مناظرة حادة في أروقة الأمم المتحدة بين " جي موليه " رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ( نظام رأسمالي امبريالي ) ما قبل 1956، ووزير الخارجية السوفييتي الأسبق " شيشرين، ( نظام اشتراكي وصديق للشعوب )، احتدم النقاش والصراخ والحوار أمام جميع الوفود الحاضرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ... مما اضطر " جي موليه الرأسمالي " أن يرفع صوته عاليا ويوجه نقده الحاد إلى خصمه "شيشرن الاشتراكي" قائلا : أنت آخر من يتكلم عن الطبقة العاملة!!! فأنا عامل وجذوري عمالية ومن أصل عمالي، ولا يجوز لك يا "شيشرين" أن تتحدث أو تنطق باسم الطبقة العاملة .. فجذورك يا "شيشرين"ارستقراطية وبرجوازية .. مما دفع " شيشرن " للرد على " جي موليه البرجوازي " ويوجه الكلام إليه قائلا : صحيح كلامك يا "جي موليه" لكننا نحن الاثنان تخلينا عن جذورنا الطبقية التي كنا ننتمي إليها . فأنت من أصول عمالية وهذا صحيح لكنك تخليت وخنت طبقتك وجذورك العمالية، وتحولت لمدافع عن الطبقة البرجوازية والرأسمالية والامبريالية، ولمصاصي الشعوب المستضعفة، ومعاد للطبقة العاملة .. بينما صحيح أنا ابن الطبقة والجذور الارستقراطية والبرجوازية، لكنني خنت طبقتي البرجوازية والامبريالية، وانتميت إلى الطبقة العاملة وحزبها السياسي وتحولت إلى مدافع عن حقوقها السياسية والاقتصادية والفكرية، وأقف اليوم إلى جانب كل المضطهدين في العالم ومدافعا عن حقوقهم في التحرر والاستقلال، والتخلص من التبعية والاستغلال والاحتلال.
"جي موليه" هو رئيس وزراء فرنسا الأسبق، و"أنتوني إيدن" رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وديفيد بن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، شاركوا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وعلى إثره تم احتلال قطاع غزة في 29/10/1956، وانسحبت إسرائيل من غزة يوم 7/3/1957 وعادت الإدارة المصرية إلى القطاع بتاريخ 14/3/1957 وذلك يعود بفضل وقوف الاتحاد السوفييتي ضد العدوان، حيث اصدر الاتحاد السوفييتي إنذارا بضرب كل من لندن وباريس وواشنطن وتل ابيب بالصواريخ الذرية مما دفعهم بالانسحاب الفوري من الأراضي المصرية التي احتلوها عام 1956.