أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - في قبضة الدواعش (2)!؟















المزيد.....

في قبضة الدواعش (2)!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 15:21
المحور: كتابات ساخرة
    


ملخص الحلقة الأولى :
بينما انا مستلق في غرفتي في شفيلد في بريطانيا وجدت نفسي فجأة في طائرة متوجهة لبنغازي هبطت بنا في مطار سيدي فرج !! ، وهناك القت مجموعة من الدواعش القبض عليّ وأمرهم قائدهم باحتجازي لحين تنفيذ حكم الله فيّ بعد صلاة الفجر !!
****
اقتادوني في فرح وسرور وبحماسة منقطعة النظير نحو مكان احتجازي ! ، وكانوا اثناء فترة سيرنا في الطريق الى الحجز لا يكفون عن السخرية مني حيث أخذوا يطلقون النكات ويصفونني بأنني (كبش سمين مرطرط !) بل وقام احدهم بوضع رأسه على رأسي وأخذ ينطحني بطريقة كوميدية هزلية مقلدا ً صوت مأمأة الغنم وهو يصيح ( ماء ماء باء باء باء ببباء باااااء ) فانفلق الجميع بالضحك حتى دمعت اعينهم من شدة الضحك الى درجة لم أملك أنا نفسي معها سوى ان اضحك بمرارة معهم حتى دمعت عيناي لغرابة هذا الموقف الهزلي المر ولتصرفاتهم الهمجية غير المعقولة ! ، ولما رآوني أضحك زاد هياجهم واستغراقهم في الضحك وصاح أحدهم ضاحكا ً : "شوفوا كبشكم المرطرط قاعد يضحك معاكم يا جند الله !! " ، فصاح احدهم وهو في غمرة الضحك : " خليه يضحك و ينفس على روحه شويه ، وبكره يذوق حلاوة الذبح !! " وازداد الضحك من حولي بشكل هستيري عجيب وأنا اضحك معهم في خوف ومرارة ، فشر البلية ما يضحك! .
***
وصلنا لمكان الحجز وهو غرفة ضيقة مظلمة قيدوني هناك وشدوا وثاقي واغلقوا الباب خلفهم وجلسوا بجوار الغرفة يحرسونها ، وظللت اسمع صوت نكاتهم وسخريتهم مني لوقت طويل وحديثهم الصاخب عن المواقف الطريفة السابقة التي حدثت في حوادث ذبح مماثلة لأشخاص اعتبروهم كفارا ً ومرتدين ! ، وكان ذلك الشخص الاسمر النحيف لا يكف من حين الى حين عن وضع فمه على ثقب صغير في باب محبسي وتقليد صوت مامأة وثغاء الخرفان خصوصا ً لحظة ذبحها : (ماااء ، ماء ، باءءءء ، باء !) فينطلق من معه في ضحك متواصل مرددين : ( أضحك الله سنك يا أبا جندب!) ، وظللت على هذا الحال اسمعهم من وسط الظلام لوقت طويل حتى شعرت بالتعب وأنا أسأل نفسي في حيرة واستغراب : (سبحان الله ! ، ماذا جاء بي الى هنا !!؟؟ ، ألم أكن مستلقيا ً على سريري في غرفة نومي في شفيلد ببريطانيا !!؟؟ ، شئ غريب وعجيب !؟ هل أنا أحلم !؟ هل أنا في كابوس !!؟) ... ثم غلبني النعاس وسقطت في هاوية النوم العميق السحيقة !.
***
لا أدري كما مر من الوقت على نومي في تلك الغرفة المظلمة الضيقة حيث تحتجزني مجموعة من الدواعش ولكنني استيقظت فجأة على يد تهزني محاولة ايقاظي فاستيقظت مرعوبا ً معتقدا ً أنه وقت الفجر حيث موعد اعدامي ذبحا ً ! ، لكنني وعلى ضوء القمر الخافت الذي تسرب من باب الغرفة المفتوح لمحت الشخص الذي ايقظني وكان شكله هو الآخر يدعو الى الريبة ولا يخلو من الغرابة فهو يرتدي ملابس عربية كلاسيكية قديمة تشبه للملابس التي يرتديها الممثلون في المسلسلات التاريخية التي تتناول حياة العرب ايام الجاهلية ! ، قال لي هامسا ً : "استيقظ يا اخ العرب! ، استيقظ !" ، فاستعدت انتباهي وقلتُ في فزع مستغربا ً ومرتبكا ً وبشكل لا إرادي : " أنت من؟ أنت من !؟" فقال لي وهو يحدثني باللغة العربية الفصحى بكل طلاقة : " لا تهتم لأمري الآن يا أخ العرب ! ، فقط دعني اساعدك في الخلاص من قيدك كي تتمكن من الهرب ، فهؤلاء (الصابئة) الذين يحتجزونك يضمرون لك شرا ً ويريدون الفتك بك قبل حلول الصباح !" ، فقلتُ مستغربا ً : "صابئة !؟؟؟؟؟ أنا والله ما نحسابهم الا دواعش !!" ، قال هامسا ً وقد أخذ في فك وثاقي : " بل هم صابئة وحق الآلهة يا اخ العرب !" فاستوقفني قوله (وحق الآلهة !؟؟؟؟؟) فضلا ً عن اصراره على الحديث بلغة عربية فصحى وشككت في أمره وخشيت أن يكون ذلك مقلبا ً دبره لي هؤلاء الدواعش الملاعين للسخرية مني قبل ذبحي ! ، فنظرت اليه بشك وتنهدت حائرا ً في يأس وقلت وانا أزفر هواء صدري المهموم : " لا اله الا الله !" ، فتوقف ذلك الغريب فجأة ً عن فك وثاقي ونظر محملقا ً في وجهي بكلتا عينيه كالمعتوه والمصدوم ثم سألني مستفسرا ً : " ماذا قلتَ آنفا ً يا أخ العرب !؟" ، فلم افهم ماذا يقصد بالضبط وقلت له : "ايش قصدك !؟" ، قال : " العبارة التي رددتها لتوك ! ، ماذا قلت !؟" ، فاستغربتُ وقلتُ له : " ما قلت غير لا اله الا الله !" فنظر اليّ بغضب شديد والشرر يتطاير من عينيه وقال لي متسائلا ً في استنكار وتوبيخ : " ويلك ! ، ثكلتك أمك ! ، أصبئت انت ايضا ً كهؤلاء الصابئة الذين تركوا دين ابائهم واتبعوا دين محمد؟؟" فنظرتُ اليه في غاية الدهشة وعدم الاستيعاب حتى كاد عقلي أن يطير من رأسي ويتبخر في الهواء ، وخلتُ للحظات انه يُمازحني او يسخر مني ولكنه ، ومن خلال اسارير وجهه الصارمة ، كان يبدو بالفعل أنه يتحدث معي بكل جدية وانفعال ولم يبق من تفسير لدي الا أنه أحد هؤلاء الدواعش وقد جن جنونه وفقد عقله بالكلية وسط هذه (الكوميديا الدموية) التي تعصف بالعالم العربي وبالتالي أصبح يعتقد أنه من مشركي قريش (!!!؟؟؟) وأننا نعيش في عصر الجاهلية وفجر الإسلام الأول!! ، وزاد من يقيني هذا حينما رأيته يتوقف عن فك وثاقي ويعود الى إحكام وربط الحبل حولي وشد وثاقي مرة ً اخرى ويقول لي في وعيد وبغضب شديد مهددا ً : " ثكلتك أمك يا هذا ! ، واللات والعزى ! ، ورب الكعبة لن افك وثاقك حتى تذكر هُبل ! ، أعل هُبل أولا ً والا تركتك لهؤلاء الصابئة فيقتلونك شر قتلة ! " واسقط في يدي وبلغت دهشتي ذروتها وظل فمي مفتوحا ً على مصرعيه ولم يعد لدي أدنى شك في أنني أمام شخص مخبول فار من مستشفى المجانين فبلعتُ لساني والتزمت الصمت خشية ان اثير غضبه أكثر فيفتك بي ، وأخذتُ أنظر اليه في دهشة وخوف واستعطاف الا أنه ما لبث ان هب واقفا ً يريد مغادرة المكان قائلا ً لي في تهكم ومرارة : " دع ايمانك بمحمد ينفعك الآن ! ، فاخوانك الصابئة سيذبحونك عند الصباح !" وهمّ بالخروج واقفال الباب من خلفه ولكن سرعان ما عدل عن ذلك فجأة وتوقف قليلا ً كما لو أنه نسي أمرا ً مهما ً ثم التفتَ نحوي قائلا ً : " لا والله ! ، وحق هُبل ، لن تعدم المروءة عند العرب ! ، لن اتركك لهؤلاء الصابئة ليذبحوك ذبح الغنم ! ، سأفك وثاقك واطلق سراحك !" ، وبالفعل وثب نحوي واخذ يفك وثاقي ثم ساعدني على النهوض ودفعني دفعا ً خارج الغرفة وهو يهمس ويشير بيده نحو جهة اليمين قائلا : " انج بنفسك يا أخ العرب ، انطلق من هذه الاتجاه ، رافقتك السلامة ! " ، فقلتُ له في فرح وانفعال " بارك الله فيك يا خويا ، الله يرحم والديك ويكثر من أمثالك !" واطلقت ساقي للريح وسط الظلام مبتعدا ً عن هذا المكان الغريب العجيب الرهيب وانا أقول لنفسي في نفسي : ( غير اطلق عمك بجرده !)(*) .
************
الى اللقاء في الحلقه الثالثة
سليم الرقعي
1436 هجري
(*) (غير إطلق عمك بجرده) قول شعبي مأثور لدى عرب بادية ليبيا ويعني بالعربية الفصحى (دعني فقط أنجو بنفسي وثيابي وحسب ولا أريد شيئا آخر !)



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قبضة الدواعش (1)
- العقل عندنا وعندهم !؟
- طيور لم تذق طعم الطيران !
- حذاء يطير !!؟
- النشيد الأخير !؟
- وطنيتنا ووطنيتهم !؟
- جماهيرية القذافي مصحة نفسية أم معتقل سياسي!؟
- نواح الذئاب!؟
- أكثر شئ خدم نظام الأسد في سوريا !؟
- الديموقراطية لا تعني حكم الشعب نفسه بنفسه!؟
- بين التوصيف العلمي والتوصيف الأدبي للاشياء؟
- أكبر وأخطر آفات الديموقراطية !؟
- نظرية المؤامرة كعبة العقل العربي !؟
- بؤس الاخوان بعد الربيع المغدور !؟
- طلاء المنازل وخراب البيوت !؟
- هل ثورات الربيع العربي صنيعة الغرب !؟
- الديموقراطية هل تعني حكم الشعب بالفعل!؟
- حكم ديموقراطي فاشل ام ديكتاتور عادل!؟
- دعوة للتدرج في تطبيق الديموقراطية!؟
- أهم 7 أمور تعجب الغربيون في العرب !؟


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - في قبضة الدواعش (2)!؟