سندوتشات سريعة عبر التواصل الاجتماعي الحلقة 4


طلعت الصفدي
2015 / 11 / 1 - 22:24     

سندوتشات سريعة في قطار التواصل الاجتماعي
الحلقة 4

بعد حرب حزيران عام 1967 وهزيمة الجيوش العربية، شرعت بعض الصحف المصرية تروج وتشيع عبر صفحاتها الصفراء .. إن الفول المدمس( وهو أكل المصريين الغلابا والفقراء) أكثر فائدة للجسم وللصحة من لحم العجل والضأني وكل اللحوم ... !!! مما أثارت جدلا كبيرا في الشارع المصري، والصحافة المصرية، فانبرى بعض الكتاب التقدميين واليساريين والشيوعيين المصريين بالتهكم على هذه الفرية، وتصدوا لمروجي هذه الفرية وللأغنياء: "طالما الفول المدمس يمتاز بهذه الصفة ويفيد الجسم ...فما رأيكم أن تأخذوا الفول المدمس وحلال عليكم ،وأعطونا اللحم الأقل فائدة للجسم" مما دفع المرحومان الثوريان الشعبيان احمد فؤاد نجم والشيخ إمام يتهكمان على الادعاء ويحولانها إلى أغنية للفقراء والمسحوقين.
عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول
إن الطب أتقدم جدا والدكتور محسن بيقول
إن الشعب المصري خصوصا من مصلحته يقرقش فول
حيث الفول المصري عموما يجعل من بني آدم غول
تأكل فخده في ربع زكيبة والدكتور محسن مسئول
بديك طاقة وقوة عجيبة تسمن جدا تبقى مهول
ثم أضاف الدكتور محسن إن اللحمة دي سم أكيد
بتزود أوجاع المعدة وتعود على طولة الأيد
وتنيم بني آدم وتفرقع منه المواعيد
واللي بياكلوا اللحمة عموما حيخشوا جهنم ده أكيد
يا دكتور محسن يا مزقلط يا مصدر يا غير مسئول
حيث إن انتو عقول العالم والعالم محتاج لعقول
ما رأي جنابك وجنابهم فيه واحد مجنون بيقول
إحنا سيبونا نموت باللحمة وانتو تعيشوا وتأكلوا الفول
ما رأيك يا كابتن محسن مش بالذمة كلام معقول
وتطبيقا للقاعدة.. يبدو في عرف بعض أعضاء المجلس التشريعي بغزة، وتصريحات بعض قيادات الأخوان المسلمين عبر الفضائيات والصحف وفي الاجتماعات بهدف الترويج والشرح للغلابا والفقراء والعاطلين عن العمل، ففي رأيهم فان الفواكه واللحم والملابس والأجهزة الكهربائية هي من الكماليات لأن الفيتامينات والخضروات والبروتينات لا يحتاجها الجسم.....!!!!وكأنهم لا يدركون خطورة ارتفاع نسبة فقر الدم والأنيميا والأمراض المختلفة التي تلاحق الأطفال والنسوة وكل الشرائح الفقيرة .. وكأنهم لا يعرفون أن الأغلبية الساحقة من شعبنا تستخدم الملابس المستعملة والمهترئة . الشعب الفلسطيني في غزة يا سادة ليس مرتاح البال، والسيولة النقدية ليست متوفرة لأسباب تعرفونها جيدا،فالعدوان والحصار والقتل والدمار والصراع الداخلي لا زالت تعشش في الواقع الفلسطيني، ولهذا فعبقريتكم وجدت الحل بفرض ضريبة التكافل الاجتماعي على الفقراء ليزدادوا فقرا وبؤسا وحسب الفيلسوف ابن رشد: "إذا أردت أن تروج لبضاعة فاسدة في مجتمع متخلف فعليك أن تغلفها بغلاف ديني " ويبدو أنكم وحركتكم الأم الأخوان المسلمين، تمارسون لعبة الضحك على الذقون والتضليل والخداع!!! فما مغزى استخدامكم كلمة إسلامية في كل مناحي الحياة، فهل هي مدخلا للترويج للفكر الأصولي وطريقة للبحث عن المال والسلطة؟؟ تستغلونها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بهدف استقطاب الجماهير المسحوقة ،فاليوم الكولا إسلامية، والبوظة إسلامية، والجمعيات إسلامية، والبنوك على الطريقة الإسلامية، والصحة إسلامية، والحاكورة إسلامية، والملابس على الطريقة الإسلامية، لدرجة أن ألحرامي أو اللص عندما يسطوا على منزل أو بنك أو شركة يقول :يا رب استرها!!!! إن ضريبة التكافل الاجتماعي التي فرضتموها، ليست ضريبة يا سادة إنها إتاوة وقرصنة بكل المعايير وهي ليست قانونية ولا إنسانية، وهي ترهق الجماهير المسحوقة والفقيرة والعاطلة عن العمل ..ولن تحل أزمتكم ولا رواتب موظفيكم، إن الحل الأكثر واقعية وإنصافا للجميع، أن توفروا البيئة الملائمة للمصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام، والتفرغ لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه، وحل كافة المشاكل بين أبناء الشعب الواحد عبر الحوار الوطني ونبذ العنف، والمساهمة في إنقاذ الوطن والشعب والأرض. .