أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إقرار الدستور إنتصار لكل العراقيين














المزيد.....

إقرار الدستور إنتصار لكل العراقيين


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1360 - 2005 / 10 / 27 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الإعلان عن موافقة 79% من الشعب العراقي على الدستور يعد أنتصاراً للشعب وللعملية السياسية والديمقراطية الجارية في العراق ونقلة أخرى لتحقيق الإستقراء وبناء العراق الديمقراطي المزدهر، وصفعة قاضية لفلول البعث الساقط وحلفائهم الإرهابيين الزرقاويين الأغراب ومن يدعمهم بالمال والفتوى والإعلام. وهذا دليل آخر على إلتزام أصدقاء شعبنا في التحالف الدولي بقيادة أمريكا، أنهم مصممون على تنفيذ وعودهم في إقامة نظام ديمقراطي واقتصادي مزدهر في العراق ليكون منارة للإقتداء به في منطقة الشرق الأوسط والعالم الثالث. فرغم الأعمال الإرهابية والتخريبية التي يتعرض لها الشعب العراقي يومياً، إلا إن ذلك لم يفت في عضد العراقيين وتصميمهم على تحدي الإرهاب وخوض الإنتخابات البرلمانية في الثلاثين من كانون الثاني/يناير الماضي والإستفتاء في 15 من الشهر الجاري. ولو كان البعثيون يتمتعون حتى بجزء يسير من الشعبية في العراق لقبلوا بالعملية السياسية وصناديق الإقتراع. ولكن رفضهم لصناديق الإقتراع واعتمادهم على الإرهاب، لدليل قاطع على على إفلاسهم الفكري والسياسي والإخلاقي.

هذا الإستفتاء الشعبي الناجح، أثبت مرة أخرى للعالم أجمع على صحة إسقاط النظام البعثي الفاشي بالقوة وعن طريق الدعم الخارجي لأن لم تكن هناك وسيلة أخرى لتحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل، وأن الأعمال الإجرامية التي يقوم بها فلول البعث وحلفاؤهم الإرهابيون العرب الوافدون من خارج الحدود، ليست مقاومة ضد الإحتلال بل هي أعمال بربرية إرهابية ضد الشعب العراقي المسالم، وقد عبر الشعب عن رأيه بكل وضوح في الإنتخابين السابقين عن طريق صناديق الإقتراع. وهذا دليل آخر أن الشعب العراقي مصمم على خوض المعركة إلى النهاية من أجل الإستقرار والديمقراطية ورفضه لحكم البعث وجميع الأنظمة الشمولية المستبدة.

نؤكد مرة أخرى أنه رغم تحفظاتنا على بعض فقرات الدستور، إلا إننا نعتبر إقراره إنتصاراً للشعب وخطوة عملية أخرى في تحقيق الديمقراطية والإستقرار. فالديمقراطية لا تولد متكاملة ولن تكتمل بين عشية وضحاها، بل هي عملية مستمرة إلى ما لا نهاية ولن تكتمل. ويجب أن لا نتوقع أن يولد دستور منافساً في علمانيته وليبراليته الدستور الأمريكي وفي ظروف العراق الراهنة وبعد أكثر من ثلاثة عقود من حكم الآديولوجية الفاشية الشمولية. فهذه الفقرات الخلافية، يمكن تعديلها في البرلمان القادم في المستقبل وبالوسائل الحضارية الديمقراطية عن طريق رفع الوعي السياسي وإقناع الأغلبية بصحة أفكارنا العلمانية الديمقراطية، وليس بالوسائل الهمجية التي ينتهجها البعثيون وحلفاؤهم من أعداء الديمقراطية. لذلك يجب التأكيد على إحترام حق الإختلاف في الرأي. فالديمقراطية هي الآلية التي تكفل الحقوق لجميع أبناء الشعب وحل الخلافات بالحوار الهادئ وعن طريق صناديق الإقتراع، بقصاصة ورقة بدلاً من الرصاص (ballet instead of bullet). فلو صوتت الأغلبية ب(لا) لطالبنا أهل (نعم) باحترام (لا). لذلك نطالب الآن من صوت ب (لا) أن يحترم (نعم)، ويحترم رأي الأكثرية لنثبت للعالم أن الشعب العراقي حقاً هو شعب الحضارات، قولاً وعملاً. وهذا لا يمنع من صوَّت ب(لا) أن يواصل سعيه بالطرق السلمية لإقناع الآخرين بوجهة نظره.

يجب أن يعرف العراقيون، سواءً الذين وافقوا على الدستور أو كانوا ضده، أن لهم عدو مشترك، يتربص بهم الدوائر لإثارة الفتن والمذابح بين مكوناته المختلفة. فالبعثيون المفلسون وحليفهم الزرقاويون ومن يدعمهم من أعداء شعبنا، يراهنون على إشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة، لا تبقي ولا تذر، لا حباً بأهل السنة العرب، بل لأنهم يريدون تدمير العراق الذي جعله صدام حسين البقرة الحلوب لهم وأهان شعبه وحرمهم من ثرواته الهائلة. لقد آن الأوان للعراقيين، سنة وشيعة وغيرهم، أن ينتبهوا لهذه اللعبة القذرة التي يراهن عليها الأجانب وخاصة بعض دول الجوار من الأنظمة الشمولية التي تخاف أن ينالها ما نال نظام البعث الساقط، تعارض الديمقراطية في العراق لكي تحافظ على كياناتها الآيلة للإنهيار، وهاهي شعوبها تتململ الآن لتوجه إليها الركلة الأخيرة وتتخلص من شرورها مرة وإلى الأبد.

لقد كانت نسبة المشاركة في التصويت جيدة إذ بلغت 63%، وهي نسبة محترمة لا يمكن لأحد التقليل من أهميتها إلا إذا كان مغرضاً لا يريد الخير لشعبنا. فألف تحية لكل الخيرين الذين تصدوا للإرهاب وشاركوا في التصويت، سواءً صوتوا ب(لا) أو (نعم). فمجرد المشاركة في التصويت هي بحد ذاتها إنتصار للعملية السياسية والديمقراطية. نعم، إنها رحلة شاقة، رحلة الألف ميل التي تبدأ بالخطوة الأولى. وهذا هو شعبنا قد تقدم عدة خطوات، وكل خطوة تعبد الطريق للخطوة اللاحقة. وهاهي المشاركة في الإستفتاء على الدستور كانت خطوة متقدمة على الإنتخابات التي جرت في كانون الثاني الماضي، وبالتأكيد ستكون المشاركة في الإنتخابات القادمة المزمع إجراؤها في كانون الأول القادم ستكون أشمل. وهكذا بدأت مكونات شعبنا تدرك أن الأسلوب الصحيح لنيل الحقوق وعدم التهميش هو المشاركة الفعالة في العملية السياسية وليس بالتهريج والتحريض على القتل والمقاطعة والرهان على فلول البعثيين وحلفائهم. فالبعث قد سقط إلى الأبد، وجميع الأنظمة الشمولية المستبدة هي في طريقها إلى الزوال. يجب أن يدرك العراقيون ومن جميع الأطياف، أننا نعيش في عصر الديمقراطية وحكم الشعوب، وأية محاولة من شأنها عرقلة تحقيق الحكم الديمقراطي مآلها الفشل.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا هيأتم للانتخابات القادمة؟
- محكامة صدام عادلة لأنها تحت الإحتلال!
- ملاحظات حول محاكمة صدام حسين
- أهمية الاستفتاء على مسودة الدستور
- صولاغ الوزير الغشيم
- ما يجري في العراق فضيحة عربية
- من الذي يحكم في العراق؟
- من المستفيد من تصاعد التوتر في البصرة؟
- ما جدوى مشاركة عراقيي الخارج في الاستفتاء والانتخابات؟
- كارثة 11 سبتمبر وحكمة التاريخ
- على السنة العرب أن ينأوا بأنفسهم عن البعث
- فاجعة جسر الأئمة، من المسؤول عنها؟
- الدستور، والخيار بين - كل شيء أو لاشيء
- مظاهرة من أجل العبودية!!
- مسودة الدستور.. ما لها وما عليها
- موقف الإسلامويين من المرأة
- الدستور العراقي في سباق المائة متر!!
- دعوة لتأجيل كتابة الدستور الدائم
- تركة صدام حسين في مسودة الدستور الدائم
- ملاحظات حول مسودة الدستور العراقي


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إقرار الدستور إنتصار لكل العراقيين