محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 16:06
المحور:
الادب والفن
قال: ابننا الصغير، عبد الرحمن، خرج من السجن وعاد إلى البيت. فرحت أمّه وأختاه، وفرحت أنا لأنّه عاد. أمّه وقفت في شرفة بيتنا وأطلقت الزغرودة تلو الأخرى، والمستوطنون وقفوا في الشرفة المقابلة وهم يتابعون المشهد في عدم ارتياح.
ابننا عبد الرحمن خرج من السجن بلحية طويلة ومسبحة، وأنا أشفق عليه لأنه يظلع قليلاً من مرض قديم. قلت في سرّي: اللهمّ اجعله خيراً، أنا لا أحبّ التعصّب والمتعصّبين (فريد الدين العطّار اعتبر المتعصّب جاهلاً). أمّه رفعت راية بيضاء على سطح البيت ابتهاجاً بعودة الابن السجين.
جاء رجال الحيّ إلى بيتنا للتهنئة، وجاءت نساء الحيّ. أمّه رقصت مثل شابّة في العشرين، وأختاه رقصتا، وسوزان رقصت. والنساء رقصن وغنّين، ولم يتوقّفن عن ذلك إلا حينما انتصف الليل.
في هدأة الليل، بكى عبد الرحمن وهو يستغفر الله، ولم يفصح عن سبب البكاء، وأنا وضعت يدي على قلبي، وقلت بصوت مسموع: اللهمّ اجعله خيراً يا الله.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟