حسان صبيح مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 20:39
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
وقفة مع كتاب (ثقافة العنف في العراق)
سلام عبود بين حقلي الأدب وعلم الإجتماع
سلام عبود هو مؤلف هذا الكتاب الذي صدر عن دار الجمل في العام 2002 والكتاب أتى في قرابة الثلثمائة صفحة ومن يقرأه سيتفاجئ بكم المصادر التي أعتمدها المؤلف هذا فضلاً عن إتساع المساحة الزمنية لها وندرة البعض منها الأمر الذي يجعل من التحقق من تلك المصادر شبه مستحيل ولكن القارئ سيفاجأ أيضاً من إتجاهي هذه الدراسة فأول إنطباع سينتاب القارئ هو إنتماء هذه الدراسة لحقل علم الإجتماع وهذا ما يدل عليه عنوان الكتاب لكننا سرعان ما سنجد ان الدراسة تنتمي لحقل الدراسات الأدبية إستناداً لهامش المؤلف في صفحة الغلاف الأخيرة فالكتاب جاء ليكشف عن الطرق التي يعتمدها الادباء في مجتمعات ديكتاتورية وعنيفة للتعبير عن ما يريدون .
فهل نحن أزاء تباين مقصود أم ضرباً من ضروب المصادفة ؟
فكيف اجاب المؤلف عن هذا السؤال ؟ المؤلف خرج عن سياق النصوص الأدبية ليدخل في ثنيات التاريخ السياسي للعراق مستعينا بمصادر تاريخية ومن ثم تأكيده على التسامح الإسلامي تجاه الأديان الأخرى في فترة الحكم الإسلامي .
لذا فإني أقول أن سلام عبود كان عامداً المدخل الأدبي لتفسير الظاهرة الإجتماعية . وهنا سيبرز سؤال آخر وهو مالذي توصل إليه سلام عبود في نهاية بحثه؟
في إعتقادي أنه نجح في ذلك الجانب من الكتاب الذي يتناول الأدباء حين تحل بهم الأزمات عموماً والحرب خصوصاً لكنه برأ الإسلام من أية ممارسة عنيفة وهذا الكلام غير صحيح لأن الإسلام في التاريخ والحاضر مليئ بالعنف والدلائل على ذلك كثيرة.
#حسان_صبيح_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟