لمقدم ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 23:33
المحور:
الادب والفن
مِنْ كرمِ أهلِ الأريافِ في بلدتنا أنهم، ورغم ضُعفِ حالتهم المادية، فإن زاروا بيتًا يأْبَوْنَ أن يدخلوه إلاَّ وفي أيديهم هدايا، رغم بساطتها فلها رمزيتها الكبرى. فتراهم يحملون في أيديهم علبة "كاتو" أو سطل من "الهندية" أو التين. أو قارورة لبن أو سمن حار وزبدة بلدية و "الكليلة".
******************
إذا نطق أبو لهب نصرهُ أبو جهل!!!
******************
كان رائعا التجوالُ ليلا في مدينتنا وقد انقطع عنها الكهرباء. صمت شامل يعمُّ الشوارع. أناسٌ يحثُّون الخطى إلى منازلهم مستعينين في ذلك بمصابيح يدوية خافتة النور. وبكل حرية نتسلل بين الأزقة المظلمة إلا من شموع بالكاد تضيء مداخل بعض الدكاكين التي يسهر أصحابها إلى ساعات متأخرة من الليل، لعلهم يبيعون ما تبقى من الخبز...
*****************
تأخذك اللحظات المتوجسة من تسارع نبضِ السهاد إلى آخر الزقاق في آخر الليلِ، حيث ترقد الغادة وراء أسوارها المتسامقة على وثيرِ الأحلام.
*****************
بين الصلاة والصلاة،
من فم شيخ عجوز يداعب حبات السبحة...
تتوالى الإبتهالات .
*****************
من باب النكتة:
جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد هيتلر قال : «كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسَّستُ مسدسي». والآن، ومع كل الأسف، أصبح الكثير منا عند سماعه كلمة مستشار جماعي يتحسس الحجر (الكرْطْ).
***************
ويستمرُّ في المسيرِ تُجاه الصبح البعيد، المتواري خلف جبال الظلام. يستدبرُ القمرَ المشع، ويستنير في دروبِ وحدته الموحشة بما يحمله إليه نسيم الليالي من عطرِ مسكِ الليل الفوَّاح، المنبعثِ من ذاكرةٍ عنيدة تأبى الرضوخ.
*************
ستغربُ شمسٌ أخرى وراء سحابِ خريفٍ خامل، وتتلوّن سماءُنا بكُحْل لَحْظِ العذارى في زينتهِنَّ إلى فوارس الأحلام الشَّبقية. وتزدانُ نسائمُ اللَّيلِ بِعزفِ النَّسيم الدافئ المتسلل من خِدْرِ الحُسْنِ الحزين في وحدته. ستمرُّ عابرة ليلةٌ أخرى، نهارٌ آخر، بل عمرٌ آخر يتشدَّقُ بالفصاحة ولا يحسنُ الغَزَل.
#لمقدم_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟