علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 23:32
المحور:
الادب والفن
أمي
عندما عثر على كلمة غبية وجدها مرمية في الشارع ... استعارها منه، جَلَبَها معه إلى البيت عائداً من الروضة .. تَفَوَّهَ بها، تناولت العصا القصيرة ذات المقطع المُدوّر من برميل غسيل يغلي على وابورٍ صاخبٍ في باحة الدار... لَحقتْ به... تيبَّسَ في مكانه... نهرته وضربته بالعصا المُدوّر على مؤخرته ذات الأعوام الخمسة... قفز في مكانه... ليصبح فخذه الأيمن، هدفها الثاني... قفز من جديد... لتصبح عظمة الساق اليسرى، هدفاً واضحاً رقيقَ السماكةِ! أصابته بدقة محترفة... حينها تأوَّهَ الصغير كجروٍ جريح... الفصل خريف، ومع قدوم كل خريف تؤلمهُ عظمة ساقه اليسرى...
أم محمود
ذهبتْ أم محمود في عام 1973من قرية بسنادا إلى البالة في سوق أوغاريت/ساحة السمك في اللاذقية مشياً على الأقدام خلف أحلامها. ..بحثتْ طويلاً عَن غطاءٍ للرأس "إِيشارب "وجدتْ ما يناسبها... سألتْ البائع: كم حقه؟... أجابها: نصف ليرة سورية ياأختي ... هرشت رأسها مُتذاكية وقالت: والله يا أخي غالي جداً! ألا تبيعه بثلاث أرباع الليرة؟
ضحك البائع، ابن الرمل الجنوبي وقبل عرضها الجميل دون كلمات...
ارتدت انتصارها على رأسها، توجهت مشياً في طريقها إلى حارة الزقزقانية التي بُدِأَ البناء بها حيث سكنت أختها حديثاً، من هناك توجهت مع أختها إلى تعزية أحد الأقارب، جلستا في غرفة العزاء، بعد بُرْهَة قصيرة نهضت من قعدتها على البساط راغبة بالذهاب... وسرعان ما نهضت النسوة يرغبن بوداعها وشكرها على القيام بواجبها... نظرت إليهن بحرج وقالت بصوتها القروي: أقعدن... اقعدن... الله لا جعلكن تقمن...
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟