أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر حسن كاظم - الهجرة من الدين إلى بلاد الحريّة















المزيد.....

الهجرة من الدين إلى بلاد الحريّة


حيدر حسن كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 08:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد بزوغ وميض الديمقراطية على شعوب الدول العربية أوّلها سقوط الصنم في بغداد والاحداث التي سبقتها من تساقط الانظمة الديكتاتورية العلمانية تباعاً كقطع الدومينو في تونس ومصر واليمن وحتى الثورة السورية التي مازالت قائمة وإن حُرّفَ مسارها كثيرا ، لاح في افق وسماء تلك الدول بزوغ وميض غريب وخطير آخر يتسم بالتطرف الفكري والتشدد المذهبي والعقائدي قد بدأ يتسع وينتشر ويسيطر على الاجواء السياسية في تلك المناطق ، فقد ظهر على شكل احزاب وحركات وميليشيات دينية إرتدت الازياء السياسية وتغلغلت في بواطن العجلة السياسية والشرائح المجتمعية ، منها ما كان موجوداً مسبقاً وقد اتسع نفوذه وملئ الفراغ السياسي الذي تكون بفعل زوال تلك الانظمة المقبورة ، ومنها وليد الظروف المتصاعدة والاحتقان الطائفي والاسلوب القمعي التي تمارسه افراد المجتمع بعضها ضد بعض كفعل ورد الفعل ، حيث لعبت مخابرات دول الاقطاب المتنافرة والمتمثلة بالجمهورية الاسلامية الايرانية حاملة لواء الشيعة والعازفة على وتر نصرة المظلومين الشيعة من جهة ودول الخليج ذات الطابع السني منها السعودية وقطر وغيرها التي تشعر بنذير الخطر المتواصل من تنامي النفوذ الايراني بصورة مربكة ... دوراً سلبيا ومميتا بالنسبة لوجودها الجغرافي والفكري .

لقد تصاعدت وتيرة العنف الطائفي وإحتد الإقتتال المذهبي في سوريا والعراق بظهور التنظيم الإسلامي المتطرف أو ما يعرف ب(داعش) والتنظيمات الجديدة المسلحة المناوئة له (الحشد الشعبي) الذي يضم بعض المتطوعين بالاضافة الى الميليشيات الشيعية ، حيث أصبحت المجتمعات التي تقطن في هذه البلدان تعيش حالة مربكة من الحروب المكلفة والصراعات الدامية والحياة القاسية والمشردة وكإنها ما تزال تربض في القرون الماضية المنصرمة ، فقد أصبحت المجاميع المسلحة الارهابية تقاتل بقوة وجسارة للدفاع والحفاظ على سدة الحكم والوجود بكل ما يقع في اليد من شئ سواء بنحر الاعناق التي اعتدنا على مشاهدتها يوميا اوبالحرق والغرق ،

ان الصراعات الدينية التي يخوضها ابناء مجتمعنا المعاني من داء الطائفية قد ساهمت بشكل كبير من انتشار التطرف الديني وتناميه وسيطرته على جميع مفاصل الدولة وسلب حتى وعي المجتمع واجهض حلمه وبنيويته الانسانية والاخلاقية ، فبات يشعر الفرد بالخطر بمجرد تواجد بجنبه من يخالفه بالفكر والعقيدة ، وهذا ليس بغريب على الدين الاسلامي لتعدد الحروب الطائفية التي خاضها معتنقيه على مداد سنين عمره التي تتجاوز الاربعمائة والف ، فالكثير من الايات القرانية يتم تحريفها تاويليا (او يعمل بها بشكلها الظاهري) ويذهب البعض في تكفير البعض الاخر ويخرجه عن ملة دينه رغم اشتراكهما بنفس الاله ونفس الكتاب السماوي او النبي المرسل ،
ان الدين الاسلامي وبسبب قساوة اياته المحرضة على الكراهية والحقد والبغض والتفرقة والتفضيل حسب الدرجة الايمانية قد ساهم في تفكيك المجتمع وخلق تسلسل طبقي فضيع قد وضع ضيقي الفكر والافق على راس الهرم وفي مقدمة القائمة المجتمعية المفضلة والمقربة لدى افراد السلطة او من يتصدى للحكم ، بينما ذيل اصحاب الفكر المتنور الحر الرافض للقيود الدينية المفروضة او من يعارضهم بالفكر والعقيدة وجعلهم في اذناب القرار وسلبهم حقوقهم ،

ومن الجدير بالذكر ان الانظمة القمعية التي سيطرت على المنطقة لعقود سابقة قد ساهمت في زرع بذور الجهل والتخلف والتقوقع الديني رغم ليبرالية توجهاتها تلك الانظمة بناءا على القاعدة المعروفة لكل ممنوع مرغوب ، فبسبب قمع السلطات للكثير من رجال الدين والمتدينين تنامت الايديولوجية الدينية بشكل ملحوظ وغلبت العاطفة العقائدية والاعتدال الفكري والوعي الثقافي وتوهم الناس ان رجال الدين هم ملائكة منزهين لا يمكن ان يخطأوا او يظلموا وبهم تتحقق العدالة وتحضر المساواة وينال كل مغبون حقه اذا ما وصلوا لسدة الحكم ، لكن نجد ان الكثير قد انذهلوا وتفاجئوا عندما استلموا هؤلاء الذين كانوا مهمشين مقاليد الحكم وزمام الامور وخصوصا بعد سقوط اقنعتهم وكشروا عن انيابهم واظهروا مخالب دينهم الاسلامي القاسي ، فقد تقاسموا ثروات البلاد وكانها غنائم حرب وكمموا افواه الناشطين المدنيين او من يحمل الفكر العلماني الحر ورموهم بالكفر والالحاد والعمالة ، بل تعرض الكثير للقتل بسبب فكرهم المتجدد .

اثبت الدين الاسلامي انه دين لارحمة ولا يحمل من السلام شيئا ، فاذا استبعدنا الحديث عن ما فعل تنظيم داعش الحاكم بهذا الدين باصحاب الديانة المسيحية والايزيدية من قتل وتهجير وسلب للحقوق وللمال وسبي للنساء والطفال ، فقد اعترف معظم رموز طوائفه ومذاهبه الحاملة لنفس الدين بان هنالك اكثر من 73 فرقة وان هناك فرقة واحدة ناجية وماتبقى في النار ، وهذا ان دل على شئ انما يدل على غياب الحس الانساني والذوق الاخلاقي وتفقرخطير بالرحمة والرافة والمساواة والعدالة الاجتماعية التي تعد اهم خصلة تتنعم بها المجتمعات المتحضرة والراقية ، ان اساليب دولة الخلافة الاسلامية ليست بالجديدة او الغريبة نسبة الى تاريخ الاسلام الموشح بالظلم والطغيان والاستبداد على مدى قرون حكمه وتسلطه على الاقاليم التي كانت تحت حكم سيفه .

ان الصراع الطائفي السني الشيعي الكبير والازلي بين الاخوة الاعداء هو صراع قديم اساسه السياسة عندما حصلت الطائفة الاولى على الخلافة واستبعدت الاخرى ، ومنها انتقل الى الابناء وتناقل عبر قرون الى الاحفاد قد اوسع الهوة بين المسلمين ، واصبح الكره والحقد والنقم سائد وعادي على بعضهم البعض واصبح المذهب المتمثل بالملبس والشكل وكيفية اداء العبادة او حتى الاسماء هو هوية ابناء هذا الدين وهو الذي يعبر عن فكر صاحبه ويكشف عن عنوانه .

لقد اصاب الكثير بالاحباط والياس من تحسن الاوضاع الامنية والانسانية بسبب هذا الدين الوعر ، وتوصلوا الى نتيجة واضحة ولا تحمل ذرة شائبة ان الاستقرار المعيشي سواء المادي او المعنوي وانالة الحرية وقطف ثمار الحقوق لا يمكن تحقيقها الا بالمجتمعات المدنية الليبرالية التي تحكمها القوانين البشرية الموضوعة وليست القوانين القديمة الالهية البالية ، ان هول المشاكل وكثرتها وتعقد الاحداث المريرة وبشاعتها قد غيّب الامل لدى الكثيرين واتجهت الانظار الى الدول التي تحكم بالديمقراطية والحرية ، اقصد تلك الدول التي تقدس الحرية وروح الانسان والانسانية ، فنجد ان الاية القرانية التي تتباهى بدخول الناس الى الدين الاسلامي افواجا قد انقلبت على اعقابها واصبحت هروب الناس عبر البحر افواجا بسبب ما ذاقوه المعانين من هذا الدين او ما واجهوه من تجار هذا الدين الذين استخدموا الدين وسيلة لتحقيق غاياتهم ومآربهم ونزواتهم .

ان الحديث عن اسباب الهجرة الانية من المجتمعات التي تقدس الدين وتقع تحت حكمه وسطوته الى المجتمعات التي تقدس الحرية والتمدن والتحرر الفكري والعقائدي هو حديث شاسع وكبير لا تعد اسطر كلماته ولا تحصى ، ولا يمكن حصرها بمقال واحد وقصير ، ولكن ما ذكر هو الشئ القليل نسبة ما يعانيه ابناء هذه المجتمعات من بطش في السلوك والتعامل مع الاقليات سواء عقائديا او فكريا ومصادرة للحقوق وللحريات . ولا يوجد حل او لمسة امل إلّا ببناء دولة مدنية متينة وقوية ترعى وجود الكل بسواسية وبعدالة اجتماعية مرضية وهذا لا يتحقق بوجود هذا التغلغل الديني في اذهان ونفوس هذه المجتمعات المخدرة دينياً .



#حيدر_حسن_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي وشبح سوء الإختيار
- مُسَلسَل القاصرات .... يُسجّل أفضل حضور رمضاني لهذا العام
- تجهيل المراة وتجاهلها هو سبب جهل مجتمعاتنا العربية
- حضور المعتقدات الدينية وغياب الحريات الشخصية


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر حسن كاظم - الهجرة من الدين إلى بلاد الحريّة