أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي















المزيد.....

وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 13:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
(المعضلة والحل)
الحلقة الأولى
عماد صلاح الدين

دفع الشعب الفلسطيني الثمن غاليا من حياته وكرامته ومصيره وأرضه واستقراره منذ مطالع القرن العشرين، حين أوصله واقع التخلف والاستبداد والانحطاط الديني، في حقب الدولة العثمانية إلى النهاية القريبة، من التهيؤ للوقوع أولا تحت سيطرة الطبقية العائلية والإقطاعية عليه، ثم سيطرة قوى أجنبية عليه، ابتداء من سياسة التقاسم الاستعماري الغربي للمنطقة العربية، بموجب اتفاقيات سيكس بيكو الشهيرة بين بريطانيا وفرنسا الاستعماريتين، ثم أخيرا جعله حلقة مطلوبة في ممارسة رؤية احلالية تطرفية في التطهير العرقي والترحيل القسري، من خلال تجربته مع مشروع الحركة الصهيونية، وتاليا دولته إسرائيل عام 1948 على الجزء الأكبر والاهم من فلسطين، وفيما مس التشكيل الإنساني والحضاري الأعظم من قطاعات وعموم سكانه قتلا وجرحا وسلبا وطردا وتهجيرا وتشتيتا.

ودفع الشعب الفلسطيني الثمن غاليا نتيجة لحالة الضعف العربي الرسمي والشعبي قبل احتلال فلسطين وبعدها، ودفع الشعب الفلسطيني الثمن غاليا في دول الجوار العربي القريبة أو في دول الطوق، نتيجة ضعف وتخلف بنية الإنسان الفلسطيني نفسه، عبر عقود وربما قرون من حالة التدهور والانحطاط الأخلاقي والديني والاجتماعي والسياسي على عموم المنطقة، التي انتهى بها التشخيص الأوروبي والغربي الاستعماري، على أنها جزء من تركة العثمانيين الذين أصابهم التراجع والتخلف، ومن ثم الأيلولة للهلاك الشامل، وكذلك نتيجة لضعف بنية الإنسان العربي القائمة عبر العقود والقرون نفسها، وضمن الظرف الفلسطيني وملابساته، القائم على المرض والفقر والجهل، فدفع الجميع الثمن خصوصا الفلسطيني وأرضه فلسطين الواقعة في دائرة الاستهداف الغربي، على اعتبار أنها الخيار المقدر من الناحية الإستراتيجية، وكممر لتكريس السيطرة الاستعمارية الغربية على المنطقة سياسيا واقتصاديا وامنيا، ولتكون فلسطين مخرج الأزمة فيما يتعلق بالمسألة اليهودية وتعقيداتها في المجتمعات الأوروبية في ذلك الوقت من القرنين التاسع عشر والعشرين، خصوصا في بعض دول غرب أوروبا، وفي دول شرق أوروبا، تحديدا في روسيا وبولندا وأوكرانيا.

دفعها وفق التفصيل أعلاه أثمانا باهظة في دول الجوار العربي، سواء في الأردن أو لبنان، أو في العلاقة مع سوريا، وغيرها أقطارا عربية، على شكل تداخل في حروب أهلية، أو تداخل مع سياسات عربية، أو تدخل متبادل فيما بينهما؛ فكان أيلول الأسود سنة 1970، وكانت المذابح الفلسطينية في مخيمات اللجوء اللبنانية عاما فعام، في خضم الحرب الأهلية 1975- 1990، ومتفاقمة مع الاجتياحات الإسرائيلية للجنوب اللبناني وبيروت سواء في عام 1978، أو في عام 1982.

ودفع الشعب الفلسطيني الثمن غاليا من دمه ومستقبله ومصيره وبقاء أرضه واستمرار سيادته عليها، من متحقق الواقع الدولي، وميزان القوى المائل فيه، لمصلحة منظومة القوى الامبريالية والاستعمارية الغربية والأمريكية، وكذلك من طبيعة منظومة القيم السائدة في العلاقات الدولية، والقائمة على مفاهيم القوة وقواعدها والمصلحة والمنفعة، بدون قيود أو ضوابط أو مرجعيات، برغم الحديث شكليا وديباجيا عن الشرعية الدولية وهيئة الأمم المتحدة، ودورها في حل النزاعات الدولية سلميا، وعدم السماح باستخدام القوة أو حتى التهديد بها في سبيل ذلك.
إن المنظومة الدولية المتحكمة في مسار العلاقات الدولية، وفي مصير شعوب الأرض، هي التي فرضت المشروع الصهيوني بقوة السلاح والمال والدعم السياسي والدبلوماسي على الفلسطينيين والعرب، وهي التي أقرت وقبلت قيام إسرائيل، واعترفت بها، واستمرت بدعمها، ومن خلال أدواتها الدولية، في الهيئة الدولية للأمم المتحدة، وخصوصا عن طريق مجلس الأمن الدولي.

والمنظومة الدولية الغربية أساسا والمتحكمة هي التي ساعدت على خلق أجواء الانحراف، الناتج عن الإحباط العام في المنطقة العربية، من سلسلة الاستهدافات الدولية الغربية للمنطقة وأهلها. وهي ساهمت بقدر كبير في دفع نظم عربية إلى ارتكاب أخطاء وخطايا سياسية ووطنية كبيرة، تحديدا بعد تفاعلات هزيمة عام 67؛ حيث استدرج بعدها النظام المصري بقيادة الراحل أنور السادات إلى توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979 كصلح منفرد مع إسرائيل.

ثم انتقل هذا الاستدراج إلى القضية الفلسطينية، مربوطة معها، وبالتزامن الجانب الأردني، باعتباره الملاصق القريب، وصاحب الحدود الأهم والأطول، مع فلسطين المحتلة.

وقد تم توريط منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بالمفاوضات مع إسرائيل، والتي أدت إلى توقيع اتفاق أوسلو في عام 1993، وتوقيع الجانب الأردني مع إسرائيل على اتفاقية السلام في وادي عربة عام 1994، وقد جاءت هذه الاتفاقيات الأخيرة مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين الماضي، نتيجة أوضاع إقليمية وعربية وحتى إسلامية ودولية، كان للغرب الاستعماري اليد الطولى في خلقها وإيجادها، على حساب شعوب وسيادات دول، من المفروض أن القانون الدولي يقر مبدأ احترامها وعدم الاعتداء عليها وحلها خلافاتها بالطرق الدبلوماسية الدولية المعروفة، في عرف العلاقات الدولية وممارستها.

وكانت هذه الأوضاع السيئة، على خصوص القضية الفلسطينية، وعموم القضية العربية، متمثلة في توريط العراق في حربه على الجمهورية الإسلامية في إيران، وفي غزو الكويت من قبل العراق. وعلى المستوى الدولي كان انهيار منظومة الاتحاد السوفييتي عام 1989، ومن ثم اعتماد سياسة البيروسترويكا في الانفتاح على عموم الحالة السياسية والثقافية الغربية والأمريكية.

ومرة أخرى في الخصوص الفلسطيني، فان الثمن كان أفدح واخطر بكل المقاييس الأخلاقية والسياسية وحتى القانونية، لأنها هناك تتعلق بوحدة قضية ووحدة شعب ووحدة أرضه وتاريخه. ولقد جاءت أوسلو عام 1993، لتقرر وتكرس مسالة العمل على تفكيك وحدة القضية الفلسطينية، على وجه العموم، والى درجة في التجزئة والتفصيل خطيرة جدا؛

فلقد عملت أوسلو على تقسيم الشعب الفلسطيني إلى داخل وخارج، وفي الداخل الفلسطيني المحتل إلى فلسطين عام 1948، وفلسطين عام 1967، أما الأولون فأرادت أمريكا وإسرائيل إنهاء قضيتهم بالتوطين والتعويض، كما هو الأمر بخصوص اللاجئين الفلسطينيين بالخارج، وأما بخصوص فلسطين عام 1967، فكل ما جاء به أوسلو سياسيا وقانونيا هو حكم ذاتي وتقسيم الأراضي إلى مناطق أ،ب،ج وتمت المراوغة إسرائيليا، وبرعاية ودعم غربي وأمريكي، بشأن الدولة التي لم تتحقق للفلسطينيين، حتى كتابة هذه السطور؛ سواء عن طريق الإرجاء، فيما تعلق بالمرحلة الانتقالية عام 1995 إلى عام 1999، ثم المراوغة من جديد عبر خارطة الطريق ومؤتمر انابوليس 2002-2003، 2007 على التوالي.

بينما كانت الخطة الإسرائيلية جارية، بخصوص تفكيك وحدة القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني، والاستيطان يتفاقم ويزيد في الضفة الغربية والقدس.

وبينما تزداد يوما بعد يوم، في سياق أوسلو، وعموم الخطة الإسرائيلية أعلاه، مسالة تضخيم العمل النضالي الفلسطيني، وتحويله إلى إرهاب في نظر المجتمع الدولي والعالمي، وبالتالي تبرير الاستهداف الجنوني لفلسطين وأهلها؛ بالقتل، والتدمير، والحصار، ومصادرة الأراضي، وإغلاق الطرق، ومنع التجول المدني عبر البلدات والمدن، وإقامة جدار الفصل العنصري، وحشر الفلسطينيين في معازل وصناديق مغلقة، لا تواصل بينها.

وتم العمل، وبإشراف أمريكي وغربي، على التخريب السياسي والحزبي والاجتماعي للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وما لذلك من عظيم الأثر السيئ والبالغ على الفلسطينيين سواء في فلسطين المحتلة عام 48، أو الفلسطينيين الموجودين في الجوار العربي والشتات.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟
- خطورة الانقسام الفلسطيني
- لماذا نفشل في العالم العربي؟
- ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة
- النموذج الإرهابي الأسوأ
- التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
- القيم النسبية والحلولية الشاملة
- القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
- القيم النسبية والحلولية الجزئية
- القيم المطلقة والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الشاملة


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي