عن الجمعة الخامسة 28 أب من الاحتجاجات الشعبية
سعد محمد حسن
2015 / 8 / 29 - 17:38
عن الجمعة الخامسة 28 أب من الاحتجاجات
لم يخف البعض ممن التقينا بهم و استطلعنا أرائهم صباح يوم الجمعة 28 أب في شارع المتنبي مخاوفه من الدعوة التي وجهها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري لإتباعه وهو يدعوهم للاشتراك في الاحتجاجات الشعبية في العاصمة بغداد حصرا , حيث أبدى البعض توجسه من أن يقدم أتباع التيار الصدري إلى خلق أجواء مشحونة بالتوتر تمهيدا للصدام بالجماعات التي تدعوا إلى أقامة دولة مدنية ديمقراطية أو جر هذه الجماعات إلى حالة الصدام بالقوات الأمنية بعد قيام أعضاء من التيار بالاعتداء على تلك القوات أو أن يتم التشويش عليهم بترديد لهتافات معينة يراد من خلالها أفراغ الاحتجاجات الشعبية من أهدافها الحقيقية .
في سياق الاستطلاع نفسه أبدى البعض ممن شملهم ا لاستطلاع استغرابه من أن تأتي دعوة المشاركة بعد أربعة جمع متتالية من الاحتجاجات فيما أوعز البعض الأخر من أن السبب وراء تلك الدعوة هو المخاوف الحقيقية لما قد تشكله احتجاجات العاصمة في حال استمرارها وتوسع المشاركة الشعبية وارتفاع سقف مطالب المحتجين , من تأثير حقيقي وفعال على مجمل الاحتجاجات الجارية في المدن العراقية الأخرى , التي بدأت تطال بعض ممثلي التيار نفسه , ممن هم في السلطتين التشريعية والتنفيذية , أو في مجالس المحافظات حيث يحظى التيار حاليا بأربعين مقعد في مجلس النواب و عدد من الوزارات ووكلاء الوزارات و رئاسة وعضوية بعض من مجالس المحافظات أو من المدراء العاميين ممن تثار شبهات الفساد حول الكثير منهم . كما لم يخف البعض مخاوفه من أن تقدم بعض المليشيات المسلحة باستهداف حياة العديد من المحتجين تحت ذريعة أن بعض هتافاتهم تستهدف الإساءة إلى الدين وجعل اسمه غطاء للتستر عن عمليات نهب المال العام . i
وعصر يوم الجمعة حيث قدوم عشرات الآلاف من المحتجين متوجهة إلى ساحة التحرير خاصة من جهة جسر محمد القاسم تعالت هتافات بعض الجماعات وهي تردد هتاف " الصلاة على محمد وعلى أل محمد " معلنة بهذا الهتاف عن نفسها في كونها من التيار الصدري لتتوالى بعدها هتاف العديد من المجاميع القادمة من مدينة الثورة / الصدر وهي تحيي مقتدى الصدر وتعلن ولائها له . وعلى طول الطريق المؤدية إلى ساحة التحرير وو صولا أليها والتجمع فيها خلت مطالب تلك الجماعات من أية دعوة بضرورة معالجة الفساد والتصدي للمفسدين و سارقي المال العام وكأن هذه المطالب لا تعني جماهير التيار الصدري ولا تمس حيات أبناءه اليومية . لم تمض ساعة ونصف حتى انسحب أغلب أعضاء التيار الصدري ولم يبق ألا البعض منهم لتعود أصوات المحتجين ومطالبهم الحقيقية في الحرية والدولة المدنية مرددين شعارات " بسم الدين باكٌونا الحرامية. " وجمعة وره جمعة والفاسد أنطلعه " و" بغداد , بغداد , ما تسكت بعد " . ومع تصاعد أصوات المحتجين جرى الاعتداء على أحدهم بطعنه بسكين من مجهول حيث ثم نقلة إلى أحدى لمستشفيات القريبة , فيما قام بعض المرتزقة المأجورين بمحاولة الاعتداء على القوات الأمنية برميهم بقناني الماء البلاستيكية الفارغة لجرهم بعد ذلك للاصطدام بالمحتجين ألا أن هذه المحاولة باءت بالفشل واستمرت الاحتجاجات السلمية بمطالبها الحقيقية .