دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 13:48
المحور:
الادب والفن
تحدق ورقة بيضاء ببلاهة متسائلة
محمومة مستعطفة الى عينيّ
تحاول إختراقهما الى روح صماء في مظهرها،
لا تعي من وراء عينين جامدتين
غير انعكاس محيط من ماء زيتي الهيئة،
تعلوه بقايا حضارات متلكئة في إحتضارها
نفاياتهم، فقاعات وأغصان متكسرة،
أسماكه تعوم فيه على ظهرها
فتدع التيار يجرفها حين يشاء
وبأي مكان
تطفو عليه ريشة بيضاء ؛ بوصلتها كبد شمس
كان غائبا، دلّها في يوم الى المنفى
فأفل قبل أوانه، وأضاع الدرب
وبقي المها يحوم بحثاً،
مستميتة بكل ماأوتيت من زغب ضحت به
نمت الى ريش، الواحدة تلو الأخرى
ترافق النسمات والريح وكل شروق
حتى خرّت هاوية في بركة عفنة خضراء
في عقم بحثها عن أمل معرفة نبع الألم هذا
ترفق بي أيها الكون
ماأنا الا ذرة تعيسة في كيانك هذا
فلمَ تغدق علي بإهتمامك؟
وتصب علي جام أسئلتك ووجوديتك وحيرتك
أو ربما إني الذرة المجهرية التي ترقى لتساميك؟
حان وقت صلاتنا يا أشجاري
دعي لحاءك يتشقق ليلتحم قلبانا
ويسري دمي الثقيل في نسغك
ليستحيل حليباً يسري في شراييني
فما عاد اللون الأحمر يقتلنا
دعينا نكن الأبيض العدم
تدلت كل أغضانها تمسد رأسي
الذي أنبثقت منه رؤوس تترجّى صارخة باكية
داعبتهم بحنان راهبة ، محرومة
من لذة الآلهة ونسك الجسد
تدق طبول موت أو حياة، لافرق، دعينا نرقصْ بعرينا
فالمطارق تضرب آلام الرؤوس المستغيثة للخلاص
لتمتزج الدماء ورائحة العرق المحموم، ترياقاً شافياً
أنا غير مرئية، غير مسموعة
يمرون من أمامي أفواجا
في أحاديثهم لاهين
في حبهم ساهيين
وفي كرههم لايبالون
يخترقونني، يدهسونني
لايتعثرون حتى بحجرة قلبي
أصرخ ملء الروح فلا أسمعني
كل ماأراه دخان يزفرني
أهو بداية تحللي ونهاية إحتراقي؟
أغمض العينين، فيصبح كل شئ واضحاً
تدلني الأشجار المصلية والشمس الخجلة
وأبجدية الصوت والنهر الأخضر الى طائرٍ
فقد جناحيه، فنمت يداي بجسده
يداي غير المرئية، لتصبح جناحيه
فنحلق فوق الموت المحتضر اللزج عذوبة
ونغطس سوية الى قعر خلوده المنسي
فينتشي مرحبا بلقاء كان قد طال أمده
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟