|
اليمن السعيد باي حال عدت يا عيد
شمسان دبوان سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 21:14
المحور:
كتابات ساخرة
غاب ريب فان وينكل عن اسرته ونام لعشرين عاما ليصحوا على تغير كامل وجذري لبلدته وموت زوجته اللجوج ، وغياب كل القضايا والمشاكل السلبية لوطنه . ونام اهل الكهف ثلاثمائة وثلاث عشرا عاما ليصحوا على بلاد ما زالت أسعارها ثابتة ولكن تغيرت العملة . اما اليمن السعيد واهلة فينام يوم واحد او ساعة واحدة ليصحوا على وجبة دسمة الا وهي جرعة سعرية تقضي باختفاء اساسيات العيش على الأرض ، وتغير نظام الحكم وتعددت الأديان وظهرت الطوائف المختلفة وظهور الأنبياء ، والعملاء والمرتزقة والظريف ان لكل منهم نصيب من الاهتمام . كان يدعى شهر الرحمة والتآخي والتراحم والتسامح .... شهر يحمل في طياته كل معاني الحب والإخاء وكل المعاني والقيم السامية ... وفيه تصفد الشياطين ويتضاعف الأجر ويتراحم الناس فيما بينهم ... يتسابقون في عمل الخير ..... ومناسبة يقلع فيه العاصي عن معصيته .... وتحتشم المرأة في لباسها ويزداد اقبال الناس على شراء السبحة والسواك . لكن رمضان اطل علينا بلون اخر .... لون انتزع منه الرحمة والتراحم والتسامح عنوة …. انتزعت منه كل معاني الاخاء والقيم السامية .... اعادت ذكريات اول رمضان في الإسلام انقطاع تام للكهرباء ... في حين يصر بعض المؤجرين على احتساب فاتورة الكهرباء من المستأجرين. قيدت الشياطين ... وصفدت في كل مكان في حين تم استبدالهم بشياطين الانس وبأضعاف مضاعفة وعلى قدر عالي من التدريب والاحتراف . عم البلاء وانتشر الفقر في حين تزايد الاقبال على شراء السبحة والسواك لا لأجل الاستغفار والتوبة ولكن للاستحواذ وسرقة الاخرين وهذا لون اخر من الألوان المستحدثة لهذا الشهر الكريم . رمضان لم يعد كما اعتدنا عليه من قبل . وماذا بعد رمضان؟ عدت يا عيد وباي حال عدت ، عدت واليمن السعيد لم يعد سعيدا ، والايمان قد مُزقت اوداجه ونُخر عظمه ، وقُطعت اوصالا وجماعات وفرق تعيش في النور وأخرى في الظلام ، طوابير منتظمة لتعبئة أسطوانات الغاز والحصول على المياه الملوثة للشرب والاستخدام المنزلي ، طوابير لتعبئة الوقود أدخلت اليمن السعيد ضمن موسوعة غينيس العالمية للأرقام ، لكن سرعان ما تنهار هذه الطوابير نتيجة انفجار مخزن للأسلحة اثر استهدافه من قبل طيران التحالف وتنهار السعادة ، لا لأنه اصابهم ولكن لان اخل بانتظام الطابور؟! . عدت يا عيد بظهور احفاد رسول الله في اليمن السعيد الذين استولوا على كافة مؤسسات الدولة وكل مقدرات الوطن بحجة الحماية من الدواعش ، ومنهم الدواعش ؟ الدواعش هم من يترددون على بيوت الله بالعبادة . وماذا بعد؟ يهتفون بالموت لأمريكا وإسرائيل لكنهم قتلوا الأبرياء في بيوتهم ومساكنهم وشردهم ووجهوا نيران أسلحتهم الى صدور اليمينيين الأبرياء. ماذا بعد؟ يريدون تحرير القدس لكنهم يؤكدون ان الطريق الى تحرير القدس يبدأ من اليمن ، اهل المدد وظهر الشام والعراق .سألناهم متى تعلنون الجهاد وتقتلون اليهود والامريكان اجابوا عندما يدخلون في دين الله افواجا ! يا الهي ماذا حل باليمن السعيد؟ لكن اليمن بدا سعيدا هذه المرة بان حصحص الله الحق واظهر الحق عيانا لمن له قلب ينبض بالضمير . فرجل استحوذ على السلطة على مدى ثلاثة وثلاثين عاما ينهب ثروات البلاد ليشتري سلاحا يلغم العاصمة بأكثر من ستين مخزنا للسلاح ويبني جيشا يوجه نيران أسلحته في صدور أبناء الوطن فيما استولى التحالف العربي لدعم الشرعية على الأجواء اليمنية والمنافذ البحرية في ظرف ربع ساعة . وماذا بعد ؟ ورجل ظهر بمنزلة المهدي المنتظر المزعوم ( مسيلمة الكذّاب في اليمن الحديث – مع احترامي الشديد لمسيلمة في وقته وزمانه) ليعلن الموت لأمريكا وإسرائيل بينما ازهق الاف الاسر بين يتيم وارمل ، يعلن الموت لأمريكا وإسرائيل ليهدم المساجد ودور القران الكريم والمؤسسات الدينية والبنى التحتية ، يعلن الموت لأمريكا وإسرائيل بينما يصب نيران أسلحته المنهوبة من مخازن الدولة على صدور أبناء اليمن في المحافظات اليمنية لتطهيرها من الدواعش؟ نادى بإسقاط الحكومة بسبب جرعة في المشتقات النفطية ليفرض فيما بعد اضعاف مضاعفة من اعمال النهب والسلب لكل مقومات العيش على الأرض . وتجرّع الشعب اليمني العظيم كل كؤوس المُر والحنظل . سقطت امرأة على الأرض ، فاسرع شابا في اسعافها الى اقرب مستشفى ، اجرى الطبيب الفحوصات اللازمة التي أظهرت ان المرأة حامل وهي لا تزال عازبة ليصبح متهما أساسيا في القضية ، يخضع لفحوصات مماثلة أظهرت بان الرجل عقيم ولا يمكنه الانجاب ، فيصيح بأعلى صوته كيف لي بسبعة أبناء وانا عقيم وقد تزوجت قبل عشرين عاما ، تنقذه شربة كأس من الماء الحار بسبب رحيل الكهرباء ويعود الى نومه ليكرر مأساة أخرى ويصحوا على كارثة اكبر هذا هو حال اليمن السعيد . رب ماذا جرى لهذا الشعب المسكين ، اهو من اتباع ابليس ابى ان يسجد لك فطردته من رحمتك ، ام كان له جنتين عن يمين وشمال فقالوا ربنا باعد بيننا ..... ام احرموا المساكين من الصدقة فأحرقت جنتهم . ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وانت ارحمن الرحمين .
#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وسقطت صنعاء - جمهورية اليمن الإسلامية
-
الدكتوراه في الخيانة الوطنية الكبرى للرئيس هادي في اليمن
-
الإرهاب منتج سعودي إسرائيلي بامتياز
-
خطوط حمراء (الخطوط الوهمية)
-
الحب بتقنية الوايرلس
-
الرحيل
-
المبني للمجهول
-
استئذان
-
النظام السعودي ... العملة الاسلامية المزيفة
-
خيانة
-
داء الكبر والمتكبرون
-
للشباب فقط – الزواج والحرية
-
الانسان التافه في الحياة
-
الابتسامة والاستحواذ على قلوب الاخرين
-
دروس تربوية من النحلة
-
جمال المرأة مطلب اساسي في الزواج
-
ارشادات هامة لاستخدام الفيس بوك كموقع للتواصل الاجتماعي
-
الأم مدرسة الحياة
-
- دعوة تفاؤل (1) -
-
الوقوع في الحب . متى نقع في الحب ؟
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|