أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا














المزيد.....

عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4865 - 2015 / 7 / 13 - 14:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لسنا وحدنا من يعتقد أن أحداثا تاريخية مثل القادسية و اليرموك هي التي تشكل "تاريخنا" , نقطة الارتكاز في سرديتنا السائدة عن "ماضينا" .. الحقيقة أن كل "شعوب الأرض" تعتقد ذلك .. لكل "شعب" "قادسيته" الخاصة .. طالما استخدمت مثل هذه "الانتصارات" لتسميم وعي "الجماهير" بالنزعة القومية أو العنصرية أو الدينية أو العرقية , لجر أجيال بأكملها إلى الموت في سبيل مجد و ثراء قلة قليلة من مهووسي السلطة و المال .. كانت الحرب العراقية الإيرانية مثالا غبيا و خاصا بهذا المعنى : استخدم القادة - القتلة على طرفي الخندق نفس التراث لشحذ عزيمة المتحاربين , كي يموتوا و يقتلوا بكل شجاعة , لينفذوا أوامر قادتهم بالموت , من أجل لا شيء في النهاية .. إنه الموت للموت , عندما لا يمكن أن ينتصر سوى الموت .. حتى عندما ينتصر أحد الجزارين , لا شيء سوى الموت .. انتصار لا يجر إلا الموت .. منذ القادسية الأولى , هذا حال التعساء و الفقراء , النصر كما الهزيمة , تعني لهم كلمة واحدة فقط : الموت .. و كما تبرر قادسية الأمس , موت أجدادنا الغبي و معهم ضحاياهم , قادسيات جديدة , لصدام و أشباهه , يبرر الموت الموت , مرة تلو أخرى .. تبقى تلك السردية جاهزة دائما تحت الطلب , من أي طاغية أو معتوه أو جزار , لجر جماعات و أجيال بأكملها إلى انتحارها الجماعي , للعودة إلى الماضي "المجيد" , لبناء مجد موهوم لجنرال أو جزار أو كاهن همجي مهووس بحقيقته المطلقة , على أشلاء الضحايا .. القادسية و اليرموك باختصار ليستا إلا معارك للاستيلاء على ما لا يملكه الغزاة , ما لم يصنعوه , و لم يزرعوه , و لم يبنوه .. إنه المنطق البسيط جدا , الوحشي جدا , للسلطة : في أن تحتل , تقتل , تسبي , تذبح , تستولي , على ما ليس لك , إن استطعت التغلب على أصحابه الحقيقيين , الحجج تأتي لاحقا , أو ثانيا .. أما عن هزائم "القوى العظمى" , عن تلك القادسيات , فهي تملؤ كتب التاريخ , تجدها عند كل منعطف , عند كل بداية و نهاية ... لا توجد "قوة عظمى" لم تدم وجهها و تهزمها شر هزيمة قوى البرابرة .. في اليرموك لم تكن الإمبراطورية البيزنطية إلا شبحا لروما , التي كانت "عظيمة" ذات يوم .. لكن قبل اليرموك بقرون كانت الفيالق الرومانية التي طالما فتحت البلاد لروما و عادت دائما بالأموال و الكنوز المنهوبة , كانت تلك الفيالق تلقى أشنع هزيمة على يد القبائل البربرية .. الهزيمة الساحقة لتلك الفيالق على يد القبائل الجرمانية بقيادة أرمين في معركة غابة تيوتبورغ في بداية القرن الأول هي التي أوقفت تقدم تلك الفيالق وراء الرين .. عندما بدأت البرجوازية الألمانية تشعر بحاجتها "لوطن قومي موحد" للألمان , لسوق موحدة , و لجيش قوي لينافس في استعمار الرأسماليات الأوروبية للعالم , ستجعل من هذا الانتصار جزءا رئيسيا من سرديتها عن "تاريخ" و "بطولة" "الشعب الألماني" , الذي عليه اليوم أن يسير بكل عزيمة وراء "أرمين" الجديد , ليفتح العالم , ليموت و يقتل و يدمر كل شيء , ليخلق روما الجديدة , لمجد سادة روما الجدد .... أولا في مواجهة نابليون , كتب الشاعر فون كليست عام 1808 مسرحية استلهمت انتصار أرمين "لإثارة المشاعر الوطنية" ضد الغزاة .. بعدها استخدم أرمين ( الذي سمي يومها هيرمان خطأ ) مرة تلو أخرى لخدمة المغامرات العسكرية لسادة بروسيا ثم ألمانيا فيما بعد , في التعبئة النفسية للحرب ضد فرنسا 1870 - 1871 و حروب أخرى صغيرة و كبيرة , انتهاءا بالمجزرة العالمية الأولى , و الثانية .. وحدها الهزيمة الماحقة لهتلر و مشاريع الرايخ الثالث , ذروة الحلم الشوفيني القومي الألماني , في الحرب العالمية الثانية قضت على شهرة أرمين و انتصاره في تلك المعركة .. دماء ثمانية ملايين ألماني , خراب البلاد بأسرها , بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , وحده أفقد تلك الشوفينية القائمة على منطق الغزو , الذبح , "الفتح" , الموت و القتل في سبيل "الوطن" أو "الله" أو "الشعب" , الخ , أفقد تلك الحرب شهرتها بين الألمان .. و خلافا لما كان عليه الحال قبل 1945 , مرت ذكرى تلك الحرب الألفية الثانية ( 2009 ) دون أن يحتفى بها .. كان ذلك ثمنا باهظ جدا بالفعل



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل النفسي للثورة السورية
- جدل مع رؤية عزام محمد أمين , عن السلوك المؤيد للطاغية
- عن التحليل النفسي لشخصية محمد - 2
- التحليل النفسي لشخصية محمد
- تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية
- مرة أخرى عن كرونشتادت - فيكتور سيرج
- فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس
- عن الأسد , داعش , و الآخرين
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول
- على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد د ...
- سوريا , و الشرق , إلى أين ؟
- كيف -تموت- الثورات
- جيمس هتشينغز : ما العيب في المدرسة ؟ ( الجواب : كل شيء )
- ورطة كبرى ( ماكينة العمل - الحرب )
- عرض لكتاب نوال السعداوي ( الوجه الآخر لحواء ) - ماجدة سلمان
- مبدأ الدولة لميخائيل باكونين


المزيد.....




- إيلون ماسك يكسر عتبة جديدة لصافي ثروته لم يصلها أحد من قبل.. ...
- فيديو من طائرات بدون طيار يُظهر آثار الغارات الإسرائيلية على ...
- غارة جوية في السودان على سوق دارفور تخلف -مذبحة مروعة-
- -أولادي بلا طحين أو خبز منذ 10 أيام-.. الفلسطينيون في غزة يو ...
- -رسم الحياة.. رؤى من غزة-.. معرض فني في دير البلح يروي صمود ...
- شاب يقتل أباه ويصيب أمه في الرأس.. خلفا حول ألعاب الفيديو ين ...
- الولايات المتحدة تحذر.. روسيا قد تستخدم صاروخا قاتلا جديدا ض ...
- هل سقط الأسد بمخطط أمريكي إسرائيلي؟
- خامنئي: سقوط بشار الأسد لن يضعف إيران وما حدث في سوريا نتاج ...
- ما مستقبل العلاقات الروسية التركية بعد سقوط الحكومة السورية؟ ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا