أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رسومات بيوت أصيلة














المزيد.....

رسومات بيوت أصيلة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 13:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رسومات بيوت أصيلة
نعيم عبد مهلهل

يوم كنا نستعيدُ قيلولة جان جينيه مع الشاي الاخضر في واحدة من مقاهي طنجة ، قال لي صديقي المغربي : قبره هناك في مدينة العرائش حيث يقترب منه البحر بعيدا عن خداع موانئ اللصوص وصعلكة الزمن القديم التي يحترمها ديغول كثيرا فسماه ( القديس جان جينيه ) .
وعندما ننهي طقوس السلام عليه ، نذهب الى اصيلة ، فهذا موسمها الثقافي ، فربما تصادف اصدقاء قدامى ولكن الاجمل أن جداران بيوتها رسم عليها الرسامون من كل العالم لوحات تشكيلية.
قلت : سنذهب ، فلربما اجد لوحة عن الاهوار التي اشتقت اليها .
انحدرنا صوب أصيلة الواقعة جنوب طنجة على ضفاف المحيط الأطلسي بعد أن اخذتنا صفنة المهابة على قبر جان جينيه في العرائش ، ومضيت في استذكارات مسرحياته التي كنا نقرأها في ذلك الليل البارد في الاهوار واتذكر معلماً معنا كان يقول : هذا القديس يمنحك القناعة إن الابداع الحقيقي لن يكون رهنا بالوصول الى اوراق الفهرس ، فجان جينيه زرع كل تلك الحدائق دون أن يقرأ كتابا عن الورد.
غادرنا العرائش ، بدت أصيلة معانقة لافق المحيط المتسع الى ابعد من صدى شهية رؤية الرسوم على جدران بيوتها البيضاء ، فأتذكر ما كان يكتبه عنها البرتو مورافيا ، أن منازلها وحدها من تذكره بشفافية القمصان البيض بالرغم من انها بُنيتْ من الحجر.
فأتذكر معلم الرسم اتى نقلا الينا من المدينة بعد ان تشاجر مع مدير مدرسته حول لوحة له لامرأة نصف عارية رفض المدير أن يشارك بها في معرض المدارس ، وكيف بهرهُ المكان وقرر أن يرسم على حيطان بيوت القرية المبنية من القصب ، ولأشهر انجز المعلم رسوما جميلة ،الجواميس ،الاطفال ،النساء وهن يحملن اواني اللبن والقيمر والطيور المحلقة في سماء الماء والقصب وقد انحدرت في افقها العميق مشاحيف الصيادين.
تذكرته وتمنيت أن أرى بيئتي يجسدها احدهم على جدران اصيلة فأخبرني مرافقي الطنجاوي أن اغلب الذين يشاركون هم فنانون اوربيون ، وهذا العام هناك رسام بحراني واحد ، واخرون لا يعرف جنسياتهم .
فرحت وقلت : ربما اجد في رسومات الفنان البحريني شيئا من خيالات دلمون التي لها في الاهوار حكايات وتواريخ واساطير واخيلة.
وصلنا ، وسألت موظفا في بلدية المدينة عن جهة البيوت التي رسم عليها البحريني رسومه ، فلم أرَ فيها سوى البحر والمراكب وملامح وجهوه سمر لصيادي اللؤلؤ.
قلت مع حسرتي : ليس للأهوار ودلمون مكاناً في احلام هذا الرجل.
سمع احدهم حسرتي وقال :سيدي سمعتكَ تردد كلمة اهوار .؟
قلت بذهول :نعم هل تعرفها .؟
قال : كلا عرفتها اول مرة من رسوم نقشها فنان من بلادك في حي الطرف الجنوبي من المدينة .
صحت بلهفة : يا الهي ، خذني اليها ارجوك.
الآن أتفاجئ بأهوار بلادي مرسومة على بيوتات مدينة اصيلة ، ولأول مرة أرى مياه الاهوار الخضراء ممزوجة مع مياه المحيط الازرق فتقفز الى ذاكرتي جملة لوركا الشعرية :احبك هكذا دائما خضراء.
المفاجأة الثانية في المساء حين وقف كل فنان امام البيوت التي رسم على جدرانها في انتظار والي المدينة ووزير الثقافة المغربي لافتتاحها عندما رأيت وجها اعرفه تماما يقف امام الجدران التي حملت عطر المكان الذي غادرته منذ ثلاثين عام .
لقد كان ذاته معلم الرسم الذي صبغ جدران بيوت القرية القصبية بأحلامه الملونة........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة جعفر في تويتر
- بلدية باريس وبلدية الجبايش
- طفولة السميسم الله
- الحبوبة وأيام سانوبه......!
- كاهنة قرية أمُ البْشُوشْ
- النيوزلنديون أعمامنا
- غرق المشحوف ميدوزا
- خواطر قابيل وهابيل
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رسومات بيوت أصيلة