أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد طولست - ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..














المزيد.....

ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 16:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..
كما هو معلوم لدى الجمع ، أنه مند ظهور "الإنترنت" وصعود نجمها بين وسائل الإعلام المتقدمة ، وافتتان الناس بها ، والنزوح المهول نحوها ، واحتلالها محور اهتمام الناس ، كنموذج رئيسي في اكتساب المعرفة والترفيه ، بدأت عادة القراءة تضمحل ، عند من كان يقرؤون ، وبدأ عدد القراء يتضاءلون، حتّى كادوا يختفون ، وأضحت البقية الباقية منهم من كبار السن ، الذين شبّوا على القراءة ، وألفوا ما تستكشفه نفوسهم بها من أحاسيس النشوة ومشاعر السعادة ، التي لا يستطيعون منها فكاكا ، مهما كانت الظروف والملابسات ، فتراهم في المدن والقرى وكل المناطق النائية ، يقرؤون في كل مكان وفي أي مكان ، إلى هنا الأمر عادي وليس فيه غرابة ، لكن المشهد الغريب على الأقل بالنسبة لي أنا كسائح جاء من أمة "إقرأ" فوجد المكتبات المتجولة –عبارة عن حافلات كبيرة مزودة برفوف مليئة بآلاف الكتب - تجوب أسواق المدن والقرى الأسبوعية ، لتقريب القراءة ممن لم ينزل عليهم قوله سبحانه وتعالى في سورة العلق : "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"1 "خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ"2"اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ"3"الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ"4"عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"5.
لقد قادتني الصدفة - وخير الأشياء ما يأتي بالمصادفة ، كما يقال- إلى قرية فرنسية صغيرة وجميلة ، تدعى "جوانيي" لأشاهد احتشاد ساكنتها يوم السوق الأسبوعي ، عند حافلة كبيرة ، فذكرني احتشادهم ذلك ، والذي ظننته تخفيضا مهما في بضاعة ما ، بتراكم الناس حول بائع الطماطم في أسواقنا أيام رمضان المبارك .. توجهت نحو الحشد ، فإذا بي أمام حافلة كبيرة للكتب ، حسبت أنها لكتبي يبيع الكتب في الأسواق ، لكن كم كانت المفاجأة قوية رأيت أعداد من مثل تلك الحافلة واكتشفت بأنها "مكتبات متنقلة" بالمجان لمن يريد القراءة ، كان الناس منهمكين في اختيار الكتب التي سيقرؤونها خلال أسبوع .
وليست فرنسا وحدها من تعرف ظاهرة المكتبات المتجولة ، بل الكل يعرف قصة "أنطونيو لاكافا" Antonio La Cava المعلم الإيطالي المتقاعد، الذي قرر الاستفادة من تقاعده ، عبر مساعدة الأطفال في المناطق النائية على اكتشاف متعة القراءة ، بمبادرته العجيبة الـ Bibliomotocarro، التي وفرت له حياة مهنية ثانية بعد 42 عاماً قضاها في حقل التعليم الابتدائي، ومكنته مؤخراً من حصد "جائزة الودّ لعام 2014" ، التي تمنح سنوياً منذ عام 1971م للشخص الأكثر تميزاً في خدمة المجتمع ، والتي جعلت صيته يذيع فى جميع أنحاء إيطاليا، ويبلغ تعاونه مع 49 مدرسة في مقاطعة “بازيليكاتا” الإيطالية ..
وتتمثل مبادرة "أنطونيو لاكافا" –التي لم تكن الوحيدة لأن له عدداً مهماً من المبادرات الجديدة، من بينها مختبر للأفلام القصيرة انطلاقاً من نصوص أدبية، أو “مختبر كتابة متجول” يسمح للأطفال بإطلاق العنان لمخيلتهم- في فكرة جديدة وطريفة ، تقدم خدمة مبتكرة في نشر الثقافة ، وتحبيب المطالعة، في إطار مهمته الإنسانية بعد انتهاء فترة الخدمة الرسمية، وإحالته للتقاعد ، وذلك من خلال تحويل عربته، والتي هي عبارة عن آلية (Piaggio Ape) ثلاثية العجلات، يسميها الإيطاليون "النحلة"، إلى "مكتبة متجولة" أو "حافلة كتب زرقاء"، عبر تزويدها برفوف مليئة بأكثر من 700 كتاباً، تتنوع بين كتب مصورة، وروايات وقصص الأطفال ، تجوب أنحاء إيطاليا النائية يومياً، دون كلل ولا ملل ، لتزود قرية كل أسبوع، بالكتب المعارة بالمجان وأزيد من 200 دفتراً فارغ الصفحات، يتم منحها للأطفال بصورة مجانية؛ لتشجيعهم على كتابة ما يرغبون بكل حرية فضلاً عن كتابة التعليقات، وملخص بعد القراءات ، لتشجيع وتحميس الأطفال على قراءة الكتب ، وذلك منذ ما يقارب من 15 عام .
لا حاجة لأقص عليكم المزيد من القصص التي يقوم الإنسان الغربي الكافر ، فما ذكرته أعلاه يكفي ويفي ما أريد الوصول إليه ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..
- على هامش تكريم مولاي مسعود
- رحيل نقابي متميز ..
- الجنين إلى الطفولة !!
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد طولست - ظاهرة التطوع لنشر حب المطالعة وثقافتها..