أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - شخصيات فى حياتى : أبى















المزيد.....

شخصيات فى حياتى : أبى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 13:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شخصيات فى حياتى : أبى
طلعت رضوان
جاء أبى من القرية مع والده (جدى رضوان) إلى القاهرة أثناء ثورة شعبنا فى شهر برمهات/ مارس 1919. عمل مع أخوته فى كار (الخبازة) يعنى فرانين وعجانين . كان ترتيب أبى الرابع بين أخوته (أعمامى : بدر، الجابرى، متولى ثم أبى) وبعد فترة زمنية لا أعرف تفاصيلها ، كان عمى متولى (صاحب فرن) فى منطقة الوايلية الصغرى التابعة لحى العباسية. عمل الأخوة الثلاثة فى فرن شقيقهم متولى. تمرّد أبى على العمل فى الفرن ، وحدثتْ مُـشاحنات بينه وبين عمى الحاج متولى ، الذى اتهم أبى بالمُـغالطة فى عدد (الماركات) التى كان يستلم بها العيش ، الذى يبيعه فى بوابة الفرن . وأبى يتهم عمى بسرقة الزباين حيث كان يطلب من خراط المعجن أنْ يكون قرص العجبن 80 جرامُا وليس 100جرام كما حدّدته الحكومة. اشترى أبى عربة خشب يضع فيها العيش ، ويجر العربة لتوزيع العيش على سكان حى العباسية.
وأنا فى السادسة من عمرى كنتُ أتشعلق بذيل جلباب أبى وأبكى ، كى يأخذنى معه وهو يجر عربة العيش ، كما حكتْ لى جدتى. ولكن هذا (الدلع الطفولى) تحوّل إلى عادة تمسـّـك بها أبى ، حيث كان يُصر على اصطحابى معه كل يوم فى عطلات المدارس.
فى بداية الخمسينيات من القرن العشرين كان عمرى عشر سنوات . (الدلع الطفولى) وأنا فى السادسة تحوّل إلى تمرد على الخروج مع أبى لتوزيع العيش . وكانت ستى تفاحه (أم أبى) تؤيد تمردى وتطلب من أبى أنْ يتركنى فى البيت وتقول له ((سيب الواد عشان يلعب فى الحاره زيه زى باقى العيال.. حرام عليك.. مش كفايه إنه يتيم واتحرم من أمه)) ولكن أبى أصرّ على موقفه. وبعد أنْ كان أبى يُوزع العيش على سكان حى العباسية ، اكتشف منطقة جديدة (ليس بها أفران أو حتى موزع للعيش) تلك المنطقة كانت (منشية البكرى) بالقرب من حى روكسى الموصل إلى منطقة مصر الجديدة. وبعد الانتهاء من توزيع العيش على سكان حى العباسية ، كان علىّ أنا وأبى أنْ نجر العربة بامتداد شارع الخليفة المأمون (الذى كان يسير فيه الترام فى ذلك الوقت) حتى نصل إلى منشية البكرى.
ورغم مشقة جر العربة ومشقة طلوع السلالم فى توزيع العيش ، كنتُ أشعر ببعض البهجة وأنا أرى العمارات المُرتفعة، والسكون الذى يسود شوارع هذا الحى (الجديد) ومُـداعبات الخادمات لى وهنّ يستلمنَ العيش، خصوصًا الفتاة التى ما زلتُ أتذكــر تفاصيل وجهها ، كانت تلك الفتاة (تدس) فى قفة العيش بعض ثمار الفاكهة أو قطع الحلويات التى عرفتُ فيما بعد أنّ اسمها (جاتوه) الشيىء الوحيد الذى (عكنن) علىّ بهجتى ، هو إصرار البوابين على أنْ أستخدم (سلم الخدامين) الحديد الحلزونى ، الذى كان يُشعرنى بالدوخة ، وأحيانـًا الرغبة فى التقيؤ من رائحة فضلات الطعام على السلم . وفترة (الاستراحة) التى حدّدها أبى كنا نقضيها فى دكان عم جمعة اللبان . ورغم مرور السنين – وقد تعديتُ السبعين – لا زلتُ أذكر بشاشة وجه عم جمعه ، وترحيبه بى وضمى إلى صدره ، فتنفذ رائحة اللبن إلى أنفى . وكان يُقدم لى قطعة كبيرة من القشطة مع كوب اللبن الدافىء وصوابع البقسمات.
صحيح أننى لم أعش طفولة طبيعية ، حيث لم ألعب فى الحارة أو فى جنينة جامع القوادرية مثل باقى الأطفال ، ولكن ذكرياتى عن حى منشية البكرى ، خصوصًا عم جمعه اللبان والبنت (الخادمة) التى كانت تـُداعبنى وتدس ثمار الفاكهة وقطع الجاتوه فى قفة العيش، وضم صدرى لصدرها وتقبيلى ، تلك الذكريات تركتْ فى نفسى شعورًا طيبًا عن تلك الفترة ، رغم متاعبها.
فى حوالىْ الخمسينيات استأجر أبى دكانـًا فى شارع من الشوارع المُـتفرّعة من شارع رمسيس . كان الدكان عبارة عن محل (بقالة) فيه الصابون وشتى أصناف المُـنظفات ، وفيه المأكولات من جبن وحلاوة طحينية الخ . فرحتُ بدكان البقالة وتصوّرتُ أننى سأستريح من جر عربة العربة وتوزيع العيش على الزباين ، ولكن أبى اتفق مع سكان الشارع الذى به الدكان والشوارع المحيطة به ، على توصيل العيش إلى منازلهم . وكانت تلك هى المُـهمة التى كلــّـفنى بها أبى ، حتى فى أيام المدارس ، كنتُ أخرج من المدرسة إلى الدكان لتوزيع العيش على الزباين . وفى شهور عطلات المدارس أكون فى الدكان من الصباح إلى ما بعد غروب الشمس ، إما لتوزيع العيش أو استلام العيش من فرن عمى أو مساعدة أبى فى تلبية طلبات زباين الدكان.
كان أبى – مثل غيره من أصحاب الدكاكين فى تلك الفترة – يضع فى مدخل الدكان برميلا كبيرًا من الصاج مملوءًا ب (الجاز) فى تلك الفترة كان أغلب الناس يستخدمون (وابور الجاز) ولم يكن (البوتاجاز) مُـنتشرًا إلاّ عند الأثرياء. فكان الجاز من الضرورات الحيوية من أجل الطبيخ وعمل الشاى وتسخين الماء للاستحمام إلخ.
كان أغلب زباين الدكان من الأحياء الشعبية القريبة من الدكان ، وكان أبى يعرفهم بالاسم، ويعرف السيدة المُـتزوجة أو الأرملة و(بنت البنوت) التى لم تتزوّج، ويحرص على مُـداعبتهنّ . وعندما كانت السيدة المُـتزوّجة تأتى فى الصباح لشراء الجاز، كان أبى يُداعبها قائلا ((هوّ كل يوم حموم؟)) بمعنى (كل يوم استحمام) والشيىء الذى لا يزال عالقــًا فى وعيى ، أنّ كل السيدات ، بدون استثناء ، كنّ يضحكنَ أو يبتسمنَ وعلى لسانهنّ جملة واحدة لم تتغيّر ((وبعدين معاك يا معلم.. بلاش تكسفنى)) هكذا كانت سيدات ذاك الزمن ، كنّ يأخذنَ المُـداعبة ببراءتها ولا يُحملنها أكثر من معناها الخالى من أية إساءة أو سوء نية. كانت السيدة أو الفتاة تخرج من بيتها بالملاءة اللف أو بجلباب البيت ، مُـعتزة بذاتها وجسدها وشعرها المفرود وراء ظهرها ، وكبيرات السن كنّ يضعنَ المنديل أبو أويه على رؤوسهنّ. فى تلك الفترة كان شعبنا (نساء ورجال) يعيش ثقافته القومية التى نبذتْ التعصب والأحادية ، وعظــّمتْ من قيمة التعددية. وكان ذلك قبل الهجمة الأصولية التى غزتْ شعبنا بعد حرب أكتوبر1973، وفرضتْ الرأى الواحد والزى الواحد والتحية الواحدة (السلام عليكم) ابنة عم (شالوم عليخم) والتحية النازية (هاى هتلر) فى اتساق تام مع منظومة الزعيم الأوحد ، تلك المنظومة التى بدأتْ مع سيطرة ضباط يوليو 1952 على مصر.
كان أبى – وأبناء جيله – لا يعرفون التعصب الدينى أو المذهبى . وأذكر جيدًا أنّ الفرانين كانوا يأكلون ويشربون فى نهار شهر الصيام (شهر رمضان) ولم أسمع إدانة من أى شخص لأى إنسان لأنه لا يصوم رمضان . بل كنتُ أشاهدهم وهم يجلسون على المقهى ويشربون الشاى ويُدخنون الجوزة فى شهر رمضان . العتاب الوحيد الذى سمعته من البعض هو ((يا أخى مش عيب عليك تكون فاطر وإنت زى الشحط ؟!)) أى أنّ المسألة مُرتبطة بالحالة الجسدية والصحية ، بعيدًا عن المرجعية الدينية ، ولعلّ ذلك ما فسّر لى – بعد سنوات – الجملة التى كانت على لسان أبى – وأبناء جيله - وهى ((سيب المُـلك للمالك)) وعندما تعديتُ سن العشرين ، وكنتُ بدأتُ أقرأ عن الماركسية ، كنتُ أعتبر هذا المأثور المصرى فيه سلبية. وكان تفسيرى له – آنذاك – أنه دعوة لعدم مقاومة الظلم الاجتماعى، ولكن بعد أنْ تعديتُ سن الأربعين ، وبعد أنْ تأملتُ مغزى مُـفردات ثقافتنا القومية ، كان تفسيرى لهذا المأثور المصرى ، هو عدم التدخل فى شئون الآخرين ، وتأكــّد ذلك كلــّما سمعتُ أبى – وأبناء جيله – وهو يُردّد المثل المصرى ((إعمل الخير وارميه فى البحر)) أى أنّ فاعل الخير لا ينتظر أى مقابل ، لا فى الدنيا ولا فى الآخرة ، وتعاظم لدىّ ذلك المعنى عندما قرأتُ فى علم المصريات أنّ ذلك المثل (بمعناه الحرفى ولكن بالكتابة الهيوغليفية) كان أحد وصايا حكماء مصر القديمة.
ومن المشاهد المحفورة داخل وعيى ووجدادنى ، مشهد أبى وهو يضربنى ضربًا عنيفـًا ، عندما علم إنى صائم وفى نفس الوقت أقوم بتوزيع العيش على الزياين . كان عمرى وقتها حوالىْ 12 سنة. بكيتُ بحرقة ، وظللتُ حتى سن العشرين وأنا غاضب من أبى بسبب تلك (العلقة) ولم أهتم بما قاله لى ((يا واد أنا خايف عليك.. إنت بتشقى وبتطلع السلالم.. والصيام ح يضر صحتك)) ولكن بعد مرور السنين ، بدأتُ أتأمل حكمة أبى ، وأنّ ضربه لى كان شفقة علىّ.
وكلــّما تأملتُ شخصية أبى – وأبناء جيله – كلــّما تعاظم لدى الاعتقاد بصحة ما كتبه علماء علم الاجتماع عن أنّ شعبنا المصرى (مُـتدين بطبعه) وهو المعنى الذى صاغه المؤرخ اليونانى هيرودوت الذى كتب أنّ جدودنا المصريين القدماء ((يزيدون كثيرًا عن سائر الناس فى التقوى)) وقد تأكــّد لدى ذلك المعنى عندما أتذكــّر معاملات أبى مع الزياين أو مع الأقارب والجيران، حيث كان شديد الحرص على حـُسن المعاملة ، وأذكر أنه عندما كان المرض يُصيب بعض الفرانين ، فإنّ أبى أعطانى مبلغـًا من المال وقال لى ((عارف ياواد الست فلانه مرات عمك فلان.. خد الفلوس دى وقل لها كان أبويا مستلفهم من جوزك)) كما أتذكــر كيف رسّخ أبى فى وجدانى قاعدة احترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وهى القاعدة المكتوبة فى وصايا حكماء مصر القديمة ، وكان يتم تدريسها فى المدارس . وعلــّمنى أبى أنْ أقول لأى شخص فى سن والدى (يا عم فلان) ورغم أنّ أبى لم يدخل أى مسجد طوال حياته، وكان يفطر فى شهر رمضان ، فإنه عندما كان يمسك النقود ليعدها كان يقول ((الله واحد.. ما لوش تانى.. العدد تلاته.. إلخ)) وهذا أكبر دليل على (إيمانه) بوجود (خالق) للكون ، الأمر الذى يؤكد صحة مقولة أنّ شعبنا المصرى ((مُـتدين بطبعه)) وهذا هو الفرق بين (تدين) الأميين ، ببساطته وسذاجته وفطرته ، وبين (تدين) تـُجار الدين من الأصوليين.
ولكن تلك التقوى وذاك التدين لدى أبى ، كان يُـناقضه عدم الوعى الاجتماعى ، الذى انعكس على عدم الاهتمام بتعليم أولاده من زوجته التى تزوّجها بعد وفاة أمى، لدرجة أنّ أخوتى الستة (أربع بنات وولديْن) ليس فيهم بنت واحدة أو ولد واحد يُجيد القراءة أو الكتابة. بل إنه أصرّ- بعد مروره بأزمة مالية - على رفض مواصلاتى للتعليم بعد حصولى على شهادة الإعدادية. وليس ذلك فقط وإنما أوصى بعض معارفه للبحث لى عن عمل ، وكانت البداية أنْ عملتُ فى محل ألبان شهير فى ميدان الجيزة ، وهذا المحل كان المّوزع الرئيسى لشركة (سيكلام) للألبان التى حوّلها ضباط يوليو52 إلى (شركة مصر للألبان) وكان دورى هو توزيع زجاجات اللبن على بعض المحلات بجانب بعض الزباين فى البيوت . وعندما تمتْ (ترقيتى) جعلنى صاحب المحل أقف فى الدكان لأبيع للزباين شتى أصناف السلع الغذائية ، وعمل السندويتشات لطلاب المدارس والجامعة. وقبل عملى فى محل الألبان عملتُ فى أكثر من مهنة ، منها العمل مع عمال (طائفة المعمار) وكان دورى هو حمل (قصعة مونة الأسمنت) ومناولتها للبنا.
أعتقد أنّ شخصية أبى ينطبق عليها تعبير (قليل الخبرة بمفردات الحياة) لأنه عاش فى وهم أنْ يكون صاحب فرن مثل أخيه الحاج متولى ، دون حنكة وبراعة عمى فى إدارة الفرن ، فكانت النتيجة أنّ أبى خسر فلوسه فى الفرن وخسر دكان البقالة. وفى تلك الفترة (قبل أنْ يتورط فى الفرن) رفض شراء الأرض التى عُرضتْ عليه فى المدينة التى عـُرفتْ فيما بعد باسم (مدينة نصر) وكان سعر المتر زهيدًا والفلوس موجودة ولكن كانت وجهة نظر أبى ((هوّ أنا مجنون عشان أحط فلوسى فى الصحرا ؟!)) وذاك المثال أحد الأمثلة العديدة من الفرص التى أضاعها أبى ولم ينجح فى استثمار أمواله فيما يعرفه ويُجيده ، فلو أنه اهتمّ بمحل البقالة وتطويره ، لتراكمتْ ثروته. كما أنه لم يهتم بإحتواء ولدية من زوجته وتشجيعهما على العمل معه فى الدكان بعد هروبهما المستمر من المدرسة.
000
الشيىء الذى يستوقفنى فى شخصية أبى ، هو قدرته على الإنجاب ، رغم قسوة الحياة التى عاشها ، من العمل فى الفرن إلى جر عربة العيش ، إلى حالته النفسية البائسة بعد أنْ بدّد ثروته (تحويشة العمر) فى الفرن الذى شارك فيه مع أحد أقاربنا فى مصر الجديدة ، ثمّ تبيّن أنّ هذا (القريب) استغل سذاجة أبى وادّعى أنّ الفرن يخسر بسبب قضايا التموين ، ولم يهتم أبى بمُباشرة العمل فى الفرن ، واكتفى بأنْ يسحب النقود من دكان البقالة ويضعها فى الفرن حتى خسر الإثنين . ورغم تلك الحالة النفسية البائسة ، فقد تبيّن أنّ زوجته حامل بعد وفاته بأيام. وبذلك تكون قدرته على الأنجاب بلغتْ إحدى عشر نفسًا (شقيقتى زينب وأنا + شقيقين من أمى ماتا بعد ولادتهما + ستة من زوجته (ست أبوها) + الجنين الذى أجهضته بعد وفاة أبى.
أعتقد أنّ تلك الخصوبة فى حاجة إلى تحليل من العلماء المُـختصين ، ومحاولة الإجابة عن سؤال : كيف استمرّتْ تلك المقدرة على الإنجاب رغم الظروف القاسية التى ذكرتها؟ وهل يصلح (اجتهادى) فى تفسير تلك الظاهرة ؟ وهو اجتهاد يتلخـّص فى تقييمى لشخصية أبى ، حيث بمراجعتى لمُجمل تصرفاته وسلوكه ، نظرتُ إليه على أنه أقرب إلى شخصية الإنسان (البوهيمى) ليس بمعنى الانتقاص أو الذم فى الإنسان البوهيمى ، وإنما بمعنى أنه يعيش على الفطرة . ويذهب ظنى أنّ إنسان الفطرة لديه مقدرة فائقة على تجاوز أى أزمات يمر بها ، مهما كانت قاسية. وتلك المقدرة على تجاوز الأزمات ، تجعل هذا النوع من البشر يعيشون فى (حالة سلام نفسى) أو حالة (بالمفهوم السلبى) من اللامبالاة . وهذا المفهوم السلبى كان أبى يُعبّر عنه بترديده الدائم لمقولة (( إجرى جرى الوحوش.. غير رزقك لم تحوش))
كما تمثــّـلتْ (بوهيمية) أبى فى (متعة الحشيش) الذى كان يحرص عليه كل ليلية. وكان على زوجته (ست أبوها) أنّ تتولى وضع الفحم على وابور الجاز، حتى يتحول إلى جمر مُـشتعل ، و(تغيير) ماء الجوزة كل فترة . ولكن الجانب الإيجابى فى (بوهيمية) أبى هو الجانب (الفطرى) الذى حماه من أى انحراف نحو إقامة علاقات جنسية مع أية امرأة ، سواء من خارج مؤسسة الزواج أو من داخلها ، حيث رفض – أكثر من مرة – عروض الزواج من أرامل العائلة ، وكان يُردّد دائمًا أنّ روحية (أمى التى لم أرها) هى ((نصيبى الأولانى فى الدنيا والآخره)) وأنّ (ست أبوها ((نصيبى الأخرانى فى الدنيا.. ومش ممكن أتجوز عليها)) وإذا كنتُ لم أشهد كيف كانت معاملته لأمى المرحومة روحية.. فإننى شاهدتُ كيف كان سلوكه مع زوجته (ست أبوها) وهو سلوك – أزعم – أنه كان ترجمة لعاشق ولهان ، كلــّما دخل البيت ورأى ست أبوها وهى تستقبله بوجهها الباسم المنوّر.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ المسكوت عنه فى رواية (شوق المُستهام)
- شخصيات فى حياتى : زوجة أبى
- شخصيات فى حياتى : جدتى
- نشأة الأصوليات الدينية والدور الأمريكى
- الوفد وآفة شعبنا : ينتفض وينام
- الوفد وضباط يوليو (1)
- جهاز كشف الأصولية الدينية
- مؤسسات الدولة والأصولية الإسلامية
- تجارة السلاح والمسرح العالمى
- الشعر والصدق الفنى : قراءة فى ديوان (إسكندريه يوم واحد)
- التعليم والوطن
- مخطط العداء للنوبيين
- الرياضيات والألعاب فى مصر القديمة
- فلسفة إلغاء العقوبات البدنية
- المرأة فى التراث العربى / الإسلامى
- تحولات المثقفين وتنازلاتهم
- الإنسان ال Dogma والكائنات غير العاقلة
- تناقضات الأصوليين ومرجعيتهم الدينية
- ثالوث الخرافة والأسطورة والدين
- الأساطير المصرية : معبد إدفو نموذجًا


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - شخصيات فى حياتى : أبى