عادل كوننار
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 23:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
يحل بيننا في كل سنة رمضان كضيف كبير، يؤثر فينا سواء بالإيجاب أو السلب أيما تأثير، و هو و إن كان في الأساس فريضة دينية مهمة، إلا أن تمثلنا له في سلوكاتنا الاجتماعية أخذه مع تراكم الزمن إلى أن يصير واقع حاله يميل أكثر إلى يكون عادة أكثر من كونه عبادة، فأخذ جانبه الروحي يضيق شيئا فشيئا حتى يكاد يضمحل إلا مما تيسر من القلوب العامرة بالإيمان الصحيح، على قلتها.
فما الذي يا ترى أوصل رمضاننا إلى هدا الحال؟ ربما سؤال كهدا لا يسهل الإجابة عليه بشكل بسيط و مباشر، ﻷ-;-ن الأسباب متداخلة و معقدة، و أهمها ما يرتبط بالبنية الفكرية للمجتمع التي أخذت تنحدر نحو السطحية موثرة القشور على المضمون، و هدا الأمر كما ينطبق على شتى مجالات الحياة ينسحب على تعاطينا مع رمضان و مع الدين عموما، فنحن نبدو في مظهرنا بمظهر محافظ، لكن سلوكاتنا اليومية تسير في اتجاه معاكس، أو في أقل الأحوال في اتجاه متذبذب لا يستقيم على حال، و هدا الوضع على علته يبدو لي طبيعيا في مجتمع يعد في مرحلة تحول كبرى، تتسم بصراع حاد بين التقليدي و العصري، و بين القديم و الحديث، صراع يخوضه جناحان على حدي نقيض يتمثلان في جناح المحافظين الذين يشكلون الأغلبية و جناح الحداثيين الذين على قلتهم، إلا أن أصواتهم كثيرا ما كان لها دوي كبير، إن لم يكن من حيث التأثير، فمن حيث فتح النقاش، هدا النقاش و إن كان عسيرا فهو وحده المخول بفتح الباب نحو إقرار مزيد من الحريات التي و على عكس ما يخشاه الكثيرين هي وحدها التي سيكون بإمكانها أن تعيد لرمضان تلك الأجواء الروحانية التي تليق به، عبر إزالة كل ما يشوبه من مظاهر إرغام و تكلف للصيام هي السبب في كا ما نعيشه من مظاهر ترمضين سيكون أصحابها في غنى عنها لو قيل لهم أنتم في حل من أن تصوموا متى ما شئتم، و لن يكلف المجتمع نفوسكم وسعها..أما الله عز و جل فهو فهو في كل الأحوال غني عن تكلفكم الذي لا يبتغي وجهه الكريم
#عادل_كوننار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟