|
رحلة الأعيان بين واشنطن وطهران
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 09:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بتاريخ 19/1/ 2015زار وفد من محافظة الانبار واشنطن، وقابل أعضاؤه عددا من المسؤولين الأمريكيين طالبين منهم تسليح عشائر المحافظة بالسلاح للتصدي لداعش وتحرير المحافظة منهم. وبعد عودتهم رجحوا إنه بحلول نيسان المقبل، ستنتهي استعدادات الولايات المتحدة لبدء معركة تحرير الانبار وان واشنطن ستجهز ما يعادل فرقتين عسكريتين في المحافظة، بسلاح أقل مستوى من تجهيز الجيش وأعلى من تسليح الشرطة.
وبتاريخ 20/6/ 2015استقبلت طهران، وفداً من عشائر الأنبار ضم(14) شيخا من شيوخ عشائر المحافظة المناهضة لتنظيم داعش من الذين رفضوا زيارة الوفد السابق، وقال عضو الوفد الشيخ عاشور المحلاوي: إن الحكومة الإيرانية وافقت من جهتها على تزويدنا بالسلاح والعتاد بشكل مباشر وبموافقة الحكومة المركزية. وأعرب أعضاء الوفد عن شكرهم لإيران وامتنانهم لها.
اختلفت الروايات فيمن ترأس الوفد الأول الذي ضم عشرَ شخصيات رسمية وعشائرية، فهل هو محافظ الانبار صهيب الرواي، أو هو الشيخ أحمد أبو ريشه رئيس مؤتمر صحوة العراق؟ أما الوفد الثاني فقد ترأسه حسب ما أعلن عنه فهو الشيخ فيصل العسافي رئيس مجلس عشائر الأنبار المنتفضة ضد داعش.
وفي أثناء الزيارة أعلن الناطق الرسمي باسم مجلس المحافظة السيد عيد عماش:" ان حكومة الأنبار لا تعرف الوفد ومن يضم ولم يكن لنا اي تنسيق معهم" وبين عماش ان " الوفد الزائر لا يمثل حكومة الأنبار ونحن لا نعرف من الشخصيات التي ضمها الوفد “، مبينا ان " شيوخ عشائر الأنبار معروفة وهم 17 شيخا".
لقد تباينت الآراء حول زيارة الوفد الأخير، فقد استنكر الزيارة الشيخ رعد السليمان، قائلا: " ليس وفدا عشائريا، وأتحدى أيا من هؤلاء أن يقول إنه يمثل عشيرة من عشائر الأنبار الكريمة". وتابع "هذا الوفد لا يمثل الأنبار إطلاقا، والذين ذهبوا للاستجداء من طهران هم أسماء مرفوضة أصلا من قبل عشائر الأنبار ومسؤوليها". وأضاف السليمان: "إن كل من يذهب إلى إيران هو متآمر على العراق، ويريد الدمار للعراق، لذا فإننا نتبرأ من هؤلاء الذين يريدون أن يشوهوا الصورة الناصعة لعشائر الأنبار الكريمة".
وقال الشيخ الدكتور إسماعيل رديف، أحد شيوخ عشائر الأنبار:" إن عشائر الأنبار برمتها ترفض التدخل الإيراني في الشأن العراقي بشكل عام وفي شأن الأنبار بشكل خاص، حيث تعتبر عشائر الأنبار إيران عدوا يتربص لها على الدوام". وأضاف رديف "يلومنا البعض لماذا تطلبون المساعدة من الجانب الأميركي بينما ترفضونها من إيران وهي من الدول الإسلامية والجارة للعراق؟ فنجيبهم بأن أميركا هي دولة كبرى ولديها عهود واتفاقيات هي ملزمة بتطبيقها أمام الرأي العالمي، بينما إيران تتعامل معنا على أننا أعداء لها وهي كذلك بالنسبة لغالبية عشائر الأنبار، والحكومة العراقية أرسلت هؤلاء المنتفعين لكي يوصلوا رسالة إلى الولايات المتحدة بأن شيوخ الأنبار وعشائرها يقفون مع إيران في تدخلها في العراق".
بعد كل ما ذكرته في أعلاه، أود أن أبين ما يأتي:
1. لقد فشل الوفد الرسمي والعشائري الأول في تحقيق ما ذهب من أجله، حيث مضى على شهر(نيسان) شهران ولم يفِ المسؤولون الأمريكيون بما وعدوا الوفد به، فضلا عن قرار مجلس الشيوخ بإلغاء القانون الخاص بتسليح عشائر الأنبار والبيشمركة مباشرة وإنما يتم التسليح عن طريق الحكومة المركزية.
2. على وفق تصنيف مديرية شؤون العشائر في المحافظة يوجد ما يقرب من (24) عشيرة كبيرة وحوالي(60) عشيرة صغيرة. وبعملية حسابية بسيطة يتبين لنا بأن عدد شيوخ هذه العشائر المقر لهم رسميا بالمشيخة هو(84) اربعة وثمانون شيخا، فهل حقا ما قاله الناطق الرسمي باسم مجلس المحافظة بأنه لا يعرف أعضاء الوفد وأنهم ليسوا شيوخا ولا يمثلون المحافظة، وأن عدد شيوخ الأنبار هو (17) شيخا؟
3. وهل أن ما قاله الشيخ رعد العلي سليمان:" إن كل من يذهب إلى إيران هو متآمر على العراق، ويريد الدمار للعراق، لذا فإننا نتبرأ من هؤلاء الذين يريدون أن يشوهوا الصورة الناصعة لعشائر الأنبار الكريمة" صحيح ويمثل رأي الأغلبية من أبناء المحافظة؟
4. وهل أن ما قاله الشيخ الدكتور إسماعيل رديف:" يلومنا البعض لماذا تطلبون المساعدة من الجانب الأميركي بينما ترفضونها من إيران وهي من الدول الإسلامية والجارة للعراق؟ فنجيبهم بأن أميركا هي دولة كبرى ولديها عهود واتفاقيات هي ملزمة بتطبيقها أمام الرأي العالمي، بينما إيران تتعامل معنا على أننا أعداء لها وهي كذلك بالنسبة لغالبية عشائر الأنبار"، يمثل وجهة نظر صحيحة وهي ما تدعو اليه الأغلبية؟
الى متى نبقى ضائعين بين الشيوخ والمسؤولين؟ وهل حقاً أنهم يريدون الخير لنا؟ وهل هم جادون في السعي الى تحرير المحافظة؟ أو أنهم ينفذون ما يأمرون به؟ حقاُ إن لله في خلقه شؤون.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار صهيب الراوي؟
-
رحم الله أبا الطيب
-
زمن الزعاطيط
-
حوار وحساب
-
البغدادي بين الخان وبين مَنْ خان
-
كلمة وفاء الى الصديق يوسف فواز الهيتي
-
الدم هو الدم
-
الغُربان والبُوم في السياسة العراقية
-
الخطوط الحمراء
-
ابن الذين
-
هاكم شيلتي اطوني جفافيكم*** فرد فريخ يمعارچ لعب بيكم-
-
العشيرة العراقية وازدواجية الطائفة
-
إليحچي الصُد گ طاگيته منگوبه
-
عجيب أمور غريب قضية
-
من سيحل لغز (محمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث ) في عراق اليوم
...
-
كلنا مذنبون
-
تبَّتْ يدا داعش
-
من هو الشيخ.....؟
-
رفقا بالمرأة
-
الزَعِل
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|