مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 00:15
المحور:
الادب والفن
أتريدونني أن أتحدّث لكم عن سرّ سعادتي؟
سعادتي تكمن في وفاءه!
لا تحسدونني على ضحكي، وغنائي، فقد كنت بائسا مثلكم.
ما لا تعرفونه هو موعدكم القريب قد حان مع أيامكم لتصبح بهيجة مثل أيامي؛ لأنكم ستلتقون به.
ليتني أعيش ألف عام؛ لأبقى بقربه.
ويا ليتني عندما أموت، أبعث حيّا ألف مرة؛ ليجدّد معي صداقته.
هذه هي حكايتي التي ليست لها بداية؛ لأصل إلى نهايتها.
كن نفسك لمرة، ولا تكره ما أحبّ.
(97)
هاهو النداء الأخير ـ نداؤك ـ يملأ الوادي المقدس، ولم أتهيأ بعد. لم أتمكن من إضافة المقطع التالي من قصيدتي، وعليّ أن أجدل شعر ابنتي في الصباح قبل أن تحمل سلتها لقطف الزهور الموسمية، ولكن نداؤك الأخير لم يمهلني الوقت الكافي.
تركت كل شيء، وتبعتك حاملا بعض أغانيّ القديمة لتكون أنيس رحلتنا نحو المجهول الذي تعرفه.
(98)
أهرم مع الأيام، وتبقى صداقتك لي كعروس تجمّلت بألوان برّاقة في ليلة زفافها مع الزغاريد، والألحان.
لطالما تباهيت بصداقتك أمام الجموع. كلهم حسدوني، وأرادوا تفرقتنا، ولكنك كنت معي دوما رغم الألم، والدموع.
لا أهتم لأنانيتهم. ما دمت تبتسم لي بمرأى من الجميع. اليوم أيضا سينتهي، والعنادل ستكّف عن الغناء، ولكن صوت دفك سيعوض السكون المطبق على الليل.
(99)
الأربعاء القادم هو يوم عيد يا صديقي، بناتي سألنني: "كيف سيتعرف صديقك على بيتنا، وهو في مكان غريب، وتحيطه بيوت غريبة"، فابتسمت لهن ـ تلك البسمة التي أريتني إياها في أول لقاء لنا ـ ثم ضحكن معا، وتسابقنا جميعا إلى الحقل القريب نجلب باقات من الشقائق الدامية؛ لنعلقها على الباب علامة لك يا صديقي.
(100)
صديقي الرئيس! ألم تمض ألف سنة؟ تعال ثانية، واقرأ علينا نشيد الحياة من جديد. أنني أسمع هسيس خطواتك في كل مكان. الجهات الأربع تلهج بذكرك، وبيتي الطيني الخالي من المسرّة لن أغلق بابه؛ لأنه سيفيض بهجة ـ لا تدانيها أية بهجة أخرى في الدنيا ـ بخبر عن عودتك يا صديقي رئيس الملائكة.
أنتهى
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟