سليمان حنيف مسلم
الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 09:30
المحور:
الادب والفن
مشرد محتار
فجرٌ يقتل
تنطلق اصوات المأزن تصدع بالسماء
مدينة نائمة في حضن الظلام
وانا اطل عليها من نافذتي العالية
برودة الهواء ..الغيوم تسابق الألم
كل شيء حاضر أنا والحب
الشوق والوجع وحتى الأمل واقف أمامي في الهواء
وعندما تذكرت عدم وجودك
أقفلت نافذة الحياة على تلك المنازل
وحشرت نفسي بين أحشاء صوركِ
لأبكي بصمت
البكاء لم ينفعني
أريد اخراج ذلك الشيء
انه الاشتياق
ملئت صفحات بالحبر
ريد كتابته
أريد إخراج الشوق من رؤوس اصابعي
أريد ان يتجسد أمامي
لاضع في راس رصاصة
قبل ان يقتلني
ولكن بلا أي فائدة
ادخن
اسحب الدخان الى داخلي
أخرجه بعنف
لأنفخ اشلاء من الحنين الى الهواء
.............
ابن عمي مات في الحرب
أبي مازال مصرا على السفر
أنا فاشل مشرد
بعيد عن وطني مسافة ألف وسبعمة معركة
اتذكر الان كل شيء
وكل احزاني
ولا ابكي سوا على غيابكِ
.........
الذاكرة حقائب لاتنتهي
الحب عطر ملئ جيوبنا الانفية والجسدية
الشوق شيطان بوجهين
الألم هو عدم لقائك ثانية
الأمل كهذا الصباح ضوء من خلف الغيوم
برودة مثالية عصفور يغرد لشريكه
الحنين هو صوت فيروز
الحزن شيئا مرٌّ كالقهوة التي احتسيها
الغضب كدخان السيجارة
لا تستطيع الامساك به
أما هو يخنق بسهولة
الملل لا اشعر به الان
الفرح ساحس به يوم لقائكِ
اترين كتبتك لكي كل شيء
ولا اعرف كيف اكتب حيرتي
*************************
بشعٌ انا
ابي الذي يحبني
يلعن الساعة التي ولدت فيها
عندما يشاهد ابتسامتي البشعة
امي
اراها تبكي بصمت كل يوم
اعرف انه ليس من اجل اولاد اخيها اليتام
بل تبكي على بشاعتي
أسودٌ
عندما ألقي بنظري الى السماء ليلا
كل ظلمة الليل تخاف من سواد وجهي
وترتمي بحضنك خوفا
..........
أعرف من أنا
أنا هو الشخص الذي يحبك
الذي ينتظرك ويعرف
أنه ينتظر العدم
أنا...أنا الذي يشتاق الي بيته
انا الذي يتذكر كيف كان رأسه يلوح
في تلك الحافلة التي كانت تقله الي بيته في الشمال
اعرف اني فاشل
لا اتذكر كم غرفة بنيت على سقف أمالك
وكم مستقبل انشأته في احلامك
ولكني الان اتذكر واعرف شيئا واحدا
انك غائبة وأنا وحيد
#سليمان_حنيف_مسلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟