أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - سيكولوجيا العنف(3)














المزيد.....

سيكولوجيا العنف(3)


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 09:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سيكولوجيا العنف(3)
كولن ويلسن
مراجعة الكتاب: خليل الشيخة

- سلوك الفرد ضمن المجوعات والبيئة:
أخلت احدى الحكومات الافريقية قرية كانت فيها قبيلة تعيش بوفرة الغذاء والماء، ثم نقلتهم إلى مكان شحيح الموارد، فتغيرت سلوكياتهم، بينما كانوا يحبون أطفالهم ويحنون عليهم، بدأوا بالإهمال لهؤلاء الأطفال، فقد تركوا بعضهم يموتون جوعاً وجلست ام تراقب طفلها يقترب من النار المشتعلة دون أن تقوم وترعاه. أما الهنود الحمر، فعندما تشح الحياة عليهم يقبل المسنون على قتل أنفسهم ثم يلي ذلك الاطفال والنساء. أما من ناحية الاستراليون، فهم يقومون عند شح الموارد بقتل أطفالهم بنسبة 15 إلى 50% (ص-78). إضافة إلى كل هذا، نرى أن التزاحم في المدن يخلق توتر وعنف وجرائم بين الناس حيث يتحول الغضب إلى قسوة ووحشية، حتى أن الغزلان تنمو عندها خاصية العدوانية في بيئة ضيقة (ص-90).
- العنف والسادية:
يعاني الانسان العنيف من الفشل، وهو حتى لو انجز نجاحاً، يظل يشعر بالدونية. تتشكل المشكلة في الانسان العنيف بأنه يعاني من نقص السيطرة على انفعالاته. قد يرتبط العنف بالسادية، فمثلا كانت أم الكاتب الروسي (تورغنيف) تجلد أقنانها كعقاب حتى الموت (ص-107). يقول أدلر أنه عندما يصيب جسم الانسان خلل في احد اعضاءه، يرسل اشارات غير واعيه بخصوص المشكلة وهذا يشعر المصاب بعقدة الدونية، وهذا الشعور بالدونية قد ينتهي بسلوك عنيف. ويخبرنا التاريخ أن أغلب الحكام العنيفين من أمثال اسكندر المقدوني وستالين وهتلر انتهوا كمرضى نفسيين أو ماتوا منتحرين (ص-112).


تدمير الذات:
قد يلجأ الانسان العنيف إلى تدمير حياته وذاته من خلال جرائمه. فقد روى الكاتب الروسي مكسيم غوركي عن شخص يعمل عتال على طنبر.شاهد مرة لص يسرق بعضاً من السكر منه، فأمسك به وضربه بيده فأرداه قتيلاً. وبعد أن خرج من السجن جرى خلاف بينه وبين فتاة، ضربها بخشبة فقتلها. واستمر الاجرام عنده، ولما خرج من السجن ثانية، عمل عند رجل، فجرى خلاف مرة ثانية، فضربه بيده فأرداه قتيلاً، ثم انتحر . لقد فقد الاحساس بضرورة وجوده (ص-130). يبدو أن المشكلة الاساسية عند المجرم هي في انقسام الذات عنده. والذات المنقسمة موجودة عندنا منذ الولادة. وكلما نما الانسان، ينمو معه التوافق والتواءم مع البيئة، فيختزل مواقف في ذاكرته، حيث يستحضرها في تعرضه لأي مشكلة دون تفكير.
- المجرم كارل بنزرام:
قتل هذا المجرم الامريكي (Carl Panzram)حوالي 20 شخصاً قبل أن يعدم. ولد في عام 1891 واعدمته الحكومة الفيدرالية عام 1930 بعد أن قتل شرطي السجن. فقد شبا في ولاية منسصوتا لعائلة فقيرة مهاجرة من المانيا.كانت أمه تضربه، فهرب من البيت بعد أن سرق محتويات حيرانه، ثم تعرض للاغتصاب في طفولته مما ولد كل هذا الشقاء لشخصيتة المجرمة العنيفة. تعرف في سجنه على شرطي يهودي اسمه هنري لسر، وكان هذا الشرطي متعاطف معه بسبب ذكائه. فقد اعطاءه أوراق وقلم كي يكتب مذكراته، ففوجئ باسلوبه الادبي الرفيع والبوح عن أدق الجرائم التي ارتكب. فقد اغتصب أكثر من 100 رجل، وهذا ليس من باب المثلية، بل انتقاماً لطفولته. تعرض هذا المجرم مرتين لاختبار وفشل في كلتيهما. الأول بعد أن طردت إدارة السجن الضابط المدير، وعينت عوضاً عنه ضابط آخر كان يحمل في ذهنه مشروع اصلاحي للسجناء. فقد أرسل وراء كارل واخبره أنه بأستطاعته أن يذهب خارج السجن لكن عليه أن يعود إلى نزانته في المساء، وكادت أن تنجح التجربة لولا أنه هرب مرة والقي القبض عليه، وشعر بالندم لأنه خان ثقة الضابط، أما الحالة الأخرى، فهي عندما أرسل لسر دولار إلى الزنزانة واحس بصداقته، فدخل لسر مرة إلى الزنزانة يتفحص قضبان النافذة، فأدار ظهره، فغضب وقال لليسر: أياك أن تعطيني ظهرك ثانية لأنني لا أريد قتلك. هذا يثبت أنه كلما حاولت الذات السوية أن تظهر تهجم عليها الذات الآخرى كي تسحقها (ص-133). هناك جملة هندوسية كتبت على المعبد أن (العقل ذابح الواقع) أي حالتنا الذهنية الداخلية هي التي تعزلنا عن الواقع. ونرى هنا أن مأساة بنزرام ليست في كونه مرفوضاً للمجتمع ، بل بأنه كان محاصرا داخل حالة من الايمائية السلبية حتى أصبح يعجز عن إدراك بأنه بشر (ص-138 ).
-------------------------------
- The criminal history of mankind, Colin Wilson, Mercury books, 2005,London1
-2 التاريخ الإجرامي للجنس البشري- الجزء الأول – سيكلوجيا العنف- الدكتور رفعت السيد علي 2001



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا العنف(2)
- سيكلوجيا العنف (1)
- الأزمة
- المبعدون - قصة قصيرة
- مقاومة - قصة قصيرة
- الاخوة الاعداء - قصة قصيرة
- تخيلات عائمة - قصة قصيرة
- شالوم - قصة قصيرة
- غابة التخلف -قصة قصيرة
- حفار القبور
- الثأر والبندقية - قصة قصيرة
- الزنزانة
- مدن غير مرئية
- بداية مجلة المهجر الثقافي
- المصنع
- إصدار جديد - ومضة ضمير
- بحيرة قطينة-قصة قصيرة
- جمعيات غير تعاونية - قصة قصيرة
- رغيف خبز - قصة قصيرة
- الجذور الأولية للرق والاخلاق


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - سيكولوجيا العنف(3)