أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هفال عارف برواري - دراسة قضية الإسراء والعروج [قرآنياً-علمياً]















المزيد.....



دراسة قضية الإسراء والعروج [قرآنياً-علمياً]


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 18:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الجـــزء الأول :
الإســـــراء:

بداية درج الخطأ اللغوي في تسمية هذه الحادثة العظيمة بتسميتها ( الإسراء والمعراج ) فالإسراء تعبيرعن الفعل الذي حدث عندما أُسريَ النبي المرسل من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى أما كلمة المسرى فتعني المكان الذي أُسريَ منه , اما المعراج فتدل على المكان الذي عُرِجَ منه النبي الى السماوات أما (العروج) فتعني الفعل الذي حدث وهو عروجهُ الى هذه الرحلة العجيبة ..
لذى فالأصح أن يقال بـ ( الإسراء والعروج ) أو ( المسرى والمعراج ) ..

المــقـــدمـــــــــــــة

مما لا شك فيه أن هذه الحادثة تعتبر من أهم الأحداث التي حدثت في حياة النبي واغلب العلماء درجَ هذه الحادثة بالمعجزات التي عجزت عنها العقول والقوانيين الكونية ولكن هناك من قال أن هذه قد تكون ضمن القوانين الكونية التي قد يصل اليها البشر في يوم من الأيام ؟ وهي صراحة آيات ربانية كما أخبرنا بها القرآن في قوله في سورة الإسراء ( لِنُريَهُ من آياتنا ) وفي سورة النجم ( لقد رأى من آيات ربه الكُبرى )
كون أن معجزات الأنبياء كانت لرؤية أقوامهم ماهو يعجز عنه الإنسان وإنها خروقات لنواميس الكون لكي يدركوا قدرة الله الذي أرسل الرسل لكي يعَرِّفوا الناس برب الناس والعبد بالمعبود والمخلوق بالخالق , أما هذه الآيات فكانت خاصة بالنبي ولم يرى أي من البشر هذه الحادثة العظيمة ,,,,إذاً هي:
- آيات ربانية وإراءات إلهية لشخصية النبي المختار.
- وهي أيضاً إبتلاءات ربانية في ذاك الزمان لتحميص المسلمين وغربلتهم حيث أنهم سيكونون مقبلون على تأسيس أُمة إسلامية ومعرفة الصادقين المخلصين ضرورية لهذه الدعوة التي سيتم بناء أركان هذه الأُمة على أكتافهم لذلك حدثت هذه الرحلة بين مرحلتين [ المرحلة المكية والمرحلة المدنية والهجرة إليها].
- وهو إبتلاء للمسلمين في كل زمان لكي يتبين الجاحد من المؤمن أو المؤمن الذي لايتحرك ساكناً من المؤمن الباحث المتنقب والذي يمتلك النزعة الإبراهيمية في البحث عندما قال لربه ( ربِّ أرني كيف تُحيي الموتى ؟؟) رغم إيمانه ....
- وهي حادثة لمعرفة قيمة إقـــامــة الصــلاة الذي ضيّعها أغلب المسلمين والذي أفردها الله ضمن العبادات التكليفية المباشرة من الله عند مقام لم يبلغه أحد من السابقين أو اللاحقين ودون وجود أمين الوحي وسفيرها جبريل عليه السلام ؟

الحـــــــــــــادثـــــــــــــة :

مما لاشك فيه أن هذه الحادثة العجيبة حدثت بعد سلسلة أحداث وهو أن الدعوة النبوية للرسالة الخالدة وصلت الى طريق مسدود في مكة وأن سادات قريش قد نفذ صبرهم وبدأوا في مساومة أبو طالب سيد بني هاشم في السنة السابعة من البعثة وأن يقوم بنو هاشم بتسليم النبي محمد إليهم مقابل مايريده من طلب وهم بدورهم يقومون بقتله والقضاء على رسالته نهائياً , والجدير بالذكر ان العرب لم يكونوا يتحملون من يُنَغِّصَ عليهم حياتهم وعيشهم في كل هذه السنين والسبب هو أن مكة كانت مدينة تجارية والمدن التجارية غالباً ما تنتشر فيها المدنية وتقبل رأي الآخر ..
المهم بعد أن فشلوا في إقناع سيد بنو هاشم قاموا بإجراءات إقصائية لبنو هاشم وحصارهم في شُعَبُ بني طالب ومنعهم من التجارة والبيع والشراء والخروج وإستمر هذا الحصار الجائر والغريب على أعراف العرب مايقارب الثلاثة سنوات حيث تم فك هذا الحصار لاسباب من ضمنها أن بعض سادات قريش ومنهم ( مطعم بن عدي) حيث أن شيمهم وأخلاقياتهم لم تتحمل هذه العقوبة التي كانت عاراً عليهم يتحدث عنه القريب والبعيد من القبائل العربية ....
طبعاً تزامن مع فك الحصار موت سيد بنو هاشم وزوجة النبي ( خديجة ) اللذان كانا سنداً ومنعة من سادات قريش وعلم النبي أن بقاءه في البيئة المكية غير ممكنة إطلاقاً وأن دعوته وصلت الى طريق مسدود وآن له التفكيرفي إيجاد ملاذ آمن وبيئة يمكنه أن يحول دعوته الى الى منطقة آمنة لكي يؤسس أركان أمته التي ستقوم على أكتافها تبليغ الرسالة للعالمين ....
ففكر في الطائف التي كانت تسكنها قبيلة ثقيف الواقعة في جنوب شرق مكة المكرمة وكانت على تنافس مع مكة والتي كانت لها أطماع في تغيير مركز التجارة من مكة الى الطائف وكانت تريد أن تكون لآلهتها الكبيرة ( اللات ) مكانة أكبر من الكعبة والأصنام المشهورة فيها أمثال ( هُبل )وغيرها من الأصنام التي كانت لها رمزيتها عند العرب
طبعاً كان يترأس بنو ثقيب ( عروة بن مسعود الثقفي ) ولم يستجب أحد من أهل الطائف لدعوة النبي وللعلم كانت مدينة الطائف مدينة سياحية يصطاف عندها أخوالهم من القرشيين ومن هنا يتبين السبب في كون المدن السياحة والتي تعيش في رفاهية مفرطة لا تنتشر فيها الأفكار والرسالات ؟
وعند رجوع النبي الى مكة بعد أجـــاره ( مطعم بن عدي )له وهي عادة عربية تشبه الى حد كبير بمصطلح اللجوء السياسي ؟ حيث يكون ضمن حماية هذا المستأجر الذي يذود في الدفاع عنه حتى الموت دونه عندما يقبل الإجارة !
حينها تمتع النبي بحرية الحركة في مكة ,,,وفي ليلة من الليالي حدثت هذه الحادثة العجيبة والرحلة الملكوتية -الذي أختلف الروات في تحديد هذا اليوم -لكي يُريه الله من آياته ويتم له الإراءات حتى أتم الإراءات ووصل الى أن رأى من آيات ربه الكبرى !!
لكي يُعَلِّم نبيه المختار أن له مقاماً كبيراً عند الله وأن له شئناً عظيماً ولكي يلهمه التثبيت والتمكين وعين اليقين بحقيقة الأمور ....
طبعاً بلغ المقام المحمدي مبلغاَ لم يبلغه كافة الأنبياء فهو لم يطلب الاراءات كما فعله إبراهيم عليه السلام عندما قال ( رَبِّ أرني كيف تحيي الموتى ) لكي يكتمل له الإيمان اليقيني فهو يمثل أُمة ,,,ولم يطلب كما طلب موسى عليه السلام برؤية الله عندما قال ( رَبِّ أرني أنظر إليك ؟) ,,,بل قد قال الله لنبيه محمد ( لِنُريَهُ من آياتنا ) دون أن يطلب هو ذلك ....وهذه منقبة يجب ان نلفت إليها بدقة ............

***** ******* ********
طبعاً لن ندخل في الكم الهائل للمرويات التي تحدثت هذه الحادثة وكيف إخترقتها الإسرائيليات والأساطير الفارسية ؟ ولانريد التعمق فيها ونرجعها لأهل الإختصاص كي يقوموا بغربلة الصحيح من الخطء ,, لذلك نركز على البيان القرآني لهذه الحادثتين وبعض المرويات الصحيحة عنها

سورة الإسراء أو سبحان :

من المعلوم الإسراء هي سورة قرآنية وعند البعض هي سورة سبحان وعند البعض الآخر هي سورة بنو إسرائيل بينت أن حادثة الإسراء قد تمت بالفعل وأن النبي قد أُسريَ جسداً وروحاً وليس كما رَوَّجه البعض على أنه سافر روحاً دون جسد ولو كان كذلك لما كانت لهذه الحادثة لها من معنى ,ولما كانت لها تلك المكانة العظيمة في نفسية النبي ونفسية المؤمنين , ولما حدثت مناقشات حادة بين قريش والنبي , ولما تخلّى بعض ضعفاء المسلمين عن الإسلام , ولما لُقِّبَ أبوبكر الصديق بالصديق كونه صدَّق بهذه الحادثة العظيمة دون ان يسأل عن تفاصيلها , ولما ألَحَّتْ أُم هانيء النبي على أن لايخبر قريش بتلك الحادثة لكي لايستهزؤا به لكنه أصَّر على التبليغ بهذه الحادثة التي أخترق فيها عن طريق أمين الوحي نواميس الكون وفي زمن قصير بحيث أنه ترك فراشه الدافيء ليعبر الزمان والمكان ويصل الى فراشه في نفس الليلة وفراشه مازال دافأً أي كانت رحلة مخترقة للزمن !!
لذلك لاغرابة أن تجد أن سورة الإسراء سبقتها سورة النحل وقد بيّن القرآن فيها ( واصبر وماصبرك إلا بالله ) ؟ وسبقت سورة النجم لبيان عروج النبي سورة الطور وقد بيّن فيها القرآن في قوله ( واصبر لحكم ربك فأنك بأعيُننا ) ؟ أي كلتا الحادثتين قد سبقتها كلمة الصبر لكي يتأهب الى الردود المجحفة وغير المنطقية أو الاستهزاء والاستخفاف بهذه الحادثة الملكوتية .....ويجدربنا ذكره أن في هذه الرحلة هناك مروية قد تبنا عليها معلومة علمية تعجيزية للعصر الحالي وهو ما رواه مسلم في صحيحه عندما قال :
(مشينا قرب بحر من الهواء الأخضر فسألت ما هذا يا جبريل؟ فقال: لولا هذا البحر من الهواء لاحترقت الارض بمن فيها) و لا شك أنها إشارة الى طبقة الاينوسفير التي تحيط بالأرض وهي طبقة رقيقة جدا , وغاز الاوزون لونه أخضر وهو غاز خانق جداً لذلك أكد الرواية انه أقترب منها ولم يخترقها لأنه خانق ؟

المهم فإن رحلة الإسراء تختلف عن رحلة العروج التي تبنى عليها نظريات فيزيائية كونها مرتبطة بالكون والسماوات ....


بدأت سورة الإســراء بحادثة الإسراء مباشرةً
في قوله تعالى( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )

* ونلاحظ أن الآية بدأت بإسم المصدر ( سبحان ) وقد إنتسب مصدر التسبيح لذاته كون أن البشرمهما سبَّحوهُ ونزَّهوه فإنهم لا يوفون التسبيح له في قضية فلكية وخارقة لنواميس الكون كذلك لكي يثبت أن الفاعل في هذه الرحلة هو الله فحَّول التسبيح لذاته وقدرته غير المتناهية والذي لاحدود لقدرته ...

******** ********* ******* ******

*أما كلمة ( أسرى ) فتعني عند العرب السفر ليلاً وهناك فرق بين كلمة( أسرى ) و( سرى) فأسرى تعني أن السفر في بداية الليل وسرى أي أن السفر في نهاية الليل
وهنا يتبين بدقة أن السفر هو في بداية الليل وهو كذلك .....
******* ****** ******** *********

* أما تدعيم الجملة بكلمة ( ليــلاً ) فهو :
1- للتأكيد .. أن السفر قد أبتدأ ليلاً وإنتهى ليلاً لكي لا يظن أن السفر قد أسري ليلاً لكن قد يدوم أكثر من يوم ؟
2- للتنكير .. فعند القراءة نمر على كلمة ليلاً بشكل خاطف والقاريء يدرك ذلك وهي دلالة أن الرحلة كانت خاطفة وتمت بزمن قصير جداً ؟
3- لإثبات دلالة وحقيقة علمية ؟ فلولم تكن كلمة ليلاً موجودة في القرآن لأمكن لعلماء الفلك والفيزياء أن يبينوا الخلل في الرحلة كون أن أصل الكون قد أثبت علمياً أنه الظلام ولاوجود للنهار في الكون إلا في الأرض ؟وأن العلماءعندما أخترقوا الغلاف الجوي لأول مرة وجدوا أن الكون كله عبارة عن ظلام !! وأن أصل الكون هو الظلام وأن النهار الذي نراه هي نعمة ربانية تنتج نتيجة الإنعكاسات الضوئية من إشعاعات الشمس الساقط على الغلاف الجوي الذي يقوم بدوره في تشتيت الضوء عن طريق قطرات المياه وكذلك المشتتات الموجودة داخل الغلاف الجوي من ذرات الغبار وماالى ذلك بحيث يجعل الضوء ينعكس على الأجسام ومنها الى العين فيمكننا بذلك أن نرى الأشياء بوضوح ونستمتع بنعمة النهار ولولا المشتتات الموجودة لكان الظلام يخنقنا في وضح النهار!! كما هو حال الكون حيث وجود نجوم وكواكب شمسية تشع منها النور ومع ذلك الظلام دامس في الكون ومن هنا يتبين بوضوح تام أن القرآن من عند الله لأنه لم يكن يعلم أحد من البشر أن الليل يغشي الكون كله إلا الله القائل في كتابه (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا . وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا . وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) فمن كان يعلم أن الليل يغشي الكون !! كذلك في سورة النازعات (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) فهي مسألة فيزيائية لم يعلمها إلا الفيزيائيين في الآونة الأخيرة ؟

****** ****** ****** ******
* أما الكلمة التي سبقت كلمة ليلاَ فهي كلمة ( عـــبــده ) فقد جاءت هذه الكلمة :

1- لكي لايتغرر المسلمون بهذا الحدث العظيم فيقومون بإنزال النبي منزلة أعظم من منزلته الإنسانية لأنه وصل الى مقام لم يصل اليه أحد من العالمين فيقومون بتقديسه كما فعل النصارى بعيسى بن مريم ؟ فجاءت كلمة عبده لتدل على أن الفاعل هو الله وأنه هو الذي أنزل عبده هذه المنزلة العظيمة
2- لكي لايتحجج الجاحدون المتأسلمون وينكرون هذا الحدث عقلياً وكأنهم يمنون على الله إسلامهم والصحيح أن الله هو الذي قد مَنَّ عليهم أن هداهم للإيمان ؟ فبين المولى عزوجل أن الفاعل والقادر المقتدر هو الله وأن نبيه هو المفعول به وهو الذي أنزله هذا المنزلة .....
3- كلمة (عبده ) يدل بشكل قطعي أن النبي قد سافر في هذه الرحلة العظيمة قلباً وقالباً ,روحاً وجسداً , وبهذا تمت كلمة ربك صدقاً وعدلا .
4- إطلاق كلمة ( عـــبــده ) دون ذكر إسمه هو لقب تشريفي وتكريمي من قبل الله الى النبي محمد فهو الوحيد المستحق بهذا اللقب العظيم لأنه الوحيد الذي أكمل معنى العبودية التامة على أكمل وجه فهو سيد العُبّاد ؟ فقد عاش عبداً لله حسب مُراد الله ووصل الى كما العبودي فهو بدون شك [ الإنسان الكامل ] ولن يكون الإنسان كاملاً إلا أن يكون عبداً لله بصدق !
فلا غرابة أن يذكر الله نبيه محمداً في كل مرة بكلمة (عبده ) المجرد من اسمه
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا) سورة الكهف
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)سورة الفرقان
(فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) سورةالنجم
(هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) سورةالحديد
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) سورة زمر
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) سورةالإسراء
فأصل الإنسان هو ذاته المجرد من كل صفة دنيوية بل حتى أن أول شيء يرتبط بذاته وهو في الأصل ليس من ذاته هو أسمه الذي ربط بذاته من قبل غيره ؟ لذلك فالذات المحمدية وصل الى مقام أن تم وسامه بصفة العبد من قبل الله المجرد حتى من إسمه فهو أعبد الناس حسب مراد الله لعباده
وقد ذكر مرة واحدة نبي من أنبياء بصفة العبد لكن المرتبط باسمه
(ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) سورة مريم
وشتان بينهما في المرتبة .
وكما قال احمد شوقي : وقيل كل نبي عند مرتبة ويامحمد هذا العرش فاستلمِ
***** ***** ****** ******

* أما تكملة الآية في قوله ( من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) فتحتاج الى بعض التفصيل :

1- من المعلوم أن قضية الإسراء تفيد التصريح وقضية المعراج في سورة النجم تفيد التلميح لذلك تجد في السيرة أن القرشيون قد ناقشوا النبي في الإسراء لكنهم لم يناقشوه في العروج كونهم لم يستوعبوا قضية العروج لأن محلها السماء وهي كانت خارج مدركاتهم مع انها الأهم من حيث الإثبات لذلك جاءت بالتلميح لها .....أما الإسراء فهي حادثة محلها الأرض مجاءت بالتصريح والبيان بالانتقال من مكان معلوم الى مكان معلوم أي المسجد الحرام والمسجد الأقصى فكانت هذه الرحلة محل المناقشة والإثبات .
2- هو بيان إلهي بقيمة مكانيين مقدسين وأهميتهما العظمى الى يوم الدين وأن قيمتهما في المكان لا في البنيان ؟
3- وهو إيوان الى عودة المسجد الحرام لمركز القبلة العالمية للناس أجمعين لذلك جاءت الدعوة الإلهية فهو أول بيت وضع للناس كل الناس بما فيهم آدم لأنه من الناس أي هو لم يقم ببناءها والذي بناها هو غير الناس ملائكة كانوا أم الله عزوجل كما بيَّنه قوله تعالى (إ نَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ) آل عمران
لذلك فهو مسجد من اللحظة الأولى ,, أما النبي إبراهيم فهو الذي رفع البيت من قواعدها التي كانت اصلاً موجودة .....
4- وهو تصريح أن النبي هو الموكل بأخذ أمانة ميراث الأنبياء كلهم عندما بيّن رحلته أنها من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ومن ثم العروج به لأهمية ومكانة الأقصى ومن حولها فهي مباركة برسالات الأنبياء ومن هذا المكان المبارك تم اللقاء الخالد في عالم اللازمن من قبل كل الأنبياء في المسجد الأقصى وقد أحتفلوا هناك بقدوم النبي محمد واستقبلوا خاتم الأنبياء هناك فهم أولاد عَلاّت أُمهاتهم شتى ودينهم واحد كما بيَنتها الروايات وأنهم إخوة وأن رسالتهم واحدة نابعة من مصدر واحد وهو الله عزوجل ومضمون الرسالة هو تحقيق وحدانية الله في الوجود .
5- وأن قدوم الأنبياء والتجمع في هذا المكان واللقاء بالنبي الخاتم لكي يأمهم في صلاة إبراهيمية حيث لم تفرض بعد الصلاة ,,هي إشارة أنه سيحيي الشعائر الإبراهيمية الحنيفية السمحة وهو قد أصبح صاحب البيت وأن تلك الأرض غير مرتبط بأعراق وإثنيات وقوميات مختلفة وأن الانبياء كلهم البالغين أكثر من المائة ألف التي سرد قصص بعضهم في آيات بيّنات ومنهم من لم يقصصهم علينا الله كما ذكره لنا الموالى المتعال وهم أصحاب الرسالات الربانية والمكلفة بهداية البشرية جمعاء قد أعطوه مفاتيح المسجد الأقصى ومن حولها إليه وأنها أصبحت أمانة في رقاب أُمته الوليدة التي ستُلقى على عاتقها مهمة الحفاظ على الاماكن التي باركها الله والمساجد الإلهية في الأرض ومنها ستشع رسالة التوحيد للعالمين لذلك شّرفها الله بمقام الأُمة التي ستشهد على كل الأُمم ويكون الرسول عليهم شهيداً يوم القيامة ؟
فلا غرابة عندما نرى أن الأقصى كان الشغل الشاغل للأُمة عبر الزمان ومازال ذاكرة الأُمة شاهدة على فتوحات العهدة والوثيقة العُمَرية والتحريرات الإيوبية للناصر صلاح الدين ويحفظها الذاكرة , وأن هذه الأماكن تعتبر وحدة قياسية تقاس بها مكانة وقيمة هذه الأُمة بين الأُمة في مدى حفاظها على هذه الأمانة الإلهية ؟ ومن هذين المكانيين يتم تحقيق السلم العالمي ,,, والإستقرار العالمي يعتمد على إستقرارهما !

6- وكما بيَّنّا أن العبرة في المكان لا في وجود المسجد ؟ فالمسجد الأقصى في حادثة الإسراء لم يكن له وجود حينها والنبي قد عبر الزمان والمكان من ماضي وحاضر ومستقبل محدد ضمن نواميس الكون ! ومن المعلوم أن المكان قد تم بناءه من قبل النبي سليمان عام 960 ق.م وهو الهيكل الأول له ثم جاء نبوخذ نصَّر البابلي ليُدَّمِر الهيكل ويحرقه ويقوم بسبي اليهود وقتلهم وترحيلهم الى بابل (العراق حالياً)ثم جاء الفرس ليسقطوا المملكة البابلية ويعيدوا اليهود ويساعدهم في بناء الهيكل الثاني عام 515 ق.م [ فلا غرابة أن نرى العلاقات الوثيقة بين الفرس واليهود حتى الآن ؟]وقام بتوسعته ملك اليهود هيرودوس الأدومي ,,, ثم لما سيطر الروم على المنطقة حدثت ثروات متلاحقة من قبل اليهود على الروم مما أقدم الجنرال الروماني تيتوس بتدمير الهيكل مع أورشليم عام 70 ميلادي ثم تم تسمية المدينة التي تسكنها المسجد الأقصى بـ( إيلياء ) نسبة الى الإمبراطور الروماني إيليانوس هادريانوس الذي سحق الثورة اليهودية الثالثة ,,,ثم بعد ذلك قرر الإمبراطورية الرومانية أن يبقى مكان المسجد الأقصى في المدينة خاوياً ومنعوا اليهود من دخولها إلا يوماً واحداً في السنة يبكون على أطلالها ..
فالعبرة بالمكان لا في المبنى وسيبقى المكان ملتقى أنظار الرسالة الخالدة ولو تم تدمير مبنى المسجد الأقصى الحالي من قبل الصهيونية كون أن المسجد الأقصى مرسوم ومحفور ومَبنيٌّ في آيات الرسالة الخالدة ؟
فهي أولى القبليتين ومهبط الوحي وأرض الأنبياء ومكان إلتقاءهم ومسرى النبي الخاتم ومنه يتم العروج الى ملكوت السماوات .....

7- وهي بيان على قيمة القبلة وأن القبلة الأصلية كما قلنا هي الكعبة المشرفة وأن تحويلها من قبلة الأقصى سيتم لامحالة فهي قبلة مؤقتة وأن ختم النبوة يقتضي معها ختم القبلة الى المسجد الحرام الى يوم الدين ولكن حتى يتم تفريغ الكعبة من الأصنام ولكي لايشيع العرب أن المسلمون يسجدون للإصنام التي هي داخل الكعبة وهم مازالوا في مكة ......
وهناك من يرى أن المسلمون في مكة كانوا يتوجهون الى الكعبة بوقوفهم جنوب الكعبة وحيث ان المسجد الأقصى يقع الى شمال الكعبة لذلك فكان المسلمون يتوجهون الى الكعبة والى المسجد الأقصى في آن واحد ؟ لكن عندما هاجروا الى المدينة الواقعة شمال مكة فهنا جعل المسلمون في حيرة فكيف سيتوجهون الى المسجد الأقصى الواقع شمال المدينة والكعبة المشرفة تقع في جنوب المدينة أي تقع وراءهم عندما يتوجهون الى المسجد الأقصى وهنا كان الأمر الإلهي بالتوجه شَطْر المسجد الحرام ......

8- وأخيراً هو توجه رباني الى قيمة المســاجد فلا يجوز أن يدعوا مع الله فيها أحدا وأن يخضع لأحد من غير الله ويجب ان يكون مكان رحيلنا وترحالنا والإسراء إليها,,, ومن هناك نستشعر قيمة الصــــلاة فهو معراج كل مسلم لكي يعرج الى ملكوت السماوات وفيها يتم له الإراءات الربانية ويتوجه بعروجه الى خالقه ومعبوده.

***** ****** ***** ******

* نأتي الى كلمة ( لِنُريَه من آياتنا )
ومن هذه الكلمات يتبين أن الله تعالى هو الذي أراد بمشيئته أن يُريَ نبيه الإراءات الملكوتية ويتبين من خلالها مقام الرفعة الإيمانية التي تميز بها النبي محمد بينما نجد أن أرفع الأنبياء شئناً مثل النبي إبراهيم الذي وصل الى مقام الخُلّة قد طلب من الله الإراءات بعد أن أراه بعض الإراءات بينما نجد أن النبي موسى قد طلب هو أيضاً رؤية الله ؟ وهو في مقام التكليم الإلهي ومقام التذليل والإنبساط له سبحانه وتعالى .
لكن حدث إختلاف من قبل الصحابة أنفسهم في هذه الإراءات وهل أن النبي قد رأى الله ؟؟ وهنا تم فتح هذا الباب على مصراعيه في رؤية الله ومن ثم تجسيد الإله ومادام هو يُرى فمعنى ذلك هو مجسد وأن هناك أمكنة وحيّز لايشغله هو لأن الرؤية تقتضي التجسيم لذلك صَّرحت السيدة عائشة عندما سألت أن هناك من يقول ان النبي قد رأى الله فقالت بما معناه لقد قفَّ شعري مما قلت لقد كذب على من قال ذلك وفي رواية أُخرى بمامعناه أنه قد أفرى الفرى من قال أن محمداً رأى ربه [والكذب أي بمعنى أخطء حتى نفهم المصطلحات الدارجة آنذاك ] وقالت إن الله لا يُرى وذكرت الآية القرآنية (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )سورةالأنعام
لذلك تجد أن أحد أئمة التفسير( مجاهد بن جبر ) وهوتلميذ أبن عباس الذي نقل مروية يقول فيها أن النبي رأى الله لكنه خالف أستاذه وبيّن أن الله لايُرى حتى في يوم القيامة بنفس دليل الآية آنفة الذكر كونه لايمكن إدراكه ....
وهو ماجعلنا نبحث عن هذه الحقيقة وهل ان الله يُرى ويُجَسَّد ؟,,,,,
سنعرف ذلك من قصة الباحث عن الله وهو إبراهيم عليه السلام وقصته في البحث عن الإله الحق .... فإبراهيم قد وصل بفطرته السليمة أن الله لايجسد لذلك كره منذ طفولته إله الآباء والأجداد المجسد لذلك صّرح منذ البداية في قوله تعالى (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عاكفون) سورةالأنبياء

لذى فرحلته في البحث عن الإله بدأ:
1- مرحلة الإعانة الإلهية على الإراءة والمعرفة
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ *فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ *فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورةالأنعام

هنا يتبين أن الله أراه الإراءات الفلكية والكونية لكي يثبت قلبه على ان لهذا الكون إله وكيف أن إبراهيم لا يحب إلهاً آفـلاً أي بمعنى غائباً ومتغيراً ؟ وبعد تعب في البحث عرَّفه الله بنفسه
والسؤال هنا هل سأل إبراهيم الله عزوجل لكي يراه ؟ هو لم يسأله لأنه يدرك أن الله لايُدرَك فلو كان يُدرَك لرآه من قبله من البشر من آدم ومن تبعه من الأنبياء ,,
لذلك تعرف هذه المرحلة بمرحلة الإعانة الإلهية له في قوله تعالى ( وكذلك نُري ) .

2- مرحلة الطلب الإبراهيمي من الله بإراءة كيفية إحياء الموتى ولم يطلب رؤية الله لأنه يدرك انه ليس كمثله شيء
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) سورةالبقرة

ومن هذه الآية يتبين أنه يريد الإيمان الكامل ولايريد نصف الإيمان فالإراءات تثبت القلب والحقيقة هو أن الله أطلق على لسانه منهجاً لكي ينتهجه لمعرفة البعث والتيقن منها عن طريق الإسوة الإيراهيمية (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ)سورةالممتحنة
وهو يمثل أُمة بعينها ( إنَّ إبراهيم كان أٌمَّة).

أما موسى عليه السلام فقد طلب رؤية الله ؟ فهو في مقام التكليم والإستئناس والإنبساط لله ....( ...قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) سورةالأعراف

فهو طلب الإستطاعة على الرؤية أي بمعنى [ رب اجعلني أراك بقدرتك ] فكان الرد مباشرة هو عدم الإستطاعة على الرؤية !

ونلاحظ صياغة الطلب عند الأنبياء تتسم بالأدب أما صياغة الطلب عند بنو اسرائيل فتتسم بقلة الأدب وقد ذكره الله في قوله (إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً..) سورة البقرة
ونلاحظ أن الطلب كان من موسى الرؤية وليس من الله !!
أما النبي محمد فلم يطلب بل الله قد أراه دون أن يطلب هو وهي إشارة الى الخيرية والإصطفاء البشري ....

لــكـــــن قــد يتبادر الى أذهاننا سؤال وهو كيف ان الله لايُرى والله يقول في كتابه العزيز عن أهل الجنة ( وجوهٌ يومئذٍ ناظرة الى رَبِّها ناظِرة) والجواب هو أن الإنسان في العالم الآخروي غير الإنسان في الدنيا وأنه سيكون له مواصفات خَلْقية مغايرة كما بيَّنه القرآن ( ...ثُم أنشأناه خَلْقاً آخر ..) ويجب العلم أن هناك فرق بين :
- النَظَر: هو التحديق والتقلب في حدق العين
- البصر : تعتبر حاسة الرؤية فهو إدراك رموز وإنعاكاسات يتم تحليلها من قبل العصب البصري وإنتقال أيعازات النظر الى الدماغ للتحليل .
- الرؤية : هي الصورة الحقيقية للمشاهدة بعد مرور المشهد بمراحل النظر والبصر .
لذلك نرى أن الله بيّن ذلك وقال ( فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) ؟
فقد لا يؤدي النظر الى الرؤية وعند الرؤية فبالتأكيد لاتعني أنه أدرك الشيء ؟؟....
والرؤية هي أول بدايات الإدارك فقط ...

ومن هذه الآيات والأحداث التي سنذكرها سيتضح مسألة الرؤية والإدراك أكثر
ففي قضية موسى مع فرعون وجنوده قال الله تعالى (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) سورة الشعراء
فمن مع موسى رأوا جنود فرعون أي تحققت لهم الرؤية وكذلك رأى الجمع الآخر أي جنود فرعون موسى ومن معه , لكن موسى عليه السلام قال بكل ثقة وزجرهم بقوله ( كلا ) وهي أداة زجر ,,أنهم لن يحققوا الإدراك ماداموا هو معهم ومعه ربه فالله لايُدرك وبالتالي فهم لايُدركون ؟؟
وكذلك في حادثة النبي محمد مع صديقه أبوبكر عندما كانوا في الغار وعندما خاف أبوبكر فيما لو أن احد المشكرين مال ببصره لرأوهما أي لم يصلوا الى إدراكهما حيث لم تتحقق الرؤية فقال النبي محمد بكل ثقة ( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) سورة التوبة
فما دام الله معهم فالرسول أدرك أنهم لن يدركو ماداموا مع الذي لايُدرك ؟
ومن هنا نفهم ردة فعل السيدة عائشة عندما قالت " لقَد قَفَّ شعري مما قلت ..." وذكرت الآية العظيمة لبيان نفي إدراك الله عزوجل فهي كانت تعني الإدراك لا الرؤية ؟وذكرت الآية( لاَّتُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
وكي نفهم الآية فعلينا تكملة الآية التي تليها وهو قوله تعالى (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)
فمعنى اللطيف : هو التصرف بدقة متناهية مع التلطف وهي عائدة الى مقطع الآية
( لاتدركه الأبصار ) فهو لطيف بنا عندما جعلنا لا ندركه ........
وأكَّدَ في المقطع الثاني بـ( وهو يدرك الأبصار ) على أن الله هو واجب الوجود وليس كما ندرجه على ألستنا أنه موجود وهذا خطء لغوي فالموجود دلالة على هناك من أوجده !!! لذلك الله واجب الوجود في كل زمان ومكان لذلك جاءت صفة الله (الخبير) لتوافق مقطع الآية ( وهو يدرك الأبصار ) ....وجاءت الآية التي تليها ( قد جاءكم بصائر من ربكم ..) لترد على قضية مهمة ألا وهي انه ليس شرطاً أن تدرك الله لكن المهم هو أن نبصره بالبصيرة وليس بالبصر ؟ فهناك فرق أيضاً بين البصر والبصيرة ؟؟فالأعمى مثلاً لايبصر لكنه يمتلك البصيرة بل نجد أن الأعمى له قوة حفظ أكبر من المبصر كونه محروم من البصر فلايشغل بصره عن بصيرته فيكون بالتالي بصيرته أقوى ,, والمهم هو أن نمتلك البصيرة التي نحس بها في أذهاننا وحواسنا ونستشعر بها ثم كانت تكملة الآية ( فمن أَبْصَرَ فلنفسهِ ومَنْ عَميَ فَعليها ) وأبْصَرَ هنا تعني القرآن
والقرآن هو الوحي الذي أرسله الله إلينا عن طريق أمين الوحي المكلف بتبليغ الرسالة الخاتمة وقد بيَّن هذا القرآن طرق إيصال الرسالة الإلهية وهي تكمن في الآية التالية (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ*وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة الشورى


نفهم من هذه الآية أن
1- الوحي :تعني هنا الإلهام فهناك وحي إلهام ووحي عن طريق رُسُلْ , والإلهام هو كما ألهم الله [ أم موسى ] في قذف إبنها موسى الى الماء وهو طفل , وكذلك الوحي المذكور الى النحل بأن يلهمها تلك الملكات
2- أو من وراء حجاب : كما هو حال النبي موسى عندما قال الله تعالى ( وكَلَّم الله موسى تكليما)
3- أو يرسل رسولا : هو جبريل عليه السلام لتوصيل أمانة الرسالة للرسل والانبياء
4- فيوحي بإذنه مايشاء إنه عليٌّ حكيم : يقوم بتوصيل الرسالة الموحاة من الله الى أنبياءه لذلك جاءت صفة الله ( العليّ) لتفيد أن الله لايُدرَك فالعلوا هو دلالة عدم الإدراك وأنه لايتحدث مباشرة مع الأنبياء وصفة ( الحكيم ) أي من حكمته أنه لايُرى لكي لايضر بعباده فلايتجلى لهم ؟؟
والطريقة الرابعة للوحي هو :
في معرفة تكملة الآية ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) : فالروح هو القرآن الموحى إلينا فهي تعنينا نحن المسلمين لذلك أكَّد الله أن القرآن هو للإستماع وللإنصات لا للسماع فقط ؟ كما في قوله تعالى ( وإذا قُريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) !!هنا ندرك أن القرآن جاء لتصحيح لغة العرب وضبط قواعد النحو لا العكس ؟

ولامعارضة في كل ما قلناه مع الآية (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ-;---;-- رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) لأن الآية تقول [لتنظر لترى لا لتدرك ] ؟ ويجب العلم أن هذا النظر والرؤية هوأنه
كما أخبرنا به المولى المتعال ( لَيسَ كَمثلِهِ شيء )
والرسول في معراجه رأى الله بالبصيرة لا البصر وهنا يتم التوافق بين المرويات المذكورة في الرؤية والنظر لذلك بين الرسول في مرويات أُخرى نذكر مقطعاً منها قال النبي ( لقد رأيت نوراً ) وفي رواية أُخرى قال ( وأنّا له أنْ يُرى ) ؟ فالله لايُدرك
ويجب العلم أن اللــــــه أكبر من تصــوراتنا ولكي نتخلص من التجســـيد في مخيلتنا التي لاتقبل إلا التجسيد ولو أنكرناها !!.... فعليه يجب التأكيد في شرح هذا المعتقد أن الله ليس كمثله شيء وأن كل الآيات التي تحدثت عن [ يــد أو عــين ] الله في قوله تعالى ( مماعملت أيدينا ) فهي تعني قدرتنا وقوتنا وآية ( بل يداه مبسوطتان ) اي بمعنى أن ماعند الله أكبر مما هو عند اليهود عندما قالوا ( يد الله مغلولة ؟)حاشاه فهويعطي بلا حساب ,, ,, وآية ( لتُصنع على عيني ) تعني لتصنع على رحمتي وإحاطتي وعلى هيمنتي وعلى قدرتي ... هكذا يجب أن نفهم الآيات حتى نخرج من هذه الإشكاليات العقدية التي ترهق تفكيرنا ,, ولايمكن ان نتخيل في أذهاننا تجسيدات وتجسيمات وتقطيعات الله ولايمكن التفكيرفي ذلك لذلك لم نرى أن الله تكلم عن الأرجل !! والآية ( يَوم يكشف عن ساق ويدعون ..) لاتعني مطلقاً الله حاشاه وقد أخطء بعض المفسرون في ذلك بل تعني أن العرب عندما كانوا يخافون معذورين يحاولون الهرب برفع ملابسهم تخرج أرجلهم وتتكشف سيقانهم ؟
ففهم الآيات يجب أن يتم دراستها بحذر فالآية مثلاً ( سنقرءك فلاتنسى إلا ماشاء الله ) لاتعني أنه يمكنه أن ينسى ؟ بل تعني أن قوة حفظ النبي وعدم نسيانه هو من عند الله وبفضله ؟ وهكــذا ..........
إذاً إذا كانت الجنة قد ذكر فيها الروايات أنه لا عين رأت ولا أّذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ... وقد قال الله تعالى ( فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) فما بالك برؤية الله عزوجل ..............

*********** ********** *********

* ولذلك ذكرت نهاية آية حادثة الإسراء ( إنه هو السميع البصير ) وقد تمادى بعض المفسرون للتأكيد على الرؤية أن السميع البصير يعود الى النبي محمد ؟ وهو خطء كبير بل الآية تعني بلا شك هو الله فكلمة [ هو] ضمير الشان يعود الى الله تعالى و[ ألـ] في كلمة السميع البصير مقصور الأمر الى واحد فقط وهو الله ,, لذلك أكد الله أنه [هو] السميع البصير ولم يقل ( إنه سميع بصير ) ؟؟ كما في تأكيد الله في سورة الإخلاص في قوله تعالى ( قل هو الله احد ) ولم يقل ( قل الله احد )
وصفة السميع البصير يعود الى أهمية الإستماع والبصيرة الإلهية للإدراك في هذه الحادثة العظيمة التي اخترقت الزمان والمكان .



الجــزء الثـــاني

الــعـــــــروج


بين القرآن هذه الحادثة مفصلة في بداية سورة النجم بقوله تعالى ( والنجم إذا هوى ) لكن قبل هذه السورة إنتهت سورة الطور بآخر آية في قوله تعالى ( واصبر لحكم ربك ,,وإدبار النجوم ) ثم بدأت مباشرة سورة النجم بقوله تعالى والنجم إذا هوى ؟ لذلك تجد ان الإمام جعفر الصادق فسّر هذا أنه بأفول وإدبار النجوم ينبلج نجم محمد فالنجم المذكور هو محمد الخاتم فهو تشريف إلهي للنبي الخالد وتكريمه عندما يهوي من رحلته العظيمة الملكوتية والإنطلاق نحو العالمية والإنسانية فكلمة ( هُويَهُ) تعني عند لغة العرب العودة من الرحلة بل قد لفظه بعض العرب بالصعود بلفظة ( هُويُه ) بضم الياء أي أن الله أقسم بمحمد عند رحلته بذهابه وإيابه ؟....
وهناك من فسّرآية ( والنجم إذا هوى ) قواعدياً بقولهم أن [ النجم] هوالحاضر محمد النبي الخاتم و[ إذا ] أداة شرط تستشرف المستقبل و[ هوى ] فعل ماضي فاجتمع الحاضر والمستقبل والماضي في آية واحدة بمعنى أن الرسول قد أخترق الزمان الذي يرتبط به الحاضر والمستقبل والماضي أي رحلته كانت في اللازمن ؟؟,,,,
ولو أن أغلب التفاسير تبين بوضوح ان النجم المذكور هو النجم السماوي وهو الأصح ولنقرأ معاً بدايات سورة النجم وبيان هذه الرحلة الملكوتية وعروجه الى السماوات :

(والنَّجمِ إذا هوى* ما ضلَّ صاحبُكم وما غَوى* وما يَنْطِقُ عن الهوى* إن هو إلاَّ وحيٌ يوحى* علَّمَهُ شَديدُ القُوى* ذو مرَّة فاستوى* وهو بالأُفق الأعلى* ثمَّ دنا فتدلَّى* فكان قابَ قوسين أو أدنى*فأوحى إلى عبده ما أوحى* ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رأى* أَفَتُمارونَهُ على ما يرى*ولقد رَآهُ نَزْلَةً أخرى*عند سِدْرَةِ المُنتهى* عندها جنَّةُ المأوى* إذ يغشى السِّدْرَةَ ما يغشى*ما زاغَ البصرُ وما طغى*لقد رأى من آياتِ ربِّه الكبرى)

* آية ( والنجم إذا هوى )
[ فالنجم ] في اللغة العربية لها ثلاثة معاني
1- النجم : بمعنى النباتات التي ليست لها سيقان !! فالآية التي أساء فهمها تبين ذلك
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) سورة الرحمن
لذلك عندما يطعن المتطعون بالقرآن على كيفية مقارنة سجود نجم مع شجر وما علاقتهما مع بعضها البعض و الأجدر أن يكون الشيئان متقابلان في الوصف وهو كذلك فالنجم المذكور هنا تعني بلاشك النباتات العشبية التي تتقابل مع النباتات التي لها سيقان وهي الأشجار وهنا يتضح الأمر والأمر نفسه في قوله تعالى (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ) فالجمل : الحبل الغليظ المستخدم في أشرعة السفن وما الى ذلك وليس الجِمال بمعنى الإبل ؟؟ وهنا يستقيم الأمر فالأجدر معرفة اللغة العربية بدقة في تفسير القرآن ....
2- النجم : بمعنى جزء او آيات من القرآن ؟ لذلك ذكرت المرويات أن القرآن نزل منجماً.....فكما أن نجم السماء ينير السماء فإن نجم القرآن ينير القلوب
3- النجم : بمعنى نجم السماء
وبما أن نجم السماء محلها السماء كذلك العروج محلها السماء ,,وكما ان الجنم الذي يهوي أي بمعنى يهبط هبوطاً مسرعاً ويخرج من حيز القوانين والسنن الكونية والله قادر على أمساكها فإنه القادر على إختراق عبده سن وقوانين الكون والعروج به الى فوق السماوات ؟

* ( ماضَلَّ صاحبُكم وماغَوى )
فجاءت هذه الآية لتدل على أن صاحبكم هذا الذي تعروفونه أنه الصادق الأمين
ما ضل : أي أخطء بدون قصد
وما غوى : أي الخطء بقصد
بل كان في كامل وعيه

* ( ومايَنطِقُ عَنِ الهَوى) : أي أنه لا يتكلم عن هواه فهو المقيد بما قاله الله له فهو ناقل أمين للوحي الخالد الموحى إليه .

* ( إن هوإلا وحي يوحى ) والوحي هو القرآن
* ( عَلَّمَه شديد القُوى) ( ذو مَرَّةٍ فاستوى ) : وهي تعني انه يجب أن يكون حامل الوحي له صفات بحيث تؤهله لهذه المهمة العظيمة والصعبة الى الني الخاتم وهو جبريل عليه السلام فهو شيد القوى
ومعنى ( ذومِرَّةٍ) هي كلمة كان العرب يطلقون على لف الحبال كونهم كانوا كثير الترحال ولهم خبرة في لف الحبال فعندما يلفونها ثلاثة لفات يطلقون عليها ( مِرَّة) حيث تكن بقوة بحيث من المستحيل أن تنفك ويستطيعون سحب مايشاؤن من الأحمال فصفة ناقل الوحي هو تشبيه بذلك في التلقي والإلقاء وامانة الإيصال ؟

* ( وهو بالأُفُقِ الأعلى ) أي يستوي عند التلقي وهو مازال بذلك الإستواء في الأفق الأعلى
* ( ثم دَنا فَتَدَّلّى فكان قاب قوسين أو أدنى ) ....نلاحظ أن الأمر متعلق بأمين الوحي جبريل والمقصود هو جبريل وليس الله كون أن السيدة عائشة قالت : أنا أول من سأل الرسول عن هذه الآيات فقال : هو جبريل .... فقد رأى الرسول جبريل على هيئته كما هو الذي له ستمائة جناح وهي المرة الثانية الذي يراه فقد رآه عندما بَشَّرهُ بأنه النبي المختار وهناك روايات تقول أنه أراه حينها جناحين فقط سَدَّ بهما الأُفق لكنه في هذا المكان العلوي أشهده هيئته كما هو !!

* ( فأَوحى الى عَبْدِهِ ماأَوحَى ) وهنا انتقل النبي الى الحضرة الإلهية وإنعقد الإجتماع بين المُحِبِّ والمحبوب ! وفي هذه الأنوار الإلهية قيل أن قلب الرسول ولسانه نطق [بالتحيات والطيبات والمباركات لله ]فكان الردّ هو [ السلام عليك أيها النبي ورححمة الله وبركاته ] فكان الخق الرفيع ينطق بنشر تحية السلام العلوي الى عباد الله الصالحين .... فنطق الملكوت العلوي بالشهادة لوحدانية الله وإختياره النبي المختار رسولاً للعلمين
وهنا كشف له الأسرار ما لم يتحدث بها لأحد مما أوحي إليه ؟ والبيان الختامي لإنعقاد الإجتماع العلوي وهو فرْضيَّةِ إقامة الصلوات الخمس في هذه الحضرة الإلهية وهي دلالة لِعِظَمِ هذه العبادة الفريدة التي تخاذل المسلمون فيها وإقامتها حق الإقامة فقد فرضت في هذا المكان العلوي وبتكليف مباشر من الله ودون حضور جبريل أمين الوحي !!

* ( ماكَذَبَ الفؤاد ما رأى ) أي هذه الإراءت الملكوتية والأصح هو عندما رأى جبريل لذلك أكَّد أنه رآه مرة أُخرى في قوله ...
* ( ولقد رآه نَّزلةً أُخرى ) لكن أين ....
* ( عند سِدْرَةِ المُنتهى ) فما هي سِدْرَةُ المُنتهى ؟
ما فسّرهُ هو :
1- جاءت من [ السِدْر ] وهي شجرة النبق المعروفة بطعمها اللذيذ ورائحتها الزكية وطلها المديد ..فجاءت تشبيها لها على أنها شجرة في السماء السابعة حسب المرويات وهناك من قال أنها في السماء الثامنة نبقها كقِلال هَجَر[ أي كالجِرار في منطقة معروفة بهَجَر ] ورقها كأذان الفيل يخرج مننها نهران باطنان ونهران ظاهران أما الظاهران فهما النيل والفرات يسير الراكب تحت أغصانها مائة عام ويستظل بظلها مائة راكب [ حسب المرويات ]
2- هو المكان الذي ينتهي إليه علم الانبياء والملائكة ويعزب عليهم الى ماوراءها .
3- أنه المكان الذي ينتهي إليه علم الخلائق ؟؟ [ وهذا هو ما أراه هو الصحيح ]
وله إسم عند اهل علماء الفلك باسم [ سِدرة الديمة ] !!
4- أنه المكان الذي ينتهي إليه ماينزل من فوقها وما يصعد إليها من تحتها .

* ( عِندها جنَّة المأوى ) ( إذ يغشى السدرة مايغشى ) وفي هذا المكان أغشت السدرة ما غشاها من الجِراب والذهب والرفرف والألوان والأطياف والأنوار الإلهية مالايمكن وصفها مع تسبيحات أهل ملكوت السماوات فكانت كجنة المأوى وهنا ماذا كان موقف الرسول المختار أنه قد وصفه الله بصفة الإصطفاء البشري بقوله
* ( مازاغَ الَبَصُر وما طَغَى )؟؟؟ إنه وصف لعظيم رقيه البشري أنه لم ينبهر بل لم يلتفت شمالاً ويميناً ولم يتجاوز ما أُمِر به من الرؤية وهذا معنى الطغيان في البصر
والأصح هو ما قيل أنه رآى جبريل على هيئته الملكوتية العظيمة فلم يزغ ببصره ولم يطغى ...
* ( لقَدْ رأى من آيات رَبِّهِ الكُبرى)
وهنا أتم له الإراءات الملكوتية ومن هذه الإراءات :
1- الأنتقال الى المسجد الأقصى ورؤيته المكان المبارك
2- تجميع الأنبياء له والإحتفال معهم في مهرجان عبادي فريد
3- إختصاص أنبياء في كل سماء لكي يتعلم منه في مسيرته الدعوية المقبلة على تأسيس أركان أُمة الخيرية التي ستخرج للناس أجمعين [ سنشرحها لاحقاً ]
4- إراءته المكان الذي لم يبلغه أحد من الأولين والآخرين في سِدرة المنتهى .
5- أراه جبريل على هيئته الملكوتية وكان قاب قوسين أو أدنى
6- أراه بعض أهل الجنة والناروبعض المشاهد الدالة على طغيان الأُمة
7- أراه البيت المعمور يطوف فيه أهل ملكوت السماوات
8- أراه الحضرة الإلهية والأنوار الربانية والرؤية القلبية لتجليات الله
فاتم به الإرات فقد رأى من آيات ربه الكبرى ...............
فالرسول قد أخترق الزمان والمكان فلا ماضي ولامستقبل في عالم اللازمن ؟وهو أيوان أن القرآن لكل زمان ومكان....
ومما أفرده الإمام العلامة إبن حبيب المالكي صاحب التصانيف الذي بلغ تصانيفه الألف يذكر فيها عدد معاريج النبي بأنها عشرة معارج سبعة منها هي السماوات السبع والثامنة هي سدرة المنتهى والتاسعة هو وصوله الى مستوى سماع صريف الأقلام بتصاريف الاحكام في الخلائق الى المعراج العاشر حيث وصوله الى العرش والرفرف والى المكافحة والى سماع الخطاب الإلهي والحضرة الإلهية ومنها أوحى الى عبده ما أوحى الى حبيبه الأكرم وخليله الأعظم ؟
لذلك يقول الشيخ الصوفي الهندي الجنجوهي في قضية بلوغ النبي الى هذا المقام بقوله : أن مايدهشني هو كيف إستطاع النبي أن يرجع الى القعر البشري ويعيش معهم بعد هذا المقام الملكوتي؟ ويسرد قائلاً :لوكنت مكانه لما رجعت !!
ويسرد العلامة ابن حبيب المالكي في العبرة من إختيار الأنبياء في السماوات السبع قائلاً :
1- فقد أختص الله آدم في السماء الأولى لأنه أول الآباء وأول الأنبياء ,,,ومنه سيتعلم هجرته من مكة الى المدينة فهو أيوان بهجرته الى بيئة لم يعتد عليها وكما أن آدم هبط من الجنة المكان الذي هو كما قاله بعض العلماء أنها ليست الجنة الموعودة والتي لم ترى عين قط ولم تسمع به من قبل وليس فيها ذنوب أو شيطان أو خروج من هذه الجنان فلايمكن تطبيقها على جنة الخلد فالجنة جاءت من الإختفاء لكثرة ظلالها وبساتينها وكلمة الجِن والجنون مشتقة من هذه اللفظة فقد تكون جنة أُخرى ,,,المهم هو هبوطه منها الى الأرض والى بيئة لم يتعود عليها ...

2- وقد أختص عيسى ويحيى في السماء الثانية لكون أن عيسى [ خلق ثاني] فهو ولد من غير أب كما أن آدم خلق أول ولد من غير أبوين ,,,,وكون أن عيسى ويحيى عانوا ماعانوه من قبل بنواسرائيل وكم صبروا عليهم فهم سيكونون خير مثال للنبي لكي يصبر على أذية اليهود في المدينة حيث بنو قريضة وبنو النضير وبنو قينقاع ؟

3- وقد أختص يوسف في السماء الثالثة لأنه أُعطي شطر الحُسن في الجمال والناس سيدخلون الجنة على هيئة يوسف والجنة هي الدارالثالثة بعد دار الدنيا ومرحلة البرزخ ؟ ومنه سيتعلم كيف سيتعامل مع أقربائه عند فتح مكة فهو أيوان له بفتح مكة التي سيبتعد عنها لكنه سيرجع اليها فاتحاً وكما أن يوسف عليه السلام قال لأخوتيه بعد شهد منهم من الظلم ماشهد وبلغ المقام المرموق في مصر قال قولته التي سَرَّدها القرآن لنا في سورة يوسف (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ,,, لذلك قال النبي محمد يوم أن فتح مكة وقال لهم : ماتظنون أني فاعل بكم ,,,,قالوا : أخ كريم ابن أخ كريم ,,,فقال : لن أقول لكم إلا كما قال يوسف لإخوته (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) أذهبوا فأنتم الطلقاء !!!

4- وقد أختص أدريس في السماء الرابعة فأدريس سمي من التدريس فهو أول من خطَّ بالقلم وهو أيوان له أنه سيكتب الرسائل الى ملوك الأرض حينها والقوى المسيطرة وقد كان ما كان ...
5- وأختص هارون في السماء الخامسة كون أن هارون هو المحب لأهله وقومه وكم عانا مع قومه وصبر عليهم حتى عندما ذهب موسى لميعاد مع الله تألبوعلى هارون وصنعوا العجل لكي يعبدونه وهو درس له أنه سيلقى من بنوقريظة ماسيلقاه من خيانة عظمى وكما ان هارون في السماء الخامسة ففي السنة الخامسة من الهجرة حدثت الخيانة العظمى لبنوقريضة في معركة الخندق ....

6- وقد أختص موسى عليه السلام في السماء السادسة هي إشارة الى ماسيعاني من قومه ما سيعاني وكيف كان موسى صبوراً على قومه العنيد فيجب ان يصبر على أذى قومه , لذلك لما تم توزيع الغنائم في معركة حنين بعد الفتح قال بعض شباب الأنصار عنه ( ما أُريد به وجه الله ؟؟؟) فتغير وجهه وقال : ( فمن يعدل إن لم يعدل رسول الله !! وقال : يرحم الله أخي موسى فقد صبر أكثر من ذلك ؟؟
وقد قيل بعض أهل الدراية أن سبب إرجاع النبي من قبل موسى لكي يطلب بالتخفيف في الصلوات الخمسين التي تم إختصارها الى الخمسة هو أن موسى كان صاحب خبرة وممارسة مع الأمم وعلم أن قومه لن يطيقوا وهذه الحادثة لمحة لمعرفة أهمية علم الممارسة والعلم التجريبي في تغيير المجتمعات نحن التقدم فالشرق كان متقدماً عندما كان يستخدم هذا العلم والغرب في تقدم مستمر بسبب إستخدامهم العلم التجريبي !!
وقيل من قبل أهل العرفان : ان سبب إرجاعه بشكل متكرر هو أن موسى كان في مقام التكليم الإلهي فقد أشتاق للقاء العلوي وعندما كان يلتقي مع النبي كان يستئنس بوجهه الذي كان يشع منه الأنوار الربانية في الحضرة الإلهية عند صعوده ونزوله ؟

7- أما تواجد إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة مستلقي بظهره الى البيت المعمور فهو أيوان أنه سيتبع الحنيفية الإبراهيمية فهو الأسوة الحسنة وهو بشرى له أنه سيعتمرعمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة ؟ وسيقوم بتجديد وإحياء المراسيم والشعائر الإبراهيمية التي أماتها الجاهلية ....
-----------------------------------------------------------

في هذه الرحلة العجيبة تحدث فيها من تحدث وأن النبي قد أخترق السماوات وأن حجم سماء الى سماء هو كما قيل في المرويات " كحلقة ملقاة في فَلاة الأرض " أي كصحراء وهكذا المقارنة بين سماء وسماء !! وما السماوات والأرض في الكرسي المذكور في القرآن إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة ! ,,, وقد أخبر القرآن عن الكُرسي فقال ( وَسِعَ كُرسيّهُ السماوات والأرض ) ,, أما عرش الله فقد أخبر المرويات أن " فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة " ؟؟ وأن العرش
قال الله فيه (ربّ العرش العظيم ) والعرش المجيد والعرش الكريم
وأن العرش : هو تعني إما سرير الملك أو هو السقف كما في قوله تعالى ( ...خاوية على عُرُوشها )
وهو في القرآن تعني ( السقف )
فالعرش : هو سقف الوجود
ومن هذا العرش يستوي الله ويهيمن عليه ويدير الكون ويدبر الأمور في كل شيء طبعاً مع تصور أن ليس كمثله شيء !
وآيات في سورة يونس وفي سورة الرعد وفي سورة السجدة وفي سورة الإسراء تثبت أن كلمة الإستواء على العرش يعقبها بيان تدبير الأمور هناك ,, فمن يمتلك الإستواء على العرش هو الإله الواحد الأحد الذي[ لو]كان معه آلهة غير الله لأبتغوا الى ذي العرش سبيلا؟ كما ذكرت في سورة الإسراء أي لأتبعت تلك الآلهة الإله الواحد الأحد المستوي على العرش!



شــرح العروج فيــزيائيـــاً

إن آية العروج تعتبر آية إختراق الأكون وهي آية محفزة ومستنفرة للعقول في كل زمان وهي آية تحثنا على البحث والدراسة والإستقراء وهي آية تعلمنا على الممارسة والعلم التجريبي الذي يتبعه الآن العقل الغربي وقد تركه الشرق قبل قرون وأصبح المسلمون يتبعون التفكير السكوني الجامد وتحصَّرت لديهم الفضولية العلمية والمعرفية وبالتالي البحث عنها , فنحن أمام هذا الحدث ننقسم الى :
1- الذي لاتحركه هذا الحدث ولايعنيه هذا الحدث
2- المستهزء بهذا الحدث ويتخلى عن عقله في حالة نزوة التعصب الأعمى للأديان فيطبق منطق اللامنطق في هذا الحدث كما يقوله الفلاسفة
3- الذي يتبع المزاجية الإيمانية أي الإيمان التقليدي ,,, أي بمعنى أن يقف عند حدود قوله [ سبحان الله و ماشاء الله و الله قادر على كل شيء وقول إذا أرادالله شيئاً فإنه يقول له كن فيكون ]وقد أثبت المتخصصون في شؤون الأطفال أن الأطفال الذين يريدون أن ينظر الآخرين الى إبداعاتهم في إنجاز أي شيء فإنهم لايرغبون في ردود أفعالنا عندما نقولهم [ ماشاء الله أو قولنا أنت مبدع أو بارك الله فيك ] بل يريدون أن نسألهم عن الكيفية والطريقة التي قاموا بها للوصول الى هذا الإبداع ,,,,وبدون تشبيه فإننا نتعامل معا لله كتعاملنا مع الأطفال حقيقة ً ؟بأن نقف عند حدود المتعجب والمستسلم لمشيئته والقول بسبحان الله وما الى ذلك ,, والله لايريد منا ذلك بل يريد أن نعلم كيف تعمل يد الله وقدرته في الكون وكيف وضع القوانين والنواميس الكونية !!!
بل الله يريد منّا النـــزعــــــة الإبـــراهيـــميـــــة ,,
( رَبِّ أَرني كيف تُحيي الموتى ) وقد سرَّد لنا القرآن هذه المحاورات لكي نتملك هذه النزعة !
بل القرآن سرَّد لنا أسئلة تعجيزية أكبر من ذلك وهو قول موسى لربه ( رَبِّ أَرني أَنظُرإليك ) !!
فالعلم والجهد يفتح أستاراً مغلقة ويكشف أسراراً مدفونة لم نكن لنعلمها مالم نكن نبحث عنها أي بالبحث العلمي واللة يريد منَا ذلك فمن المعلوم أن [مستحيل العـــصــر هو مُمكِن المســـتقــبل ]لذلك فلا عجب أننا نرى أن سُــدس آيات القرآن هي آيات التفكر والتدبر والتعقل وهي.. وبذلك فإن عدم بحثنا تعني بلا شك أننا قد عَطَّلنا القرآن ؟؟
ورمــزيــة الإنفتــاح على الآفــاق هي ســــدرة المنتــهى لذلك عرَّفها العلماء أنها تعني : هو كل ما ينتهي إليها المشيئات والقدرات البشرية وإليها ينتهي علم الخلائــق فلا يعلمون شيئاً أكثر بعدها ]
لذلك يقول الفيلسوف والأديب العظيم [ محمد إقبال ] : مما تعلمته من قصة الإسراء والعروج أن السماء ليست بعيدةً عنّا ومن الممكن الوصول إليها !...

نــظــرات جديــدة في آيات الكــون :

1-(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ) سورة الإنشقاق
2-(ألم تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً )سورة نوح
3-(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ) سورة الرحمن
4-(وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء) سورة العنكبوت
5- (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ ) سورة الحجر
6- ( والسَّماءِ ذاتِ الحُبُك )سورة الذاريات
7-( وَالسَّمَاء وَالطَّارِق وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) سورة الطارق


نرى في آية 1و2 :
أن الطبق تعني السماوات ومعنى الركوب أي إمكانية العبور عبر السماوات ؟ وقد يكون معنى السماوات أي الأكوان والفضاءات وان هناك علماء يتحدثون الآن عن الفضاءات المتعددة !!
وفي الآية 3 :
نرى أن للسماوات منفاذ وقد يكون من أسرار الإنتقال من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى ومنها العروج الى السماوات أن منفذ سماء الأرض يقع فوق الأقصى ولذلك فهو يسمى بـ (المطار الكوني ) فمنها يتم الرحلة الى الأكوان ؟ وهذه المنافذ لايمكن المرور منها إلا بسلطان :وتعني بحجة أي بمعرفة القوانين أي بمعنى عند معرفة قوانين العبور فسوف ننفذ !!!
لذلك أكّد الله في مواقع متعددة عن إستخدام الأسباب والأسباب بمعنى معرفة الممرات والمنافذ الواصلة ولامعرفة لها إلا بالبحث والدراسة !!كما في الآيات التالية
(فليرتقوا في الأسباب) سورة ص
(وآتيناه من كل شيء سببا *** فأتبع سببا) مقاطع من سورة الكهف واستخدام ذو القرنين الأسباب
(لعلي أبلغ الأسباب ** أسباب السماوات) سورة غافر والآية تذكر محاولة معرفة فرعون للأسباب عندما دعاه موسى للإله الحق.
وفي الآية 4:
يتبين أنه لن يعجز الإنسان من خرق السماوات والأرض وأنه ليس شيئاً معجزاً إن إستطاعوا إمتلاك القوانين والأسباب الممكنة؟؟
وفي الآية 5 :
يبين لنا أن القرآن في سورة الحِجْر أنَّ هناك أماكن في السماء يظل فيه الفرد يعرج أي يدور حول نفسه واالتفسير العصري الصحيح هو أن الزمن يتوقف في هذه الأماكن !!
وهو ماجعلنا نتحدث عن الزمن لأنه مربط الفرس في هذه القضية وهذه الحادثة العجيبة , حتى يتجلى لنا الحقيقة أو نستطيع أن نستبط الحقائق من هذه الحادثة الملكوتية
الآية 6 :
تبين أن السماء الذي نراه هو ليس بفضاء فارغ بل هو عبارة عن نسيج متجانس ومتشابك مع بعضه البعض ؟ وسنتحدث عنه ..
اما الآية 7 :
تبين ان الله قد نبَّهنا وقد أقسم بالسماء والطارق ثم أكَّد على الإدارك والإهتمام بالطارق وهو النجم الثاقب الذي قام بثقب النسيج الكوني اي السماء وهو تعبير عن الثقوب السوداء الذي سنتحدث عنه ؟؟

الـــزمـــن :

لقد حيّر العلماء للوصول الى المفهوم الصحيح للزمن وهو مدار الدراسة حتى الآن.... وهو كلام يشغل بال المسلمين أيضاً في مواضيع ما يعتقدونه وهي المدة القصوى الذي يمكن للإنسان أن يحيا في الجنة فكم هي عدد السنوات ومامعنى اللاهناية من الزمن ؟ فهل هناك مدة زمنية وإذا تكلمنا عن المدة فإنه بالتالي هناك مدة محددة مهما بلغ عدد السنوات الى مليارات السنين ؟ وكان الرد من النبي في ماورد في الحديث المروي عندما قيل: "يا رسول الله أينام أهل الجنة؟ قال: لا النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون" وهو مايثبت أن الزمن مخلوق من مخلوقات الكون مرتبط بنواميس الكون أما في حياة الآخرة فلازمن مطلقاً إذاً فلا تفكير في عدد السنوات لأن هذه الأعداد مرتبط بالزمن وبما أن النوم هو موت مصغر مرتبط بمدة زمنية محددة فلا وجود للنوم وبالتالي لا وجود للموت أي لاوجود للزمن فلا يمكن ان تفكر في الجنة كتفكيرك بحياتك الدنيا المرتبطة بقاءها بالزمن ؟؟
لنأتي ونشرح شرحاً مختصراً لأهم المعلومات التي توصل اليه العلماء عن الزمن
والذي حيّر عقول العلماء عبر الزمان :

لقد توصل أنشتاين على تعريف الزمن على أنه : عبارة عن نهر يجري فهناك موجات أسرع من الأُخرى وهناك إنحرافات وهناك موجات يدور حول بعضه وهكذا ...
أي بمعنى أن الزمن متغير وغير ثابت
بل أدك أن كل شيء نسبي من مسافة وأبعاد ومنها الزمن وأقام نظريته النسبية التي أحدثت ثورة على الفيزياء الكلاسيكية....
ونلاحظ ان مفهوم الأبعاد تطور مع الإنسان وإحتياجاته من حاجاته الى فريسه فاحتاج الى رمح ليفترسه وكان رمي الرمح يرسم خط المستقيم x ثم إحتاج الى الزراعة وبالتالي أحتاج الى معرفة المساحات الأرضية المتعلقة ببعديها xالطول والعرض وy
ومن ثم أحتاج الى البنيان فأخذ يفكر بالبعد الثالث فتكون له الأبعاد الثلاثة الطول والعرض والارتفاع xوyوz
أما إنيشتاين فهو الوحيد الذي فكر في البعد الرابع وقال أن الكون الذي نعيش فيه هوذو أربع أبعاد وهو الطول والعرض والارتفاع والزمن أي أضاف الزمان إلى المكان فأصبح يطلق عليه بمركب الزمكان حيث قال أنه لايمكن ان نقوم بتحديد أي بعد لجسم كطول وعرض وإرتفاع إلا بذكر الزمن الذي فيه لأن هذه الأبعاد تتغير حسب الزمن الذي هو فيه ...
وبيّن أنه لايوجد لمقاييس مطلقة بل كل المقاييس نسبية فالدقيقة التي نقيسها بساعاتنا يمكن أن يقيسها آخر على أنها أقل من دقيقة أو أكثر وكذلك المتر قد يكون بنسبة أحد يتحرك بسرعة كبيرة أن يراها 80 سنتمتر وكلما زاد سرعته قل طول المتر ليصبح طول المتر صفراً عندما يصل الى سرعة الضوء ..
وكذلك بالنسبة لمكان أي جسم فهو نسبي أيضاً فمثلاً قد تراني ثابتاً وأنا أمام الكومبيوتر أي أن سرعتي 0ميل /ساعة
لكن لونظرت أليَّ خارج الكرة الأرضية فأنا أتحرك مع الأرض التي تدور حول نفسها بسرعة 1000ميل / ساعة ؟
ولو نظرت أليَّ خارج المجموعة الشمسية التي تدور حول الشمس بحركة إلتفافية حلزونية فسوف تراني أتحرك معها بسرعة 67000ميل / ساعة سرعة دورانها وإلتفافها حول الشمس ؟؟
وعندما تنظر إليَّ ضمن حركة الأرض الذي أسكن عليها التي هي ضمن مجرة درب التبّانة فأن حركتنا ستكون مع حركة هذه المجرة التي تتحرك حول محورها بسرعة 500ألف ميل / ساعة ؟؟؟
تخيل الآن كم هي سرعتك وعدد حركاتك التي تتحركها بالنسبة للكون !!
لذلك عندما نركب الباص فإننا لانحس بالحركة لكننا نتحرك بسرعة هذا المركبة على الطريق وهكذا .......
كذلك بالنسبة للأبعاد فهي تختلف مثل الشرق والغرب والجنوب والشمال وفوق وتحت ويمين وشمال هي إصطلاحات لا وجود لها في الكون وكل شيء نسبي أي عندما ترى وجود طائرة متجهة من مصرشرقاً مثلاً الى دبي فإن إتجاهها معلوم لكن بالنسبة لمن ينظر إليها في الكون يرى أن الطائرة أرتفعت عن سطح الارض من مصر واخذت تتباطأ حتى وصلت الى دبي أو أن الطائرة ومطار دبي تحركا في إتجاهات مختلفة ليلتقيا في نقطة الهبوط لذلك من المستحيل في الكون أن تحدد من الذي تحرك,,, الطائرة أم المطار !!
وتم أكتشاف أن أقصى سرعة في الكون هو سرعة الضوء فهو عبارة عن جسيم كمي يعتبر كموجة وهي ثابتة في الكون وتساوي بالدقة 299,792,458كم /ثانية التي قام بحسابها العالم ماكسويل عن طريق قانون فيزيائي ويتم إستخدم الرقم التقريبي في الحسابات وهو 300,000كم/ ثا

ومن سرعة الضوء الثابتة تبين إثبات :
1- نسبية المسافة : فقد أدرك أينشتاين أن الاشياء التي تتحرك في سرعة فائقة تبدو وكأنها تتقلص باتجاه سهم السرعة، بالنسبة الى المراقب الثابت. فلنفترض أن شخصاً يقف في محطة قطار هائلة الابعاد. فعند دخول قطار طويل جداً المحطة بسرعة ثلث سرعة الضوء فبالنسبة الى ذلك الشخص، سيرى القطار وكأنه "صغر" بمقدار الثلث واذا حمل راكب في القطار بطارية يد واطلق شعاع ضوء باتجاه مقدمة القطارفإن الضوء يسير في سرعة ثابتة، بالنسبة للراكب، مما يمكنه من قياس طول القطار، باحتساب الوقت اللازم لضوء البطارية للوصول الى مقدم القطار. والسبب في ذلك، ان الراكب يتحرك بسرعة تساوي سرعة القطار. واما بالنسبة الى المراقب الواقف في المحطة، فكلما تزايدت سرعة القطار، كلما قل الوقت اللازم لضوء البطارية للوصول الى مقدم القطار، اي ان طول القطار سيصبح اقل والقطار يتقلص. وعند تساوي سرعة الضوء مع سرعة القطار، فإن طول القطار يصبح صفراً، اي ان القطار يتلاشى!.

2- نسبية الزمان :رأى اينشتاين ان (الزمان يزداد قصراً مع السرعة، اي ان ايقاعه يصبح اسرع. ويتباطأ الزمان كلما قلت السرعة). ولعل هذه المقولة اكثر المقولات اثارة للجدل في نظرية النسبية، واكثرها اهمية ايضاً.
وفي العودة الى القطار الخيالي الوارد آنفاً. لنفرض ان الراكب يوجه الضوء من بطارية الى مرآة في أرض القطار، ليرتد منها الى لوح زجاجي على مسافة معينة من الراكب. لا تؤثر الزيادة في سرعة القطار على الوقت اللازم ليصل الضوء الى المرأة وينعكس على اللوح. ويختلف الأمر بالنسبة لمن يراقب تلك الأشياء نفسها من الخارج، سواء كان واقفاً او متحركاً بسرعة بطيئة بالنسبة الى سرعة القطار. وبالنسبة الى المراقب الواقف او البطيء، فإن الوقت اللازم للضوء ليعبر الى المرأة ثم الى اللوح، سيبدو أطول باستمرار، بمعنى ان وتيرة الوقت تصبح اكثر بطأ بالنسبة الى من يسير بسرعة بطيئة.
واضافة الى ذلك، وضع اينشتاين قانون تبادل الكتلة والطاقة، الذي تُعبّر عنه المعادلة الأكثر شهرة في التاريخ E= KMC2، التي تعني ان الطاقة التي يمثلها جسم متحرك تساوي كتلته مضروبة بمربع سرعته، مضروبين برقم ثابت. ويعني ذلك ان الطاقة التي تكتسبها الأجسام في الحركة، تنضاف الى كتلتها، التي تزيد كلما تزايدت سرعتها، وبالتالي تحتاج الى طاقة اكبر لتزيد من حركتها وهكذا دواليك. وتصبح الطاقة المطلوبة لاستمرارها في الحركة السريعة، هائلة كلما اقتربت من سرعة الضوء. والحال انها لا تبلغ سرعة الضوء ابداً، لأن كتلتها تصبح لامتناهية. وبالخلاصة، فإن كل الاشياء محكومة بأن تسير بسرعة اقل من سرعة الضوء.

ومن هنا تبين أن الزمن يقل كلما أقتربينا من سرعة الضوء ؟؟ وقد أُجري التجارب بأن جاءوا بساعتين سليزيتين دقيقتين قاموا بتثيت أحدها بطيارة أو صاروخ والثانية أبقوها في ثابتة وقاموا بقياس الزمن فإذا هم يثبتون نظرية نسبية الزمن حيث تبين أن الساعة التي أرتبطت بالطيارة النفاذة إستغرقت زمناً أقل من الساعة الثابتة !!
وتم دراسة الجاذبية وتأثيرها على الزمن وارتباطها بسرعة الضوء حيث أثبت أنيشتاين أن الجاذبية لها القدرة على التأثير في الزمكاني لأن الضوء يسير في خط مستقيم وأن الجاذبية تشد الضوء وبالتالي هي تؤثر على الزمن والوقت ؟حيث أنها تبطئه أو تغيره من سريانه وقد أثبتوا فعلاً عندما أثبتوا فارق حسابي في تحديد مواقع النجوم من الارض بين الليل والنهار وأثر جاذبية الشمس في شد الضوء الصادر من النجوم وتلويتها وبالتالي تؤثر على الوقت وتبطئه وبالتالي التأثير على تحديد مسافاتها

وقد تم فعلاً إثبات ذلك عندما وضعوا ساعة فائقة الدقة في القمر والأرض فوجدوا ان الزمن والوقت على سطح القمريمرأسرع كون ان جسم القمر صغير بالنسبة الى الارض فجاذبيته أقل ب6 مرات من جاذبية الارض وكلما كانت الجاذبية كان وزن الجسم أقل و كانت الحركة أسرع وبالتالي فإن اعمارنا ستكون اسرع من اعمارنا ونحن على الارض لان السنوات على القمر ستكون اسرع كون أن الزمن اسرع
وهكذا ,,أي أن الزمن على كل كوكب يختلف حسب كتلته وحركته
ومن الملف أن العلماء ظلوا حيارى أمام الكيفية في سير هذا الكون دون روابط فكان ( نيوتن) لايتصور قوة الجاذبية لكنه أثبت ان الأكوان تتحرك عبر الجاذبية فكل كوكب يجذب الآخ كل حسب كتلته لكنه في آخر حياته صرَّح انه لايعرف كيف تعمل هذه الجاذبية !!
وعندما جاء أنيشتاين ودحض هذه النظرية وأثبت ان هذا الكون ليس فضاءً أي فراغاً بل هو نسيج محكم مترابط ومتشابك مكون من أبعاد الزمان والمكان ,,, أي ان الكواكب تقوم بتشويه هذا النسيج الكوني كل حسب كتلته ووزنه وبالتالي تقوم بتحريك الكواكب الصغيرة التي من حولها وأبسط مثال على ذلك هو عندما تقوم بوضع كرة صلدة ثقيلة على إسفنجة فهو يشوه المكان وتتحرك كل جسم صغير قريب منه نحوه ؟ وهكذا الحال في الكون
وقد أشــار القرآن الى ذلك بقوله تعالى ( والســــماءِ ذات الحُبُك ) ! سورة الذاريات


1- طبعاً نحن قمنا بتحليل مبسط لنظرية النسبية التي أحدثت إنقلاباً في الفيزياء الكلاسيكية لا لنثبت من خلالها قضية العروج كما أستدل به بعض العلماء كون أن النظرية النسبية تخالف تماماً عروج النبي الى سدرة المنتهى واخترق طباق السماوات والأكوان ,, حيث أنه لو فرضنا أن النبي قد صُعِد به الى هذا المكان عن طريق آلة عابرة الزمان تتحرك بسرعة الضوء فإنها لن تصل الى نهايات الكون الذي تم قياس تقريبي إفتراضي له أن قطر الكون هو بحدود 14 بليون سنة ضوئية فلو فرضنا أن الأرض تقع في مركز الكون [ وهذه لاحقيقة لها ] فإن نصف قطر الكون اللازم لأن نصل الى حافة الكون سيستغرق 7 بليون سنة ضوئية !! وقد أثبت أنيشتاين أنه غير ممكن لأنه أثبت أن الكون في توسع مستمروقد بيّنها القرآن في كتابه العزيزلكن المسلمون تركوا العلم التجريبي والبحث العلمي ؟ المهم يقول الله تعالى ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّالَمُوسِعُونَ)سورة الذاريات أي لو فرضنا أننا وصلنا الى حافة الكون بزمن 7 بليون سنة ضوئية فسيكون حينها قد أمتد الكون الى مايقارب الضعف ؟ أي من المستحيل الوصول ولهذا لم يؤمن أنيشتاين لا بآلة الزمن ولم يؤمن بسدرة الديمة المنتهى ...لذلك فـ(لو) أخترق النبي الزمن بكل هذه السنوات الضوئية ورجع الى مكانه فصحيح أن عمره سيبقى كما هو لأن الزمن سيكون حينها صفراً لكن العوالم من حوله يبقى الزمن كما هو أي سيتم مرور كل تلك الملايين من السنين الضوئية !! لذى فلو كان عروج النبي حسب هذه النظرية بمعنى أنه كان سيرجع ولم يبقى أحد على قيد الحياة ؟؟ بمعنى آخر أن النظرية النسبية هي معاكسة تماماً لحادثة العروج التي تمت في اللازمن ؟!

2- نحن بيَنا النظرية النسبية لأنيشتاين لكي نثبت أن الزمن والمكان والمسافات هو متغيرونسبي في هذا الكون وأن الثابت في هذا الكون هو سرعة الضوء كما أثبيته علماء الفيزياء لحد الآن وأنه أسرع جسيم في الكون وأنه 299,752,458كم / ثانية وإن كان صحيحاً فمن هنا نفهم الآية القرآنية العظيمة في قوله (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)سورة الحج
فالله يقول لنا أن الأيام التي وضعها الله لنا في الكون هي كألف سنة مماتعدون , ومن المعلوم أن العرب كانوا يتبعون التقويم القمري للسنوات والقمر يلتف شهراً حول الأرض فبحساب مسافة المدار التي يدور عليها القمر حول الأرض [ وذلك بتجميع المسافة بين الأرض والقمر مع نصف قطر القمر مع نصف قطر الأرض ومن هذا الجمع نصل الى معرفة نصف قطر المدار الدائري للقمر حول الأرض ومن خلال هذه المعلومة نستطيع حساب محيط المدار والمسار القمري عن قانون محيط الدائرة والتي هي تكون مسافة المدار ] ونضرب هذه المسافة مع عدد الشهور القمرية التي هي 12 شهراً ونضربها بألف سنة ,,,, ومن ثم نقسم المجموع على اليوم الواحد التي هي 24 ساعة مضرباً 60 دقيقة مضروباً في 60 ثانية أي باستخدام معادلة السرعة التي تساوي المسافة المقسومة على الزمن فالحقيقة الرهيبة أننا سنستنتج الى نتيجة عجيبة وهي
( 299,752, 458كم/ ثانية !! ) وهي سرعة الضوء بالدقة ؟ أي كأن الله يقول لنا أن الله قد وضع الكون بالنسبة لثابت الكون وهي سرعة الضوء !!
-هذا مانفهمه من الآية طبعاً-

أما الآية القرآنية في قوله تعالى (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) سورة المعارج
فهي تعني يوم القيامة التي تعادل خمسين ألف سنة وعند مقارنتنا بسنواتنا فإن الذي يعيش مائة سنة فإنها تساوي مقارنة بهذا اليوم بثانية واحدة فقط !! لكي ندرك كم تساوي الثانية بالنسبة لعالم الآخرة ونقدر قيمتنا أمام الحياة الآخروية وكي لانتعجب بعبادتنا ؟

3- ومن الضروري أن نبين أن العلماء قد قاموا بتطوير الأبعاد الأربعة لإنيشتاين حيث تقول نظرية [ كالوزا-كلاين ] : (إنَّ الكون ذو خمسة أبعاد وأن البعد الخامس مُلتف على نفسه وفي بُعد صغير جداً ) وتم إعتماد هذه النظرية حتى عام 1975م وفي عام 1984م تمكن العالمان ( مايكل كلين – جون شوارتز) للوصل الى عشرة أبعاد ؟ تسعة للمكان + واحد للزمن ,, ثم أُضيف بُعد رقم (11) الى الأبعاد لتسمى النظرية بالنظرية الشاملة أو )نظرية M) وهي النظرية التي قامت بدمج النظرية النسبية العامة لأنيشتاين مع النظرية الكوانتية لماكس بلانك وحسب هذه النظرية فإن 8 أبعاد من هذه الأبعاد تكون ملتفة حول نفسها كالمِغزل , لذلك قد تكون المعجزات النبوية هي ضمن الأبعاد غير المعروفة السبعة أي ماعدا( الطول والعرض والارتفاع والزمن ) كون أنه لايمكن أن نجد لسنة الله تبديلاً وتحويلً كما بيَّنه القرآن ........
4- نريد من خلال بياننا للزمن المتغير أن نبين قيمة الزمن وماهي آخر ماتوصل اليه العلم الحديث وكم إستطاعوا بقدراتهم البشرية أن يجزؤا الزمن الى أجزاء متناهية من الصغر بحيث نعجب من هذه الثورة العلمية الهائلة فما بالنا بقدرة الله اللامتناهية , لنسترسل معاً في معرفة أسرع عملية زمنية حتى الآن :
* يقول الله تعالى ( وما أَمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ) ولمح البصر أثبت أنه قريب من 1/10 من الثانية أي جزء واحد من عشرة أجزاء الثانية
* لكن وجد أن طائر الكناري يُحرك جناحيه بسرعة 1/100 من الثانية
* ثم تم إكتشاف ان الفلاش في الكاميرات تكون سرعتها 1/1000 من الثانية
* وأكتشفوا أن مؤشر الأعصاب في أجسامنا 1/ مليون من الثانية
* وتوصل التكنلوجيا الى أن عمليات الكومبيوتر بـ( النانو sec) تعمل بهذه السرعة الفائقة أي 1/ بليون (مليار) من الثانية ,,وهي في إزدياد ؟
* وتبينوا أن سرعة تجزءة وإعادة تركيب الروابط داخل جزيئات الماء H2Oالمستمرة (كعمليات كيمياوية ) = 1/ ترليون (1000مليار) من الثانية
* ثم أكتشف ( العالم أحمد زويل المصري ) كاميرة ليزرية لتصوير العمليات الكيمياوية والحيوية بسرعة ( الفيتو ثانية ) أ 1/ 1000 ترليون من الثانية
* ثم هناك الاوتو ثانية ومن ثم الزيتو ثانية حتى وصل الى اليوكتو ثانية التي هي رقم 1 وأمامها 24 أصفار أي تقسيم الثانية الى هذا الرقم وإتمام العملية في هذا الجزء من الثانية !!! أي تقريباً تقسيم الزمن الى المالانهاية ,وهذا ماتوصل اليه البشر فما بالك برب البشر ؟؟

5- وقد بيَنا مفهوم المسافة لنبين ونتعرف على مفهوم أقل [ بعد ]ممكن أن نصل إليه فأقل بعد ممكن هو قطر الإلكترونات داخل الذرة حيث هو قريب من الـ 1/ 1000ترليون من المتر أي رقم وأمامها 15 أصفار ؟ وللعلم أن رأس الدبوس يحتوي على 1000مليار ذرة التي تكون في داخلها الإلكترونات !!
ولمعرفة سرعة الضوء عندما يقطع قطر الإلكترون نقوم بقياسها عن طريق المعادلة المعروفة السرعة =المسافة ( التي هي قطر الإلكترون المعلوم ) / الزمن ( الذي هو 300ألف كم/ثا )
فنستنتج أن سرعة الضوء تستغرق sec/10−-;---;--23
ولكي نستنتج منها أصغر زمن ممكن في الكون سنعتمد على القوانين الثابتة في الطبيعة وهي الجاذبية وسرعة الضوء وثابت بلانك [ الذي هو اصغر مقدار طاقة ممكنة ]
ومنها نحسب طول بلانك في القانون المعروف المعادلات الفيزيائية
ومن قانون الزمن = المسافة[ طول بلانك ] / سرعة الضوء

نستخرج زمــن بلانـــك الذي يعتبــر أصغر زمن ممكن في الكــون
وهو[ 10 أُس سالب 43] أي تقسيم الثانية الواحدة[ الى رقم 1 وتقابلها 43 أصفار] أي ماتعادل تقسيم الثانية الواحدة الى ترليون ترليون ترليون
أي بمعنى أن أصغر زمن في الكون تستغرق جزء من هذه الترليونات الثلاثة من الثانية ؟؟ وهو يُدعى بـ [ زمـــــن بــــلانـــــــــك ]
فإذا كان الله يدير الكون في زمن بلانك بمعنى أنه يدير الكون في اللازمن !!
فلو فرضنا أن عيوننا كانت بقوة زمن بلانك فإننا سنرى حركاتنا متقطعة وعندما يكون هناك جسمين أحدهما أقرب بقليل من الآخر بالنسبة لنا فسوف نرى الاول ومن ثم الثاني كون أن النظر يعتمد على مسافة الضوء المنعكس من الجسم نحو العين
لكن بما أن أعْيُنَنا لها قدرات محددة وهي مهيئة بحيث نستطيع أن ندير حياتنا فإننا لانحس بذلك ونحس أننا نرى ونشاهد الجسمين معاً ؟
6- ومن ثم يجب أن ندرك أن تعاملنا مع الأحداث الآنية لايعتبرآنية الحدث في حقيقته أي بمعنى أننا نتعامل مع الماضي دائماً فحتى عندما نقف اما شاشة الكومبيوتر مثلاً فنحن نعيش في الماضي في الحقيقة لكننا لانحس به وذلك لأن الدماغ كي يحلل مانقوم به أمام الكومبيوتر فهو يحتاج الى 80ملي ثانية الفترة الزمنية التي يحتاجها الدماغ لمعالجة المعلومات التي تصل اليه أي نحن نتأخر عن الحدث الآني فترة زمنية لانحس بها وهي 80 ملي ثانية أي بمعنى أننا نتعامل مع ماضي الأحداث !!
لذلك عندما نرى نجماً ما فإننا لانراه آنياً لأن الرؤية مشروطة بالضوء المنعكس على الجسم أو المنبعث منه ومن ثم تحليل الجسم عن طريق العين ومن ثم رؤيته والضوء كما هو معروف له سرعة ثابتة لكنه يعتمد على مسافة الوصول الينا , فلو فرضنا أن النجم يبتعد عنَا سنة ضوئية فسنرى النجم بعد سنة ضوئية من تحركها؟؟
إن مشكلة العلماء مع المسافات الهائلة بين النجوم والمجرات من أهم الصعوبات التي تواجه ,فعند جمع معلومات عن أي نجم فان تلك المعلومة التي تأتينا ستصبح قديمة بمجرد وصولها إلينا.لأنها تستغرق زمناً طويلاً بسبب المسافة الفاصلة بيننا وبين ذلك النجم ومثال على ذلك فان أقرب نجم إلينا هو (ألفا سنتوري) فإنه يصل ضوءه بعد 4 سنوات تقريباً إلينا,معنى ذلك أننا لا نعرف عنه شيئاً في اللحظة الحالية،فإذا تم انفجاره فلا نعلم إلا بعد مضى أربع سنوات على تلك الانفجار. وكذلك عند دراسة المجرات نجد أن أقرب مجرة إلينا (مجرة درب التبانة)هي مجرة الأندروميدا التي تقع على بعد مليونين من السنين الضوئية من مجرتنا أي أننا ما عرفناه عن تلك المجرة هو ما حدث منذ مليوني عام، وربما تكون قد انفجرت ونحن لا نشعر بسبب الزمن الفاصل بينها وبين مجرتنا. معنى ذلك أننا نرى الكواكب والنجوم المحيطة بنا في الماضي دائماً,,,, ومن هنا يقول الله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) سورة الواقعة

ولم يكن ملكات الإدراك عند المفسرين قد وصل لفهم هذه الآية التي تبين عِظَم القسم الإلهي لمعرفة مواقع النجوم التي أثبت العلم أننا من المستحيل أن نحدد مواقعها كون أننا نتعامل مع ماضي النجوم ,,,وينبني على ذلك أن أحداث أهل الأرض أيضاً التي تصل الى الكواكب البعيدة هي بالنسبة لهم هو حدث قد مضى عليه أي أن ماضي الأحداث عندنا سيصل إليهم ؟ بمعنى أنه لو كان هناك من يشاهدنا من الكواكب البعيدة فإنه سيرى ماضينا,, فمثلاً لو أن حادثة مثل طوفان نوح قد حدثت قبل 20 ألف سنة فإنه لو أمكننا ان نصل الى كوكب يبعد عَنا 20ألف سنة بزيادة يوم واحد فإننا عندما نصل وكان عندنا تلسكوب خاص يرى الكواكب بهذا البعد فإننا حينها سنقوم بتركيب التلسكوب نحو الأرض وفي المنطقة التي فيها حدوث طوفان نوح وسننتظر يوم واحد لكي نرى هذه الحادثة !!؟؟
ومن هنا ندرك أن الزمان والمكان متغير وأن الاحداث تنتقل باستمرار في الكون ؟؟!!
نأتي الآن للتعرف على العوالم في الكون وانواعها حسب ما وصل اليه العلم الآن فهو في تقدم مستمر ؟
7- فهناك عالم الثنائي الأبعاد 2Dوهو عالم مرتبط بمحور XوY فـ ( لوكنا في هذا العالم ) فإنه عندما نرسم دائرة ونضع داخلها نقاط معينة ونضع خارج الدائرة بضعة نقاط فإنه من المستحيل في هذا العالم أن تقوم بإدخال نقاط إضافية الى داخل الدائرة المغلقة أو القيام بالعكس ؟ لكن الذي يعيش في عالم ثلاثي الأبعاد 3Dونحن نعيش في هذا العالم أي المرتبط بمحور XوYوZفإنه من السهولة بمكان أن نضع نقاط إضافية داخل الدائرة المغلقة عن طريق المحور الذي نتمتع به وهو محور Z وهو في عالم 2Dمستحلية وشيء إعجازي!!
أما الذي يعيش في عالم رباعي الأبعاد 4D فإنه يستطيع ان يخترقنا نحن البشر دون أن يحدث ثقب فينا !! ونحن لانستطيع أن نتخيله بالعين مثل الجن والملائكة فالله أعلم لكنهم يعيشون في هذا العالم وبذلك هم يستطيعون أن يخترقوا أجسامنا دون حدوث الثقب أ والخدش فيه ومن هنا يتضح فتح صدر النبي وغسله من قبل جبريل عندما أُسري به وعُرِجَ به ؟ والله أعلم .... المهم من المعلوم أنه قد توصل العلم الى عوالم إضافية فهناك العالم الخماسي والسداسي وقد وصل الى حد العالم 26D؟؟
إذاً تبين اننا نتعامل مع عوالم مختلفة في الكون ومع أزمنة متغيرة ومع أمكنة متغيرة ؟؟ والسؤال هنا هو في أي زمن وفي أي مكان وفي أي عالم هو
اللـــــة عز وجل !!
والجواب هو أن الله غير مقيد بالزمان والمكان والعوالم فهو مزمن الزمان المكان ومبعد الأبعاد ومحكم الأحكام
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) سور ةالحديد
(فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق

محاولة تحليــل علمي لرؤية الأنبياء في الإسراء والعروج
وفي آن واحد؟

يتبادر الى الأذهان هذا السؤال فهو بالتأكيد كما قلنا قد يكون خرقاَ من خروقات نواميس الكون لكن عندما نحلله تحليلاً علمياً لكي نقترب من حقيقة الأمر فإنه من المعلوم أن علماء الفيزياء يتحدثون الآن عن الفيزياء الحقيقية العصرية والتي تثبت ( تركيب الأشياء ) super position أي الفيزياء التراكبية والتي تثبت إمكانية وجود جسيم واحد في مكانين وفي آن واحد أي في نفس الزمن ؟؟ وهنا قد نفهم علمياً كيف ذهب النبي الى المسجد الأقصى ولم يكن له وجود كمبنى وكيف التقى بالانبياء في المسجد وفي نفس الوقت وجد بعضهم في السماوت السبع بل هناك مرويات تقول أنه وجد أهل الجنة وأهل النار عند سدرة المنتهى ؟؟ لذلك علينا أن ندرك أن هذه الحادثة العجيبة هي لتحفيز قدرات البشر وهي لتفجير ينابيع العلم عنده والبحث العلمي والدراسة والترقي مع الحدث سواءً وصلنا الى عين الحقيقة أو لم نصل ؟

محاولة تحليل علمي لكيفية العروج ؟

كما ذكرنا سابقاً أنَّ آيات الكون وإختراق السماوات الموجودة في القرآن والتلميح بالنفوذ من خلالها والركوب على طبقاتها عندما نمتلك سلطان أي حجَّة أي عند معرفة قوانين النفوذ ؟ وبيانه أنه أمر غير معجز كما أخبرنا الله تعالى عندما قال
( وما أَنتمْ بمعجزين في الأرض ولا في السماء) ؟؟ وان إحدى تفاسير سدرة المنتهى هو : منتهى علم الخلائق ! أي هي ضمن الممكنات البشرية لذا فعلى البشرية التفكيرفي كيفية إدارة الله للكون وكيف تعمل يده في هذا الكون العجيب وهو يريد منّا ذلك سواءً وصلنا الى الحقيقة ام لم نصل ....

ولنسترسل معاً كيف فكّر علماء الفيزياء والرياضيات عندما فكروا في الكون وهل سنصل من خلال بحوثهم المكثفة ونظرياتهم الى كيفية إختراق النبي محمد السماوات والأكوان ؟
1- قلنا أن أنيشتاين كان لايستوعب خرق الكون لكن معادلاته الرياضية قاده الى أن الكون يوجد فيها ( ثقوب سوداء )؟ ونفس هذه المعادلات قاده أن هذه الثقوب قد إنهار جذبياً وهي ثقوب صغيرة جداً ولها جاذبية رهيبة تستطيع أن تجذب مجرات لها ملايين النجوم ؟و كل شيء يقترب منها حتى أنها تجذب الضوء لذلك لايمكن رؤيتها وتتبين كأنها سوداء .... وأنهم قد وصلوا الى أنه [لو] قُدِّر أن يقع فيه [ وهذا مستحيل فيزيائياًوممكن رياضياً] فإنه لايخرج الى الجزء الآخر من الثقب بل سينتقل الى كون آخر ؟؟ والمرور يكون عن طريق إسطوانة يسمى بـ( جسر أيشتاين روزين) وهو صديق انيشتاين ... ومن هذا الممر سيصل الى
ثقب أبيض المرتبط بكون آخر !!
وهو مايسمون أيضاً بـ ( الثقب الدودي ) الذي هو فيزيائياً ممر إفتراضي للسفر عن طريق مختصر خلال الزمكان ونظريته قائمة على ثقب أسود وثقب أبيض وكونان وزمانان يربط بين أفق كلاً منهما نفق دودي ...
وتفترض النسبية أن تتجاوز سرعة الضوء أو الوصول إليها شيء مستحيل بينما السفر خلال الثقب الدودي ممكن بزمن يتعدى زمن سرعة الضوء , بمعنى أوضح أنه [لو] ألتقت نقطتان وارتبطا سوياً عن طريق الثقب الدودي فإنه الوقت اللازم لعبوره سيكون أقل من الوقت الذي سوف يأخذه الضوء في رحلته خارج الثقب لذلك فالحقيقة هو إنقاص في الوقت وليست زيادة في السرعة....والآن يقوم العلماء بفرضيات أُخرى منها هو وجود هذا الثقب الدودي داخل الكون الواحد ؟ وهو مايقوم بتوصيل موقعين مختلفين في نفس الكون ويكون بذلك قادراً على وصول الى مواقع بعيدة في الكون بخلق طريق مختصر خلال المكان والزمان ويسمح للسفر بينهم في زمن أسرع من سرعة الضوء في الفضاء الواحد الذي يكون منحنياً وهذا الجسر أو الثقب يمثل أقصر مسافة بين نقطتين بعيدتين على هذا المنحني الكوني وهو مايسمى بجسر انيشتاين –روزين وبالتالي تختصر المسافة بين أبعد نقطتتين وبالتالي تصل بسرعة أسرع من الضوء نفسه !!

ثم جاء العالم ( روي كير) ليثبت أنه [ لو ] ان الإنسان وقع في منتصف الثقب الأسود وليس الحافة فهو لاينجذب بل سينفذ في اللازمن ؟؟ وسيعبر عبر جسر أنيشتاين روزين الى الثقب الأبيض !! وسيصل الى كون آخر

وعلماء الناسا يقولون الآن أن هذا الثقب الأسود له حافات بيضاء تسمى بـ( أُفُق الحدث) فيقولون أنه لو تمكن أنسان عبور أفق الحدث وهو يتحرك بسرعة الضوء فسيمرعليه كل الماضي وكل المستقبل بلحظات أي أنه سيرى كل الكون من بدايته ونهايته كشريط سينمائي !! لذلك قد يكون هو طريق النبي بالفعل في رحلة العروج وكما بيَّنته الرويات في كتب الصحاح حين عودته من رحلة العروج أنه قال : (أوتيت علوم الأولين والآخرين ) ؟؟
فلو فرضنا أن النبي قد عُرِج به عبر منتصف الثقب الأبيض فهو سيمر عبر الممر الى الكون الثاني في اللازمن ومنه عبر منتصف الثقب الاسود للكون الثاني وعبر الممر سيصل الى الكون الثالث في اللازمن وهكذا فإنه يوافق تماماً إمكان عروج النبي وإختراقه كل هذه المسافات في اللازمن وهي تناقض النظرية النسبية في توقف الزمن عندما يكون داخل آلة عابرة الزمن لكن يبقى الزمن كما هو فيما حوله وهنا يمكننا فتح شِفرة العروج وهو في إمكان عروج النبي في اللازمن وعودته في اللحظة مع بقاء الزمن كما هو في بيئته ؟

والآن قد أدرك بعض علماء المسلمين أن القرآن قد ذكر هذه الثقوب وسمّاها الطارق في قوله تعالى( وَالسَّمَاء وَالطَّارِق وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) سورة الطارق
ولأهميتها فقد ذكرها القرآن وأكَّد على هذا الإسم ومن ثم قام بتعريفها واوضح انه النجم الثاقب للكون !! وبما ان من مهمتها هو ان تبتلع كل نجم يقترب منها بل قد تصل الى قدرتها بجذب حتى المجرات لذلك أطلق بعض المفسرين الجدد أنها أيضاً المعني بها في سورة التكوير ( فَلا أُقسِم بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ) فهو المخنس الذي لايُرى ويكون مختفياً والذي يعمل كمكنسة ليكنس الكون بجذب الكواكب والنجوم إليه !!

2- لكن من المستحيل أن يعرج النبي بجسمه لأنه حتى المعادن القوية جداً لا تتحمل درجات الحرارة العالية الموجودة في الكون ولذلك ذكرت المرويات على أنه قد أوتي بالمعراج ؟ كما في المروية ( ثم أوتيت بالمعراج ) أي انه أُصعِدَ بالمعراج والمعراج هو آلة للصعود !! فكيف نصل الى هذه الآلة ؟
قلنا أن أنيشتاين كان لايؤمن بآلة الزمن لكن صديقه ( كورد كولدن) جاء ليتحدث عن آلة الزمن وقال أنه يمكن إختراق الزمن والتبحر في الماضي ؟؟ولو أنه أصطدم بما يقال ( متناقضات الزمن ) [ أي كيف سيذهب الى الماضي ويقوم بتغير الأحداث كي لاتأتي أحداث ما الى المستقبل !! ] لكن كان الجواب في هذه المعضلة هو ( فيزياء الكم ) التراكبية ...........
ثم جاء العالم الكبير ( إسحاق ازيموث ) ليطرح نظرية علمية خيالية وتحدث عن [ آلية الزمن الخرافية أو الخيالية ] ؟؟ وسمي بـ [ محرك الدفع الإنخرافي ]
وهو محرك يعمل حسب نظريته على تشويه المتصل الزمكاني وكأنه جسم عملاق كبير فإذا الإنسان ركب مركبته الكبيرة العملاقة وجاء عند الجزء المشوه من الكون الناتج عن الكوكب الكبير فإنه سيتحرك ويدور حول الجزء المشوه [أي جراء تشويه الكون من قبل الكوكب حسب وزنه وكتلته كما ذكرناه من قبل عن نسيج الكون ] وسيدور بسرعة هائلة تصل الى سرعة الضوءحول هذا الجزء المشوه وحينئذٍ يستطيع أن يخترق الزمن ؟
وقد أكَّد العلماء منهما ( هارت ) و( كارت) أنه لدينا الإمكانية حسب قوانين وقواعد فيزياء الكم أن نقوم بصنعه في سنة من السنوات لكن يراد لها طاقة هائلة جداً جداً جداً ولا وجود لها الآن ؟؟

2- لكن لكي نصل الى هذه الطاقة الهائلة جداً فإن بعض العلماء جاءوا بعد أنيشتاين ليتحدثوا عن ( الطاقة السالبة ) و ( المادة السالبة ) وهو بحث معقد جداً ,, وقد كانوا يعتقدون أنها مجرد فرضية رياضية , لكن تم التوصل الى إثباته فيزيائياً وجاءت فيزياء الكم لتثبت ( الطاقة السالبة ) !! وأنها ممكنة وهم الآن يقومون بدراسات مكثفة عن ( المادة السالبة ) ؟ ويقولون [ لو ] أمكن جمع كمية مناسبة من ( المادة السالبة ) فقد يستطيعوا أن يخترقوا الفضاء عبر نظرية إسحاق أزيموث وآلية الزمن الخرافية والدفع الإنحرافي !!

* إذاً تبين أن الإنسان قد يمتلك القدرة [ولو فرضياً ]على أختراق الأكوان عبر الثقب الأسود والعبور الى الثقب الأبيض عبر جسر انيشتاين روزين وفرضية الثقب الدودي الى كون آخر وهكذا ,,,,وفي اللازمن
* ووضع آلية ( محرك الدفع الإنحرافي ) حسب نظرية إسحاق أزيموث كآلية عملية للنقل في هذا الكون
* والحصول على المادة السالبة لدفع الآلة كطاقة هائلة جداً يمكن بواسطتها دفع المحرك الآلي, لكي تخترق الكون في اللازمن

وحينها [ قد] تصل الى سدرة المنتهى الذي ينتهي إليه علم الخلائق ؟؟

طبعاً كما قلنا هو موضوع معقد لكنه يستحق البحث والدراسة ....
وقد يكون كل مابيّناه من تحليل خاطئاً فكما قاله العالم الفيلسوف المتخصص في فلسفة العلوم ( كارل بوبر ) : [أن الحقيقة تبقى مفهوماً ميتافيزيقياً ,,, أي عندما تصل اليها قد لا تعلم أنك وصلت , وأن المنهج العلمي قائم على مبدأ المحاولة والخطء باستمرار وأن النظريات العلمية في حقيقتها يجب أن تكون قابلة للدحض لا قابلةً للبرهان ؟ ] فنحن بشر ولهذا خُلِقْنا وهو مُراد الله فينا أي أن نبحث ونُفَسِّر ونحلل ونفهم كيف تعمل قدرة الله في الكون , ومن أهم آيات الله هي آيات حادثة الإسراء و العروج فهي آيات إختراق الأكون والزمان والمكان ....



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش وخلفيتها الآيدولوجية السلفية وأخطبوطية الدعم !!
- زواج السيدة عائشة بعمر 9 سنوات مغالطة تاريخية ومناقضة قرآنيا ...
- مفهوم السارق في القرآن
- الخَمر وحُكمه في الإسلام
- بيان معنى كلمة( الضرب ) ومفهوم (القِوامة) في القرآن !
- هل نحن أمام تشكيل محور أقليمي جديد برعاية سعودية بعدالإنقلاب ...
- لا رجم في القرآن !!
- دحض ما رُوج في السير النبوية (الدراما التاريخية عن هولوكُست ...
- الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟
- من هو الشهيد في القرآن
- المفاهيم الصحيحة للجهاد والقتال في القرآن !
- الرد على من إتهم المسلمين بالإرهاب وبشَّرَ بسماحة المسيحية ؟
- هل أسقط عُمر الإمبراطورية الكوردية أم الفارسية وهل ظلم شعوب ...
- رسال الى عيسى عليه السلام ......من باب الخيال الوجداني
- حقيقة ميلاد المسيح والمسيحية والموروث الثقافي للطقوس المسيحي ...
- ملك اليمين
- نشأة الدولة السعودية المتغلفة بالحركة الوهابية وفرضها على ال ...
- الرقيق في الإسلام هل هو تحرير وعتق أم إستعباد؟
- يبدوا ان العلاقة الامريكية الايرانية تحول من زواج التمتع الى ...
- تيار الحركة الكوردية في غرب كوردستان أتخذ المسار الخطء وعليه ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هفال عارف برواري - دراسة قضية الإسراء والعروج [قرآنياً-علمياً]