رديف مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 23:28
المحور:
حقوق الانسان
انتهاكات حقوق الانسان في سوريا:
يدرك القاصي والداني بان النظام السوري ارتكب ولازال مستمرا بارتكاب انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق بحق المدنيين السوريين لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية الحديث ترتقي بالفعل الى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية قتلا وتعذيبا وتشريدا وحصارا وتجويعا واغتصابا واعتقالا واختطافا استخدم فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة برا وجوا بما فيها المحرمة دوليا كالقنابل العنقودية وغاز الكلور والغاز الكيماوي تلته الانتهاكات الفظيعة والممنهجةلقطعان داعش الارهابية والتي رغم بشاعتها لم توازي ما ارتكبه النظام المجرم من حيث حجم الجرائم ومن حيث عدد الضحايا رغم انها تصنف أيضا في خانة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ،تلتهما جبهة النصرة في ارتكاب العديد من الانتهاكات في الاعتداء على حق الحياة احيانا وكثيرا من الاحيان بالاعتداء على الحق في الحرية وعدم التعرض للاعتقال التعسفي والتعذيب والاختطاف القسري و القتل والاعدامات الميدانية واقامة الحدود وهدر حقوق المراة ،أيضا بعض فصائل الجيش الحر ارتكبت انتهاكات لايمكن وصفها بالممنهجة والواسعة النطاق اندرجت في اطار الاعتقال التعسفي والاختطاف القسري والتعدي على الاملاك العامة والخاصة وتنفيذ بعض الاعدامات دون اتباع معايير المحاكمة العادلة فضلا عن قوات وحدات الحماية الشعبية الكردية والتي تورطت أيضا في انتهاكات تتعلق بالخطف والاعتقال التعسفي وممارسة التعذيب وقمع الحريات ومنع حق التظاهر السلمي وتجنيد القاصرين .بمعنى ان هناك انتهاكات على أربعة مستويات في سوريا المستوى الأول انتهاكات النظام والميليشيا التابعة له ,المستوى الثاني جرائم داعش التي تتساوى مع جرائم النظام ببشاعتها ولكنها تختلف من حيث حجمها المستوى الثالث انتهاكات النصرة والتي تختلف عن سابقتيها من حيث الحجم ودرجة البشاعة المستوى الرابع هي الانتهاكات التي تورط فيها بعض فصائل الحر وقوات وحدات الحماية الشعبية الكردية وتوصف بكونها اقل نطاقا وغير ممنهجة في الكثير من الحالات . لا شك أن جميع هذه الانتهاكات هي محل ادانة واستنكار وينبغي وقفها فورا وعدم ترك مرتكبيها بالافلات من العقاب واخضاعهم للمساءلة والمحاسبة ،واذا ما تركنا داعش جانبا كونها قوة غير سورية أصلا فان أي مقارنة بين جرائم النظام وانتهاكاته وبين انتهاكات المعارضة والجيش الحر والقوات الكردية بهدف المساواة بينها هو ضرب من الغباء والانحياز السافر للنظام وكل ناشط حقوقي أو مدني يساوي بين هذه الانتهاكات يعتبر عالة وعارا على هذه المهنة النبيلة في الدفاع عن حقوق الانسان خصوصا وان النظام يعتبر هو المسؤول عن حماية حقوق الانسان وفقا للقانون الدولي .
رديف مصطفى محامي ومدافع عن حقوق الانسان
21/5/2015
#رديف_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟