أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - خدمة الكلاب














المزيد.....

خدمة الكلاب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 19:02
المحور: كتابات ساخرة
    


لو أنك طوال حياتك تخدم مسئولا في الحكومة أو في القطاع الخاص وأخطأت معه خطئا واحدا صغيرا وغير مقصود بعد عشرين سنة من الخدمة لتناسى لك ذلك المسؤول خدمتك الطويلة له ولأنزل بشخصك أشد أنواع العقاب ولتم بحقك توقيع أقصى أنواع العقوبات, ليس تماما ولكن هذا ما يحدثُ دائما, الإنسان بطبعه يحفظ الجميل ومن طبعه أيضا عدم حفظ الجميل بتاتا,ذاكرة الإنسان ضعيفة ومتوترة والإنسان كثير النسيان, والنسيان بحد ذاته نعمة أنعم الله بها على الإنسان, فبنفس الوقت الذي ننسى به من خدمنا ننسى به أيضا من أساء إلينا وجرحنا , الإنسان من طبعه الوفاء ومن طبعه أيضا عدم الوفاء مطلقا, الإنسان إجمالا لا يحفظ ولا يتذكر من يمد يده ليطعمه في أغلب الأحيان ينسى, والكلابُ أكثر وفاء من الإنسان , الإنسان بمجرد خطا واحد وبسيط ينسى لك كل ما كنت تفعله حتى ولو خدمته خمسون عاما دون انقطاع فبمجرد خطأ واحد معه ينسى لك الخمسون عاما من الخدمة معه.

في قصة استذكرها منذ الطفولة عن وزير خدم الملك أو خدم الأمير في غابر الزمان أكثر من 20 عشرين سنة بأكملها, وبعد الربع قرن أخطأ الوزير مع الملك خطئا واحدا فقرر الملك أو الأمير على ما أظن أن يرمي بالوزير إلى الكلاب لكي يأكلنه حيا عقابا له, وطلب الملك أو الأمير من الوزير أن يطلب طلبا أخيرا يحققه له قبل أن يموت, فقال الوزير:

التمسُ من جلالة الملك أن يمنحني شهرا واحدا أخدم وأطعمُ فيه الكلاب التي ستأكلني.

فوافق الملك على طلب الوزير وأعطاه مهلة شهرٍ واحد يطعمُ فيه الكلاب ويخدمها, ومضت الساعاتُ والأيامُ والأسابيع في خدمة الوزير للكلاب وهو مستمتعٌ في الخدمة مع الكلاب وفي خدمة الكلاب وجاء اليوم الذي قرر فيه الملك أن يقدمه وجبة أخيرة للكلاب, فقام الحرس بتجريد الوزير من ملابسه ورموا به إلى الكلاب فما كان من الكلاب إلا أن اقتربت رويدا رويدا من الوزير دون أن تنهش لحمه بل كانت تتنفس بجانبه بكل حنية, مما أثار نعرة الملك وقال للوزير: ما هذا لماذا لم تأكلك الكلاب؟ فقال له: يا مولاي أنا خدمت الكلاب مدة شهرٍ واحدٍ وهي لم تنسى خدمتي لها طيلة الشهر الماضي, وأنت خدمتك 25 سنة أي ربع قرنٍ من الزمان ومع ذلك نسيت خدمتي لك, إن الكلاب يا جلالة الملك تحترم العيش والملح, وأرجو منك أيضا أن تحترم أنت أيضا العيش والملح معك, فتبسم الملك وعفا عنه وأعاده للخدمة.

قصة جميلة؟

تصلح للأطفال؟.

أليس كذلك؟
هذا يحدث أحيانا بين الزوجين بحيث من الممكن أن يخون الواحد منهم الآخر مرة واحدة في العمر فيعاقبه الآخر بالهجر وبالطلاق نهائيا, من الممكن أن تحدث بين الناس الذين ينسون الوفاء بسرعة, يجب علينا أن نتعلم درسا من الكلاب, وبالمناسبة أيهما الأصح نحن أم الكلاب؟ الأمير الذي نسي خدمة الوزير أم الكلاب نفسها؟ نحن أحيانا نفعل معروفا لأحد الناس فينساه الناس بسرعة, يحدث هذا سياسيا في مؤسسات ومنضمات المجتمع المدني حيث يقوم أحد الأشخاص بخدمة مجتمعه المحلي وعند الانتخابات يرشح نفسه بناء على ما قدمه لمجتمعه المحلي من خدمات فينسى المجتمع المحلي خدمة المُرشح ولا يقدمون له أصواتهم, أيهما أصح؟ الإنسان أم الكلاب؟ إذا كانت الكلاب أوفى منا وأفضل منا وأحفظ للجميل منا فأُخْ أُتفوه علينا وعلى عيشتنا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ميلادي-12-5-1971
- صناعة السِبح من حلمات الارمنيات
- هذا في اسبانيا
- العرب والهند
- هل الإسلام دين تبشير أم دين تدمير؟
- الظالمون
- اليهود والعرب خارج فلسطين أصدقاء وداخل فلسطين أعداء
- مليونير أردني
- الجمعة العظيمة
- حاول أن تفهم الحياة
- دعارة دينية
- هل من الممكن أن نعتبر القبيلة مؤسسة مجتمع مدني حديثة؟
- رحل عنا شوكت علاونه
- رعب الكتابة
- أُمة كلها جهل وتخلف
- أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة
- كتابي: طراطيش حكي
- الناس تكرهني ولكن يسوع يحبني
- يا قليلي الإيمان
- المؤمن المسيحي أقوى إيمانا من المؤمن المسلم


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - خدمة الكلاب