خالد الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 08:11
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
عندما يصرّح خامنئي علناً بمواصلة تدخل بلاده السافربشؤون دولة عربية مثل البحرين فيعني ذلك أنّ طهران لم تغيّر شيئاً من سياساتها تجاه الدول العربية ولم تتراجع قيد أنملة عن سياسة تصدير ثورتها الى دول الجوار والتي انتهجتها قبل ما يقارب الأربعة عقود. نلاحظ بأنّ خامنئي عندما قال "إن شعوب اليمن والبحرين وفلسطين شعوب مظلومة ونحن ندعم المظلوم بقدر ما نستطيع". لهي سياسة ثابتة يتبعها نظام الملالي في إيران. فهذه نفس السياسة التي تعتبر البحرين جزء لا يتجزء من إيران و تستبيح البلاد العربية تحت مسميات فضفاضة. يظهر التدخل الإيراني في الدول العربية مؤطر لبناء إمبراطورية إيران القديمة التي هي في المناسبة لا تلقَ الترحيب في الدول العربية. لكن رغم ذلك فقدأصبحت سياسة التوسّع الإيراني على حساب قضايا عربية مثل القضية الفلسطينية والتي تستخدمها طهران كشمّاعة للتكفير عن نهجها التوسعي في المنطقة العربية باتت أمراً مكشوفاً لمعظم الشعوب العربية.
طهران، رغم ما تظهره من تغيير نمطي في سياساتها الإقليمية بعد مجئ روحاني للسلطة إلاّ أنّ الواقع شئ آخر، لأنّ من يتخذ القرار في إيران هو خامنئي وليس سواه. فتصريحات خامنئي الآخيرة التي أكد فيها على أنّ بلاده ستساعد الشعوب المظلومة في المنطقة، يعني بالحرف الواحد سياسة ممنهجة تسعى لتصدير الثورة لتلك الشعوب. وإنّ مقولة المظلومين المنمّقة في خطاب المسؤولين الإيرانيين لهي قمة التدخل في الشؤون العربية. والأدهى من ذلك فإنّ تهديد خامنئي لدول الخليج عامة و مملكة البحرين خاصة هي سياسة إيرانية ثابتة لم تتغير بتغيير الرؤساء في إيران . من هذا المنطلق فإنّ البحرين تبقى أمّ المشاكل بالنسبة للعلاقات العربية الإيرانية لتظهر حيناً بصورة "نصرة المظلوم" أو" دعم الربيع الإسلامي" أو أحياناً بخطاب أكثر وضوحاً لدى بعض المسؤولين الإيرانيين بتسمية البحرين "المحافظة الإيرانية السليبة" لكن رغم ذلك تبقى البحرين في صميم المشاكل العربية الإيرانية الى أن تتغير سياسة طهران تجاه الدول العربية.
#خالد_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟