|
تطوير الذات وبناء الشخصية
شجاع عدي الحمادي
الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 14:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بسم اللة الرحمن الرحيم {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الرعد: ١-;-١-;-]. مثال توضيحي س/ ثلاثة طيور تقف على الشجرة . وقرر واحد منها أن يطير . فكم بقي من الطيور على الشجرة ؟ ج / طبعاً بقى ثلاثة ، لأن واحداً منها قرر أن يطير ولم يطر بالفعل ! وبالتالي فلم يتغير شيء من واقع الحال . هنا .... ليسأل كل واحد منا نفسه : كم مره قرر أن يفعل شيئاً ولم يفعله ؟! فبقي الحال على ماهو عليه وربما أسوء . أنه ليس كافياً أن تتمنى أو ترسم أو تكتب لنفسك أهدافاً ، إنما يجب أن تسعى لتحقيقها . * إذا قابلتك مجموعة من المهام والمسؤوليات بعضها ثقيل وبعضها خفيف وممتع ، فأبدأ بالأمور الثقيله وستجد بإذن الله الوقت لعمل الأمور الممتعة ، بل أن الأمور الممتعة ستكون أكثر إمتاعاً عندما تنجز قبلها الأمور الصعبة ، والعكس صحيح .
مفهوم التطوير الذاتي: التطوير الذاتي له مدلولات كثيرة فتربية النفس هو تطوير لها ،، وإدراة الإنسان لذاته إدارة إيجابية هو تطوير وارتقاء بالإنسان .. ومن الواقع أن يتم تطوير الإنسان تلقائيا منذ ولادته فتقوم الأسرة والمدرسة والمجتمع بتطوير الإنسان وتربيته وتنشئته على الأخلاقيات وتعويده لان يطور ذاته . ولكن تدخل الإنسان في تطوير ذاته هو من أهم وأجل الأعمال التي يقوم بها ليتمكن من تطوير ذاته .. وقد أكد أفلاطون في فلسفاته أن تربية الإنسان لذاته لها وقعها في النفس أكثر بكثير من تربية الآخرون له . ولذا فهو يؤيد أن يطور الإنسان ذاته ويكسبها سلوكيات إيجابية ونبذها للسلوكيات السلبية فمن هذا المنطلق يتضح أهمية تطوير الذات وقد تسابق علماء الإدارة وعلماء الأخلاق وعلماء النفس والاجتماع في تأليف الكتب وإعداد المحاضرات في أهمية الذات إذ أن تطوير الذات مهم سواء على المستوى الفردي أو المجتمع .. ولا يمكن في نظري أن يستقيم وضع الأسر والمجتمعات ما لم يكن تطوير الإنسان لذاته فعال ومستمر ولا شك أن الله سبحانه أودع في ذات الإنسان مهارات وقدرات يجعلها تساهم في تطوير الإنسان لذاته . لذا فأن الجميع يحاولون ان يطورون ذاتهم ويطورون شخصيتهم فعليكم جميعآ ان تثقون بشخصيتكم أولآ وبعدها سوف يتم عكس شخصيتك على من حولك وهنا سوف اشرح لكم كيف تقومون بتطوير ذاتكم وبناء شخصيتكم. إن الناس من حولنا يحكمون علينا من خلال سلوكنا الظاهري ، إنهم يعاملوننا بعد أن يترجموا حركاتنا ونظرات أعيننا بل وطريقة كلامنا ، فكل ما يصدر عنك ‘ ما أن يكون لك أو عليك وتقدير الناس لك هو لمدى ثقتك بنفسك فمثلاً: • فإن كان صوتك مرتعشاً . • وحركات يديك مهتزة . • وعضلات وجهك متجهمة منسدلة وعيناك متسعتان. • ورجليك تهتزان فاعلم أن ذلك يشير إلى شخصية ضعيفة مهتزة .. غير واثقة . • أو اليد أو اللوازم اللفظية .. كتكرار كلمة ( مثلاً نعم أو يعني .. ) كلها تشير إلى شخصية غير ناضجة . والواقع المشهود يقول إن النجاح في بناء الشخصية القوية لا يأتي إلا بمواصلة الجهد والمثابرة . لذا فإنه يجب أولاً أن تشعر بأنك شخص له قيمة حتى يشعر الآخرون بأهميتك وعليه فإننا نقول ان قيمة ذلك لا تؤكد أولاً من قبل الآخرين بل منك أولاً .. فأنت شخص قدير وناجح وواثق إذا تصرفت كذلك.. فإذا اعتمدت على تقييم الآخرين .. فإن الناتج هو ما يعتقده الآخرون حولك ، إنك بقواك الكامنة ومكامنك المدفونة ومواهبك المميزة تستطيع أن تبني حياة جديدة . فلا مكان هنا للتريث .. فلقد وهبنا الله ملكات وقدرات نستطيع إن أحسنا استغلالها عمل المستحيلات .. غير أننا في بعض الأحيان لا نحسن استغلالها .. فلهذا ابدأ الآن في التغير ولا تقلق على أمنية يلدها الغيب القادم فإن هذا التسويف والإرجاء لن ينفعك في شيء . يجب عليك أن تعيد تنظيم حياتك بين الفينة والفينة فأنت أحياناً تجلس أوقاتً لا بأس بها في تنظيم مكتبك وأدراجك. ألا تستحق حياتك مثل هذا الجهد .. وبعد كل مرحلة تقطعها أن تعيد النظر فيها . فالإنسان أحوج ما يكون إلى التنقيب في أرجاء نفسه ليعرف مواطن الخلل والضعف. فالبداية في كل شيء صعبة . ولكن النهاية مريحة ومثمرة بشرط مقاومة التحديات والمصائب بقوة وعزم وأن تصبر على التغيير والنجاح وتحارب الإحباط واليأس والقنوط.
من صور الشخصية الضعيفة : هناك صور في الحياة تمثل الشخصية الضعيفة الغير واثقة والتي يفضل أن يتجنبها الإنسان لأنها تعطي صور سلبية عن ذاته من أهمها : • امتداح الآخرين وبكثرة على شيء متعلق بنفسك أو قمت به . { مثال : جزى الله خيراً فلان فلولاه ما كنت شيئاً ، أو .. هذا ليس ذكاءً مني ولكن بمساعدة فلان } . • الإكثار من الاستدلال من كلام الآخرين . { قال صديقي محمد .. قال فلان ..} . • عدم طلب حقك حياء من الآخرين { مثل الباقي من الفلوس إن كانت قليلة لا تأخذها أو لا تعدها البائع } . • السماح للآخرين باستخدام ألفاظ وضعية وسيئة ضدك . { مثل : سمين ، مضحك ، غبي ..} . • أو قال أحدهم في أحد المجالس " يا غبي ، يا تافه " وعلى الفور أدرت رأسك باتجاهه وكأنه يقصدك .. • تكرار بعض اللوازم الحركية { مثل " الكحة " أو " تحريك اليدين وباستمرار وبشكل غير طبيعي " .. أو " الاستمرار في قرع الطاولة " أو "رفع الحاجبين " وهكذا. • وهناك صور أخرى تدل وبشكل واضح على أنك تحمل أفكاراً ومشاعر سلبية حول نفسك نورد منها : 1. تذعن لزملائك وبشكل دائم في اختيار الأماكن والمواضيع والأوقات علماً بأن عندك من الأفكار والمشاريع الشيء الكثير .. 2. لا تشارك غالباً في مناقشة المواضيع علماً بأنك ملم بأغلبها وعلى اطلاع على معظم عناصرها .
كيفية بداية تطوير الذات يبدأ تطوير الذّات برسم خطّة، لما تريد أن تنمّيه في نفسك، فإن كنت ضعيف الشخصيّة، أرصد نقاط ضعفك واعمل على تقويتها، إن كنت ضعيفاً في الإلقاء، خذ دورة في هذا المجال أو تمرّن على التكلّم بصوت عالٍ في غرفة مغلقة، واجعل نفسك تتحدّث بصوت مسموع وراقب نفسك و إن أخطأت فكرّر المحاولة. إذا كنت لا تجيد الإنجليزيّة، تعلّمها، وابدأ من الصّفر، ستمضي سنةً واحدةً، وسترى نفسك قد أجدتها تماماً أن تعلم أي لغة أخرى لتزيد مهاراتك، من يدري ربّما تسافر مستقبلاً فتنقذ نفسك باللّغة الجديدة التي تعلّمتها. مارس ما تحب إن كنت جيّداً في الرسم، لما لا تتعلّم أساسياته، وتحترف الرّسم، وتشارك بالمعارض، وتصنع نفسك، إن كنت ذا ملكة أو موهبة، طوّرها واصقلها، ستضيف ميزة أخرى لك. تطوّع، واختلط بمؤسسات المجتمع المحلّي، الاختلاط سوف يكسبك مهارات، كالإدارة، والقيادة، وتعلّم واكتشاف أشياء جديدة، سوف تتعلّم كيف تتعامل مع النّاس؟ وكيف تجذبهم إليك. الإنسان يحتاج إلى تطوير نفسهُ والإرتقاءِ بها والتغيير إلى الأفضل وجعل النّفس والرّوح والعقل والقلب تندفع لأمور إيجابيّة في حياة الشخص ، والجميع يبحث عن الأفضل سواء كان في العمل أو في الحياة الإجتماعيّة وفن التعامل مع الناس وكل هذا لا يتحقّق سوى بالتغيير والإجتهاد على النّفس للوصول إلى ذات تَحْلُم بها وجعلها أفضل من غيرها ، والجميع يبحث عن تحقيق الذات. وهذه صفات إتّصفَ بها من إستطاعو تحقيق ذاتهم • يتقبّلون شخصيتهم كما هي ويتقبّلون شخصيات الآخرين كما هي : فهو يتقبّل شخصيّتهُ بما فيها من مزايا وسيّئات ويحاولون الإجتهاد على أنفسهم لا على غيرهم. • يهتمون بالمشاكل أكثر من تركيزهم على ذاتهم : هم يعلمون أن الحياة خلقت وفي جيوبها مشاكل فهم يسعون لحل مشاكلهم وإيجاد الحلول ، دون النظر إلى ما يرغبون بهِ. • يسعون دائماً لإسعاد الآخرين : فهم أناس يعتمدون بشكل كبير على حسّهم الفكاهي، ويحاولون إسعاد غيرهم ، لأنّهم يعلمون ان الجميع لديهِ مشاكل فهم يحاولون التخفيف عن الناس . • العفويّةِ في سلوكهم والتلقائيّة في كلامهم : فهم لا يتصنّعون أو يفعلون أشياء لهدف أو إتباع سياسة العيش للأقوى ، بل العيش للأفضل . • يقيمون علاقات قليلة من الناس وليست بكثرة : الصحبة من أحد أهم الأسباب التي تؤثّر على الشخص فهم لا يصاحبون إلاّ الأشخاص الذين يزيدون من تطوّرهِ وجعل حياتهِ للأفضل . • يدركون الحقيقة بشكل كامل ، ويتحملون التأقلم بتأرجحها بين الشك واليقين : يعلمون الحقيقة بشكل كامل ولا يحاولون إنكارها أيداً ، ويتقبّلون تقلّبات الحياه بين الشك واليقين . • ينظرون إلى الحياه نظرة موضوعيّة : ليست الحياة شاغلهم الوحيد ، هم ناس يبحثون عن تحقيق ذاتهم فهم يعيشون ويموتون لأجل هذا الهدف وليست لمادة أو أي شيء آخر . كيف تحقق ذاتك !!؟ • كن مع الله : فالله وحدهُ من يمتلك القوة والعظمة والرحمة وكل ما تتخيّلهُ هو بيده . • جرّب الجديد ولا تلتصق بالقديم : لأنّ ما فات قد فات إبحث عن الجديد وطوّر منها • مارس حياتك وكأنك طفل : حتى يولد عندك الإهتمام الكامل ، وحتّى تغرق في حياتك بكلَ ما فيها . • ليكون لكَ رأيك المستقل : لا تتغيّر من اجل أحد أو لإرضاء أحد كن أنت صاحب الرأي حتّى لو يختف مع الآخرين ، ليولد عندك حب الذات وتقبّل الآخرين لإختلاف آرائهم .
تحمّل المسؤوليّة . • إعمل بجديّة وبقوّة في ما تقرّرهُ . • حاول أن تكتشف عيوبك والأشياء السيّئة التي تفعله فهي تزيد من القوّة الشخصيّة . • كن مخلصاً وتجنّب الإيمان بالمظاهر : كن جيداً مع الآخرين وابتعد كل البعد عن المظاهر والتعامل مع الناس بهذا الشكل . • إبحث عن صنع الذات : لا تبحث عن شيء في الدنيا إلاّ أن تصنعَ من نفسك فقط فإن حققتها تحقق لكَ كلّ شيء .
#شجاع_عدي_الحمادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-اصنع من نفسك شيئا جميلا-
-
الشخصية الكارزمية كيف تتكون
-
خطة لإعادة رسم خارطة العراق من خلال مشروع بايدن
-
الاصول الفكرية والدينية للاستراتيجية الإسرائيلية
-
مستقبل الحشد الشعبي في العراق
-
الحركة السنوسية في طرابلس الغرب
المزيد.....
-
في أول كلمة بعد سريان اتفاق الهدنة.. نعيم قاسم يتحدث عن -انت
...
-
تدوينة للسيسي في -يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني-.. والخارجي
...
-
الجيش السوري: حيدنا مئات الإرهابيين
-
مهندس -خطة الجنرالات- يكشف أخطاء إسرائيل في لبنان وغزة ويقتر
...
-
انتشال جثتين وإنقاذ 28 مهاجرا قبالة السواحل التونسية
-
أمين عام حزب الله نعيم قاسم: انتصارنا اليوم أعظم من تموز 200
...
-
مأساة في نيجيريا: غرق قارب يخلف أكثر من 100 مفقود في نهر الن
...
-
لماذا تشهد برلين ارتفاعاً حاداً في الهجمات المعادية للسامية؟
...
-
إيران تكشف خطط توسعها النووي وتتفق مع دول أوروبية على -الحوا
...
-
كوليبا: بايدن يفكر بعقلية الحرب الباردة
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|