القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
79
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة التاسعة والسبعون
دازار يوسف
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
القاضي منير حداد
طال إرهاب الدولة الصدامية، فئات العراقيين كافة، ببشاعته.. لم يرحم مسيحيا، مثلما سحق المسلم والصابئي والأيزيدي، ومفاصل وجودهم الداخلي، بحيث لم يدع العراق حاضنة لأبنائه، إنما مسخه الى مجمرة في قعر تنور، يتلظى الجميع في سعيرها، منشغلين بدرء الخطر عن ذواتهم؛ كي لا يفكروا بكرسي السلطة.
وهذا ما جعل إستخبارات جيش الطاغية المقبور "تذبح" دازار يوسف زيا هرمز شنقا.. حزت عنقه، من الوريد الى الوريد، بالحبل.
الحبل
للحبل تحولات، منذ عصا موسى، التي إلتهمت سحر فرعون وما يأفكون، الى متاهات الموت التي طوت شباب العراق ألوفا، خلال خمسة وثلاثين عاما من حكم البعث المنحل.
مصطلحات
عاش دازار سبعة وعشرين عاما، منذ ولد العام 1956 الى ان أستشهد في العام 1983، قضاها عسكريا، يظن نفسه يؤدي خدمة وطنية، وحين إكتشف أن صدام يحرف القول عن مواضعه، ويعطي تطبيقا إجرائيا، ينعطف بالمصطلحات من معناها القيمي الى سفاهة التطبيق الذي يخدم مصالحه الجائرة؛ فر!
ولا أحد يجرؤ على ان يقول له.. "لسنا مغفلين" الا وتلاشى فناءً في القول، من دهاليز الامن العامة الى ثرامات الاستخبارات العسكرية.
إجتماعيا
لم يتزوج، ولم يترك سوى الذكر الطيب، في مجتمعه المحلي، في حي "الوحدة" ببغداد، الذي ما زال يستحضر مآثر طيبته الجسور.. فهو لم يعتدِ على أحد، إنما لم يضع له حقٌ.
عمل عسكريا، حتى حين، لأنه لم يتخط الدراسة الإبتدائية، في تحصيله العلمي منهجيا، لكنه خبر الحياة، من المجتمع بعين لماحة وبصيرة مستوعبة؛ لذا أدرك خطأ ايمانه بالعسكرية، في ظل ديكتاتورية المقبور صدام؛ فهرب منها؛ نجاءً بضميره من سوء أداء جيش يضرب شعبه ويحارب من دون قضية!
لذا إعتقل بتهمة الهروب من الخدمة العسكرية، مقتربا من الله وضميره والناس، إبتعادا عن أغراض حكومة تتضاد مع شعبها.
بعد مدة من الاعتقال، قضاها في تعذيب مستمر، أفضى به الى محاكمة صورية، بلغت حد الفكاهة، أصدرت حكما قضائيا بإعدامه شنقاً، وظلت جلاوزة التنظيم الحزبي تلاحق ذويه.. تنغص عيشهم؛ دافعا الثمن وهو في القبر.. أضعافا مضاعفة.
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟