ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 18:49
المحور:
الادب والفن
غصة اسمها أنت .
كان في الانتظار .. الوقت .. وفنجان القهوة الحار .. وكأس الماء المثلج .. وكان عليَّ انتظار الوقت الذي يحملك !
الوقت يمشي بطيئاً .. على أقل من مهله .. ودقات القلب متسارعة .. تجاوزت الحدَّ المسموح فيه .. القهوة حارة جداً .. مذاقها يخلو من السكر .. كمذاق أيامي معك .. لا طعم فيها إلا طعم المرار .
صورتك وقفت أمامي .. باردة ككأس الماء المثلج .. لا الأمس نهض فيها .. ولا اليوم يسعى إليها .. فما سرُّ هذا الجمود .. ولماذا انتصبنا كتمثالين في شارع مهجور من شوارع الحياة ؟
ألم يكن باستطاعتك تجاوز تلك اللحظة وإضافة قطعة من السكر إلى ذلك الحديث اليتيم ؟ لم أستطع تجرع كل هذا العلقم وحدي !
اليوم أنا غريبة على بابك .. وأنتَ توغل في عنادك .. فمن الملام فينا ؟ لست أدري ..
أشعر أنك تقف كغصة متيبسة في ممرات الحلق .. ما عدت تستطيع التقدم إلى الأمام .. ولا التقهقر إلى الوراء .. ما عاد المداد يستطيع أن يرسمك .. ولا عادت الحروف تستطيع أن تكتبك ..
وكل ما فعلتَه أنتَ .. أنك مسحتَ ذلك الماضي السعيد بجرة قلم ! وأحرقت ما تبقى من صحائف بيننا .. فما عدتَ أنتَ أنتَ .. ما عدتَ الماضي .. ولا الحاضر .. ولا المستقبل .
أنتَ فقط صورة متحجرة في ذاكرتي .. لا أستطيع أن ألفظها فأرتاح منها .. ولا أستطيع أن أبتلعها فأمتلىء بها وأكتفي !
فإلى متى سيبقى الوقت رهن الانتظار .. والماضي معلقاً .. والحاضر مغلقاً .. وأنتَ ليس إلا جسراً مفتوحاً للغياب دونما رحمة ؟
إلى متى سيبقى في الحلق .. وفي القلب .. وفي الروح .. غصة اسمها أنتَ ؟
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟