عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 18:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عقيدة المسلم المزعزَعة
ـ مسلم: يا سيدي القاضي، إن هذا الكافر كان ينوي أن يزعزع عقيدتي.
ـ القاضي: ما ردك على هذا الإدعاء يا كافر؟
ـ كافر: قبل أن أردّ عليه سيدي القاضي، أطلب منه أن يشرح لي معنى الزعزعة، فلست أفهم معناها جيّداً.
ـ مسلم: الزعزعة؟...نعم... زعزع يزعزع زعزعة، بمعنى حرّك بشدّة. و زعزعت الريح الشجرة أي حركتها بقوة، و الله أعلم.
ـ كافر: و هل الشجرة ذات الجذور المتغلغلة في الأرض تخشى من زعزعة الريح لها سيدي القاضي؟
هل كلّما تحاججنا مع مسلم، أتى متباكياً لمحكمتكم الموقرة لإلباسنا تهمة الزعزعة السخيفة هته؟
أليست شجرة إيمانه ثابتة في الأرض بما يكفي لتتصدّى للرياح العاتية؟
ألا يؤمن هذا المدّعي الآثم بما يقوله ربه في قرآنه:
( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ ) ؟
لو كانت شجرة خصمي ثابتة و مثمرة، لكانت أسقطَتْ علي بعضاً من ثمارها الطيبة عندما قمت بزعزعتها، و لكنتُ هُديتُ لسواء السبيل.
ألا يعلم هذا المدّعي الأفّاك أن رسوله كان يُكثر في دعائه بقوله:
(اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك)
فهل كان نبيه يخشى على شجرته من الزعزعة يا ترى و قد مكنه إلهه بالذكر الحكيم؟
و إذا كان رسوله يخاف من أن تزعزع شجرة دينه فماذا بوسعي فعله لهذا الرعديد المغرض؟
و هل أنا مكَرتُ به عندما حاججته في أمور دينه سيدي القاضي؟ ألم يكن الإحرى به أن يتدبر قول ربه:
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
هذا المدّعي لا يأمن مكر إلهه الذي يمكنه زعزعة عقيدته بل يمكنه إنتزاعها من قلبه حتى.
ألم يطّلع على ما قاله شيخه ابن القيم (رحمه الله):
(إن العبد إذا علم أن الله - سبحانه و تعالى - مقلب القلوب وأنه يحول بين المرء وقلبه وأنه - تعالى - كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء فما يؤمّنه أن يقلب الله قلبه ويحول بينه وبينه ويزيغه بعد إقامته وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم. )
كان من المفروض ـ سيدي القاضي ـ أن يرفع هذا الأفّاك دعواه على إلهه المريض المخبول و على نبيه المصطفى المسطول.
و لكم واسع النظر.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟