أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حمدى درويش - صحابة الرسول 1- -ابى بكر رئيساً إنتقالى-















المزيد.....

صحابة الرسول 1- -ابى بكر رئيساً إنتقالى-


رائد حمدى درويش

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 21:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اصحابى كالنجوم، بايهم إقتديتم إهتديتم، هكذا اخبرتنا كتب التراث، وهكذا جرت العادة على إحاطة صحابة نبى الإسلام بهالة من القداسة والمثالية.
لكن عندما نتكلم عن ابى بكر سياسياً لابد ان نجرده من القداسة والمثالية التى احيطت به من خلال الموروث الدينى كى نرى كيف نشأت الخلافة الإسلامية وكيف خرجت من مهدها حتى اصبحت كحلم هيكل سليمان يراود كل مسلم متحجر الفكر منغمس فى اوهام الماضى.
وللإيضاح ومن منطلق خلع القدسية وكشف الهالة عن الشخصيات الرئيسية يكون هناك سؤال مشروع وهو
كيف أتى أبو بكر رئيساً إنتقالياً على رأس الدولة؟

ما هو موجود فى كتب السيرة والثابت فى كتب التاريخ ان النبى محمد مات فى يوم الإثنين 12 ربيع الأول عام 11 للهجرة ودفن بعد وفاته بثلاثة ايام.

وقد انشغل اهل بيته بتجهيزه وتكفينه وكان فى مقدمتهم علي بن أبي طالب والعباس عم النبى وأولاد العباس وايضاً الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله اما بقية المهاجرين ومعهم بعض من الأنصار التفوا حول أبو بكر وعمر بن الخطاب فى مسجد الرسول إذ جائهم رجل يخبرهم أن طائفةً من الأنصار على رأسهم “سعد بن عبادة” قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وأنهم في صدد تعيين خليفة لإمامة وحكومة المسلمين فإن كان لكم بأمر الناس (اى الحكم) حاجة فأدرِكوا الناس قبل أن يتفاقم أمر الأنصار(1) فهرعو مسرعين بقيادة أبو بكر وعمر الى سقيفة بنى ساعده بعد علمهم بالخبر وسرعان ما وصلوا اليها حتى وجدوا الأنصاروقد عصَّبوا “سعد بن عبادة ” بعصابة وأجلسوه في وسط السقيفة، وكان يخطب فيهم إلا انه كان رجل مريض وصوته ضعيف لم يكن يصل إلى كل من كان بالجمع فكان ابنه قيس بن سعد، ينقل كلامه جملة جملة بصوت مرتفع للمجتمعين(2).  مما يتضح لنا انها معركة محسومه بالفعل اذا كان منافس هذا الشيخ المسن المريض أبو بكر وعمر بن الخطاب.

فبعد ان اثنى سعد بن عبادة على الرسول واشاد بدور الأنصار فى نصرة رسالة محمد (ص) بعدما لاقى ما لاقاه بين اهله بضع عشرة سنه ولم يؤمن به إلا قليل وكان الفضل لكم انتم الأنصار وانهى خطبته فرد عليه الحضور جميعا: أن قد وُفِّقْتَ في الرأي، وأصبت في القول، ولـن نعدو، ما رأيت، توليَتَكَ هذا الأمر، فأنت مَـقْـنَع ولِصَالِح المؤمنين رضا»

وكما ذكر ابن هشام في سيرته، ان عمر قال «…فلما سكت (أي سعد) أردتُ أن أتكلم وقد زَوَّرْتُ في نفسي مقالة قد أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وكنت أداري منه بعض الحد, فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر، فكرهت أن أغضبه، فتكلَّمَ، وكان أعلم مني وأوقر، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته، أو مثلها أو أفضل» وبدون ان نطيل على حضراتكم فألقى أبو بكر بخطبته وفى نهايتها قدم  لهم  ” أبو عبيدة بن الجراح وعمر بن الخطاب ” ليختاروا منهم واحد مع علم ابو بكر بأنها ستأول اليه لانه يعلم تماماً أن أبو عبيدة بن الجراح وعمر بن الخطاب سيرفضا ذلك وسيبايعوه لانه اول من كان برفقة محمد (ص) وهو اعلم منهم واكثرهم حكمة واكبرهم سناً فكان حقاً هو الرئيس الإنتقالى الأصلح من وجهة نظرهم لكن الأمر كان يلزمه بعض من الحيله والذكاء حتى يخضع الى هذا الإختيار معظم الناس عن طيب خاطر .

ولم يقع ذلك على هوى الأنصار فاقترحوا ان يكون امر الحكم مناصفة بين المهاجرين والأنصار فابى عمر بن الخطاب قائلاً جملته الشهيرة “هيهات هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد، إنه والله لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا ينبغي لها أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم وأولو الأمر منهم، لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مُدْلٍ بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة ” بتلك العبارات القصيره اعلن عمر ابن الخطاب انقلابه على الشورى الصورية واتضح الأمر لسعد بن عباده انه لا تشاور فى هذا الأمر وان الحكم للقوة والسيف كما اشار عمر بن الخطاب وبدون الإطاله ظل سعد بن عباده لا يعترف بتلك الدوله فكان سعد بن عبادة لا يصلي بصلاتهم حتى صلاة الجمعة، فلم يزل كذلك حتى تُوُفِّيَ أبو بكر فخرج إلى الشام بعد تولى عمر بن الخطاب ولم يبايع لأحد(3).

وقد حدث كل ذلك والرسول لم يدفن حتى تأخر دفنه ثلاثة ايام.

وبذلك أصبح أبو بكر الصديق أول من حمل راية الدوله بعد وفاة الرسول فى سنه 11 من الهجرة.

ومن القراءه فى ” سقيفة بنى ساعده ” ان المسلمين يومئذ يقدمون على حكومة ” مدنيه دنيويه ” لذلك استحلوا الجدال فيها والمناقشه الطويله التى حدثت فى ” سقيفة بنى ساعده ” ولو كانوا يقبلوا على حكومة دينيه لحسم أبو بكر وعمر بن الخطاب ذلك بدون النقاش الطويل واللجوء إلى نص قرآني او حديث يحسم ذلك الجدال لصالحهم لكن هذا ما حدث.

تولى أبو بكر مقاليد الحكم فى سنه 11 من الهجرة وكان بالفعل هناك من هو رافض لحكومة أبو بكر فكان من البديهى ان كل من رفض الخضوع لحكومة ابى بكر الصديق ان يمتنع عن دفع الزكاة معرباً عن رفضه لدوله أبو بكر.

وكانت تلك هى اهم اسباب او السبب الأساسى لقيام ابى بكر بشن الحرب عليهم، الحرب التى استمرت حتى عام 13 من الهجرة.

قتل فيها من قتل ولكنها كانت ضروريه بالنسبة لحكومة ابى بكر لإحكام سيطرته على الدوله فيما يعرف فى الادبيات السياسة باثبات هيبة الدوله وقمع كل البؤر المعارضه التى لا توجد إلا فى الآنظمه الفاشيه ولعل اشهر من قتل فى حروب الرده هو ” مالك بن نويره ” الذى امر ” خالد بن الوليد ” فضرب عنقه، ثم أُخذت رأسه بعد ذلك فجعلت اثفية القدر ( اى الحجر الذى يوضع تحت القدر ويوقد عليها النار للطبخ ) .

قتل هذا الرجل مع علم خالد بن الوليد انه لا يزال على الإسلام فقد اخبره قبل مقتله انه لا يزال على الإسلام لكنه لم يؤدى الزكاة الى صاحبه ” اى أبو بكر ” ولم يكن هو وحده الذى شهد لنفسه بالإسلام فقد شهد له ايضا عمر بن الخطاب اذ يقول لابى بكر ” ان خالداً قتل مسلماً فاقتله “.

وهناك ايضاً الكثير ممن اتبعوا رسالة محمد ورفضوا حكومة أبو بكر فيقول احدهم وهو الخطيل بن اوس اخو الحصين بن اوس ملخصاً مأساتهم لمعارضتهم لحكم أبو بكر:

اطعنا رسول الله ما كان بيننا                     فيا لعباد الله ما لابى بكر

ايورثنا بكراً اذا مات بعده                        وتلك لعمر الله قاصمة الظهر(4)

هذا جزء بسيط مما فعله أبو بكر لتوليه السلطه واحكامه السيطره على دولته ومن المؤكد أن هناك الكثير والكثير من الحقائق التى يريد الظلام ان يمحوها من التاريخ حتى يعيد أنظمة عفا عليها الزمن، مستخدمين موروثات باطلة ظلوا يقدسوا فيها حتى اصبحت تابوهات لا يمكن الإقتراب منها ولا معرفة ما هو تاريخا وكيف وماذا فعلت بكل موضوعيه، فنجد ان المسلم البسيط لا يرى فى أبو بكر غير انه ” أبو بكر الصديق ” وفى عمر بن الخطاب غير ” الفاروق عمر وحكمت فعدلت يا عمر ” وخالد بن الوليد ” سيف الله المسلول ” بدون النظر الى حياتهم كأشخاص من الممكن ان يوجه اليهم النقد ومن الممكن ايضاً انك لو عاصرتهم وشاهدت افعالهم لكنت من اشد المعارضين لهم .

——————–

الهوامش :

(1) أنظر سيرة ابن هشام ج 4 / ص 656 (القاهرة، بتحقيق السقا والأبياري والشلبي) (ت).

(2) أنظر”الإمامة والسياسة” لابن قتيبة، ج 1/ص12 (القاهرة، بتحقيق الد.طه محمد الزيني)

(3) الإمامة والسياسة: ج 1/ ص 14.

(4) تاريخ الطبرى ج3 ص 223





#رائد_حمدى_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حمدى درويش - صحابة الرسول 1- -ابى بكر رئيساً إنتقالى-