|
هاضوم المهضوم
هشام الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:01
المحور:
كتابات ساخرة
يحكى وفي مامضى من سالف العصر والأيام ؛أن الحيوان كان يتكلم مثل الانسان و أن هناك غابه تقع في بلد اسمه ((عراق)) وكان من سوء حضه قد تربع على رأس الرجاء الطالح حاميا وحارسا أمينا للبوابة الشرقية لجزر الياجوج آكلة لحوم البشر وكانت تلك الغابة يملكها مليك عتيد يدعى ((هَاضُوم))الذي أرسى قواعد الديمقراطية وإلغاء نظرية المؤامرة والتأكيد على إن البقاء للمساكين والفقراء حصرا ويحسب ايضا لهذا الملك انه طبقت في عهده عقوبة قطع الرؤوس للمذنبين كمانادى باحترام الآخر فكانت تلك الغابة تنعم بالأمن والأمان والإيمان حتى شاخ هاضوم وأصبح كهلا يقضي يومه بدعاء لا يدعو بغيره صباح مساء ((اللهم اكفني شر بني آدم)) ولطالما كان ((شبلا)) صغير هاضوم يسمع دعاء أبيه مرارا وتكرارا وذات يوم جاء الشبل لابيه متوسلا فقال له: ياابت لقد ذقت ذرعا بهذا الذي ما فتئت تدعو من الله ان يكفيك شره دعني آتيك برأسه قبل أن تقوم من عرينك هذا فضحك الأب فقال يأبني أوصيك منه ... الحذر من غدره ومكره لا تمئنن جانبه وان قدرت على التهامه ولا تصدقه ان سمعت مقالته انه يقول مالا يفعل ولا يفعل ما يقول تجده أحيانا كالجَحْمَرِش((لأرنب الضخمة أو الأرنب المُرْضِع)) وأحيانا أخرى كالسفواء ((أنثى البغل)) بابني عجيب امر هذا المخلوق فحذاري منه حذار . انتفض الشبل الثائر وارتبكت هرموناته الذكرية وارتعشت أوداجه وانتفخت عروقه التي تحيط ببلعومه وكأنه أصيب بارتفاع ضغط الدم المزمن أو السكري أعاذنا الله وإياكم رغم ان هذا الشبل كان يتمتع بذكاء غريزي ورثه عن أبيه والمهم في الحكاية أيها السادة وبعد توسل وإلحاح شديدين من قبل هذا الشبل ((الجيفاري)) همس هاضوم بإذن ولده أن يذهب ويبحث عن هذا ((بني آدم)) وبدأت الرحلة بالنسبة لولي العهد الشبل باتجاه الشمال أولا وهو يزأر فإذا به يصادف حمارا يقتات مما تفضلت به أديم الأرض فتوفق الشبل وتوجس في نفسه حذرا فقال وجدته انه هو فقال له بازدراء من أنت أيها البائس ؟ هل أنت من بني آدم ؟ فنهق نهقة حزينة وقال له آه ثم آه أيها الملك لا تذكرني فلطالما كرهته فكنت له عبدا مطيعا وخادما أمينا لكنه لم يحفظ نوعي وقضى على أجدادي وأحفادي فهو ناكر للجميل وما أن يمرض احدنا حتى يرمي به إلى الزبالة ... او كما ظهرت بهذه الأيام فتوى تبيح له قتلنا بموضة العمليات الاستحماريه اسكت ارجوك واتركني بهمي وغمي فانا ياسيدي ادعى الحمار....وكنيتي أبو صابر فتركه الشبل ليواصل رحلته البلهاء هذه حتى زالت الشمس قليلا فإذا به يجد بقره يتدلى ثدييها وهما يخطان بتلك المروج فتوفق الشبل متعجبا فسال البقرة من أنت أيها المترهل الأحمق؟ اانت بني آدم؟ فأطلقت البقرة خوارا حزينا حطم صمت الغابة ثم فالت له بصوت خواري حزين آه ثم آه أيها الملك المفدى لا تذكرني بسيرة هذا الجلف الصلف فلطالما كنت له نهرا من الفيتامينات يغترف منه ومشكاة من السعرات الحراريه يتغذى لحمه مني وينبت شعره من لبني ورائبي وحين تهوى نفسه ذبحني ليأكلني ثم يرمي عظامي إلى الكلاب .. انه زنديق ناكر الجميل .. اسكت اسكت أرجوك فانا ادعى البقرة فاستشاط به الغضب وعلا زئيره وزاد نفيره وواصل الرحلة وهو يتمتم من يكون هذا وكيف سأذبحه وأحمل رأسه نذرا لوالدي حتى غشيه الليل وأصبح اليوم التالي مواصلا مسيرته بحثا عن مايسمى ((بني آدم)) فوجد بعيرا يجتر كعادته فناداه باستعلاء من أنت أيها الأحمق الطويل؟ اانت بني آدم؟ فرغى الجمل رغاء عزيز قوم ذل وأردف قائلا يا ابني لا يخدعك جسمي وطول رقبتي فلطالما اضطهدني بني آدم فانا كنت له مطيا آمنا واحتمله أياما وشهور يمتطيني اقطع به القفار والصحارواعبر به الانهاراحمل على ظهري أثقاله حتى اذا اشتد بي العطش لا يسقيتي والماء اسقل رقبتي وهو ينعم ويتلذذ به اسكت اسكت لا تذكرني به فواصل الرحلة ومشى وسط تلك الأدغال بحثا وانتقاما حتى إذا وجد شيخا عجوزا قد انحنى ظهره يمسك بيده مسبحة وباليد الأخرى يمشط لحيته المسترسلة وهنا توقف الشبل وقال في نفسه ألان قد وجدته انه هو فقال من أنت أيها الأبله ؟ أأنت من بني ادم ؟ فقال الشيخ بعد أن استقام ونهض من مكانه .. نعم إنا هو ماتريد ؟ فقال الشبل او تسالني وتعلم حاجتي ؟ أريد أن آكلك أيها الشقي فلقد لقيت رهفا من رحلة البحث عنك وهنا صمت الشيخ برهه وتبسم في وجه الشبل فقال لك هذا ياولي العهد ولكن دعنا نعقد اتفاقا فقال الشبل ماهو؟ فقال الشيخ وما ادراني انك قادر على التهامي فلربما استطيع أن أغلبك؟ فقال الشبل باستهزاء تغلبني؟ كيف ؟ فقال الشيخ امهلني اذهب الى البيت واحضر سلاحا فقال له اذهب واحضر غاز الخردل إن استطعت فلست معنيا بقناع الوقاية حتى ,فقال له الشيخ وما يدريني لعلك تهرب ؟ الشبل : اهرب منك ؟ الشيخ :نعم الشبل : وماذا تريد من ضمان الشيخ ضماني الوحيد هو أن أربطك لتلك الشجرة حتى أعود فوافق الشبل على ربطه إلى قامة شجرة وبعد أن تأكد الشيخ من قوة وثاقه ووثيقته هنا أطلق الشيخ ضحكة هستيريه وامسك بإذن الشبل فقال له غلبتك ايها المسكين بهذه الجوهرة مشيرا بسبابته الى هامته ”أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلٍ ... فاتّبعْهُ فكلّ عقلٍ نبي“ أبو العلاء المعري
#هشام_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلاله شيطانيه
-
المتحولون
-
حرب داعش وابن .........
-
خليلات العبد
-
((سبيتي)) الشاطر
-
من باع من؟
-
ميد ان داعش
-
دموع صديقتي
-
داعش وحز الرؤوس
-
حب ارهابي قصه قصيره
-
اوراك
-
تحية حب الى ابا صابر العراقي
-
تحيه لك ابا صابر
-
أبا بكر أيها المتبغدد
-
الكتله الاكبر ... الضرع اللبون
-
رساله الى خليفة المسلمين
-
جنة الدواعش
-
سقوط الحدباء وهروب الجبناء
-
النظر من خرم الابره المستورده
-
رسالتان عراقياتان
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|